الأدب
الأمة الصينية أمة عريقة، تمتلك تاريخاً مكتوباً يمتد إلى أربعة آلاف سنة، كما عرفت حضارة من أقدم الحضارات في العالم، ويمثل الأدب الصيني أحد أبرز ملامح تلك الحضارة، ويقسم تاريخه إلى: الأدب القديم، الأدب الحديث، والأدب المعاصر.
الأدب القديم
هو أدب الفترة الممتدة حتى حرب الأفيون عام1840، ويُقسم إلى:
1ـ أدب ما قبل تشين: تعبير يحدد أدب الفترة الممتدة حتى أسرة تشين (221ـ207ق.م)، ويحتل المكانة الأولى في نشأة الأدب الصيني وتطوره. نشأ في المجتمع البدائي ومجتمع العبودية وبدايات المجتمع الإقطاعي، وعبَّر بشكل تصويري عن الملامح الفكرية والحياة الواقعية لإنسان تلك المجتمعات. فلقد ابتكر الإنسان ثقافته وأدبه البدائيين في أثناء محاولته السيطرة على الطبيعة. لم يبقَ من أدب هذه الفترة إلا القليل، إلا أن الأساطير والأغاني الشعبية هي من أقدم أشكال أدب تلك المرحلة. لم يستطع إنسان المجتمعات البدائية أن يفسر الظواهر الطبيعية تفسيراً علمياً، فلجأ إلى الخيال، فكانت الأساطير تعبيراً عن رغبته في تنظيم تلك الظواهر والسيطرة عليها. من تلك الأساطير: «رأس غونغ غونغ يرتطم بجبل بو تشو»، «نيو وا ترمم السماء»، «جينغ وي يردم البحر»، «كوا فو يطارد الشمس»، «دا يو يروض الفيضان»، «هو إي يسقط الشموس بالسهام». كذلك أبدع الإنسان، إلى جانب الأساطير، وبصورة جماعية، الأغاني الشعبية لرفع معنويات الجماعة، وتنظيم نشاطها وجعلها أكثر انسجاماً.
بدأ النثر الصيني مع تطور الكتابة الصينية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويمكن عدَّ الكتابة الكهنوتية، وهي نقوش نحاسيات أسرة شانغ (القرن 17ـ11ق.م) ومطلع أسرة تشو (221ق.م)، ورموز التنجيم في «كتاب التحولات»، وبيانات تشو و ين في «كتاب التاريخ»، بدايات النثر الصيني. حفظ «كتاب التاريخ» بعض خطب ملك شانغ التي كان يتوجه بها إلى العامة وقت الحصاد، وكانت، بالرغم من لغتها المعقدة، تعبر عن مشاعر المتكلم، واستخدمت فيها بعض التشبيهات المؤثرة مما أكسبها صفة أدبية. كذلك تضمن «كتاب التحولات» بعض الأغاني القديمة مكتوبة بلغة مسجوعة.
ظهرت في عصري الربيع والخريف (770ـ476ق.م) والممالك المتحاربة (475ـ221ق.م) أول مجموعة شعرية هي: «كتاب الأغاني» الذي جُمعت قصائده الثلاثمائة وخمس في الفترة الممتدة من بدايات حكم سلالة تشو الغربية وحتى منتصف حقبة الربيع والخريف. ويعد «كتاب الأغاني» بداية الأدب الصيني القديم، وله أثر كبير في الأدب العالمي. ومن أهم الأعمال النثرية «حوليات الربيع والخريف» و«كتاب الحوار». أما أبرز القصائد في حقبة الممالك المتحاربة فهي «قصائد تشو» لشاعر الصين الأكبر تشو يوان (340ـ278ق.م)، وهي قصائد غنائية رومنسية طويلة.
2 ـ أدب تشين (221ـ207ق.م) وهان (206ق.م ـ220م): يعد أدب تشين وهان المرحلة الثانية في تاريخ تطور الأدب الصيني القديم، فقد خاضت أسرة تشين حروباً طاحنة استطاعت في نهايتها تأسيس أول امبراطورية إقطاعية ذات سلطة مركزية في تاريخ الصين، ومن أجل توطيد الحكم الجديد والقضاء على الفكر الأرستقراطي القديم، أمر الامبراطور شي هوانغ (213ق.م) بإحراق الكتب ما عدا كتب الطب والزراعة والفلك، ودفن المثقفين المناوئين له أحياء.
ظل الصراع مستمراً بين الانفصاليين والسلطة المركزية في مطلع عهد هان، وقد ساعدت القضايا الاجتماعية الراهنة آنذاك على تطور النثر السياسي. ومن أبرز كتاب هذا النوع من النثر جيا إي (201ـ169ق.م)، تشاو تسو (200ـ154ق.م). كما ظهر في هذه المرحلة نوع أدبي جديد يُعرف بـ «فو»، وهو نثر مقفى شديد الشبه بالمقامات مثل «تعليق على مقامات تشو يوان» و «حواريات الطير والبوم» لـ جيا إي.
