يمثل الصلع مشكلةً وراثية حتمية لدى العديد من الرجال، إذ تبدأ المشكلة لدى الرجل المعرض إلى الصلع بملاحظة انحسار شعره عن جبهته ومؤخرة فروة رأسه، ومنذ تلك اللحظة، تخرج العملية عن السيطرة، ويُحصَر أمل القضاء عليها في أدوية نمو الشعر أو المينوكسيديل أو زراعة الشعر جراحيًا. في الواقع، لا يفقد الرجل الأصلع شعره، بل يصغر حجم شعراته تدريجيًا إلى أن تصبح مجهرية، مثلما كانت عند ولادته؛ لكن ماذا عن بقية مملكة الحيوانات؟ هل تصاب الحيوانات الأخرى بالصلع بهذه الطريقة أيضًا؟
من أهم السمات التي تميز الثدييات من غيرها هي قدرتها على إنماء الشعر، ولا تستثنى الحيتان والدلافين من ذلك، بيد أن بعض الثدييات تعاني مشكلات متعلقة بالشعر في وقت ما من حياتها في نهاية المطاف.
يجذب أفراد بعض الرئيسيات شعر بعضهم إلى أن يتسببوا بالصلع، وتتعرض الدببة الأنديزية إلى الإصابة بالثعلبة، التي تصاحبها حكة شديدة غير مريحة، ما يجعل إدارة بعض حدائق الحيوانات أن تقرر قتلها قتلًا رحيمًا لأسباب إنسانية. لا يصاب سوى عدد قلل من الحيوانات بصلع وراثي دائم يشبه الذي يصاب به الرجال، ومن ضمنها: مكاك دبي وكلاب سلالة داشهند والكلاب السلوقية الرمادية.
يقول تيم ناتال، أبرز المحاضرين في طب الأمراض الجلدية عند الحيوانات صغيرة الحجم في جامعة إدنبرة: «يمكن شفاء الصلع لدى الحيوانات في معظم الحالات، لكن من المؤسف أنه لا يمكن شفاء الصلع الوراثي الدائم لأنه ناتج عن اضطراب جيني». درس ناتال علاجًا محتملًا للحكة المصاحبة لداء الثعلبة لدى الدببة الأنديزية، التي تعد مرضًا مناعيًا -مثل الأكزيما- وليس وراثيًا.
قد تفقد الحيوانات شعرها بآليات مختلفة؛ بدءًا من ضرر مؤقت ناتج عن حك الشعر ووصولًا إلى ضرر دائم بسبب إصابة ما، كالإصابات الناتجة عن عدوى فطرية مثل القوباء الحلقية أو السوسة الطفيلية التي تسبب الجرب أو أي مشكلة التهابية أو معدية تدمر بصيلات الشعر؛ إذ تدمر فطريات القوباء الحلقية جذع الشعرة، في حين تتغذى السوسة حول جذور أشواك القنافذ، ما يزيد اتساع البصيلات ويؤدي إلى تساقط الأشواك.
يقول أستاذ الأحياء الخلوية ديزموند توبين من جامعة برادفورد في إنجلترا: «مع ذلك، يعد الصلع أكثر ندرة بين الحيوانات البرية مقارنة بالبشر، إذ تحتاج الحيوانات إلى غطاء صحي من الشعر للحفاظ على حرارة جسمها، أو من أجل التخفي في البرية».
«تتعرض الحيوانات إلى ضغط انتقائي تطوري كبير لإنماء شعرها؛ إذ إنها تملك العديد من الجينات التي تضمن احتفاظها بكسوتها الشعرية، ومن هذا المنطلق، تصعب رؤية تساقط الشعر لدى الحيوانات التي تعيش في البرية، بخلاف الحال لدى الحيوانات المستأنسة والخاضعة للتحكم البشري».
