الشخصية الخاصة المؤسسة الإعلامية
بقلم : ماتفريد ليتش
۱ - الحاجة الى المفهوم كأساس نظري وكأداة لتطوير المؤسسات الصحفية وفق شخصية واضحة .
١ - ١ - الجوهر والمفهوم والشخصية :
التصور يعني اصطلاح « مفهوم ( Concept ) بشكل عام الذهني ، أو المخطط العام لنشاط ذهني موجه ومهما يكن من أمر تعريف المقصود « بالمفهوم » في المجال الصحفي ، فان مثل هذا التعريف يمكن اعتباره فقط كمجرد نقطة انطلاق. وفي هذا السياق ، لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار الدور المتعاظم الذي يلعبه العلم، والأهمية المتزايدة التي تكتسبها الادارة العلمية. وبالاضافة الى ذلك ، لابد أن يوضع في الحسبان ايضا حقيقة أن المعرفة الانسانية قد أخذت تتضاعف في فترة تتراوح بين ثماني وعشر سنوات. وهذا من شأنه أن يفرض على كل صحيفة وعلى كل محطة اذاعية أو تلفزيونية ضرورة اعداد مفهوم ( تصور ، رؤية ) كأساس علمي يقوم عليه مجمل نشاطها . وكي تقوم هذه المؤسسات الاعلامية بإعداد مثل هذه المفاهيم ، عليها أن تفكر وتدرس جيدا طبيعة وخصائص ودور ( المفهوم ) ضمن الظروف و الشروط السابق ذكرها .
ان « المفهوم » هو الوثيقة السياسية الأساسية للمؤسسة الصحفية التي تحدد وتوضح استراتيجية هذه المؤسسة والتكتيكات الكفيلة بوضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ . ونتيجة لذلك ، فان المفهوم هو الذي يحدد الطابع السياسي للصحيفة ( أو الاذاعة ، أو التلفزيون ) ، وذلك ضمن منظومة الاعلام الاشتراكي . ويجب أن يقوم هذا التحديد على أساس الوثائق السياسية الرئيسية التي يتبناها الحزب السياسي الناشر ، أو المنظمة الناشرة للصحيفة ، وذلك مع فهم حقيقة أن النظام الصحفي هو جزء من نظام أشمل وهو النظام الايديولوجي وسنحاول اثبات هذه الفرضية في بحثنا هذا. ان مثل هذا المفهوم سوف يكون من شأنه أن يحدد شخصية وهوية صحيفة معينة ( أو محطة اذاعة ، أو محطة تلفزيون ) ، الأمر الذي يؤكد حقيقة أن هوية الصحيفة ( أو محطة الاذاعة، أو محطة التلفزيون ) تحددها طبيعتها ووظيفتها كجهاز تابع ، أو ناطق باسم حزب أو منظمة سياسية . و كي تستطيع الصحيفة ( أو الاذاعة، أو التلفزيون ) أن تشرح للجمهور سياسات ومقررات الحزب أو المنظمة تصدرها ، وأن تدعم تطبيق هذه السياسات والمقررات ، وأن ترصد جيدا كل ما يجرى في الحياة من تحركات وتطورات ، وأن تعرف كل شخص بالواقع ، أي ، بالتالي ، أن تساهم في صياغة الواقع ، نقول ان هذا كله يتطلب الحاجة اليومية لأن تكون مواد الصحيفة ( أو الاذاعة ، أو التلفزيون ) جذابة فعلا .
ان المبادىء والمهام الأساسية التي يجب أخذها من هذا الشرط الضروري من أجل فترة زمنية معينة، قد تم تحديدها في المفهوم ، الذي عليه أن يقدم ملخصا عن المبادئ والطرق الرئيسية لادارة التحرير وللممارسة . اذن على المفهوم أن يحدد كتابيا العناصر التالية :
أ - طبيعة المؤسسة الصحفية المعنية .
ب - الخطة العامة الطويلة الأجل التي تحدد هوية ( شخصية طابع ) المؤسسة الصحفية :
ج - المبادىء العامة التي تحدد مراقبة هذه المؤسسة الصحفية ، وكذلك خطة وادارة النشاط الصحفي .
ان المفهوم هو الوثيقة الأساسية التي تحدد عمل كل صحفي ونشاط كل مؤسسة اعلامية ، كما أنه هو الذي يحدد الخطط الطويلة أو القصيرة الأجل . و . ولهذا الضروري ان بعد المفهوم بشكل يمكنه من أن يكون الأساس القوي الذي يقوم عليه عمل المؤسسة الاعلامية التوافق مع شخصيتها ( هويتها ) والمستجيب لمسؤولياتها ومتطلباتها .
