الفاندال
الفاندال (أو الوندال) Vandal من الشعوب الجرمانية القديمة، اشتهر بالترحال والغزو والقتال. يتصف تاريخه الباكر بالغموض، ويعتقد أنهم غادروا مواطنهم الأصلية في جنوب اسكندنافيا قبيل بداية العصر المسيحي واستقروا على الشواطئ الجنوبية لبحر البلطيق.
ورد ذكر الفاندال أول مرة عند المؤرخين الرومان، وعلى رأسهم بلينيوس الأكبر[ر] وتاكيتوس[ر] في مقالته عن جرمانيا بوصفهم تجمعاً قبلياً كبيراً يضم شعوباً جرمانية مختلفة. كانوا ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين هما الهسدينغ Hasdingi والسيلينغ Silingi.
في القرن الثاني الميلادي تحرّكوا جنوباً باتجاه وسط أوربا، وشاركوا في حروب ماركوس أوريليوس المركومانية (170-180م) ثم استقروا في بانونيا (المجر حالياً) وصاروا جيراناًَ للقوط الغربيين الذين احتلوا داكيا ( رومانيا حالياً) عام 207م تقريباً، وكثيراً ما كانت تقوم بينهم الغارات والهجمات المتبادلة. انخرط بعضهم في الجيوش الرومانية مرتزقة، وبرز من هؤلاء ستيليكو Stilicho، الذي تسلم قيادة الجيوش الرومانية في عهد الامبراطور ثيودوسيوس الكبير Theodosius وابنه هونوريوس Honorius ما بين (385-408م).
لم يكن الفاندال خطراً جدياً على الامبراطورية الرومانية حتى أواخر عام 406م، عندما زحفوا غرباً مدفوعين بتقدم قبائل الهون المغولية التي اجتاحت وسط أوربا، وهكذا عبروا نهر الراين بأعداد كبيرة مع قبائل الألان Alans والسويبي Suebi، واجتاحوا بلاد الغال ودمروا مدناً عدة فيها. وفي عام 409م عبروا جبال البيرينيه ودخلوا إسبانيا وأعملوا فيها السلب والنهب عامين كاملين. ولما كان امبراطور الغرب الروماني هونوريوس أعجز من أن يتصدى لهم، فقد استعان بالقوط الغربيين لكسر شوكتهم فخاضوا معهم وقائع حربية مظفرة عدة، وتمكنوا من إبادة القسم الأعظم من قبائل السيلينغ والألان، الذين انضمت بقاياهم إلى الفاندال الهسدينغ وصار ملوكهم منذ ذلك الوقت يعرفون باسم «ملوك الفاندال والألان». وعلى أثر ذلك تحركوا جنوباً بقيادة ملكهم غوندريك Gunderic، واستقروا في الأندلس التي أعطوها اسمهم Andalusia. وفي عام 429م عبر الفاندال بقيادة ملكهم غيسريك (جيسريك في المراجع العربية) Gaiseric مضيق جبل طارق إلى شمال إفريقيا، وكانوا نحو ثمانين ألفاً. ويذكر المؤرخان بروكوبيوس[ر] Prokopios ويوردانيس Jordanes أنهم جاءوا إليها بدعوة من حاكم إفريقيا الروماني بونيفاتيوس Bonifatius.
كان غيسريك محارباً عنيداً وسياسياً داهية محنكاً، وعندما نزل أرض إفريقيا انضم إليه كثير من سكان المغرب العربي الناقمين على الحكم الروماني، ورحب به الدوناتيون (أتباع مذهب دوناتوس Donatus) الذين كانوا يعانون اضطهاد المسيحيين الكاثوليك. وهزمت جحافل الفاندال الوالي الروماني، الذي تقهقر إلى مدينة هبّو Hippo (عنابة حالياً) حيث أثار القديس أوغسطين[ر] Augustinus الطاعن في السن حمية أهلها، فهبوا يدافعون عن مدينتهم التي قاست أهوال الحصار أربعة عشر شهراً (430-431م) توفي في أثنائها ابنها العظيم أوغسطين، وأوقع غيسريك هزيمة منكرة بجيش روماني آخر، واحتل إقليم نوميديا، ثم انقض على مدينة قرطاجة واستولى عليها عام 439م، من دون مقاومة واتخذها عاصمة ملكه.
