الصحافة والواقع مدخل إلى نظرية المعرفة والاعلام الاجتماعي
۱ - عناصر ومراحل تطور عملية الاعلام الاجتماعي :
تعتبر الصحافة نوعا من انواع الاعلام الاجتماعي . اذ ان الاعلام الاجتماعي يشمل كافة المؤثرات العقلية والفكرية التي يمارسها المجتمع على الفرد : وبهذا المعنى يمكن القول ان المؤثرات التربوية تنتمي الى الاعلام الاجتماعي ، وتمارسه عبر المدارس التعليمية والتوجيهات الاخلاقية. وذات الشيء ايضا بالنسبة للمؤثرات العلمية كالتدريب الجامعي والاشتراك في دورات مهنية تدريبية وقراءة الكتب العلمية . والى الاعلام الاجتماعي تنتمي ! ايضاً المؤثرات الفنية للعروض المسرحية ومطالعة الروايات ومشاهدة الافلام السينمائية. وهكذا يمكن القول ان كافة مصادر التأثير المتنوعة هذه، ابتداء من النقاش مع الزملاء في العمل ومع افراد الاسرة وانتهاء بالمؤثرات الصحفية مثل قراءة الجرائد والمجلات والاستماع الى الاذاعة ومشاهدة التلفزيون ، يمكن القول ان كافة هذه المؤثرات على الانسان تسمى الاعلام الاجتماعي ( Social Information) .
تعود صفة ( الاجتماعي ) في هذا الاعلام الى السببين التاليين الأول ، هو ان الاشخاص الذين يقدمون المعلومات
( او التوجيهات)، كالاساتذة والفنانين والصحفيين ، هم ايضا افراد في المجتمع . والسبب الثاني هو ان المعلومات ) او الاعلام التي يقدمونها أو ينقلونها من معارفهم قد تم اكتسابها والحصول عليها من داخل المجتمع . قطعا، ليس ثمة أي مدرس فيزياء قد اكتشف واوجد بنفسه كافة القوانين الفيزيائية التي يعلمها ، بل يقتصر دوره على انه المعارف التي اوجدها الفيزيائيون المعاصرون والسابقون ، وانه يوجهنا ويقدم الينا جمع هذه المعارف التي جمعها .
وبهذا المعنى يمكن القول ان كل اعلام مرتبط بهذا الشكل أو ذاك بعدد كبير من افراد المجتمع هو اعلام اجتماعي .
الصحافة احد الفروع الفتية لشجرة الاعلام الاجتماعي . فمنذ خمسمائة عام لم تكن قد وجدت قط. وعندما ظهرت الى حيز الوجود واجهت الحاجات والمتطلبات الجديدة في ذلك الوقت . وبالتالي فان الصحافة لم تحل محل أي شكل آخر من أشكال الاعلام الاجتماعي ، بل اضيفت الى الانواع القديمة المعروفة من الاعلام الاجتماعي .
جذور الاعلام :
لاشك ان الاعلام الاجتماعي قديم قدم البشرية . لنعد ، ولو بسرعة، الى جذور الاعلام الاجتماعي ، طالما ان هذه الجذور ما زالت تغذي كافة فروع الاعلام الاجتماعي التي نمت فيما بعد .
من المعروف جيدا ، ان أهم نشاط يميز الانسان ن عن الحيوان
هو العمل . وذلك لان العمل هو الشرط اللازم والضروري لوجود وخلال العمل يقوم الانسان بتغيير الطبيعة وفقا لحاجاته ومتطلباته ، ويجعلها ملائمة له. والانسان ، ككائن اجتماعي يقوم بالعمل بشكل جماعي ومشترك. ولذلك فان العمل هو المكان الذي سنجد فيه جذور الاعلام الاجتماعي . لندرس العلاقات القائمة بين العمل والاعلام بمساعدة الرسم التوضيحي .
ان العمل الجماعي هو الذي دفع الناس الى ان يطوروا وبالتدريج فكرهم ولغتهم .
المجتمع والاعلام :
ولكن الناس ليس فقط يؤثرون في الطبيعة ، ويتعرفون عليها ويدرسونها ، ويتبادلون المعلومات حولها ، بل انهم ايضا يؤثرون على مجتمعهم الخاص ، ويتبادلون المعارف والمعلومات حول المجتمع يلعب العمل ايضا دورا حاسما في علاقات الانسان الاجتماعية . فالعمل ، كما هو معروف ، هو تغيير الطبيعة وتحويلها بواسطة الانسان، وعبر الادوات المستخدمة لتحقيق الانتاج . والسؤال الذي يحدد العلاقة الاجتماعية الاساسية هو : لمن تعود ملكية الطبيعة ( الأراضي الزراعية، الثروات المعدنية ... الخ ) ، من الذي يتحكم بالانتاج ؟ . يعتمد موقع الانسان في المجتمع ويتوقف الى حد كبير على علاقاته . مع وسائل الانتاج وبالتالي مع شروط وظروف الملكية .