ان وضع واعداد المفهوم بهذا الشكل هو الذي يجعله قادرا على أن يكون الأساس الذي تقوم عليه الشخصية ( الهوية ) والعامل الهام في الادارة ايضا .
ففي جمهورية ألمانيا الديموقراطية ، على سبيل المثال ، تشمل المنظومة الاعلامية عددا من المؤسسات الاعلامية الوطنية ( أي على مستوى الوطن كله ) ، وذلك كالتلفزيون والاذاعة والصحف المركزية الناطقة باسم الأحزاب والمنظمات السياسية ، كما تشمل هذه المنظومة محطات الاذاعة والتلفزيون المحلية ( أي على مستوى المحافظات ) وعددا كبيرا من الدوريات ذات الطابع العام، والموجهة لفئات مختلفة من المجتمع كالنساء والشبيبة والأطفال، وكذلك الدوريات المتخصصة في مجال معين ، منها تلك التي تعالج قضايا السياسة الخارجية فقط ، أو القضايا الثقافية ، أو الرياضية ، أو التسلية ولهذا ، فانه قد يبدو من النظرة الأولى ، أن المنظومة الصحفية في جمهورية ألمانيا الديموقراطية تتميز بتنوع مشوش وفوضوي . ولكن الحقيقة ليست كذلك . انها منظومة واحدة تقوم على أساس قوانين موضوعية محددة . ان السمتين الأساسيتين المميزتين للمنظومة الصحفية في جمهورية ألمانيا الديموقراطية هما الوحدة والتنوع . ان رؤية صحافة ألمانيا الديموقراطية من هذه الزاوية ، تجعل المرء يدرك أن الجرائد والمجلات ، وكذلك البرامج الاذاعية والتلفزيونية تشكل منظومة موحدة من شأنها أن تؤثر على كافة مراتب وشرائح وفئات الجمهور . وأن أساس هذا التنوع والاختلاف في الطرق والوسائل هما أهداف وغايات المنظومة الاعلامية .
وفي هذا السياق ، يجب أن نوضح ونحدد نموذج ( طراز ) وطبيعة المؤسسة الصحفية المعنية ، وذلك من أجل أن نفهم المقياس الذي بموجبه يتم تحديد التنوع السابق في عمل واختصاص المؤسسات الاعلامية .
ان الاسئلة التالية هي الأفضل لعملية التحديد هذه في ظل النظام الاشتراكي :
أ - من هو ناشر الصحيفة ( أو المؤسسة الاعلامية المعنية ) .؟
ب - لأجل من تم اصدار هذه الصحيفة ؟
ج - ماهي اهدافها ، أو ماذا تريد أن تحقق ؟
الصحف ( والمؤسسات الاعلامية ) المتماثلة أو المتشابهة الى حد كبير فيما يتعلق بالأجوبة على هذه الأسئلة ، والتي عليها انجاز مهام متماثلة متشابهة داخل اطار المنظومة الاعلامية ، أن تصنف وتحدد في طراز واحد ( كالصحف الاقليمية ، أو محطات الاذاعة والتلفزيون المحلية ... الخ ) .
٢ - الأسس العلمية لبناء الشخصية ( الهوية ) :
۲ - ۱ - الوظيفة والمتطلبات وضرورة بناء الشخصية .
ان الحقائق السابقة من شأنها تقريبا، أن تقرر أن الخصائص الأساسية للمنظومة الاشتراكية ، أي الوحدة والتنوع ، ليست مواصفات عارضة ، بل هي قوانين موضوعية ، لابد أن تؤخذ منها فائدة حتمية ، الوحدة الديالكتيكية للمنظومة الصحفية فعالة ومؤثرة في التطبيق العملي . ان الأسلوب المختلف الذي تسير عليه كل مؤسسة صحفية من أجل حل المشاكل التي تواجهها ، هو الذي يمثل وظيفة بناء ( تكوين ) الشخصية .
ان تحليلا دقيقا للصحف الصادرة في جمهورية المانيا الديموقراطية على سبيل المثال ، سوف يوضح بناء شخصية هذه الصحف ، وذلك علما أن التشابه الممل قد يوجد أحيانا، بالرغم من التأكيد المستمر على ضرورة وامكانية التنوع الحي ..