قام الامبراطور وو (140ـ86ق.م) بتشجيع الأدب، ولاسيما فن المقامات، ورعا الكتّاب، فظهر ما يُعرف بـ «مهنة تنقيح المقالات»، وهو نوع ينتمي إلى أدب البلاط. كما تم تأسيس دائرة الموسيقى «يويه فو» التي كُلفت جمع الأغاني الشعبية، وصياغة النوطة الموسيقية المناسبة، وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة. أطلق على الأغاني التي تم جمعها اسم «قصائد دائرة الموسيقى»، وتأتي أهميتها في المركز الثالث بعد «كتاب الأغاني» و «قصائد تشو» في تاريخ تطور الشعر الغنائي الصيني. يُعد «كتاب التاريخ» و«قصائد دائرة الموسيقى» إلى جانب «مقامات هان» من أهم إنجازات الأدب في هذه المرحلة، ومن أبرز كتّابها المؤرخ والأديب صه ما تشيان (135ـ؟ ق.م) مؤلف «السجلات التاريخية»، وهو كتاب في التاريخ والأدب، وتحتل السير الذاتية وتراجم الأعلام المكانة الرئيسية فيه. يصف المؤلف بصورة مؤثرة وبليغة، وبلغة فخمة رشيقة، وحبكات مشوقة، أهم الأحداث وأبرز الشخصيات التاريخية، مما جعله نموذجاً للأعمال النثرية وقدوة لكتاب الرواية والمسرح في العالم.
3 ـ أدب وي، جين، والأسر الشمالية والجنوبية: وتمتد هذه الحقبة ثلاثمئة وتسعاً وستين سنة (220ـ589م)، وهي مرحلة انعطاف وانقسام واضطراب. لم تزعزع انتفاضة العمائم الصفراء سلطة هان فحسب، بل زعزعت مكانة المدرسة الكونفوشية[ر]. وكانت الفرصة مواتية لتطور مدارس فكرية متعددة، كما انتشرت التعاليم البوذية [ر] على نطاق واسع، وتمت ترجمة كتبها المقدسة. تحررت الدراسات الشعرية من التعاليم الكونفوشية، وانصرفت إلى دراسة خصائص الشعر وقوانينه، أشكاله ومضامينه، لغته وقوافيه، العلاقة بين كلماته ومعانيه، أساليبه وفنونه، وربط كل ذلك بمختلف أنواع الفنون الأخرى كالرسم والخط والموسيقى، مما شكَّل نسقاً فكريّاً جديداً دخل الأدب معه مرحلة الإبداع الواعي. تطورت مقامات هان إلى مقامات مسجوعة متوازية «بيان فو»، وبدأت الرواية والقصة تتخذان شكلهما الأولي. من أبرز كتاب هـذه الحقبة السياسي والشاعر تساو تساو (155ـ220)، تساو تشي (192ـ232)، روان جي (210ـ263)، جي كانغ (223ـ262)، تاو يوان مينغ (365ـ427). ومن أهم الأغاني التي كانت شائعة في الشمال «قصيدة مولان».
4 ـ أدب تانغ: هو الأهم بين أدب سلالة سوي (581ـ618) وأدب الممالك الخمس (907ـ960). تطورت في عهد تانغ (618ـ907) كل الأجناس الأدبية من شعر ونثر وقصة، كما ظهر جنسان أدبيان جديدان هما: «تسي» وهي قصائد رباعية الأبيات، و«بيان ون» وهو النثر المسجوع. احتل الشعر مكانة الصدارة في أدب تانغ، وقد جُمع النتاج الشعري في أثناء حكم أسرة تانغ في «الأعمال الشعرية الكاملة لأسرة تانغ» الذي ضم 48900قصيدة، لأكثر من 2200شاعر، بينهم أشهر شعراء الصين: لي باي (701ـ762)، دو فو (712ـ770)، باي جو إي (772ـ846)، لي خه (790ـ816)، لي شانغ ين (813ـ858)، دو مو (803ـ852؟. وقد وصل عدد الأنواع الشعرية بناء على إحصائيات «واحة الشعر» ما يزيد على الثلاثين نوعاً، بقي منها عشرة أنواع واندثر الباقي. ومن بين الأنواع الباقية «لو شي» وهي قصائد ثمانية الأبيات، و«تسي» رباعية الأبيات.
احتل النثر المسجوع «بيان ون» المرتبة الثانية بعد الشعر، وظهر ما يُعرف في تاريخ الأدب بـ «حركة النثر التقليدي في تانغ»، ومن أعلام هذه المرحلة هان يو (768ـ824) وليو تسونغ يوان (773ـ819). كما ظهر في عالم القصة والرواية نماذج يُقتدى بها في عالم الأدب، منها «قصة لي وا»، «قصة ينغ ينغ»، «قصة هوا شياو يو»، «قصة ليو إي»، وهي قصص لازالت تحتفظ بسحرها حتى اليوم. كذلك تطور فن الغناء والقص الشعبيين وظهر «هوا بن» الذي أثر في تطور فن الأوبرا لاحقاً.
5 ـ أدب سونغ: احتل الشعر والنثر مكانة مهمة في أدب سونغ (960ـ1279)، فقد تمثل الموروث الأدبي للعصور السابقة، وانفرد بخصائص مميزة، وتراوح بين التقليد والتجديد، وتعددت مدارسه وتنوعت أساليبه. من المجددين: أو يانغ شيو (1007ـ1072)، مي ياو تشن (1002ـ1060)، صو شوان تشين (1008ـ1048)، وانغ آن شي (1021ـ1086)، صو شي (1037ـ1101). ومن أبرز شعراء الـ «تسي»: أو يانغ شيو، صو شي، لي تشينغ تشاو (1084ـ1155؟)، لو يو (1125ـ1210)، شين تشي جي (1140ـ1207).
ظهرت أشكال مسرحية متعددة اعتماداً على فن الغناء والقص الشعبيين، منها «الأوبرا»، «تسا جو» (النموذج الأقدم للأوبرا الصينية القديمة)، «جين يوان بن» (سيناريوهات جين)، «شي ون» (مسرحيات الجنوب)، «هوا بن» الذي عُدَّ بداية للرواية الصينية الشعبية.