وهكذا قامت مملكة الفاندال في شمالي إفريقيا، واعترف بها الامبراطور فالنتنيان Valentinianus عام 442م، فكانت بذلك أول مملكة جرمانية على الأراضي الرومانية. كانت شمالي إفريقيا آنذاك من أكثر ولايات الغرب ازدهاراً وسكاناً، وكانت أهراء روما ومصدر تموينها الأساسي بالحبوب، وبخسارتها بدأ العد التنازلي لسقوط روما. كما أن الفاندال أسسوا أسطولاً بحرياً كبيراً تمكنوا بوساطته من بسط سيطرتهم على الحوض الغربي للبحر المتوسط، فاحتلوا صقلية وسردينيا وكورسيكا وجزر الباليار، ثم شنّوا غاراتٍ على شواطئ إيطاليا.
استغل الفاندال مقتل الامبراطور فالنتنيان، فهاجموا روما نفسها عام 455م، وأعملوا فيها السلب والنهب أسبوعين كاملين، وتركوها محملين بالغنائم والكنوز والتحف الفنية وآلاف الأسرى، وعلى رأسهم الامبراطورة يودكسيا وابنتاها، على أن إحدى ابنتيها تزوجت ابن غيسريك. وهكذا «ثأرت قرطاجة لنفسها من قسوة روما عليها في عام 146ق.م وكانت في انتقامها هذا رقيقة رحيمة»، كما يقول ول ديورانت، لأن الفاندال لم يحرقوها ويذبحوا سكانها ويزيلوها من الوجود، كما فعل الرومان من قبل.
وفي عام 472م اعترف امبراطور الشرق الروماني زينون Zenon بمملكة الفاندال، التي عقد معها «سلماً أبدياً». ولكن الفاندال تأثروا تدريجياً بمظاهر الحضارة الرومانية وخاصة بعد موت ملكهم الكبير غيسريك، الذي كان بلا شك من أعظم شخصيات القرن الخامس الميلادي، وقد خلفه على عرش قرطاجة ابنه هونريكHunrich ما بين (477-484م) الذي اضطهد الكنيسة الكاثوليكية، ولكن خليفته غونتاموندGunthamund ما بين (483-496م) سمح لها بحرية العبادة، وتجددت حملة الاضطهاد في عهد الملك ترازاموندThrasamund ما بين (496-523م) الذي تزوج أمالافريدا Amalafrida شقيقة ملك القوط ثيودريك Theoderich. وبدأت قوة الفاندال الحربية تخمد وتتراجع، وصار الضعف واضحاً في أثناء حكم الملكين الأخيرين، هيلدريكHilderich ما بين (523-530م) الذي كان قد شب في بلاط القسطنطينية، ونشأ رومانياً أكثر منه فاندالياً، فعزله ولي عهده غليمارGelimr ما بين (530- 534م) وسجنه. واستغل الامبراطور جستنيان[ر] Justinianus هذه الظروف فأرسل قائده الشهير بليزاريوس Beliarius عام 533م إلى شمالي إفريقيا فتمكن في معارك مظفرة عدة من القضاء على مملكة الفاندل، وأسر ملكهم غليمار الذي اقتيد إلى القسطنطينية فأمضى بقية حياته في آسيا الصغرى.
