افغانستان (جغرافيا)
Afghanistan - Afghanistan
أفغانستان جغرافيا
أفغانستان Afghanistan دولة آسيوية قارية حبيسة، ليس لها واجهات بحرية. تقع في غربي آسيا وتفصل بين آسيا الوسطى وأقاليمها في الشمال وشبه جزيرة الدكن في الجنوب. أخذت اسمها «بلاد الأفغان» من العنصر الأفغاني، وكان معظم أجزائها يدخل في إقليم خراسان. عاصمتها كابل.
وأفغانستان هي البقاع التي عُرفت باسم باختري (باكترية) وهروفاتي (أراكوسية) وزرانكا (سارانغاي) في قرون ماقبل الميلاد، وعُرفت في العهود الإسلامية باسم طُخارستان (منطقة بلخ) وسجستان أوسيستان (جنوب غربي أفغانستان) وخراسان (شمال غربي أفغانستان) وزابلستان (منطقة كابل)، وكانت تؤلف قلب امبراطورية الغوريين وعاصمتها مدينة فيروزكوه نواة إقليم الغور حالياً.
تقع أفغانستان بين العرضين الجغرافيين 29 درجة و24 دقيقة و38 درجة و27 دقيقة شمالاً، والطولين الجغرافيين 60 درجة و30 دقيقة و74 درجة و53 دقيقة شرقاً. وتحدها إيران من الغرب والباكستان من الجنوب والشرق. ولها حدود قصيرة مع الهند والصين الشعبية في أقصى الشمال الشرقي. أما في الشمال فتحدها جمهوريات طاجكستان وأوزبكستان وتركمنستان الإسلامية بحدود طولها نحو 2350كم. ويرجع عمر هذه الحدود إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما اتفقت الدولتان الاستعماريتان روسية وبريطانية على إقامة منطقة عازلة بين مستعمراتهما في تركستان وشبه جزيرة الدكن. ولعل أغرب مافي حدود هذه الدولة، لسان أرضي ضيق طوله نحو 325كم وعرضه يراوح بين 25 و65كم، هو ممر «وَخّان» المنبثق من كتلة البلاد نحو الشمال الشرقي مندساً في جبال هندوكوش حتى حدود سينكيانغ الصينية. وإذا أُهمل هذا اللسان الشاذ، فإن أكبر طول في أفغانستان يبلغ 750كم من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي، بعرض متوسط قدره 600كم. أما أقرب البحار من الحدود فهو بحر العرب وامتداده خليج عُمان، وتبعد سواحله عنها مسافة 467كم نحو الجنوب، وتفصل بينهما مرتفعات بلوجستان وأحواضه الجافة والسلاسل الجبلية الوعرة لإقليم مكران في أراضي الباكستان[ر]. ولقد كان للموقع الجغرافي وطبيعة التضاريس أهمية استراتيجية وتاريخية بارزة في أحداث هذا الجزء من العالم قديماً وحديثاً. ولقد عرفت أفغانستان بأنها معبر الغزاة، وكانت طرقاتها وممراتها الجبلية معروفة ومشهورة، سارت فيها جيوش وقوافل تجار وحجاج وغيرهم كحملة الاسكندر المقدوني[ر] التي عبرت ممري شيبار وخيبر وغيرهما من ممرات جبال بندبايان وكوه ـ ي ـ بابا وهندوكوش. ويذكر ابن بطوطة طريقه إلى أفغانستان من تركستان مروراً بجبال هندوكوش وممر خاواك إلى البنجاب. ويصف الإدريسي طرقاتها وممراتها الجبلية. ويصل عدد الممرات الجبلية في جبال هندوكوش وحدها إلى 33ممراً تقع على ارتفاعات لا تقل عن 4000م، وعلى الرغم من ذلك ومن صعوبة اختراق جبال أفغانستان بقيت الأودية النهرية السالكة والممرات الجبلية هي الطرقات المفضلة للعابرين، لأن الصحارى في الجنوب والجنوب الغربي والأراضي الباردة والصحارى في الشمال تعيق الحركة والمواصلات. وبذا يتمتع الموقع الجغرافي لأفغانستان بأهمية استراتيجية وعسكرية بوصفه قلعة طبيعية مساحتها 652225كم2 تقع بين الصين في الشرق وعالم البحر المتوسط في الغرب وبين سيبيرية وتركستان في الشمال وعالم المحيط الهندي في الجنوب.
