اصطلاح « قلم رصاص » هذا ؟ - من ذاكرتي ، نقل عن اللغة التي تسمي مثل هذا الشيء ( قلم رصاص )
- هل من الممكن أن يوجد اصطلاح ( قلم رصاص ) اذا لم يكن الانسان قد وجد قط ؟
- كلا . عندئذ لا أحد سيفكر به أو يلفظه بالاضافة الى ذلك لن
تكون موجودة اية اقلام رصاص :
بذلك يكون شخص تجربتنا هذه قد أكد نظرية المعرفة ، التي طورتها الفلسفة المعروفة باسم ( المادية الديالكتيكية ) . كل انسان عاقل يعكس الأشياء ويفكر بها مثل انسان تجربتنا هذه .
موضوعات المعرفة :
الذي ان موضوع ( مادة ، محتوى ) معرفتنا ليس فقط ذلك القلم قلنا انه موجود خارج وبشكل مستقل عن وعينا ، بل ان كافة الأشياء والظواهر في الطبيعة والمجتمع هي موضوعات ( مواد ) لمعرفتنا ، أي مجمل الواقع الموضوعي .
المعرفة الحسية :
انها الواقع الموضوعي الذي نشعر به. وقد اخبرنا شخص تجربتنا كيف توصل الى معرفة ان ذاك الشيء كان قلم رصاص . فقد قال : « لقد رأيته وشعرت به » . وهكذا فانه يشير الى مشاعره واحساساته ماذا يعني هذا على وجه الخصوص ؟ ان الاثارة التي أحدثها .
قلم الرصاص على اعضاء حواسه قد انتقلت عبر اعصابه الى الاجزاء الخاصة والمعنية في الدماغ ، تماما كما تنتقل الكهرباء عبر الاسلاك . وفي الدماغ تحولت الاثارة الى احساسات مناسبة .
ان الاحساسات المفردة كالنعومة واللون والشكل وغيرها ، قد تجمعت واتحدت في الدماغ لتشكل الادراك الحسي ، الذي يعكس ويعبر عن الشيء في كليته الاحساسية ، التي هي عبارة عن مجمل جوانبه وصفاته الخارجية وسماته المميزة .
ثم ان شخص تجربتنا قد اخبرنا أن باستطاعته ان يميز قلم الرصاص ويحدد انه قلم رصاص لانه كان قد رأى العديد من اقلام الرصاص من قبل . ان لديه صورة ذهنية ( تصور ) عن قلم الرصاص . ولدى الدماغ البشري المقدرة على ان يحفظ ادراكاتنا الحسية السابقة لوقت طويل . ان الصورة الذهنية اعادة انتاج الادراكات الحسية السابقة هي في الدماغ .
وهكذا فان المعرفة تبدأ دائما بدراسة الأشياء من العالم الخارجي بمساعدة اعضاء حواسنا . وبذلك فان اعضاء الحواس هي نوع من البوابة التي يدخل عبرها الواقع الموضوعي الى عقلنا .
تنتمي الاحساسات والمشاعر والإدراكات الحسية الى المرحلة الأولى من المعرفة ، اي الى ما يسمى بالمعرفة الحسية .
والآن سنتعرض الى نظرية اخرى للمعرفة. لقد قررنا ان موضوعات ( مادة ) المعرفة توجد في الواقع بشكل مستقل عن وعينا . ولهذا سألنا شخص التجربة السؤال الذي يبدو مضحكا وهو : هل ثمة من حاجة لان تحس بقلم الرصاص أو تدركه كي تجعله موجودا ؟ ثمة مدرسة. فكرية يمثلها الانجليزي جورج بيركلي والنمساوي ارنست ماخ تقول : ان الشيء الوحيد الذي يوجد هو المشاعر والاحساسات اية اشياء موضوعية في الطبيعة أو المجتمع . ان المشاعر هي وحدها التي تعلمنا ان شيئا ما يوجد في وعينا ، وبالتالي ليس ثمة اي شيء يوجد خارج وعينا . ان الاشياء والادراكات الحسية لهذه الأشياء ، هي بالنسبة لهذين الفيلسوفين ذات الشيء . وبذلك ارادا ان يقولا : انني انا الذي اوجدت العالم الخارجي كله ، وذلك بواسطة وعيي . وان الاشخاص الآخرين تصورات لذهني وليس لهم اي وجود موضوعي . تدعى هذه المدرسة ( المثالية الذاتية ) ، وذلك لان مؤسسي هذه المدرسة يعتقدون ان افكار الفرد هي المصدر الوحيد لمعرفته .
يمثل المدرسة ( المثالية الذاتية ) وغيرها من المدارس التي يعبر عنها بالمدرسة ( الوجودية ) ، فلاسفة من امثال هيدغر وياسبرز .