تميزت مملكة الفاندال من غيرها من الممالك الجرمانية بنظامها السياسي والاجتماعي، فقد كان الفاندال لا يؤلفون إلى جانب السكان الوطنيين والمستوطنين الرومان سوى أقلية ضئيلة، لذلك بقوا متكتلين ومجتمعين حول العاصمة قرطاجة ومنظمين في وحدات عسكرية، وظلوا متمسكين بهويتهم ولم يكن يسمح لهم بالزواج من أجنبيات للحفاظ على الروح العسكرية، ولكن هذه السياسة المنغلقة أدت في النهاية إلى تناقص أعدادهم وضعف قوتهم، ومن ثمَّ هزيمتهم السريعة على أيدي قوات بليزاريوس. أما على الصعيد السياسي فقد قضى غيسريك على نفوذ أمراء الفاندال وأقام نظاماً عسكرياً صارماًَ يخضع لسلطة الملك المطلقة الذي يقرر السلم والحرب، وصارت وراثة العرش من حق أكبر أعضاء الأسرة المالكة سناً.
ويتجلى الطابع العسكري لهذه المملكة في أسطول بحري قوي إلى جانب جيش بري يقوده زعماء الفاندال، الذين كانوا يواجهون على الصعيد الداخلي تهديدين كبيرين؛ أولهما المواطنون الرومان والكاثوليك، وثانيهما تهديد السكان الأصليين في داخل البلاد.
كان الفاندال مثل معظم القبائل الجرمانية من أتباع المذهب الأريوسي[ر] لذلك اتبعوا سياسة معادية للكاثوليك الذين صودرت كنائسهم وممتلكاتها، وأبعد أساقفتهم ومنعت الطقوس الكاثوليكية. وقد ولدت هذه السياسة الدينية عداءاً مستتراً ولكنه دائم.
انتهى حكم الفاندال بعد قرن من الزمن وسقط لانعزالهم وللظروف التاريخية التي وُجدوا فيها، وكانوا سبباً في تراجع حضارة شمالي إفريقيا واقتصادها.
وقد عادت في القرن الثامن عشر ذكرى غزوات الفاندال وحملاتهم الحربية، فنشأ مصطلح الفاندالية Vandalisme الذي انتقل إلى سائر اللغات الأوربية ليدل على أي نزعة همجية تخريبية للآثار الفنية والفكرية والحضارية.
محمد الزين
الفاندال (أو الوندال) Vandal من الشعوب الجرمانية القديمة، اشتهر بالترحال والغزو والقتال. يتصف تاريخه الباكر بالغموض، ويعتقد أنهم غادروا مواطنهم الأصلية في جنوب اسكندنافيا قبيل بداية العصر المسيحي واستقروا على الشواطئ الجنوبية لبحر البلطيق.
ورد ذكر الفاندال أول مرة عند المؤرخين الرومان، وعلى رأسهم بلينيوس الأكبر[ر] وتاكيتوس[ر] في مقالته عن جرمانيا بوصفهم تجمعاً قبلياً كبيراً يضم شعوباً جرمانية مختلفة. كانوا ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين هما الهسدينغ Hasdingi والسيلينغ Silingi.
في القرن الثاني الميلادي تحرّكوا جنوباً باتجاه وسط أوربا، وشاركوا في حروب ماركوس أوريليوس المركومانية (170-180م) ثم استقروا في بانونيا (المجر حالياً) وصاروا جيراناًَ للقوط الغربيين الذين احتلوا داكيا ( رومانيا حالياً) عام 207م تقريباً، وكثيراً ما كانت تقوم بينهم الغارات والهجمات المتبادلة. انخرط بعضهم في الجيوش الرومانية مرتزقة، وبرز من هؤلاء ستيليكو Stilicho، الذي تسلم قيادة الجيوش الرومانية في عهد الامبراطور ثيودوسيوس الكبير Theodosius وابنه هونوريوس Honorius ما بين (385-408م).