ان أولئك الذين يملكون وسائل الانتاج هم الذين يعينون مجموعة من الناس ، ويكلفونها فقط بجمع المعارف والمعلومات وتطوير الفكر وتحسينه في مجالات محددة ( العلم ، الابحاث ) ، وهم ايضا الذين يعينون جماعة اخرى من الناس ، ويكلفونها بمهمة نشر معلومات معينة وتقديمها لفئات محددة من المجتمع ( بواسطة المدارس والصحافة وغيرها من الوسائل ) . وفي المجتمعات ، التي لا تعود فيها وسائل الانتاج للمجتمع كله يناضل غير المالكين من أجل حرية ايجاد مراكز ووسائط التفكير والاعلام التي تخدم مصالحهم .
استنادا الى تقسيم العمل ، يقوم كل شخص باحتلال موقع محدد في المجتمع . معظم الناس يعملون في مجالات الانتاج المختلفة ، والآخرون يعملون في مراكز الدراسة والبحث و غيرهم يعمل في المراكز الاعلامية ... الخ .
وهكذا نجد ان كل فرد يرتبط داخل المجتمع بالعديد من الروابط والعلاقات . ويسعى الناس ايضا الى معرفة هذه العلاقات الاجتماعية ، والى اعلام بعضهم البعض بما اكتشفوه وعرفوه ، وكذلك الى التأثير على المجتمع بهدف تغيير الشروط الاجتماعية البالية . التأثير على الطبيعة ( اي العمل ) ، والتأثير على المجتمع يمكن اختصارهما باصطلاح واحد هو ( الممارسة ) . ( Practice ) .
والآن سوف نلقي نظرة اشمل واعمق على العمليات المرتبطة بالاعلام الاجتماعي . وسوف نعطي اولا فكرة واضحة عن العمليات ( Processes ) ، ثم نقوم ثانيا بدراسة تفصيلية لكل عملية .
مخطط لدورة الاعلام :
في هذا المخطط سوف نضع « الطبيعة » و « المجتمع معا ( وذلك لأن المجتمع يمكن ان يوجد فقط مع الطبيعة ) . الطبيعة » و « المجتمع يمكن ان يختصرا ويعبر عنهما بمصطلح ( الواقع الموضوعي » ، الذي يعني ويشمل كل ماهو قائم وموجود .
يوجد المجتمع والطبيعة في حالة تغير دائم ومستمر ( الصحفي يكتب حول هذا التغيير ) ، كما ان العناصر المختلفة في الطبيعة والمجتمع تتفاعل فيما بينها وتتبادل التأثير وفق قوانين طبيعية أو اجتماعية . ولهذا فاننا
۱ - عناصر ومراحل تطور عملية الاعلام الاجتماعي :
تعتبر الصحافة نوعا من انواع الاعلام الاجتماعي . اذ ان الاعلام الاجتماعي يشمل كافة المؤثرات العقلية والفكرية التي يمارسها المجتمع على الفرد : وبهذا المعنى يمكن القول ان المؤثرات التربوية تنتمي الى الاعلام الاجتماعي ، وتمارسه عبر المدارس التعليمية والتوجيهات الاخلاقية. وذات الشيء ايضا بالنسبة للمؤثرات العلمية كالتدريب الجامعي والاشتراك في دورات مهنية تدريبية وقراءة الكتب العلمية . والى الاعلام الاجتماعي تنتمي ! ايضاً المؤثرات الفنية للعروض المسرحية ومطالعة الروايات ومشاهدة الافلام السينمائية. وهكذا يمكن القول ان كافة مصادر التأثير المتنوعة هذه، ابتداء من النقاش مع الزملاء في العمل ومع افراد الاسرة وانتهاء بالمؤثرات الصحفية مثل قراءة الجرائد والمجلات والاستماع الى الاذاعة ومشاهدة التلفزيون ، يمكن القول ان كافة هذه المؤثرات على الانسان تسمى الاعلام الاجتماعي ( Social Information) .
تعود صفة ( الاجتماعي ) في هذا الاعلام الى السببين التاليين الأول ، هو ان الاشخاص الذين يقدمون المعلومات
( او التوجيهات)، كالاساتذة والفنانين والصحفيين ، هم ايضا افراد في المجتمع . والسبب الثاني هو ان المعلومات ) او الاعلام التي يقدمونها أو ينقلونها من معارفهم قد تم اكتسابها والحصول عليها من داخل المجتمع . قطعا، ليس ثمة أي مدرس فيزياء قد اكتشف واوجد بنفسه كافة القوانين الفيزيائية التي يعلمها ، بل يقتصر دوره على انه المعارف التي اوجدها الفيزيائيون المعاصرون والسابقون ، وانه يوجهنا ويقدم الينا جمع هذه المعارف التي جمعها .
وبهذا المعنى يمكن القول ان كل اعلام مرتبط بهذا الشكل أو ذاك بعدد كبير من افراد المجتمع هو اعلام اجتماعي .