قال الفيلسوف الالماني شوبنهاور عن المثاليين الذاتيين : « لا يمكن مساعدتهم بالحجج والبراهين ، بل فقط بالشفاء في مستشفى المجانين.».
في مرحلة المعرفة الحسية تتم عملية عكس العالم الخارجي بسرعة وبشكل مباشر . تعطي المعرفة الحسية انعكاسا واضحا للعالم الموضوعي بكافة الوانه وبمجمل تنوعه . وهذه هي ميزة وفائدة المعرفة الحسية . ولكن كثيرا من ( الفوائد ) كالمعرفة الحسية ، غير كافية لوحدها ، اذا كانت المرحلة العليا والنهائية لمعرفتنا ، حينئذ، وكما قال الفيلسوف الالماني ( فيورباخ ) : ( الحيوانات ايضا يمكن ان تصبح اساتذة ) .
تعطينا المعرفة الحسية فكرة ( تصورا ) فقط عن الجوانب الخارجية من الأشياء .
المعرفة المنطقية :
المرحلة العليا في تطور المعرفة هي مرحلة المعرفة المنطقية . ففي . هذه المرحلة من التفكير المنطقي يصل الانسان الى معرفة القوانين التي تتحكم بتطور الواقع ، تلك القوانين التي يحتاجها الانسان حاجة ماسة في نشاطه العملية القومة على
ان الشيء الاكثر اهمية في التفكير المنطقي هو « المفهوم » (Concept) ، والمفهوم لا يعكس ( يصور ) كافة جوانب القضية ( المادة ، الموضوع ، الشيء ) المعنية بل يعكس فقط تلك الجوانب العامة والمشتركة في كافة القضايا ( المواد ، المواضيع ، الأشياء ) التي من النوع هذا .
لنتذكر تجربتنا السابقة .. ان اقلام الرصاص الاخرى التي يعرفها من قبل شخص تجربتنا قد لا تكون خضراء ولها ستة جوانب وطولها اربعة انشات ، بل قد تكون حمراء أو صفراء وقصيرة واسطوانية وبدون جوانب . ولكن ، وبالرغم من ذلك ، فقد استطاع شخص تجربتنا ان يقول ان هذا الشيء الأخضر والذي له ستة جوانب هو قلم رصاص . وهكذا فقد اكتشفنا ان بعض الخصائص التي يملكها قلم الرصاص هذا ليست اساسية او محددة لاعتباره قلم رصاص ، كما اكتشفنا وجود خصائص اخرى ضرورية بشكل مطلق من اجل اعتبار هذا الشيء قلم رصاص ..
اذا لم نر الشكل الخارجي لهذا الشيء والنهاية الصغيرة السوداء
للرصاص ، فقد لا نقول ان هذا الشيء عبارة عن قلم رصاص ، ولكن اذا كان السطح الخارجي الكامل لهذا الشيء ازرق او بني أو ابيض اللون ، فان هذا لا يغير أي شيء من حقيقة كونه قلم رصاص .
يقوم التفكير الانساني بتحليل الادراكات الحسية التي حصل عليها الانسان . كما يقوم بفصل السمات ( الخصائص ، الملامح ) الفردية والثانوية للشيء عن سماته ( خصائصه ، ملامحه ) الثابتة والملازمة له ويستطيع التفكير ان يقوم بهذه العملية لأنه يقارن الادراكات الحسية الجديدة مع الصور الذهنية ( Ideates ) الناتجة عن الادراكات الحسية السابقة من ذات النوع. تسمى عملية فرز السمات الفردية الخاصة عن السمات الاساسية ( الدائمة والملازمة للشيء ) بالتحليل. و تتبع هذه العملية وتليها عملية اخرى هي التركيب ، ومن ثم عملية التعميم . ان عملية التحليل والتركيب هذه التجريد . والتعميم ( Generalisation ) هو مفهوم ، ويتم التعبير عنه بواسطة اللغة : ( قلم رصاص ) . وقد اوضح ماركس وانجلز التفكير واللغة في كتابهما ( الايديولوجية الالمانية ) على النحو ثالثة هي ما نسميه : هي العلاقة بين هي هي التالي : ( اللغة . التجسيد المباشر للفكر ) . كافة مفاهيمنا تعميمات . مفهوم « قلم رصاص » المنطبق على ، والمستخدم لقلم الرصاص الأخضر والطويل هذا ، يعبر عن ( يوضح ، بصور ) الثابت والاساسي في جميع اقلام الرصاص والموجودة في هذا الشيء الواحد « قلم الرصاص ». وينطبق مفهوم ( قلم الرصاص ) على كافة الأشياء التي لها هذه الخصائص الثابتة والمشتركة . المفاهيم هي تجريدات ان العقل الانساني هو وحده الذي يستطيع ان يوجد، وأن يصل الى
- هل من الممكن أن يوجد اصطلاح ( قلم رصاص ) اذا لم يكن الانسان قد وجد قط ؟
- كلا . عندئذ لا أحد سيفكر به أو يلفظه بالاضافة الى ذلك لن
تكون موجودة اية اقلام رصاص :
بذلك يكون شخص تجربتنا هذه قد أكد نظرية المعرفة ، التي طورتها الفلسفة المعروفة باسم ( المادية الديالكتيكية ) . كل انسان عاقل يعكس الأشياء ويفكر بها مثل انسان تجربتنا هذه .
