الفلك عند العربAstronomy among Arab أطلق العرب تسميات عربيةمختلفةعلى الأجرام السماوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفلك عند العربAstronomy among Arab أطلق العرب تسميات عربيةمختلفةعلى الأجرام السماوية

    الفلك عند العرب

    قدَّم الشعر الجاهلي قبل الإسلامي بعض الدلائل على أن العرب كان لديهم في الجاهلية بعض المعرفة في مبادئ علم الهيئة. ولكن هذا العلم لم يُعرف بصفته العلمية إلا في العصر العباسي، نتيجة تلاحق الحضارات الفارسية والهندية واليونانية وغيرها، وتنقيحها من الخرافات بعد الفتوحات العربية الإسلامية، وقد أكدَّ ذلك عبد المنعم ماجد في كتابه «تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى» بقوله: «كانت مبادئ علم الهيئة معروفة عند العرب الحضر مثل اليمنيين والكلدانيين، أما في البادية فاقتصر على ما توارثته الأجيال بما يدرك بالعين، فوجدنا أسماء الكواكب في قصائد الشعراء، ولكن العرب تلقوا علم الهيئة الحقيقي نحو منتصف القرن الثاني الهجري في عهد العباسيين، وذلك بالاتصال بالحضارات المختلفة، بنقله من كتب الهنود واليونان وغيرهم»، وكانت للعرب اهتمامات بالغة بعلم الأنواء لمعرفة حالة الجو، لأنهم كانوا في أشد الحاجة إلى المطر الذي يُحيي الأرض بإذن الله بعد موتها، فتتغذى إبلهم وماشيتهم التي كانت تعتمد عليها حياتهم، من نقل وغذاء وملبس، وقال حيدر بامات في كتابه «إسهام علماء المسلمين في الحضارة»: «اهتم علماء العرب بعلم الفلك لصلاته الوثيقة بالنجوم، فقد كانوا يتأملون النجوم في السماء الصافية بالصحراء للاهتداء بها ولمعرفة أوقات الرياح لعلاقتها القوية بالمطر والعشب».
    بنى الخليفة المأمون مرصداً عظيماً في حي الـشماسـية من بغداد، وآخر على قمة جبل قاسـيون بدمـشق. وعمل البتاني (ت317هـ) في مرصد أنطاكية ومرصد الرقة، وبنى الحاكم بأمر الله الفاطمي (ت411هـ) مـرصداً على جـبل المقطم قـرب القاهـرة، وأشرف على بناء مـرصد المرّاغة نصير الدين الطوسي (ت672هـ) ووجد مرصد ابن الشاطر (ت777هـ) في دمـشق ومـرصد أولـوغ بك (ت853هـ) في سمرقند.
    عرّف إخوان الصفا في كتابهم «رسائل إخوان الصفا» علم الفلك بأنه «معرفة تركيب الأفلاك وكمية الكواكب وأقسام البروج وأبعادها وعظمتها وحركاتها، وما يتبعها من هذا الفن». كان أول كتاب ترجمه علماء العرب هو كتاب «مفتاح النجوم» المنسوب إلى هرمس الحكيم، وقد تمت ترجمته من اليونانية إلى العربية قبل سقوط الدولة الأموية بسبع سنوات، اهتمَّ علماء العرب في العصر العباسي بالتعليق والشرح على مؤلفات اليونان، ولاسيما كتاب «المجسطي» لبطلميوس الذي كان يحتوي على ثلاث عشرة مقالة تتناول موضوعات مختلفة، تبدأ بالبرهان على كروية السماء والأرض وتنتهي بعروض الكواكب الخمسة المتحيرة وهي الكواكب الخمسة المعروفة آنذاك: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل.
    أطلق العرب تسميات مختلفة على الأجرام السماوية، وما تزال هذه الأجرام معروفة اليوم بأسمائها العربية في الكتب الأجنبية، يُذكر من هذه الأسماء:
    دبران - سهيل - دنب - منقار - مئزر - الطير - الغول وسواها.
    كان علماء العرب يبحثون عن الأجرام السماوية من حيث الكيفية والوضع والحركة لمعرفة الأيام والشهور وفصول السنة، وقدّموا دراسة مفصلة للكواكب وأحجامها عندما تكون فوق الرأس تماماً في السمت أو بعيدة عنه، وعرفوا كثيراً عن الأرض وحركتها حول الشمس، وقدَّموا الأدلة القاطعة على كرويتها. عمل علماء العرب في إعداد الأزياج (جمع زيج)؛ وهي جداول فلكية حسابية بنيت على قوانين عددية توضح حركة كل كوكب وتحدد مواقع الكواكب في أفلاكها وتعرف منها تواريخ الشهور والأيام والتقاويم المختلفة. ومن أهم الأزياج: زيج إبراهيم الفزاري وزيج الخوارزمي وزيج الطوسي وزيج البتاني وزيج ابن الشاطر.
    اعتمد علماء العرب على الإسطرلاب، وهو آلة تمثل القبة السماوية ويمكن بوساطتها تحديد موقع أي جرم سماوي ومتابعة حركته، ترتكز صناعة الإسطرلاب على نظرية رياضية تتناول إسقاط الكرة على سطح مستوي. استخدم العرب آلات رصد أخرى منها على سبيل المثال: اللبنة - الحلقة الاعتدالية - ذات الأوتار - ذات الحلق - ذات الشعبتين - ذات السمت والارتفاع - ذات الجيب - المشبهة بالناطق.
    اتضح لعلماء العرب والمسلمين أن التنجيم لايزيد على كونه آنذاك مجموعة من الخرافات والأوهام التي ليس لها أساس علمي، فعملوا على إبطال تلك الخرافات حتى تمكنوا من الرجوع بالتنجيم إلى أساسه العلمي، ويوضح الصورة عز الدين فراج في كتابه «فضل علماء المسلمين على الحضارة الأوربية» بقوله: «نادى المسلمون بإبطال صناعة التنجيم المبنية على الوهم، ولعلّهم أول من فعل ذلك، ولكنهم مالوا بعلم النجوم نحو الحقائق المبنية على المشاهدة والاختبار والعلم، كما فعلوا بعلم الكيمياء، وكانوا كثيري العناية بعلم الفلك يرصدون الأفلاك ويؤلفون الأزياج، ويقيسون العروض، ويراقبون الكواكب السيارة، ويرتحلون في طلب ذاك العلم إلى الهند وفارس، ويتبحرون في كتب الأوائل ويتممون ما نقص منها ويجمعون بين مذاهبها».
    بعد أن نقل العرب المؤلفات الفلكية للأمم التي سبقتهم؛ صححوا بعضها ونقحوا بعضها الآخر، وزادوا عليها، ولم يقفوا في علم الفلك عند حد النظريات بل خرجوا إلى العمليات والرصد، فهم أول من أوجد بطريقة علمية طول درجة من خط نصف النهار، وأول من عرف أصول الرسم على سطح الكرة، وقالوا باستدارة الأرض وبدورانها على محورها، وعملوا الأزياج الكثيرة العظيمة النفع، وهم الذين ضبطوا حركة أوج الشمس وتداخل فلكها في أفلاك أخرى. واختلف علماء الغرب في نسبة اكتشاف بعض أنواع الخلل في حركة القمر بين البوزجاني وتيخوبراهي، ولكن تأكد حديثاً أن اكتشاف هذا الخلل يعود إلى أبي الوفاء البوزجاني لا إلى غيره.
    فايز فوق العادة
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 03-26-2022, 02:11 PM.
يعمل...
X