الصيدلة pharmacie هي علم وفن تحضير الأدوية التي تتصف بالفعالية العظمى،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصيدلة pharmacie هي علم وفن تحضير الأدوية التي تتصف بالفعالية العظمى،

    الصيدلة

    الصيدلة pharmacie هي علم وفن تحضير الأدوية التي تتصف بالفعالية العظمى، والمقدار الدوائي بدقة كبيرة، والمقدمة بالشكل الذي يرضي المريض.
    فالصيدلة علم لأنها تعتمد على مختلف العلوم: علم النبات، وعلم الحيوان، والكيمياء، والتشريح، وعلم الجراثيم، والفيزياء، فمن مرحلة العلوم الطبيعية إلى العلوم الفيزكيميائية مروراً بدراسة تأثير الأدويةpharmacodynamie، أمكن التوصل إلى معالجة الأمراض thérapeutique باستعمال الأدوية. وبالتالي فإن الصيدلة وعلم تأثير الأدوية والمعالجة فروع كبيرة لعلم واسع جداً هو علم الأدوية pharmacologie.
    وهي فن لأنها تعتمد على طرائق خاصة لتحضير الدواء توجب اتباع تقنية محددة واختيار حكيم للمواد الدوائية، من مواد فعالة وسواغات excipients، ومراقبة نقاوته وفعاليته بدقة.
    مرت الصيدلة عبر تاريخها بمراحل عديدة وطويلة. فلم يميز بين الطب والصيدلة في البدء. إذ كان «الطبيب» هو الذي يحضر «الدواء» من مواد نباتية أو حيوانية أو معدنية، معتمداً في ذلك على التجربة المتوارثة وخبرات العاملين في هذا المجال. ثم أخذ تحضير «الأشكال الصيدلانية» ينفصل عن الطب شيئاً فشيئاً. فقد كان أبقراط[ر] (400ق.م) Hippocrateيترك لمساعديه العناية بتحضير العلاجات. أما جالينوس[ر] (131 إلى 210م) Claudius Galenus «أبو الصيدلة» فقد كتب مؤلفات عديدة في الطب والصيدلة، وقام بتحضير العديد من الأشكال الصيدلانية،كما وصف طرائق خاصة لتحضيرها. ولهذا فقد دعي العلم الذي اهتم بتحضير الأدوية بالصيدلة الجالينوسية Pharmacie Galénique الذي يمثل فرعاً أساسياً من فروع الصيدلة.
    أسهم العرب إسهاماً أساسياً في تطور الطب والصيدلة والكيمياء، بدءاً بترجمة كتب الطب والصيدلة من اللغات السريانية واليونانية والفارسية إلى اللغة العربية، ثم بقيام العلماء العرب بوضع وتأليف الكتب الخاصة بالطب والصيدلة والكيمياء. وأصبحت الحاجة تستدعي فصل عمل الصيدلة عن عمل الطبيب، وأصبح من الضروري أن يكون لكل من الطبيب والصيدلي كتاب خاص يكون مرجعاً له عند الحاجة. فوضعت الأقرباذينات التي تتضمن طرائق تحضير الأدوية، أي ما يعرف اليوم بدساتير الأدوية pharmacopées, codex أو كتب الصيغ الدوائية formulaires، ومنها الأقرباذين الكبير لسابوربن سهل[ر] (ت 869م)، وقد صنفت الأدوية فيه حسب أشكالها الصيدلانية وليس وفق تأثيرها الدوائي، أو تبعاً للعضو المتألم. ومنها أقرباذين القلانسي (ت 1195م) الذي يضم، إضافة إلى الأدوية المركبة، تهيئة وفحص وحفظ المواد الأولية المستخدمة في تحضير الأدوية المركبة. وكتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف» لأبي القاسم الزهراوي [ر] (ت 1013م) العالم الأندلسي الكبير الذي تكلم عن الترياق، وعن مختلف الأشكال الصيدلانية، وطرائق تحضيرها، والعقاقير التي تدخل في تركيبها، ومجالات استعمالها، وحفظها.