الأوضاع الجغرافية الطبيعية
تشغل الجبال والمرتفعات نحو 70% من أراضي أفغانستان، والباقي هو مساحات صحراوية أو شبه صحراوية. وتقع الجبال في شرقي البلاد وقلبها تحف بها الهضاب والمرتفعات الواطئة والصحارى في الغرب والجنوب والجنوب الشرقي، كما أنها تساير الحدود الأفغانية الشمالية على شكل شريط صحراوي يؤلف نهايات صحارى تركستان جنوب قناة ري قره قوم.
الجيولوجية: تقع أفغانستان في حزام التكوينات الجيولوجية والحركات البنائية المنسوبة إلى النظام الألبي الممتد من أوربة إلى آسيا حتى جنوبها الشرقي، وتتبوأ فيها هضبة بامير مكان الموزِّع للسلاسل الجبلية الالتوائية التي تؤلف العمود الفقري للقارة الآسيوية. وتعد جبال أفغانستان وإيران وهضابهما جزءاً من حزام التكوينات الألبية محصوراً بين حوض طوران في الشمال، وحوض السند في الجنوب الشرقي ومنخفض بحر العرب في الجنوب.
إن الحركات البنائية الألبية المولدة للتضاريس كانت القوة الأساسية في ظهور السلاسل الجبلية الالتوائية ورسم محاور سيرها في أفغانستان، لكنها لم تكن العامل الوحيد، بل أسهمت بعض الصدوع الكبرى في ذلك، أهمها الصدع الشرقي ـ الغربي الكبير المساير لوادي نهر هَري رود، والصدع الشمالي ـ الجنوبي الفاصل بين حوض السند وجبال الحدود الأفغانية ـ الباكستانية. ويرجع عمر هذه الحركات إلى الحُقب الجيولوجي الثالث المتأخر أي قبل نحو 3-4 ملايين سنة ولم يتوقف نشاطها حتى اليوم، تدل عليها الزلازل التي تضرب البلاد بين حين وآخر، وتتركز بؤرتها في أعالي وادي نهر كوكتشه حيث تم تسجيل أكثر من 85 هزة أرضية فيها بين عامي 1900 و1981. وتؤكد أشكال تضاريس (جيومورفولوجية) الأودية السحيقة وخوانقها الضيقة، استمرار حركات النهوض البنائي التي تتفوق في نشاطها على عمليات الحت والتعرية، مما يزيد في عامل الحت الرأسي، ويعمق الأودية ويبقي التضاريس شابة عنيفة في الجبال والمرتفعات. وتعم الصخور الكلسية والرملية واللحقية النهرية والنقضية والرمال المؤلفة للكثبان والأغشية الرملية معظم أرجاء البلاد. وينطبق تعاقب أعمار هذه الصخور الرسوبية على تدرج ارتفاعات التضاريس ومحاورها. إذ تتألف الأجزاء المنخفضة والهضاب وهوامش الجبال المركزية من صخور الحُقْبين الرابع [ر] والثالث، مقابل غلبة الصخور والطبقات الرسوبية الكريتاسية والجوراسية والترياسية من الحقب الثاني على الجبال العالية. ومع ازدياد الارتفاعات باتجاه الشمال الشرقي تأخذ صخور الحقب الأول بالظهور حتى تصبح مسيطرة في جبال هندوكوش وبدخشان ونورستان ووخّان. وترافق الصخور الرسوبية مجموعة متنوعة من الصخور الاندفاعية والمتحولة، مما جعل هذه الجبال غنية بالثروات الباطنية المتنوعة المعروفة منذ القدم، ويذكر البيروني اللازورد بقوله: «واللازورد يحمل إلى أرض العرب من إرمينية وإلى خراسان والعراق من بدخشان».