تتعرض بعض أنواع الحيوانات المستأنسة أو المحتجزة عند البشر إلى تساقط الشعر، ويرجع أحد الأسباب الرئيسية لذلك إلى ممارسات توليد الحيوانات التي قد تعبث بالجينات الأساسية المسؤولة عن احتفاظ الثدييات بكساء صحي من الشعر. يضيف توبين: «إن معظم مشكلات الصلع هي هرمونية الأصل؛ نظرًا إلى أن بصيلات الشعر تتأثر تأثرًا جوهريًا بالغدة الدرقية».
يتفق توبين وناتال على أن كلاب سلالة داشهند والكلاب السلوقية الرمادية تعد من ضمن الكلاب الأكثر تعرضًا إلى هذه المشكلات. أما الكلاب المكسيكية والكلاب المتوجة الصينية فهي تُولَّد خصيصًا لتحصيل الصلع، الذي ينجم عن اضطراب يسمى خلل التنسج البصيلي، الذي تتحلل فيه بصيلات الشعر نتيجة لخلل في بنيتها. في المقابل، يعاني حيوان القوطي الذي يشبه الراكون اضطرابًا مشابهًا لخلل التنسج البصيلي، إلا أنه يصاب به طبيعيًا وليس بسبب التدخل البشري.
إلى جانب توليد حيوانات صلعاء عمدًا، قد يتسبب مربّو الحيوانات بالصلع عند محاولتهم إنتاج كلاب بألوان معينة، مثل كلاب اللابرادور الرمادية. يقول ناتال: «قد يؤدي توليد الحيوانات رمادية اللون إلى إضعاف جذع الشعرة لدى بعض الحيوانات، وكما هو متوقع، تعد الكلاب الأصيلة أكثر عرضة إلى الإصابة بالصلع فضلًا عن مشكلات كثيرة أخرى، وذلك مقارنة بكلاب السلالات المختلطة التي تحمل خليطًا متنوعًا من الجينات».
كانت منسقة الإسكان الاجتماعي أليسون هيغرتي من مركز بحوث الرئيسيات التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم إحدى المشاركين في دراسة نُشرَت حديثًا في مجلة American Journal of Primatology. تناولت الدراسة سبب تعرض سعادين المكاك الريسوسي المحتجزة عند البشر إلى نوبات مؤقتة من الصلع، الذي يحدث على هيئة بقع خالية من الشعر. أجرت هيغرتي وزملاؤها دراستهم عبر مشاهدة مجموعات مختلفة من سعادين المكاك تضم أعدادًا تتراوح بين 25 و60 سعدانًا لمدة تقارب النصف ساعة يوميًا، بغية تحديد السعادين التي تتفاعل مع بعضها، ولمعرفة السلم الاجتماعي في كل مجموعة.
كان هدف فريق الدراسة التأكد من أن السلوك الاجتماعي لجذب الشعر الشائع بين الرئيسيات كان السبب الكامن وراء تلك البقع الصلعاء المؤقتة لدى السعادين. لا يعرف العلماء تحديدًا سبب ممارسة هذا السلوك عند السعادين، ولكنهم وجدوا أنه لا يرتبط دائمًا بالمكانة الاجتماعية، ولا يقتصر على مركز محدد في السلم الاجتماعي.
اتضح أن سلوك جذب الشعر لم يكن السبب الوحيد لإصابة السعادين المحتجزة في المركز بالصلع. تقول هيغرتي: «ارتبط فقدان الشعر لدى السعادين كذلك بعوامل أخرى، مثل قلة تعرضها إلى ضوء الشمس، ووجودها في مكان خال من خصائص مسكنها الطبيعي مثل العشب والتراب، إضافةً إلى التغيرات الموسمية». تميزت سعادين المكاك الريسوسي التي درستها هيغرتي بكساء يمتلئ بالشعر خلال فترة نهاية الصيف وبداية الخريف استعدادًا لبرودة الطقس.