    وكان العرب أول من أنشأ الصيدليات، فقد أنشئت أول صيدلية في بغداد سنة 754م، كما كان لعلماء الكيمياء العرب أثر كبير في تقدم العلوم الصيدلية، منهم العالم المشهور جابر بن حيان الكوفي [ر] (ت 813م) الذي ترجمت معظم مؤلفاته إلى اللغة اللاتينية ودرست في أوربا حتى أواخر عصر النهضة. ومنهم أبو بكر الرازي [ر] (ت 925م) الذي شرح في كتابه «سر الأسرار» خصائص بعض المواد الكيميائية، ووسائل الحصول عليها، وتحضيرها، وتنقيتها. كما تضمن كتابه بعض الوصفات الطبية وطرائق تحضيرها من العقاقير النباتية، وورد فيه وصف لبعض الأجهزة والأدوات التي استخدمها الرازي في تجاربه.
    وكان لدراسة النباتات أهمية خاصة في عصر النهضة في أوربا. ومنذ القرن السابع عشر تطور علم الصيدلة، وتأسست «نقابات» الصيادلة، ووضعت دساتير الأدوية Codex medicamentarius = code des médicaments(وهي كتب الأدوية الرسمية والإجبارية التي توضع وتصدر دورياً بعد مراجعتها وتدقيقها بأمر من الحكومة. وتبين صيغ وخصائص الأدوية، من مواد أولية ومحضرات صيدلانية، وتفاعلات ذاتيتها، ومراقبة نقاوتها، وطرائق حفظها، والتنافراتincompatibilités التي يمكن أن تبديها، واستعمالها، والطرائق المتبعة في تحضير الأشكال الصيدلانية المعتمدة، ومختلف طرائق التحليل العامة من فيزيائية وفيزكيميائية وكيميائية وحيوية وإحصائية. كما تحوي جداول تتضمن المقادير الدوائيةposologie للبالغين والأطفال، وتصنيف العناصر الكيميائية، والأوزان الجزيئية، وغيرها).
    وظهرت الكتب الخاصة بالصيدلة والطب. وبدأت الصيدلة النظرية والعملية مرحلة جديدة. وطبقت الكيمياء في التحضيرات الصيدلانية، واتبعت طرائق تحليل المواد.
    وهكذا اختفت النظرة السحرية للصيدلة، وأصبح التعليم الصيدلاني مرغوباً ومنتجاً. وقطعت الصيدلة من الناحية العلمية أشواطاً كبيرة، وتطورت وسائل المعالجة، فلم تعد هناك سيطرة للنظرة الدينية أو النظرة الفلسفية، حتى إن المرحلة التجريبية نفسها تلاشت أمام المرحلة العلمية التي بدأ انطلاقها وازدهارها في بداية القرن التاسع عشر، وتلاحقت الاكتشافات. وكان الصيادلة من العلماء الذين أسهموا في أغلب هذه الاكتشافات، مثل اكتشاف المنغنيز والكروم والبروم والستركنين والديجيتالين.
    وإضافة إلى ذلك، تحقق التقدم في الصناعة الصيدلانية سواء كان ذلك في الطرائق المتبعة أو في الأجهزة المستخدمة. كما أمكن اصطناع مركبات synthèse كثيرة كالبولة urée، واليودوفورم، والكلورال، والكلوروفورم، والانتيبرين، والستوفائين.
    وبفضل تقدم الصناعة الكيميائية بصورة عامة والصناعة الصيدلانية خاصة، ازدهرت الصيدلة في عصرنا الحالي ازدهاراً كبيراً. وتم اكتشاف الكثير من المواد الدوائية النوعية وعلى رأسها البنسيلين في منتصف القرن العشرين والصادات [ر] antibiotiquesفيما بعد، ومضادات التخثر، والنظائر المشعة، ومضادات الفطور، وخافضات سكر الدم.
    وتطور البحث العلمي الصيدلاني، وتصنيع الأشكال الصيدلانية، ووسائل المعالجة، على نحو أمكن إيصال المادة الدوائية الفعالة إلى المكان المرغوب في العضوية لتعطي تأثيرها المطلوب. فهناك الأشكال الصيدلانية ذات التحرر المراقبlibération contrôlée للمادة الدوائية في العضوية، وذات التحرر المديد libé. prolongée، وذات التحرر المتأخر libé. retardée، وذات التحرر التسلسلي libé. séquentielle.