التضاريس: تضاريس أفغانستان هي امتداد لوحدتين بنائيتين (تكتونيتين) كبيرتين، هما هضبة بامير[ر] وجبال هندوكوش وتفرعاتها من جهة الشرق، وهضبة إيران وأحواضها المغلقة من جهة الغرب. وتعد هضبة بامير أهم وحدة تضريسية وبنائية في قارة آسيا، وتؤلف عقدة تتفرع منها سلاسل جبال هندوكوش نحو الغرب وسليمان نحو الجنوب الغربي، وجبال ألاي وتيان شان نحو الشمال الشرقي، وألتِن طاغ وكوِن لُون نحو الشرق، وهيمالايا نحو الجنوب الشرقي. وتتجه محاور الجبال الأفغانية نحو الجنوب الغربي، حيث تبدأ من شريط وَخّان في سلسلة هندوكوش الرئيسة التي تزيد ارتفاعاتها على 7000م فوق سطح البحر، وتسمى هندوكوش الشرقية، وتستمر في جبال وسط أفغانستان التي تتفرع كالمروحة المنفرجة باتجاه الغرب والجنوب الغربي. وتتألف فروع المروحة من سلاسل جبلية هي من الشمال نحو الجنوب الغربي: سلاسل بند تركستان وفيروزكوه وسفيدكوه وكوه ـ ي ـ بابا وكوه بند بايان وسلاسل تشالابْدَلان وخُورْب ومَزار. وتتصف هذه الجبال بارتفاعاتها الواقعة بين 5000 و6000م في الوسط والشمال الشرقي، وبشدة انحدار سفوحها المنتهية إلى قيعان أودية، وأنهار عميقة ضيقة غنية بالخوانق، كما تتصف بأنها سلاسل خطية، تتباعد في الغرب والجنوب الغربي، حيث تتسع مخارج الأنهار وتعرُض الأودية، وتتجمع في الشرق في سلسلة هندوكوش وجبال بدخشان ونورستان التي تتممها في الشمال الشرقي. ويقدر الارتفاع المتوسط لجبال أفغانستان ومرتفعاتها بنحو 3000م. ويصل معدل ارتفاع قممها وخطوط تقسيم مياهها إلى أكثر من 4500م، علماً أن الارتفاعات تتناقص باتجاه الشمال والغرب والجنوب والجنوب الشرقي وفي حوض كابل. وترتفع قمة نوشاك أعلى نقطة في البلاد إلى 7485م عند أول لسان وَخّان، قرب الحدود مع باكستان حيث تجاورها قمة تيريش مير على علو 7699م في الأراضي الباكستانية، ويرد اسم هذه القمة على أنها أعلى نقطة في أفغانستان خطأ. ويتفرع عن السلاسل الجبلية الرئيسة سلاسل أصغر وأقصر تتشعب إلى أخرى قد تتباعد، أو تتلاقى بجسور جبلية تربطها، مما يعطي جبال أفغانستان شكل شجرة ضخمة متشعبة الفروع والأغصان.
أما الهضاب المنخفضة والمنبسطات فتراوح ارتفاعاتها بين 250م و650م فوق سطح البحر. وتتألف من منخفض حوض هامون ودشت مارغو (صحراء الموت) ودشت باكوا ودشت خاش ورجستان في جنوبي البلاد وغربيها حيث تؤلف بحيرة هامون ومستنقع غاودي زَرَه منخفضات مغلقة تقع دون 500م فوق سطح البحر. أما شريط الأراضي المنخفضة الشمالية فيمتد بين أقدام الجبال ونهر آموداريا (جيحون أو النهر أو داريا ـ ي ـ آمو)، ويؤلف سهولاً ترتفع بين 250ـ 300م فوق سطح البحر، تخترقها روافد آموداريا الهابطة من الجبال بدءاً من إقليم طالقان وقُندوز حتى فارياب. وتتبع المجاري الدنيا للأنهار والأودية السيلية الخارجة من الجبال، هذه الزمرة من التضاريس المنخفضة والمنبسطة نسبياً، من بينها الأحواض الدنيا لنهري هَلْمنَد وهَري رود في الغرب والجنوب، ونهر كابل في الشرق.