6ـ أدب يوان: يمتد عصر يوان بين عامي (1271ـ1368) وهو العصر الذهبي للأوبرا الصينية. والأوبرا فن مركب يتألف من تضافر عدة فنون، منها الغناء والحوار والتمثيل والرقص. ورثت الأوبرا فن الموشحات الصيني، وأفادت من اللغة الشعرية، وهي على هذا النحو مسرحية شعرية ذات خصائص قومية. بلغ عدد النصوص المكتوبة ثلاثمئة وخمسة وأربعين نصاً، منها ثلاثة وستون من وضع الكاتب قوان هان تشينغ (1226؟ـ1300؟)، التي من أشهرها «مأساة دو أ»، ووانغ شي فو (1260ـ1336؟) مؤلف «حكاية الحجرة الغربية»، وقاو مينغ (1301؟ـ 1371؟) مؤلف «قصة بي با». وقد استمر تطور الشعر والنثر والموشحات إلى جانب المسرحية، وبرز شعراء من أهمهم يوان هاو ون (1190ـ1275)، تشاو منغ فو (1254ـ1322).
7ـ أدب مينغ: أسس تشو يوان تشانغ أسرة مينغ (1368ـ1644) وكانت عاصمتها نان جينغ ثم بكين، واهتمت بالعلوم والرياضيات والفلك والري. أما على الصعيد الأدبي فقد تراجع الشعر وتقدمت الرواية والقصة والمسرحية. من أهم الروايات «الممالك الثلاث»، «الضفة»، «رحلة إلى الغرب»، «جين بينغ مي». ومن أهم المسرحيات «مقصورة الفوانيا».
واصل بعض الشعراء تغنيهم بالأمجاد الغابرة والمآثر البائدة، وجددوا دعوة «العودة إلى القديم» أي إلى أدب تشين وهان، وشعر تانغ، ومن أبرز هؤلاء لي منغ يانغ (1472ـ1529) وخه جينغ مينغ (1483ـ1521). عارض بعضهم من مثل لي بان لونغ، وانغ شي تشن و«الشعراء السبع اللاحقين» التأثيرات السيئة للمقالات المقولبة (رسائل ثمانية المقاطع). أما الإخوة يوان فقد دعوا إلى رفض القديم النفيس والجديد الرخيص، وناديا بالاستجابة لتغيرات العصر.
8 ـ أدب تشينغ: ويُقسم إلى مرحلتين:
ـ بدايات ومنتصف حقبة تشينغ.
ـ أواخر حقبة تشينغ ويندرج تحت الأدب الحديث.
أما أدب بدايات ومنتصف حقبة تشينغ فيعُد المرحلة الأخيرة من أدب المجتمع الإقطاعي، وهو أدب متعدد الأنواع متنوع الأساليب، له خصائصه المميزة. والرواية هي النوع الأبرز والأكثر تطوراً في هذه المرحلة، ولقد امتازت بتحليلها العميق والواعي لمشكلات المجتمع الإقطاعي. زاد عددها كماً ونوعاً، ومن أهمها «حكايات غريبة جُمعت من ندوة الثرثارين» لـ: بو سونغ لينغ (1640ـ1715)، «على هامش الكونفوشية» لـ: وو جينغ تسه (1701ـ1754)، «حلم القصور الحمراء» لـ: تساو شويه تشين (1715؟ـ1763؟).
واصلت الأوبرا تطورها وبدأت الأوبرات المحلية بالظهور، وكانت «قاعة الخلود» لـ: هونغ شنغ (1645ـ 1704) من أوبرات الجنوب، «مروحة أزهار الدراق» لـ: كونغ شانغ رن (1648ـ 1718) من أوبرات الشمال.
ظهرت مدارس أدبية عديدة في هذه المرحلة، لكل منها خصائصها المميزة، فكانت «المدرسة الرومنسية» في البداية ومن روادها وانغ شي تشن (1634ـ1711)، ثم «مدرسة سونغ» ومن روادها تشا شن شينغ، وبعدها «مدرسة الأسلوب» ومن كتابها شن دي تشيان، «مدرسة جي لي» ومن كتابها ونغ فانغ قانغ(1733ـ1818). وعلى صعيد النثر ظهرت مدارس أدبية بحسب المناطق، ومن تلك المدارس «مدرسة تونغ»، «مدرسة يانغ هو».