موضوعات المعرفة :
الذي ان موضوع ( مادة ، محتوى ) معرفتنا ليس فقط ذلك القلم قلنا انه موجود خارج وبشكل مستقل عن وعينا ، بل ان كافة الأشياء والظواهر في الطبيعة والمجتمع هي موضوعات ( مواد ) لمعرفتنا ، أي مجمل الواقع الموضوعي .
المعرفة الحسية :
انها الواقع الموضوعي الذي نشعر به. وقد اخبرنا شخص تجربتنا كيف توصل الى معرفة ان ذاك الشيء كان قلم رصاص . فقد قال : « لقد رأيته وشعرت به » . وهكذا فانه يشير الى مشاعره واحساساته ماذا يعني هذا على وجه الخصوص ؟ ان الاثارة التي أحدثها .
قلم الرصاص على اعضاء حواسه قد انتقلت عبر اعصابه الى الاجزاء الخاصة والمعنية في الدماغ ، تماما كما تنتقل الكهرباء عبر الاسلاك . وفي الدماغ تحولت الاثارة الى احساسات مناسبة .
ان الاحساسات المفردة كالنعومة واللون والشكل وغيرها ، قد تجمعت واتحدت في الدماغ لتشكل الادراك الحسي ، الذي يعكس ويعبر عن الشيء في كليته الاحساسية ، التي هي عبارة عن مجمل جوانبه وصفاته الخارجية وسماته المميزة .
ثم ان شخص تجربتنا قد اخبرنا أن باستطاعته ان يميز قلم الرصاص ويحدد انه قلم رصاص لانه كان قد رأى العديد من اقلام الرصاص من قبل . ان لديه صورة ذهنية ( تصور ) عن قلم الرصاص . ولدى الدماغ البشري المقدرة على ان يحفظ ادراكاتنا الحسية السابقة لوقت طويل . ان الصورة الذهنية اعادة انتاج الادراكات الحسية السابقة هي في الدماغ .
وهكذا فان المعرفة تبدأ دائما بدراسة الأشياء من العالم الخارجي بمساعدة اعضاء حواسنا . وبذلك فان اعضاء الحواس هي نوع من البوابة التي يدخل عبرها الواقع الموضوعي الى عقلنا .
تنتمي الاحساسات والمشاعر والإدراكات الحسية الى المرحلة الأولى من المعرفة ، اي الى ما يسمى بالمعرفة الحسية .
والآن سنتعرض الى نظرية اخرى للمعرفة. لقد قررنا ان موضوعات ( مادة ) المعرفة توجد في الواقع بشكل مستقل عن وعينا . ولهذا سألنا شخص التجربة السؤال الذي يبدو مضحكا وهو : هل ثمة من حاجة لان تحس بقلم الرصاص أو تدركه كي تجعله موجودا ؟ ثمة مدرسة. فكرية يمثلها الانجليزي جورج بيركلي والنمساوي ارنست ماخ تقول : ان الشيء الوحيد الذي يوجد هو المشاعر والاحساسات اية اشياء موضوعية في الطبيعة أو المجتمع . ان المشاعر هي وحدها التي تعلمنا ان شيئا ما يوجد في وعينا ، وبالتالي ليس ثمة اي شيء يوجد خارج وعينا . ان الاشياء والادراكات الحسية لهذه الأشياء ، هي بالنسبة لهذين الفيلسوفين ذات الشيء . وبذلك ارادا ان يقولا : انني انا الذي اوجدت العالم الخارجي كله ، وذلك بواسطة وعيي . وان الاشخاص الآخرين تصورات لذهني وليس لهم اي وجود موضوعي . تدعى هذه المدرسة ( المثالية الذاتية ) ، وذلك لان مؤسسي هذه المدرسة يعتقدون ان افكار الفرد هي المصدر الوحيد لمعرفته .
يمثل المدرسة ( المثالية الذاتية ) وغيرها من المدارس التي يعبر عنها بالمدرسة ( الوجودية ) ، فلاسفة من امثال هيدغر وياسبرز .