بقلم : ماتفريد ليتش
۱ - الحاجة الى المفهوم كأساس نظري وكأداة لتطوير المؤسسات الصحفية وفق شخصية واضحة .
١ - ١ - الجوهر والمفهوم والشخصية :
التصور يعني اصطلاح « مفهوم ( Concept ) بشكل عام الذهني ، أو المخطط العام لنشاط ذهني موجه ومهما يكن من أمر تعريف المقصود « بالمفهوم » في المجال الصحفي ، فان مثل هذا التعريف يمكن اعتباره فقط كمجرد نقطة انطلاق. وفي هذا السياق ، لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار الدور المتعاظم الذي يلعبه العلم، والأهمية المتزايدة التي تكتسبها الادارة العلمية. وبالاضافة الى ذلك ، لابد أن يوضع في الحسبان ايضا حقيقة أن المعرفة الانسانية قد أخذت تتضاعف في فترة تتراوح بين ثماني وعشر سنوات. وهذا من شأنه أن يفرض على كل صحيفة وعلى كل محطة اذاعية أو تلفزيونية ضرورة اعداد مفهوم ( تصور ، رؤية ) كأساس علمي يقوم عليه مجمل نشاطها . وكي تقوم هذه المؤسسات الاعلامية بإعداد مثل هذه المفاهيم ، عليها أن تفكر وتدرس جيدا طبيعة وخصائص ودور ( المفهوم ) ضمن الظروف و الشروط السابق ذكرها .
ان « المفهوم » هو الوثيقة السياسية الأساسية للمؤسسة الصحفية التي تحدد وتوضح استراتيجية هذه المؤسسة والتكتيكات الكفيلة بوضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ . ونتيجة لذلك ، فان المفهوم هو الذي يحدد الطابع السياسي للصحيفة ( أو الاذاعة ، أو التلفزيون ) ، وذلك ضمن منظومة الاعلام الاشتراكي . ويجب أن يقوم هذا التحديد على أساس الوثائق السياسية الرئيسية التي يتبناها الحزب السياسي الناشر ، أو المنظمة الناشرة للصحيفة ، وذلك مع فهم حقيقة أن النظام الصحفي هو جزء من نظام أشمل وهو النظام الايديولوجي وسنحاول اثبات هذه الفرضية في بحثنا هذا. ان مثل هذا المفهوم سوف يكون من شأنه أن يحدد شخصية وهوية صحيفة معينة ( أو محطة اذاعة ، أو محطة تلفزيون ) ، الأمر الذي يؤكد حقيقة أن هوية الصحيفة ( أو محطة الاذاعة، أو محطة التلفزيون ) تحددها طبيعتها ووظيفتها كجهاز تابع ، أو ناطق باسم حزب أو منظمة سياسية . و كي تستطيع الصحيفة ( أو الاذاعة، أو التلفزيون ) أن تشرح للجمهور سياسات ومقررات الحزب أو المنظمة تصدرها ، وأن تدعم تطبيق هذه السياسات والمقررات ، وأن ترصد جيدا كل ما يجرى في الحياة من تحركات وتطورات ، وأن تعرف كل شخص بالواقع ، أي ، بالتالي ، أن تساهم في صياغة الواقع ، نقول ان هذا كله يتطلب الحاجة اليومية لأن تكون مواد الصحيفة ( أو الاذاعة ، أو التلفزيون ) جذابة فعلا .
ان المبادىء والمهام الأساسية التي يجب أخذها من هذا الشرط الضروري من أجل فترة زمنية معينة، قد تم تحديدها في المفهوم ، الذي عليه أن يقدم ملخصا عن المبادئ والطرق الرئيسية لادارة التحرير وللممارسة . اذن على المفهوم أن يحدد كتابيا العناصر التالية :
أ - طبيعة المؤسسة الصحفية المعنية .
ب - الخطة العامة الطويلة الأجل التي تحدد هوية ( شخصية طابع ) المؤسسة الصحفية :
ج - المبادىء العامة التي تحدد مراقبة هذه المؤسسة الصحفية ، وكذلك خطة وادارة النشاط الصحفي .
ان المفهوم هو الوثيقة الأساسية التي تحدد عمل كل صحفي ونشاط كل مؤسسة اعلامية ، كما أنه هو الذي يحدد الخطط الطويلة أو القصيرة الأجل . و . ولهذا الضروري ان بعد المفهوم بشكل يمكنه من أن يكون الأساس القوي الذي يقوم عليه عمل المؤسسة الاعلامية التوافق مع شخصيتها ( هويتها ) والمستجيب لمسؤولياتها ومتطلباتها .