الأدب الحديث
وهو أدب الفترة الممتدة بين حرب الأفيون (1840) وحركة 4 أيار 1919، وعليه فإن أدب أواخر حقبة تشينغ يندرج تحت هذا العنوان. وهو أدب معارض للامبراطور وأعوانه، يفضح بشاعة الإمبريالية، وتعفن الطبقة السياسية، ويصور حياة عامة أفراد الشعب ومعاناتهم، ويتبنى نضالهم حب الوطن ومعاداة الامبريالية هما أبرز موضوعات أدب هذه المرحلة الذي أخذ صبغة ثورية إصلاحية تدعو إلى تعليم الطبقة البرجوازية وتنويرها. ظهرت فئة مثقفة هي جزء من الطبقة الحاكمة، تمثلت مطالبها السياسية في مقاومة الامبريالية وفي الإصلاحات الداخلية، ومطالبها الأدبية اختراق شرك الفكر الإقطاعي ومحاربته. رفعت مدرسة الإصلاح البرجوازي بعد الحرب الصينية ـ اليابانية (1894ـ 1895) شعار «تثوير الأدب» ووضعه في خدمة الثورة والمجتمع. برزت لدى الكتاب مطالب جديدة في إصلاح الشكل الأدبي والدعوة إلى الكتابة باللغة الصينية الحديثة. تأثر أدب هذه المرحلة بمؤثرات خارجية، فظهرت المسرحية الحوارية، وبرز أدب الجرائد، والأدب المترجم. من أبرز الشعراء هوانغ تسون شيان (1848ـ 1905)، قونغ تسه تشن (1792ـ 1841)، ليو يا تسه (1887ـ 1958)، تشانغ بينغ لين (1869ـ1936)، وي يوان (1794ـ1857)، ومن الروائيين لي بو يوان (1867ـ1907) مؤلف رواية «كشف عالم الرسميات» ؛ وو جيان رن (1866ـ1910) مؤلف رواية «حوادث غريبة خلال العشرين سنة الأخيرة» ؛ ليو أ (1857ـ 1909) مؤلف رواية «أسفار السيد ديريليكت»، وتسنغ بو (1871ـ1934) مؤلف رواية «زهرة في بحر الخطيئة». كما تم في هذه المرحلة ترجمة الآداب الأجنبية إلى اللغة الصينية، ومن أبرز المترجمين يان فو (1853ـ1921)، ولين شو (1852ـ).
الأدب المعاصر
كانت حركة 4 أيار 1919حركة ثورية مناهضة للإمبريالية، قادها العمال والطلاب والتجار، من شعاراتها القضاء على الكونفوشية والإقطاعية وتطوير العلوم والديمقراطية، وتشجيع الكتابة بلغة العصر الحديث، وتثوير الآداب والفنون. يُعتبر لو شين (1881ـ1936) أبرز كتاب هذه الثورة، أرست أعماله حجر أساس الأدب الصيني المعاصر، ومن أهم هذه الأعمال مجموعة قصص «دعوة إلى السلاح»، «التائه»، «قصة آ كيو الحقيقية». أما الشاعر غو مو رو (1892ـ1978)، رئيس اتحاد الكتاب اليساريين الصيني، فقد كتب «أنشودة الأزهار الجديدة»، «مائة زهرة تتفتح»، «الربيع الطويل»، «المد والجزر» بالإضافة إلى مسرحياته التاريخية ومنها «تشو يوان»، «السيدة تساي ون». من مؤلفات هذه المرحلة رواية «منتصف الليل» لـ: ماو دون (1896ـ 1981)؛ «ثلاثية التيار الجارف» لـ: با جين (1904ـ )؛ رواية «الجمل شيانغ تسه» لـ:لاو شه (1899ـ 1966)؛ رواية «زواج الشاب الفلاح» لـ: تشاو شو لي (1906ـ1970)؛ مسرحية «وفاة ممثل مشهور» لـ: تيان هان (1898ـ1968)؛ ومسرحية «عاصفة رعدية» لـ: تساو يو (191ـ1997)؛ أوبرا «الفتاة ذات الشعر الأبيض» لـ:خه جينغ تشي (1924ـ…) و دينغ إي (1921ـ …).
حقبة ما بعد الاستقلال وتأسيس جمهورية الصين الشعبية: يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل: مرحلة ما بعد الاستقلال (1949ـ1966) وفيها تركزت الأعمال الأدبية حول التغني بالاستقلال وتمجيد الثورة، ومرحلة الثورة الثقافية (1966ـ1976) وقد تعرض الكتاب فيها للاضطهاد، وحرموا من الكتابة، ونُعتت مؤلفاتهم بالأعشاب السامة، ومرحلة ما بعد الثورة الثقافية (1976ـ1990) التي أُعيد فيها للكتاب اعتبارهم، والتقدير لإنتاجهم الإبداعي، وتركزت معظم الأعمال الأدبية في هذه المرحلة حول انتقاد الممارسات القمعية في أثناء الثورة الثقافية وفضحها. ومرحلة الانفتاح (1990ـ…)، وهي مرحلة انفتاح على ثقافة وأدب وعلوم الشعوب الأخرى، فتعددت المدارس وتنوعت الأساليب.
اجتمع جيلان من الكتاب بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية؛ جيل قديم كان له الفضل في تطوير الأدب الصيني الحديث، وجيل شاب من كوادر الحزب الفتية ممن تبنوا تفسيرات الحزب للأدب ودوره في خدمة الشعب. ومن أبرز الأعمال الأدبية في هذه المرحلة «الشمس تسطع على نهر سانغ كان» للكاتبة دينغ لينغ (1904ـ1986)؛ «الإعصار» لـ: تشو لي بو (1908ـ1979)؛ «الأيل ذو القرون السبعة» للكاتب وو ره آر تو (1952ـ…)؛ «حكاية بحيرة ناور الكبرى» للكاتب وانغ تسنغ تشي (1920ـ1997)؛ رواية «بناة حياة جديدة» تأليف ليو تشينغ (1916ـ1978)؛ «أشداء وأقوياء» آي وو (1904ـ…)؛ ومن مؤلفات الكتاب الشباب «ليبق العلم الأحمر خفاقاً» تأليف ليانغ بين (1914ـ )؛ «أنشودة الشباب» تأليف يانغ مو (1913ـ 1968)؛ ومن الشعراء آي تشينغ (1910ـ )، لي جي (1922ـ1980)، ون جيه (1923ـ1971)، قوه شياو تشوان (1919ـ1976)، خه جينغ تشي (1924ـ…).