قال الفيلسوف الالماني شوبنهاور عن المثاليين الذاتيين : « لا يمكن مساعدتهم بالحجج والبراهين ، بل فقط بالشفاء في مستشفى المجانين.».
في مرحلة المعرفة الحسية تتم عملية عكس العالم الخارجي بسرعة وبشكل مباشر . تعطي المعرفة الحسية انعكاسا واضحا للعالم الموضوعي بكافة الوانه وبمجمل تنوعه . وهذه هي ميزة وفائدة المعرفة الحسية . ولكن كثيرا من ( الفوائد ) كالمعرفة الحسية ، غير كافية لوحدها ، اذا كانت المرحلة العليا والنهائية لمعرفتنا ، حينئذ، وكما قال الفيلسوف الالماني ( فيورباخ ) : ( الحيوانات ايضا يمكن ان تصبح اساتذة ) .
تعطينا المعرفة الحسية فكرة ( تصورا ) فقط عن الجوانب الخارجية من الأشياء .
المعرفة المنطقية :
المرحلة العليا في تطور المعرفة هي مرحلة المعرفة المنطقية . ففي . هذه المرحلة من التفكير المنطقي يصل الانسان الى معرفة القوانين التي تتحكم بتطور الواقع ، تلك القوانين التي يحتاجها الانسان حاجة ماسة في نشاطه العملية القومة على
ان الشيء الاكثر اهمية في التفكير المنطقي هو « المفهوم » (Concept) ، والمفهوم لا يعكس ( يصور ) كافة جوانب القضية ( المادة ، الموضوع ، الشيء ) المعنية بل يعكس فقط تلك الجوانب العامة والمشتركة في كافة القضايا ( المواد ، المواضيع ، الأشياء ) التي من النوع هذا .
لنتذكر تجربتنا السابقة .. ان اقلام الرصاص الاخرى التي يعرفها من قبل شخص تجربتنا قد لا تكون خضراء ولها ستة جوانب وطولها اربعة انشات ، بل قد تكون حمراء أو صفراء وقصيرة واسطوانية وبدون جوانب . ولكن ، وبالرغم من ذلك ، فقد استطاع شخص تجربتنا ان يقول ان هذا الشيء الأخضر والذي له ستة جوانب هو قلم رصاص . وهكذا فقد اكتشفنا ان بعض الخصائص التي يملكها قلم الرصاص هذا ليست اساسية او محددة لاعتباره قلم رصاص ، كما اكتشفنا وجود خصائص اخرى ضرورية بشكل مطلق من اجل اعتبار هذا الشيء قلم رصاص ..
اذا لم نر الشكل الخارجي لهذا الشيء والنهاية الصغيرة السوداء
للرصاص ، فقد لا نقول ان هذا الشيء عبارة عن قلم رصاص ، ولكن اذا كان السطح الخارجي الكامل لهذا الشيء ازرق او بني أو ابيض اللون ، فان هذا لا يغير أي شيء من حقيقة كونه قلم رصاص .
يقوم التفكير الانساني بتحليل الادراكات الحسية التي حصل عليها الانسان . كما يقوم بفصل السمات ( الخصائص ، الملامح ) الفردية والثانوية للشيء عن سماته ( خصائصه ، ملامحه ) الثابتة والملازمة له ويستطيع التفكير ان يقوم بهذه العملية لأنه يقارن الادراكات الحسية الجديدة مع الصور الذهنية ( Ideates ) الناتجة عن الادراكات الحسية السابقة من ذات النوع. تسمى عملية فرز السمات الفردية الخاصة عن السمات الاساسية ( الدائمة والملازمة للشيء ) بالتحليل. و تتبع هذه العملية وتليها عملية اخرى هي التركيب ، ومن ثم عملية التعميم . ان عملية التحليل والتركيب هذه التجريد . والتعميم ( Generalisation ) هو مفهوم ، ويتم التعبير عنه بواسطة اللغة : ( قلم رصاص ) . وقد اوضح ماركس وانجلز التفكير واللغة في كتابهما ( الايديولوجية الالمانية ) على النحو ثالثة هي ما نسميه : هي العلاقة بين هي هي التالي : ( اللغة . التجسيد المباشر للفكر ) . كافة مفاهيمنا تعميمات . مفهوم « قلم رصاص » المنطبق على ، والمستخدم لقلم الرصاص الأخضر والطويل هذا ، يعبر عن ( يوضح ، بصور ) الثابت والاساسي في جميع اقلام الرصاص والموجودة في هذا الشيء الواحد « قلم الرصاص ». وينطبق مفهوم ( قلم الرصاص ) على كافة الأشياء التي لها هذه الخصائص الثابتة والمشتركة . المفاهيم هي تجريدات ان العقل الانساني هو وحده الذي يستطيع ان يوجد، وأن يصل الى
تعليق