    وبدأ تطبيق «الأشكال الصيدلانية الحديثة» كالأجزاء الدقيقة microsphères، والجسيمات الشحمية liposomes، والمحافظ النانومترية nanocapsules. تلك الأشكال الصيدلانية التي تعمل على نقل المادة الفعالة في العضوية لتكون بتماس النسج المطلوب معالجتها، أو لتكون داخل الخلايا المستهدفة.
    وتوسعت العلوم الصيدلانية وتداخلت مع كثير من العلوم التي لها علاقة بصناعة الدواء والتجهيزات المستخدمة في مختلف مراحل هذه الصناعة، أو بدراسة تأثير الدواء ومراقبة تحولاته في العضوية وخارجها. فهناك الصيدلة الصناعية pharmacie industrielle، والهندسة الصيدلانية génie pharmaceutique، والصيدلة الحيويةbiopharmacie، والصيدلة السريرية phar. clinique، والصيدلة الفيزيائية phar. physique، والصيدلة الجرثومية microbiologie pharmaceutique، والصيدلة الإشعاعية phar. radio-active، والتوافر الحيويbiodisponibilité، وحركية الدواءpharmacocinétique.
    شروط مزاولة مهنة الصيدلة (بموجب قانون التنظيم النقابي لصيادلة الجمهورية العربية السورية رقم 9 لعام 1990م).
    1ـ أ ـ يشترط فيمن يود مزاولة مهنة الصيدلة أن يكون منتسباً للنقابة ومسجلاً في وزارة الصحة وحاصلاً على ترخيص منها بمزاولة المهنة وذلك وفقا للقوانين والأنظمة النافذة.
    ب ـ يحق للصيدلاني مزاولة كافة الأعمال التي تخوله إياها الشهادة الجامعية وفقاً للأحكام والشروط المنصوص عنها في قانون مزاولة المهنة.
    ج ـ يعد في عداد مزاولي مهنة الصيدلة الصيادلة: أصحاب الصيدليات ومديروها الفنيون والعاملون فيها، ومديرو المكاتب العلمية والعاملون فيها، وأصحاب أو مديرو معامل الأدوية والعاملون فيها، وأصحاب مخابر التحاليل والعاملون فيها، والعاملون في الوزارات ودوائر الدولة والبلديات ومؤسسات القطاع العام والمشترك والخاص بأي صفة كانت، والعاملون في حقل التدريس، وأصحاب ومديرو مستودعات الأدوية البشرية أو البيطرية أو الزراعية والمواد الطبية أو المواد الكيمياوية أو المنزلية والعاملون فيها.
    2ـ يجوز للصيادلة العرب غير السوريين مزاولة المهنة في الجمهورية العربية السورية بعد الانتساب للنقابة على أن تتوافر فيهم الشروط الآتية:
    ـ كامل الأهلية.
    ـ حاملاً لقب صيدلي بموجب أحكام هذا القانون ومسجلاً في وزارة الصحة.
    ـ غير محكوم بعقوبة جنائية أو جنحية تتنافى مع واجبات المهنة.
    ـ ألا يكونوا محرومين من مزاولة المهنة لسبب مهني.
    ـ الحصول على إجازة عمل من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
    ـ الحصول على إجازة سنوية بمزاولة المهنة تصدر عن وزارة الصحة بعد موافقة مجلس النقابة.
    3ـ يجوز للصيادلة من غير العرب أزواج المواطنين العرب السوريين مزاولة المهنة في الجمهورية العربية السورية بعد الانتساب للنقابة وتسجيلهم في وزارة الصحة، وذلك بموجب إجازة تصدر عن هذه الوزارة بعد موافقة مجلس النقابة على أن تتوافر فيهم الشروط المنصوص عليها في البنود (1و 2 و3 و 4 و5) من ثانياً.
    4ـ يجوز للصيادلة من غير العرب الذين تسمح أنظمة بلادهم المعاملة بالمثل مزاولة المهنة في الجمهورية العربية السورية بعد الانتساب للنقابة على أن تتوافر فيهم الشروط المتعلقة بالصيادلة العرب غير السوريين.
    5ـ يحق للصيادلة غير السوريين المجازين بمزاولة المهنة في الجمهورية العربية السورية حضور اجتماعات هيئات الفروع التي يعملون في مجالها والاشتراك في المناقشات دون حق التصويت والترشيح.
    بديع كعيد

يعمل...
X