فؤاد حسن
الأمة الصينية أمة عريقة، تمتلك تاريخاً مكتوباً يمتد إلى أربعة آلاف سنة، كما عرفت حضارة من أقدم الحضارات في العالم، ويمثل الأدب الصيني أحد أبرز ملامح تلك الحضارة، ويقسم تاريخه إلى: الأدب القديم، الأدب الحديث، والأدب المعاصر.
الأدب القديم
هو أدب الفترة الممتدة حتى حرب الأفيون عام1840، ويُقسم إلى:
1ـ أدب ما قبل تشين: تعبير يحدد أدب الفترة الممتدة حتى أسرة تشين (221ـ207ق.م)، ويحتل المكانة الأولى في نشأة الأدب الصيني وتطوره. نشأ في المجتمع البدائي ومجتمع العبودية وبدايات المجتمع الإقطاعي، وعبَّر بشكل تصويري عن الملامح الفكرية والحياة الواقعية لإنسان تلك المجتمعات. فلقد ابتكر الإنسان ثقافته وأدبه البدائيين في أثناء محاولته السيطرة على الطبيعة. لم يبقَ من أدب هذه الفترة إلا القليل، إلا أن الأساطير والأغاني الشعبية هي من أقدم أشكال أدب تلك المرحلة. لم يستطع إنسان المجتمعات البدائية أن يفسر الظواهر الطبيعية تفسيراً علمياً، فلجأ إلى الخيال، فكانت الأساطير تعبيراً عن رغبته في تنظيم تلك الظواهر والسيطرة عليها. من تلك الأساطير: «رأس غونغ غونغ يرتطم بجبل بو تشو»، «نيو وا ترمم السماء»، «جينغ وي يردم البحر»، «كوا فو يطارد الشمس»، «دا يو يروض الفيضان»، «هو إي يسقط الشموس بالسهام». كذلك أبدع الإنسان، إلى جانب الأساطير، وبصورة جماعية، الأغاني الشعبية لرفع معنويات الجماعة، وتنظيم نشاطها وجعلها أكثر انسجاماً.
بدأ النثر الصيني مع تطور الكتابة الصينية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويمكن عدَّ الكتابة الكهنوتية، وهي نقوش نحاسيات أسرة شانغ (القرن 17ـ11ق.م) ومطلع أسرة تشو (221ق.م)، ورموز التنجيم في «كتاب التحولات»، وبيانات تشو و ين في «كتاب التاريخ»، بدايات النثر الصيني. حفظ «كتاب التاريخ» بعض خطب ملك شانغ التي كان يتوجه بها إلى العامة وقت الحصاد، وكانت، بالرغم من لغتها المعقدة، تعبر عن مشاعر المتكلم، واستخدمت فيها بعض التشبيهات المؤثرة مما أكسبها صفة أدبية. كذلك تضمن «كتاب التحولات» بعض الأغاني القديمة مكتوبة بلغة مسجوعة.
ظهرت في عصري الربيع والخريف (770ـ476ق.م) والممالك المتحاربة (475ـ221ق.م) أول مجموعة شعرية هي: «كتاب الأغاني» الذي جُمعت قصائده الثلاثمائة وخمس في الفترة الممتدة من بدايات حكم سلالة تشو الغربية وحتى منتصف حقبة الربيع والخريف. ويعد «كتاب الأغاني» بداية الأدب الصيني القديم، وله أثر كبير في الأدب العالمي. ومن أهم الأعمال النثرية «حوليات الربيع والخريف» و«كتاب الحوار». أما أبرز القصائد في حقبة الممالك المتحاربة فهي «قصائد تشو» لشاعر الصين الأكبر تشو يوان (340ـ278ق.م)، وهي قصائد غنائية رومنسية طويلة.
2 ـ أدب تشين (221ـ207ق.م) وهان (206ق.م ـ220م): يعد أدب تشين وهان المرحلة الثانية في تاريخ تطور الأدب الصيني القديم، فقد خاضت أسرة تشين حروباً طاحنة استطاعت في نهايتها تأسيس أول امبراطورية إقطاعية ذات سلطة مركزية في تاريخ الصين، ومن أجل توطيد الحكم الجديد والقضاء على الفكر الأرستقراطي القديم، أمر الامبراطور شي هوانغ (213ق.م) بإحراق الكتب ما عدا كتب الطب والزراعة والفلك، ودفن المثقفين المناوئين له أحياء.
ظل الصراع مستمراً بين الانفصاليين والسلطة المركزية في مطلع عهد هان، وقد ساعدت القضايا الاجتماعية الراهنة آنذاك على تطور النثر السياسي. ومن أبرز كتاب هذا النوع من النثر جيا إي (201ـ169ق.م)، تشاو تسو (200ـ154ق.م). كما ظهر في هذه المرحلة نوع أدبي جديد يُعرف بـ «فو»، وهو نثر مقفى شديد الشبه بالمقامات مثل «تعليق على مقامات تشو يوان» و «حواريات الطير والبوم» لـ جيا إي.