المناخ والمياه: فرض الموقع الجغرافي وارتفاع التضاريس ومحاور سيرها أوضاعاً مناخية قارية شديدة التطرف خاضعة للنظام المناخي المتوسطي في العروض فوق المدارية. ويظهر أثر هذا النظام في توزيع الهطل ومواعيده في الشتاء والفصول الانتقالية مع جفاف الصيف. وتتأثر البلاد بثلاث كتل هوائية هي: الكتلة الباردة الشمالية الجافة، وكتلة الهواء الموسمي القادمة من الجنوب الشرقي التي ينحصر تأثيرها في ولايتي بَكْتيه وننغارهار ومرتفعات حدود البلاد مع الباكستان، والكتلة الثالثة الغربية التي تدفع بالمنخفضات الجوية نحو الشرق في الشتاء وتحمل المطر والثلج. وقد تهطل أمطار رعدية في الصيف نتيجة وصول هواء رطب قادم من الخليج العربي. وتراوح معدلات حرارة الصيف بين 24 و32 درجة مئوية، وتقع بحدود 10 درجات بين ارتفاعات 2500 و4000م فوق سطح البحر، وتصل الحرارة القصوى إلى 49 درجة. أما في الشتاء فيراوح المعدل حول الصفر و7 درجات، لكنه يراوح بين -20و -30 درجة في الجبال التي تغطيها الثلوج مدة 6- 8 شهور في الأجزاء الواقعة أعلى من 3000م. وتراوح كميات الهطل بين 50مم في صحارى الجنوب والجنوب الغربي وأكثر من 800- 1000مم في جبال الشمال الشرقي، حيث يسقط قسم مهم منها ثلوجاً. أما في جبال الحدود الباكستانية فتهطل أمطار موسمية صيفية بمعدل 800مم سنوياً. وتهب على البلاد رياح جافة وباردة جداً شتاء وحارة صيفاً، قد تصل سرعتها في الصحارى المفتوحة لأكثر من 180كم/سا، مما يؤدي إلى غلبة العوامل الجيومورفولوجية الريحية في الجنوب والجنوب الغربي.
أما مياه أفغانستان فتنتمي أنهارها وسيولها إلى شبكتين أساسيتين لتصريف المياه هما: شبكة مياه المحيط الهندي، وشبكة مياه الأحواض الداخلية المغلقة التي تقسم إلى شبكة بحر آرال وأحواض تركستان، وشبكة حوض سيستان، إضافة إلى أحواض مغلقة أخرى غربي الجبال وجنوبيها وفيها. وتتألف شبكة المحيط الهندي من المجاري العليا لروافد نهر السند في الباكستان وأهمها نهر كابل البالغ طوله 500كم. ويخترق ممر خيبر بوابة أفغانستان الشرقية، وترفده أنهار كثيرة تحمل مياه جبال هندوكوش الغربية ونورستان إليه. ويعد نهر هَلْمَند ورافده المهم أرغنداب أطول نهر في البلاد ينبع من السفوح الجنوبية لهندوكوش ويصب في بحيرة هامون بعد قطعه نحو 1150كم نصفها في صحراء مارغو، ويصرّف نحو نصف مياه أفغانستان السطحية، ولقد أقيم عليه أضخم مشروع زراعي مروي يعرف بمشروع HAVA هافا (سلطة وادي هلمند ـ أرغنداب) يعتمد على مخزون سدين كبيرين يحجزان مياه الفيضانات الربيعية. وهناك أنهار خاش وفَرَه وهاروت التي تنتهي إلى بحيرة هامون. وتتألف أنهار الشمال من نهر آمو داريا الذي يرسم معظم الحدود الأفغانية ـ الشمالية ومن روافده اليسارية الهابطة من جبال أفغانستان، بعضها تصل مياهه إلى النهر كأنهار كوكتشة وسرخ آب (قندوز)، ومعظمها ينتهي في دلتات جافة على أطراف صحراء تركستان من دون أن تصل مياهه إلى آمو داريا، وهي أنهار خُلمْ وبَلْخ وداريا ـ ي ـ سفيد وشيرين تاغاو ومُرغاب (مُرغ آب= نهر مرو) وهَري رود. ولقد قامت على هذه الأنهار ومخارجها مدن تاريخية مهمة أمثال بلخ ومزار شريف واشبرقان (شِبرقان) ومَرو وهراة وسَرَخْس.