الصحافة احد الفروع الفتية لشجرة الاعلام الاجتماعي . فمنذ خمسمائة عام لم تكن قد وجدت قط. وعندما ظهرت الى حيز الوجود واجهت الحاجات والمتطلبات الجديدة في ذلك الوقت . وبالتالي فان الصحافة لم تحل محل أي شكل آخر من أشكال الاعلام الاجتماعي ، بل اضيفت الى الانواع القديمة المعروفة من الاعلام الاجتماعي .
جذور الاعلام :
لاشك ان الاعلام الاجتماعي قديم قدم البشرية . لنعد ، ولو بسرعة، الى جذور الاعلام الاجتماعي ، طالما ان هذه الجذور ما زالت تغذي كافة فروع الاعلام الاجتماعي التي نمت فيما بعد .
من المعروف جيدا ، ان أهم نشاط يميز الانسان ن عن الحيوان
هو العمل . وذلك لان العمل هو الشرط اللازم والضروري لوجود وخلال العمل يقوم الانسان بتغيير الطبيعة وفقا لحاجاته ومتطلباته ، ويجعلها ملائمة له. والانسان ، ككائن اجتماعي يقوم بالعمل بشكل جماعي ومشترك. ولذلك فان العمل هو المكان الذي سنجد فيه جذور الاعلام الاجتماعي . لندرس العلاقات القائمة بين العمل والاعلام بمساعدة الرسم التوضيحي .
ان العمل الجماعي هو الذي دفع الناس الى ان يطوروا وبالتدريج فكرهم ولغتهم .
المجتمع والاعلام :
ولكن الناس ليس فقط يؤثرون في الطبيعة ، ويتعرفون عليها ويدرسونها ، ويتبادلون المعلومات حولها ، بل انهم ايضا يؤثرون على مجتمعهم الخاص ، ويتبادلون المعارف والمعلومات حول المجتمع يلعب العمل ايضا دورا حاسما في علاقات الانسان الاجتماعية . فالعمل ، كما هو معروف ، هو تغيير الطبيعة وتحويلها بواسطة الانسان، وعبر الادوات المستخدمة لتحقيق الانتاج . والسؤال الذي يحدد العلاقة الاجتماعية الاساسية هو : لمن تعود ملكية الطبيعة ( الأراضي الزراعية، الثروات المعدنية ... الخ ) ، من الذي يتحكم بالانتاج ؟ . يعتمد موقع الانسان في المجتمع ويتوقف الى حد كبير على علاقاته . مع وسائل الانتاج وبالتالي مع شروط وظروف الملكية .
ان أولئك الذين يملكون وسائل الانتاج هم الذين يعينون مجموعة من الناس ، ويكلفونها فقط بجمع المعارف والمعلومات وتطوير الفكر وتحسينه في مجالات محددة ( العلم ، الابحاث ) ، وهم ايضا الذين يعينون جماعة اخرى من الناس ، ويكلفونها بمهمة نشر معلومات معينة وتقديمها لفئات محددة من المجتمع ( بواسطة المدارس والصحافة وغيرها من الوسائل ) . وفي المجتمعات ، التي لا تعود فيها وسائل الانتاج للمجتمع كله يناضل غير المالكين من أجل حرية ايجاد مراكز ووسائط التفكير والاعلام التي تخدم مصالحهم .
استنادا الى تقسيم العمل ، يقوم كل شخص باحتلال موقع محدد في المجتمع . معظم الناس يعملون في مجالات الانتاج المختلفة ، والآخرون يعملون في مراكز الدراسة والبحث و غيرهم يعمل في المراكز الاعلامية ... الخ .
وهكذا نجد ان كل فرد يرتبط داخل المجتمع بالعديد من الروابط والعلاقات . ويسعى الناس ايضا الى معرفة هذه العلاقات الاجتماعية ، والى اعلام بعضهم البعض بما اكتشفوه وعرفوه ، وكذلك الى التأثير على المجتمع بهدف تغيير الشروط الاجتماعية البالية . التأثير على الطبيعة ( اي العمل ) ، والتأثير على المجتمع يمكن اختصارهما باصطلاح واحد هو ( الممارسة ) . ( Practice ) .
والآن سوف نلقي نظرة اشمل واعمق على العمليات المرتبطة بالاعلام الاجتماعي . وسوف نعطي اولا فكرة واضحة عن العمليات ( Processes ) ، ثم نقوم ثانيا بدراسة تفصيلية لكل عملية .
مخطط لدورة الاعلام :
في هذا المخطط سوف نضع « الطبيعة » و « المجتمع معا ( وذلك لأن المجتمع يمكن ان يوجد فقط مع الطبيعة ) . الطبيعة » و « المجتمع يمكن ان يختصرا ويعبر عنهما بمصطلح ( الواقع الموضوعي » ، الذي يعني ويشمل كل ماهو قائم وموجود .
يوجد المجتمع والطبيعة في حالة تغير دائم ومستمر ( الصحفي يكتب حول هذا التغيير ) ، كما ان العناصر المختلفة في الطبيعة والمجتمع تتفاعل فيما بينها وتتبادل التأثير وفق قوانين طبيعية أو اجتماعية . ولهذا فاننا
تعليق