قام الامبراطور وو (140ـ86ق.م) بتشجيع الأدب، ولاسيما فن المقامات، ورعا الكتّاب، فظهر ما يُعرف بـ «مهنة تنقيح المقالات»، وهو نوع ينتمي إلى أدب البلاط. كما تم تأسيس دائرة الموسيقى «يويه فو» التي كُلفت جمع الأغاني الشعبية، وصياغة النوطة الموسيقية المناسبة، وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة. أطلق على الأغاني التي تم جمعها اسم «قصائد دائرة الموسيقى»، وتأتي أهميتها في المركز الثالث بعد «كتاب الأغاني» و «قصائد تشو» في تاريخ تطور الشعر الغنائي الصيني. يُعد «كتاب التاريخ» و«قصائد دائرة الموسيقى» إلى جانب «مقامات هان» من أهم إنجازات الأدب في هذه المرحلة، ومن أبرز كتّابها المؤرخ والأديب صه ما تشيان (135ـ؟ ق.م) مؤلف «السجلات التاريخية»، وهو كتاب في التاريخ والأدب، وتحتل السير الذاتية وتراجم الأعلام المكانة الرئيسية فيه. يصف المؤلف بصورة مؤثرة وبليغة، وبلغة فخمة رشيقة، وحبكات مشوقة، أهم الأحداث وأبرز الشخصيات التاريخية، مما جعله نموذجاً للأعمال النثرية وقدوة لكتاب الرواية والمسرح في العالم.
3 ـ أدب وي، جين، والأسر الشمالية والجنوبية: وتمتد هذه الحقبة ثلاثمئة وتسعاً وستين سنة (220ـ589م)، وهي مرحلة انعطاف وانقسام واضطراب. لم تزعزع انتفاضة العمائم الصفراء سلطة هان فحسب، بل زعزعت مكانة المدرسة الكونفوشية[ر]. وكانت الفرصة مواتية لتطور مدارس فكرية متعددة، كما انتشرت التعاليم البوذية [ر] على نطاق واسع، وتمت ترجمة كتبها المقدسة. تحررت الدراسات الشعرية من التعاليم الكونفوشية، وانصرفت إلى دراسة خصائص الشعر وقوانينه، أشكاله ومضامينه، لغته وقوافيه، العلاقة بين كلماته ومعانيه، أساليبه وفنونه، وربط كل ذلك بمختلف أنواع الفنون الأخرى كالرسم والخط والموسيقى، مما شكَّل نسقاً فكريّاً جديداً دخل الأدب معه مرحلة الإبداع الواعي. تطورت مقامات هان إلى مقامات مسجوعة متوازية «بيان فو»، وبدأت الرواية والقصة تتخذان شكلهما الأولي. من أبرز كتاب هـذه الحقبة السياسي والشاعر تساو تساو (155ـ220)، تساو تشي (192ـ232)، روان جي (210ـ263)، جي كانغ (223ـ262)، تاو يوان مينغ (365ـ427). ومن أهم الأغاني التي كانت شائعة في الشمال «قصيدة مولان».
4 ـ أدب تانغ: هو الأهم بين أدب سلالة سوي (581ـ618) وأدب الممالك الخمس (907ـ960). تطورت في عهد تانغ (618ـ907) كل الأجناس الأدبية من شعر ونثر وقصة، كما ظهر جنسان أدبيان جديدان هما: «تسي» وهي قصائد رباعية الأبيات، و«بيان ون» وهو النثر المسجوع. احتل الشعر مكانة الصدارة في أدب تانغ، وقد جُمع النتاج الشعري في أثناء حكم أسرة تانغ في «الأعمال الشعرية الكاملة لأسرة تانغ» الذي ضم 48900قصيدة، لأكثر من 2200شاعر، بينهم أشهر شعراء الصين: لي باي (701ـ762)، دو فو (712ـ770)، باي جو إي (772ـ846)، لي خه (790ـ816)، لي شانغ ين (813ـ858)، دو مو (803ـ852؟. وقد وصل عدد الأنواع الشعرية بناء على إحصائيات «واحة الشعر» ما يزيد على الثلاثين نوعاً، بقي منها عشرة أنواع واندثر الباقي. ومن بين الأنواع الباقية «لو شي» وهي قصائد ثمانية الأبيات، و«تسي» رباعية الأبيات.
احتل النثر المسجوع «بيان ون» المرتبة الثانية بعد الشعر، وظهر ما يُعرف في تاريخ الأدب بـ «حركة النثر التقليدي في تانغ»، ومن أعلام هذه المرحلة هان يو (768ـ824) وليو تسونغ يوان (773ـ819). كما ظهر في عالم القصة والرواية نماذج يُقتدى بها في عالم الأدب، منها «قصة لي وا»، «قصة ينغ ينغ»، «قصة هوا شياو يو»، «قصة ليو إي»، وهي قصص لازالت تحتفظ بسحرها حتى اليوم. كذلك تطور فن الغناء والقص الشعبيين وظهر «هوا بن» الذي أثر في تطور فن الأوبرا لاحقاً.
5 ـ أدب سونغ: احتل الشعر والنثر مكانة مهمة في أدب سونغ (960ـ1279)، فقد تمثل الموروث الأدبي للعصور السابقة، وانفرد بخصائص مميزة، وتراوح بين التقليد والتجديد، وتعددت مدارسه وتنوعت أساليبه. من المجددين: أو يانغ شيو (1007ـ1072)، مي ياو تشن (1002ـ1060)، صو شوان تشين (1008ـ1048)، وانغ آن شي (1021ـ1086)، صو شي (1037ـ1101). ومن أبرز شعراء الـ «تسي»: أو يانغ شيو، صو شي، لي تشينغ تشاو (1084ـ1155؟)، لو يو (1125ـ1210)، شين تشي جي (1140ـ1207).
ظهرت أشكال مسرحية متعددة اعتماداً على فن الغناء والقص الشعبيين، منها «الأوبرا»، «تسا جو» (النموذج الأقدم للأوبرا الصينية القديمة)، «جين يوان بن» (سيناريوهات جين)، «شي ون» (مسرحيات الجنوب)، «هوا بن» الذي عُدَّ بداية للرواية الصينية الشعبية.
