يوم المصور العراقي ٢٥/ تموز ..................................
تمر اليوم الذكرى الواحد والخمسون لتأسيس الجمعية العراقية للتصوير سنة ١٩٧٢ ويعتبر هذا اليوم عيد للمصور
العراقي. يستذكر من خلاله المصورين العراقيين مسيرة
حافلة بالعطاء والتضحيات والعشرات من الشهداء الذين
قضوا وهم ينقلون بكاميرتهم من سوح الوغي وقائع
الحروب والمعارك التي شهدها العراق قي تاريخه المعاصر
والصورة تعبير حي عن موقف الفنان أزاء الحياة حين تنبع
من وعي وقدرة خلاقة في الأختيار. حيث تبقى شاهد عصر .
وعلامة حضارية مضيئة وأداة أعلام ولغة ومن خلالها يمكن
أن نقول الكثير ..نتقارب نتفاهم ..وننتصر وندين ..ننتصر
للحق والبناء. وندين التخلف من أجل الحياة الأجمل ..أذن ..
تبقى الرؤية المتميزة فقط ..وهي تلك الرؤية ألتي تحس
بالأشياء أعمق ما يحس به الأخرين ..عندئذ لن تبقى أمام الفنان الأبواب موصدة. ولا ظلام الليل عتمة لرؤى مطلقة كما
يراها البعض بالعين المجردة ..لتكن كاميراتنا شجاعة ومنحازة للوطن والحياة ...التصوير الضوئي لغته في التعبير
الفني هو الضوء ..وللضوء لغة خاصة به. حيث نستطيع أن
نكون منه كلمات ونركب من هذه الكلمات جملا" ..وبدون الضوء والنور لايمكن أن يكون هناك تصوير ضوئي وكما في الحياة فلا حياة بدون ضوء. والضوء يعني الأمل. وعندما
يكون مصدر الضوء ظاهرا" في الصورة فأن ذلك هو الأمل.
وقد يأتي الضوء من الأعلى فيعطي نورا" سماويا" وروحيا .
وقد يأتي من شباك فيعطي الأحساس بالتفاؤل وقد يعطي
لضوء ومضات مضيئة على بعض المواد ليعطي أيقاعا" مليئا"
بالحيوية .والظلام والنور هما رمزان لأمور كثيرة. فالضوء
يعني الأمان والطمأنينة. والمعلوم والظلام يعني الخوف والقلق والمجهول. وأن هناك صراعا"بين الضوء والظلام يجب
إبرازه بالصور..ويذكر جلال الحنفي البغدادي في جريدة الفتح
والصادرة يوم ٢٩/شباط/١٩٣٩ أن التصوير لم يكن معروفا"
في بغداد قبل أكثر من خمسين سنة. وممن سعى ألى أدخاله المصور الموصلي داود غزالة. فأتخذ حانوتا" صغيرا" بالقرب
من جامع الخاصكي.وكذلك الأرمني أيكار دونتشيان وكان محله في رأس القرية بجوار بيت الجوربجي. و لايعرف
على وجه التحديد بداية معرفة العراقيين بالتصوير الفوتوغرافي. ولكن من المؤكد أن عدد من الأباء الدومنيكان
قد تدربوا على فن التصوير من الرحالة الأجانب الذين زاروا
الموصل وهم يحتفظون ب ( البومات).عديدة بالصور التي
التقطوها ووثقوا الحياة في المدينة ..ويعتبر رائد التصوير الفوتوغرافي في العراق نعوم الصائغ. أذ تعلم فن التصوير عند الأباء الدومينيكان ..وذكرت الوثائق التاريخية. أن أحمد
عزة الفاروقي (.١٨٢٩..١٨٩٢).وهو سليل أسرة علمية وأدبية
شهيرة. في الموصل (.أسرة العمري).قد أستهواه فن التصوير
عند رحلته ألى الأستانة وأدرك العملية الفيزياوية التي يجري
التصوير وفقها. فألف رسالة في التصوير الشمسي سماها
(.حسن التدبير في صناعة التصوير) .والمرجح أن الموصل
هي أول مدينة شهدت ظهور فن التصوير في العراق. وأن
نعوم الصائغ هو أول من أدخل التصوير الفوتوغرافي كمهنة
وهواية قبل غيره ..ولأتساع مهام فن التصوير الضوئي ولأهميته في تسجيل ما يحتاجه الأنسان في حياته اليومية..
فقد ظلت هذه الألة الصغيرة والمحمولة ( الكاميرا) تعكس
الحياة من خلال عدم أدراك قدرتها الحقيقية. ألى أن جاء
فنانون قادرون على أختراق هذا الحاجز المحدود وتحويل
هذه الألة ألى فرشاة طيعة في يد فنان مصور بارع. يعبر بها ولايسجل منظرا" عاما" شائعا" بالنسبة للعين المجردة ...... وأصبحت هذه الألة الصغيرة. البوم تنافس قدراتها قدرات الأدوات والخامات القديمة. التي أستعملها الأنسان .............
على مدى سنوات طويلة. أن فن التصوير الضوئي اليوم في
الموصل. هو حصيلة كفاح فوتغرافيين أمتد من الربع الأخير
للقرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي الموسوم برواده المعروفين ..مراد الداغستاني .كوفاديس ..كاكة ..أكوب ...
علي الدرويش ..عبد الهادي ..صباح ..حكمت...نور الدين حسين .أنور درويش ..عصام الصراف .سعد هادي ..رياض
العلكاوي ..صلاح شكر ..مؤيد الحرباوي ..طارق عطية حسين.
جمعه وشقيقه أبراهيم .نزار حمدي الصفار .ومعن الطائي وأخرون .هؤلاء الذين صمدوا لكي يحققوا أعمال فنية ترقى ألى المستوى العراقي والدولي. ألا أنه مازالت هناك بعض العقبات التي تجعل هذا الفن بعيدا"عن لجان الأقتناء والمشاركة في المعارض بالداخل والخارج بأستثناء المشاركة
الفارقة في معرض سرديات المدن بمصر الذي حقق نتائج باهرة.
تعليق