يماثل أحد أسباب فقدان الشعر بين سعادين المكاك ما يحدث مع البشر؛ إذ تفقد إناثها أحيانًا شعرها على غرار النساء اللاتي يتساقط شعرهن في أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة وجيزة، عند دخول بعض الشعرات في مرحلة الراحة. تقول هيغرتي: «تتغير أوقات دورة نمو الشعر عند النساء في أثناء فترة الحمل، ولاحظنا أن دورة نمو الشعر لدى إناث المكاك الريسوسي تمر بالتغيرات ذاتها».
يُعَد داء الثعلبة (أو بقعة الصلع) من ضمن أنواع الصلع الدائم الذي يصيب البشر وبعض الرئيسيات مثل المكاك الريسوسي، وهي اضطراب مناعي يهاجم فيه جهاز المناعة بصيلات الشعر، وذلك وفقًا للطبيبة البيطرية كاساندرا كولن من جامعة أوريغون للصحة والعلوم.
في هذا الصدد، تمر سعادين مكاك دبي بصلع يشبه الصلع الدائم لدى الرجال، ويرجع هذا النوع من الصلع إلى أن الشعر البشري ينمو باستمرار، بخلاف الحال لدى معظم الثدييات الأخرى، باستثناء الكلب البطباط. غير أن ما يميز سعادين مكاك دبي عن البشر أن هذه الحالة تصيب الذكور والإناث على حد سواء.
يقول توبين: «تختلف فروة الرأس لدى الحيوانات عن البشر في أنها ليست مقسمة تشريحيًا»، وأشار إلى أن التشابه بين الصلع الذي يصيب سعادين مكاك دبي والذي يصيب البشر جعلها النموذج الأمثل لاختبار أدوية نمو الشعر مثل المينوكسيديل.
مما لا جدال فيه أن فقدان الشعر ليس مشكلةً مقتصرة على البشر فقط، لكن لحسن الحظ أنه على الأرجح لا يؤدي إلى أزمات منتصف العمر لدى الأنواع الأخرى، أو محاولة إخفاء البقعة الصلعاء بتمشيط الشعر تجاهها.
من أهم السمات التي تميز الثدييات من غيرها هي قدرتها على إنماء الشعر، ولا تستثنى الحيتان والدلافين من ذلك، بيد أن بعض الثدييات تعاني مشكلات متعلقة بالشعر في وقت ما من حياتها في نهاية المطاف.
يجذب أفراد بعض الرئيسيات شعر بعضهم إلى أن يتسببوا بالصلع، وتتعرض الدببة الأنديزية إلى الإصابة بالثعلبة، التي تصاحبها حكة شديدة غير مريحة، ما يجعل إدارة بعض حدائق الحيوانات أن تقرر قتلها قتلًا رحيمًا لأسباب إنسانية. لا يصاب سوى عدد قلل من الحيوانات بصلع وراثي دائم يشبه الذي يصاب به الرجال، ومن ضمنها: مكاك دبي وكلاب سلالة داشهند والكلاب السلوقية الرمادية.
يقول تيم ناتال، أبرز المحاضرين في طب الأمراض الجلدية عند الحيوانات صغيرة الحجم في جامعة إدنبرة: «يمكن شفاء الصلع لدى الحيوانات في معظم الحالات، لكن من المؤسف أنه لا يمكن شفاء الصلع الوراثي الدائم لأنه ناتج عن اضطراب جيني». درس ناتال علاجًا محتملًا للحكة المصاحبة لداء الثعلبة لدى الدببة الأنديزية، التي تعد مرضًا مناعيًا -مثل الأكزيما- وليس وراثيًا.
قد تفقد الحيوانات شعرها بآليات مختلفة؛ بدءًا من ضرر مؤقت ناتج عن حك الشعر ووصولًا إلى ضرر دائم بسبب إصابة ما، كالإصابات الناتجة عن عدوى فطرية مثل القوباء الحلقية أو السوسة الطفيلية التي تسبب الجرب أو أي مشكلة التهابية أو معدية تدمر بصيلات الشعر؛ إذ تدمر فطريات القوباء الحلقية جذع الشعرة، في حين تتغذى السوسة حول جذور أشواك القنافذ، ما يزيد اتساع البصيلات ويؤدي إلى تساقط الأشواك.