6ـ أدب يوان: يمتد عصر يوان بين عامي (1271ـ1368) وهو العصر الذهبي للأوبرا الصينية. والأوبرا فن مركب يتألف من تضافر عدة فنون، منها الغناء والحوار والتمثيل والرقص. ورثت الأوبرا فن الموشحات الصيني، وأفادت من اللغة الشعرية، وهي على هذا النحو مسرحية شعرية ذات خصائص قومية. بلغ عدد النصوص المكتوبة ثلاثمئة وخمسة وأربعين نصاً، منها ثلاثة وستون من وضع الكاتب قوان هان تشينغ (1226؟ـ1300؟)، التي من أشهرها «مأساة دو أ»، ووانغ شي فو (1260ـ1336؟) مؤلف «حكاية الحجرة الغربية»، وقاو مينغ (1301؟ـ 1371؟) مؤلف «قصة بي با». وقد استمر تطور الشعر والنثر والموشحات إلى جانب المسرحية، وبرز شعراء من أهمهم يوان هاو ون (1190ـ1275)، تشاو منغ فو (1254ـ1322).
7ـ أدب مينغ: أسس تشو يوان تشانغ أسرة مينغ (1368ـ1644) وكانت عاصمتها نان جينغ ثم بكين، واهتمت بالعلوم والرياضيات والفلك والري. أما على الصعيد الأدبي فقد تراجع الشعر وتقدمت الرواية والقصة والمسرحية. من أهم الروايات «الممالك الثلاث»، «الضفة»، «رحلة إلى الغرب»، «جين بينغ مي». ومن أهم المسرحيات «مقصورة الفوانيا».
واصل بعض الشعراء تغنيهم بالأمجاد الغابرة والمآثر البائدة، وجددوا دعوة «العودة إلى القديم» أي إلى أدب تشين وهان، وشعر تانغ، ومن أبرز هؤلاء لي منغ يانغ (1472ـ1529) وخه جينغ مينغ (1483ـ1521). عارض بعضهم من مثل لي بان لونغ، وانغ شي تشن و«الشعراء السبع اللاحقين» التأثيرات السيئة للمقالات المقولبة (رسائل ثمانية المقاطع). أما الإخوة يوان فقد دعوا إلى رفض القديم النفيس والجديد الرخيص، وناديا بالاستجابة لتغيرات العصر.
8 ـ أدب تشينغ: ويُقسم إلى مرحلتين:
ـ بدايات ومنتصف حقبة تشينغ.
ـ أواخر حقبة تشينغ ويندرج تحت الأدب الحديث.
أما أدب بدايات ومنتصف حقبة تشينغ فيعُد المرحلة الأخيرة من أدب المجتمع الإقطاعي، وهو أدب متعدد الأنواع متنوع الأساليب، له خصائصه المميزة. والرواية هي النوع الأبرز والأكثر تطوراً في هذه المرحلة، ولقد امتازت بتحليلها العميق والواعي لمشكلات المجتمع الإقطاعي. زاد عددها كماً ونوعاً، ومن أهمها «حكايات غريبة جُمعت من ندوة الثرثارين» لـ: بو سونغ لينغ (1640ـ1715)، «على هامش الكونفوشية» لـ: وو جينغ تسه (1701ـ1754)، «حلم القصور الحمراء» لـ: تساو شويه تشين (1715؟ـ1763؟).
واصلت الأوبرا تطورها وبدأت الأوبرات المحلية بالظهور، وكانت «قاعة الخلود» لـ: هونغ شنغ (1645ـ 1704) من أوبرات الجنوب، «مروحة أزهار الدراق» لـ: كونغ شانغ رن (1648ـ 1718) من أوبرات الشمال.
ظهرت مدارس أدبية عديدة في هذه المرحلة، لكل منها خصائصها المميزة، فكانت «المدرسة الرومنسية» في البداية ومن روادها وانغ شي تشن (1634ـ1711)، ثم «مدرسة سونغ» ومن روادها تشا شن شينغ، وبعدها «مدرسة الأسلوب» ومن كتابها شن دي تشيان، «مدرسة جي لي» ومن كتابها ونغ فانغ قانغ(1733ـ1818). وعلى صعيد النثر ظهرت مدارس أدبية بحسب المناطق، ومن تلك المدارس «مدرسة تونغ»، «مدرسة يانغ هو».