لم يكن الفاندال خطراً جدياً على الامبراطورية الرومانية حتى أواخر عام 406م، عندما زحفوا غرباً مدفوعين بتقدم قبائل الهون المغولية التي اجتاحت وسط أوربا، وهكذا عبروا نهر الراين بأعداد كبيرة مع قبائل الألان Alans والسويبي Suebi، واجتاحوا بلاد الغال ودمروا مدناً عدة فيها. وفي عام 409م عبروا جبال البيرينيه ودخلوا إسبانيا وأعملوا فيها السلب والنهب عامين كاملين. ولما كان امبراطور الغرب الروماني هونوريوس أعجز من أن يتصدى لهم، فقد استعان بالقوط الغربيين لكسر شوكتهم فخاضوا معهم وقائع حربية مظفرة عدة، وتمكنوا من إبادة القسم الأعظم من قبائل السيلينغ والألان، الذين انضمت بقاياهم إلى الفاندال الهسدينغ وصار ملوكهم منذ ذلك الوقت يعرفون باسم «ملوك الفاندال والألان». وعلى أثر ذلك تحركوا جنوباً بقيادة ملكهم غوندريك Gunderic، واستقروا في الأندلس التي أعطوها اسمهم Andalusia. وفي عام 429م عبر الفاندال بقيادة ملكهم غيسريك (جيسريك في المراجع العربية) Gaiseric مضيق جبل طارق إلى شمال إفريقيا، وكانوا نحو ثمانين ألفاً. ويذكر المؤرخان بروكوبيوس[ر] Prokopios ويوردانيس Jordanes أنهم جاءوا إليها بدعوة من حاكم إفريقيا الروماني بونيفاتيوس Bonifatius.
كان غيسريك محارباً عنيداً وسياسياً داهية محنكاً، وعندما نزل أرض إفريقيا انضم إليه كثير من سكان المغرب العربي الناقمين على الحكم الروماني، ورحب به الدوناتيون (أتباع مذهب دوناتوس Donatus) الذين كانوا يعانون اضطهاد المسيحيين الكاثوليك. وهزمت جحافل الفاندال الوالي الروماني، الذي تقهقر إلى مدينة هبّو Hippo (عنابة حالياً) حيث أثار القديس أوغسطين[ر] Augustinus الطاعن في السن حمية أهلها، فهبوا يدافعون عن مدينتهم التي قاست أهوال الحصار أربعة عشر شهراً (430-431م) توفي في أثنائها ابنها العظيم أوغسطين، وأوقع غيسريك هزيمة منكرة بجيش روماني آخر، واحتل إقليم نوميديا، ثم انقض على مدينة قرطاجة واستولى عليها عام 439م، من دون مقاومة واتخذها عاصمة ملكه.
وهكذا قامت مملكة الفاندال في شمالي إفريقيا، واعترف بها الامبراطور فالنتنيان Valentinianus عام 442م، فكانت بذلك أول مملكة جرمانية على الأراضي الرومانية. كانت شمالي إفريقيا آنذاك من أكثر ولايات الغرب ازدهاراً وسكاناً، وكانت أهراء روما ومصدر تموينها الأساسي بالحبوب، وبخسارتها بدأ العد التنازلي لسقوط روما. كما أن الفاندال أسسوا أسطولاً بحرياً كبيراً تمكنوا بوساطته من بسط سيطرتهم على الحوض الغربي للبحر المتوسط، فاحتلوا صقلية وسردينيا وكورسيكا وجزر الباليار، ثم شنّوا غاراتٍ على شواطئ إيطاليا.
استغل الفاندال مقتل الامبراطور فالنتنيان، فهاجموا روما نفسها عام 455م، وأعملوا فيها السلب والنهب أسبوعين كاملين، وتركوها محملين بالغنائم والكنوز والتحف الفنية وآلاف الأسرى، وعلى رأسهم الامبراطورة يودكسيا وابنتاها، على أن إحدى ابنتيها تزوجت ابن غيسريك. وهكذا «ثأرت قرطاجة لنفسها من قسوة روما عليها في عام 146ق.م وكانت في انتقامها هذا رقيقة رحيمة»، كما يقول ول ديورانت، لأن الفاندال لم يحرقوها ويذبحوا سكانها ويزيلوها من الوجود، كما فعل الرومان من قبل.