ان وضع واعداد المفهوم بهذا الشكل هو الذي يجعله قادرا على أن يكون الأساس الذي تقوم عليه الشخصية ( الهوية ) والعامل الهام في الادارة ايضا .
ففي جمهورية ألمانيا الديموقراطية ، على سبيل المثال ، تشمل المنظومة الاعلامية عددا من المؤسسات الاعلامية الوطنية ( أي على مستوى الوطن كله ) ، وذلك كالتلفزيون والاذاعة والصحف المركزية الناطقة باسم الأحزاب والمنظمات السياسية ، كما تشمل هذه المنظومة محطات الاذاعة والتلفزيون المحلية ( أي على مستوى المحافظات ) وعددا كبيرا من الدوريات ذات الطابع العام، والموجهة لفئات مختلفة من المجتمع كالنساء والشبيبة والأطفال، وكذلك الدوريات المتخصصة في مجال معين ، منها تلك التي تعالج قضايا السياسة الخارجية فقط ، أو القضايا الثقافية ، أو الرياضية ، أو التسلية ولهذا ، فانه قد يبدو من النظرة الأولى ، أن المنظومة الصحفية في جمهورية ألمانيا الديموقراطية تتميز بتنوع مشوش وفوضوي . ولكن الحقيقة ليست كذلك . انها منظومة واحدة تقوم على أساس قوانين موضوعية محددة . ان السمتين الأساسيتين المميزتين للمنظومة الصحفية في جمهورية ألمانيا الديموقراطية هما الوحدة والتنوع . ان رؤية صحافة ألمانيا الديموقراطية من هذه الزاوية ، تجعل المرء يدرك أن الجرائد والمجلات ، وكذلك البرامج الاذاعية والتلفزيونية تشكل منظومة موحدة من شأنها أن تؤثر على كافة مراتب وشرائح وفئات الجمهور . وأن أساس هذا التنوع والاختلاف في الطرق والوسائل هما أهداف وغايات المنظومة الاعلامية .
وفي هذا السياق ، يجب أن نوضح ونحدد نموذج ( طراز ) وطبيعة المؤسسة الصحفية المعنية ، وذلك من أجل أن نفهم المقياس الذي بموجبه يتم تحديد التنوع السابق في عمل واختصاص المؤسسات الاعلامية .
ان الاسئلة التالية هي الأفضل لعملية التحديد هذه في ظل النظام الاشتراكي :
أ - من هو ناشر الصحيفة ( أو المؤسسة الاعلامية المعنية ) .؟
ب - لأجل من تم اصدار هذه الصحيفة ؟
ج - ماهي اهدافها ، أو ماذا تريد أن تحقق ؟
الصحف ( والمؤسسات الاعلامية ) المتماثلة أو المتشابهة الى حد كبير فيما يتعلق بالأجوبة على هذه الأسئلة ، والتي عليها انجاز مهام متماثلة متشابهة داخل اطار المنظومة الاعلامية ، أن تصنف وتحدد في طراز واحد ( كالصحف الاقليمية ، أو محطات الاذاعة والتلفزيون المحلية ... الخ ) .
٢ - الأسس العلمية لبناء الشخصية ( الهوية ) :
۲ - ۱ - الوظيفة والمتطلبات وضرورة بناء الشخصية .
ان الحقائق السابقة من شأنها تقريبا، أن تقرر أن الخصائص الأساسية للمنظومة الاشتراكية ، أي الوحدة والتنوع ، ليست مواصفات عارضة ، بل هي قوانين موضوعية ، لابد أن تؤخذ منها فائدة حتمية ، الوحدة الديالكتيكية للمنظومة الصحفية فعالة ومؤثرة في التطبيق العملي . ان الأسلوب المختلف الذي تسير عليه كل مؤسسة صحفية من أجل حل المشاكل التي تواجهها ، هو الذي يمثل وظيفة بناء ( تكوين ) الشخصية .
ان تحليلا دقيقا للصحف الصادرة في جمهورية المانيا الديموقراطية على سبيل المثال ، سوف يوضح بناء شخصية هذه الصحف ، وذلك علما أن التشابه الممل قد يوجد أحيانا، بالرغم من التأكيد المستمر على ضرورة وامكانية التنوع الحي ..
تعليق