الأدب الحديث
وهو أدب الفترة الممتدة بين حرب الأفيون (1840) وحركة 4 أيار 1919، وعليه فإن أدب أواخر حقبة تشينغ يندرج تحت هذا العنوان. وهو أدب معارض للامبراطور وأعوانه، يفضح بشاعة الإمبريالية، وتعفن الطبقة السياسية، ويصور حياة عامة أفراد الشعب ومعاناتهم، ويتبنى نضالهم حب الوطن ومعاداة الامبريالية هما أبرز موضوعات أدب هذه المرحلة الذي أخذ صبغة ثورية إصلاحية تدعو إلى تعليم الطبقة البرجوازية وتنويرها. ظهرت فئة مثقفة هي جزء من الطبقة الحاكمة، تمثلت مطالبها السياسية في مقاومة الامبريالية وفي الإصلاحات الداخلية، ومطالبها الأدبية اختراق شرك الفكر الإقطاعي ومحاربته. رفعت مدرسة الإصلاح البرجوازي بعد الحرب الصينية ـ اليابانية (1894ـ 1895) شعار «تثوير الأدب» ووضعه في خدمة الثورة والمجتمع. برزت لدى الكتاب مطالب جديدة في إصلاح الشكل الأدبي والدعوة إلى الكتابة باللغة الصينية الحديثة. تأثر أدب هذه المرحلة بمؤثرات خارجية، فظهرت المسرحية الحوارية، وبرز أدب الجرائد، والأدب المترجم. من أبرز الشعراء هوانغ تسون شيان (1848ـ 1905)، قونغ تسه تشن (1792ـ 1841)، ليو يا تسه (1887ـ 1958)، تشانغ بينغ لين (1869ـ1936)، وي يوان (1794ـ1857)، ومن الروائيين لي بو يوان (1867ـ1907) مؤلف رواية «كشف عالم الرسميات» ؛ وو جيان رن (1866ـ1910) مؤلف رواية «حوادث غريبة خلال العشرين سنة الأخيرة» ؛ ليو أ (1857ـ 1909) مؤلف رواية «أسفار السيد ديريليكت»، وتسنغ بو (1871ـ1934) مؤلف رواية «زهرة في بحر الخطيئة». كما تم في هذه المرحلة ترجمة الآداب الأجنبية إلى اللغة الصينية، ومن أبرز المترجمين يان فو (1853ـ1921)، ولين شو (1852ـ).
الأدب المعاصر
كانت حركة 4 أيار 1919حركة ثورية مناهضة للإمبريالية، قادها العمال والطلاب والتجار، من شعاراتها القضاء على الكونفوشية والإقطاعية وتطوير العلوم والديمقراطية، وتشجيع الكتابة بلغة العصر الحديث، وتثوير الآداب والفنون. يُعتبر لو شين (1881ـ1936) أبرز كتاب هذه الثورة، أرست أعماله حجر أساس الأدب الصيني المعاصر، ومن أهم هذه الأعمال مجموعة قصص «دعوة إلى السلاح»، «التائه»، «قصة آ كيو الحقيقية». أما الشاعر غو مو رو (1892ـ1978)، رئيس اتحاد الكتاب اليساريين الصيني، فقد كتب «أنشودة الأزهار الجديدة»، «مائة زهرة تتفتح»، «الربيع الطويل»، «المد والجزر» بالإضافة إلى مسرحياته التاريخية ومنها «تشو يوان»، «السيدة تساي ون». من مؤلفات هذه المرحلة رواية «منتصف الليل» لـ: ماو دون (1896ـ 1981)؛ «ثلاثية التيار الجارف» لـ: با جين (1904ـ )؛ رواية «الجمل شيانغ تسه» لـ:لاو شه (1899ـ 1966)؛ رواية «زواج الشاب الفلاح» لـ: تشاو شو لي (1906ـ1970)؛ مسرحية «وفاة ممثل مشهور» لـ: تيان هان (1898ـ1968)؛ ومسرحية «عاصفة رعدية» لـ: تساو يو (191ـ1997)؛ أوبرا «الفتاة ذات الشعر الأبيض» لـ:خه جينغ تشي (1924ـ…) و دينغ إي (1921ـ …).
حقبة ما بعد الاستقلال وتأسيس جمهورية الصين الشعبية: يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل: مرحلة ما بعد الاستقلال (1949ـ1966) وفيها تركزت الأعمال الأدبية حول التغني بالاستقلال وتمجيد الثورة، ومرحلة الثورة الثقافية (1966ـ1976) وقد تعرض الكتاب فيها للاضطهاد، وحرموا من الكتابة، ونُعتت مؤلفاتهم بالأعشاب السامة، ومرحلة ما بعد الثورة الثقافية (1976ـ1990) التي أُعيد فيها للكتاب اعتبارهم، والتقدير لإنتاجهم الإبداعي، وتركزت معظم الأعمال الأدبية في هذه المرحلة حول انتقاد الممارسات القمعية في أثناء الثورة الثقافية وفضحها. ومرحلة الانفتاح (1990ـ…)، وهي مرحلة انفتاح على ثقافة وأدب وعلوم الشعوب الأخرى، فتعددت المدارس وتنوعت الأساليب.
اجتمع جيلان من الكتاب بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية؛ جيل قديم كان له الفضل في تطوير الأدب الصيني الحديث، وجيل شاب من كوادر الحزب الفتية ممن تبنوا تفسيرات الحزب للأدب ودوره في خدمة الشعب. ومن أبرز الأعمال الأدبية في هذه المرحلة «الشمس تسطع على نهر سانغ كان» للكاتبة دينغ لينغ (1904ـ1986)؛ «الإعصار» لـ: تشو لي بو (1908ـ1979)؛ «الأيل ذو القرون السبعة» للكاتب وو ره آر تو (1952ـ…)؛ «حكاية بحيرة ناور الكبرى» للكاتب وانغ تسنغ تشي (1920ـ1997)؛ رواية «بناة حياة جديدة» تأليف ليو تشينغ (1916ـ1978)؛ «أشداء وأقوياء» آي وو (1904ـ…)؛ ومن مؤلفات الكتاب الشباب «ليبق العلم الأحمر خفاقاً» تأليف ليانغ بين (1914ـ )؛ «أنشودة الشباب» تأليف يانغ مو (1913ـ 1968)؛ ومن الشعراء آي تشينغ (1910ـ )، لي جي (1922ـ1980)، ون جيه (1923ـ1971)، قوه شياو تشوان (1919ـ1976)، خه جينغ تشي (1924ـ…).
فؤاد حسن