وفي عام 472م اعترف امبراطور الشرق الروماني زينون Zenon بمملكة الفاندال، التي عقد معها «سلماً أبدياً». ولكن الفاندال تأثروا تدريجياً بمظاهر الحضارة الرومانية وخاصة بعد موت ملكهم الكبير غيسريك، الذي كان بلا شك من أعظم شخصيات القرن الخامس الميلادي، وقد خلفه على عرش قرطاجة ابنه هونريكHunrich ما بين (477-484م) الذي اضطهد الكنيسة الكاثوليكية، ولكن خليفته غونتاموندGunthamund ما بين (483-496م) سمح لها بحرية العبادة، وتجددت حملة الاضطهاد في عهد الملك ترازاموندThrasamund ما بين (496-523م) الذي تزوج أمالافريدا Amalafrida شقيقة ملك القوط ثيودريك Theoderich. وبدأت قوة الفاندال الحربية تخمد وتتراجع، وصار الضعف واضحاً في أثناء حكم الملكين الأخيرين، هيلدريكHilderich ما بين (523-530م) الذي كان قد شب في بلاط القسطنطينية، ونشأ رومانياً أكثر منه فاندالياً، فعزله ولي عهده غليمارGelimr ما بين (530- 534م) وسجنه. واستغل الامبراطور جستنيان[ر] Justinianus هذه الظروف فأرسل قائده الشهير بليزاريوس Beliarius عام 533م إلى شمالي إفريقيا فتمكن في معارك مظفرة عدة من القضاء على مملكة الفاندل، وأسر ملكهم غليمار الذي اقتيد إلى القسطنطينية فأمضى بقية حياته في آسيا الصغرى.
تميزت مملكة الفاندال من غيرها من الممالك الجرمانية بنظامها السياسي والاجتماعي، فقد كان الفاندال لا يؤلفون إلى جانب السكان الوطنيين والمستوطنين الرومان سوى أقلية ضئيلة، لذلك بقوا متكتلين ومجتمعين حول العاصمة قرطاجة ومنظمين في وحدات عسكرية، وظلوا متمسكين بهويتهم ولم يكن يسمح لهم بالزواج من أجنبيات للحفاظ على الروح العسكرية، ولكن هذه السياسة المنغلقة أدت في النهاية إلى تناقص أعدادهم وضعف قوتهم، ومن ثمَّ هزيمتهم السريعة على أيدي قوات بليزاريوس. أما على الصعيد السياسي فقد قضى غيسريك على نفوذ أمراء الفاندال وأقام نظاماً عسكرياً صارماًَ يخضع لسلطة الملك المطلقة الذي يقرر السلم والحرب، وصارت وراثة العرش من حق أكبر أعضاء الأسرة المالكة سناً.
ويتجلى الطابع العسكري لهذه المملكة في أسطول بحري قوي إلى جانب جيش بري يقوده زعماء الفاندال، الذين كانوا يواجهون على الصعيد الداخلي تهديدين كبيرين؛ أولهما المواطنون الرومان والكاثوليك، وثانيهما تهديد السكان الأصليين في داخل البلاد.
كان الفاندال مثل معظم القبائل الجرمانية من أتباع المذهب الأريوسي[ر] لذلك اتبعوا سياسة معادية للكاثوليك الذين صودرت كنائسهم وممتلكاتها، وأبعد أساقفتهم ومنعت الطقوس الكاثوليكية. وقد ولدت هذه السياسة الدينية عداءاً مستتراً ولكنه دائم.
انتهى حكم الفاندال بعد قرن من الزمن وسقط لانعزالهم وللظروف التاريخية التي وُجدوا فيها، وكانوا سبباً في تراجع حضارة شمالي إفريقيا واقتصادها.
وقد عادت في القرن الثامن عشر ذكرى غزوات الفاندال وحملاتهم الحربية، فنشأ مصطلح الفاندالية Vandalisme الذي انتقل إلى سائر اللغات الأوربية ليدل على أي نزعة همجية تخريبية للآثار الفنية والفكرية والحضارية.
محمد الزين