الأقاليم الجغرافية: تقسم أفغانستان إلى ثلاث وحدات جغرافية طبيعية كبرى (أقاليم من الدرجة الأولى)، تضم خمسة أقاليم من الدرجة الثانية، وأربع عشرة منطقة من الدرجة الثالثة، وأربعاً وأربعين كورة من الدرجة الرابعة. والوحدات الجغرافية الكبرى هي:
إقليم تركستان الأفغانية: ويشتمل على شريطين من الأراضي الممتدة من الغرب نحو الشرق في شمالي البلاد: الشريط الأول جبال متوسطة الارتفاع مخدّدة بأودية عميقة، تنتهي أصولها إلى سهول منخفضة، تنفرش مخاريطها النقضية واللحقية باتجاه نهر آموداريا، مؤلفة الشريط الثاني. وترب الإقليم متنوعة، أهمها الغبارية الكلسية والرملية واللحقية النهرية ـ السيلية، وتصبح في المنخفضات وفي الغرب ترباً جافة مَلِحة صحراوية. وتغور نهايات أنهار الشمال ومياه السيول الجبلية في ترب هذا الشريط بعد ريها واحات أقدام الجبال. ويتفق نبيت هذا الإقليم مع مناخه وأمطاره، حيث تغلب الشروط القارية الجافة وأمطار لاتزيد على 500مم في الجبال وتراوح بين 100 و200مم في السهول، مما يؤدي إلى انتشار الغابات المفتوحة النفضية المتساقطة الأوراق في الجبال، والشجيرات القزمة والأعشاب والأنجم الخشبية والنباتات الشوكية دونها.
إقليم الصحراء والسهوب: وتغلب عليه الهضاب والمنبسطات والأحواض المغلقة، حيث السباخ والمستنقعات المَلِحَة في غربي البلاد وجنوبيها. وتغطي الترب الغبارية الكلسية والرملية والسفحية النقضية معظم السطح، كما تؤلف الترب اللحقية أرض أودية الأنهار ومفارش دلتاتها، كذلك تنتشر الترب المَلِحَة مع الرمال والكثبان المتنقلة في الصحارى وحول منخفض سيستان. ولايزيد عدد الشهور الرطبة على الثلاثة وتقل الأمطار عن 70مم سنوياً. ونبيت الإقليم هو شجيرات متفرقة وأعشاب تألَف الجفاف والتربة الملحة. وتتعذر الزراعة في الإقليم إلا بالري بالمياه الجوفية أو بمياه الأنهار، ولاسيما نهر هَلْمَند الذي أعاد الحياة إلى سيستان التي دمرها المغول وخربوا عاصمتها أميران وأبادوا السكان الذين قُدر عددهم بنحو المليون عام 1380م. وتزدهر قرب أطلال أميران مدينة زَرَنْج الحديثة.
إقليم الجبال: ويشغل الوسط والشرق، ويضم أصقاع نورستان والغُور وبدخشان ووَخّان وهَزَرجات وقندهار وغزنة وكابل، وتؤلف جبال هندوكوش عموده الفقري. وهو إقليم الجبال العالية والشاهقة والأودية السحيقة العميقة. وتظهر على قممه التي يزيد ارتفاعها على 4600- 5200م الجليديات المتفرقة التي كانت تنتشر على مساحات أوسع في العصر الجليدي في الرباعي الأعلى حين كان حد الثلج الدائم بحدود 3700- 4100م فوق سطح البحر. وشتاء الإقليم بارد جداً يراوح هطله بين 300 و500مم في الوسط والغرب، و500 و1000مم في الشمال الشرقي، حيث معظم الهطل ثلجي. وتعمّ ترب السفوح الحجرية وتربة الكامبيزول والرنتسينا الجبال، والترب اللحقية والنقضية الأودية والأحواض الجبلية، والترب الليتوزولية والريغوليتية (الحجرية والسفحية) الغنية بالكلس في منخفض كابل وجلال أباد حيث الأمطار مدارية موسمية تراوح بين 150 و500مم. ويتنوع نبيت الإقليم من شجيرات وأعشاب مؤتلفة مع الجفاف إلى مروج ألبية، وأعشاب جبلية، ووسادات شوكية، حتى غابات دائمة الخضرة ذات أشجار مخروطية وأخرى تيجانية في الأعالي. وتقدر مساحة الغابة في أفغانستان بنحو 3% من المساحة العامة.
تعليق