يقول أستاذ الأحياء الخلوية ديزموند توبين من جامعة برادفورد في إنجلترا: «مع ذلك، يعد الصلع أكثر ندرة بين الحيوانات البرية مقارنة بالبشر، إذ تحتاج الحيوانات إلى غطاء صحي من الشعر للحفاظ على حرارة جسمها، أو من أجل التخفي في البرية».
«تتعرض الحيوانات إلى ضغط انتقائي تطوري كبير لإنماء شعرها؛ إذ إنها تملك العديد من الجينات التي تضمن احتفاظها بكسوتها الشعرية، ومن هذا المنطلق، تصعب رؤية تساقط الشعر لدى الحيوانات التي تعيش في البرية، بخلاف الحال لدى الحيوانات المستأنسة والخاضعة للتحكم البشري».
تتعرض بعض أنواع الحيوانات المستأنسة أو المحتجزة عند البشر إلى تساقط الشعر، ويرجع أحد الأسباب الرئيسية لذلك إلى ممارسات توليد الحيوانات التي قد تعبث بالجينات الأساسية المسؤولة عن احتفاظ الثدييات بكساء صحي من الشعر. يضيف توبين: «إن معظم مشكلات الصلع هي هرمونية الأصل؛ نظرًا إلى أن بصيلات الشعر تتأثر تأثرًا جوهريًا بالغدة الدرقية».
يتفق توبين وناتال على أن كلاب سلالة داشهند والكلاب السلوقية الرمادية تعد من ضمن الكلاب الأكثر تعرضًا إلى هذه المشكلات. أما الكلاب المكسيكية والكلاب المتوجة الصينية فهي تُولَّد خصيصًا لتحصيل الصلع، الذي ينجم عن اضطراب يسمى خلل التنسج البصيلي، الذي تتحلل فيه بصيلات الشعر نتيجة لخلل في بنيتها. في المقابل، يعاني حيوان القوطي الذي يشبه الراكون اضطرابًا مشابهًا لخلل التنسج البصيلي، إلا أنه يصاب به طبيعيًا وليس بسبب التدخل البشري.
إلى جانب توليد حيوانات صلعاء عمدًا، قد يتسبب مربّو الحيوانات بالصلع عند محاولتهم إنتاج كلاب بألوان معينة، مثل كلاب اللابرادور الرمادية. يقول ناتال: «قد يؤدي توليد الحيوانات رمادية اللون إلى إضعاف جذع الشعرة لدى بعض الحيوانات، وكما هو متوقع، تعد الكلاب الأصيلة أكثر عرضة إلى الإصابة بالصلع فضلًا عن مشكلات كثيرة أخرى، وذلك مقارنة بكلاب السلالات المختلطة التي تحمل خليطًا متنوعًا من الجينات».
كانت منسقة الإسكان الاجتماعي أليسون هيغرتي من مركز بحوث الرئيسيات التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم إحدى المشاركين في دراسة نُشرَت حديثًا في مجلة American Journal of Primatology. تناولت الدراسة سبب تعرض سعادين المكاك الريسوسي المحتجزة عند البشر إلى نوبات مؤقتة من الصلع، الذي يحدث على هيئة بقع خالية من الشعر. أجرت هيغرتي وزملاؤها دراستهم عبر مشاهدة مجموعات مختلفة من سعادين المكاك تضم أعدادًا تتراوح بين 25 و60 سعدانًا لمدة تقارب النصف ساعة يوميًا، بغية تحديد السعادين التي تتفاعل مع بعضها، ولمعرفة السلم الاجتماعي في كل مجموعة.
كان هدف فريق الدراسة التأكد من أن السلوك الاجتماعي لجذب الشعر الشائع بين الرئيسيات كان السبب الكامن وراء تلك البقع الصلعاء المؤقتة لدى السعادين. لا يعرف العلماء تحديدًا سبب ممارسة هذا السلوك عند السعادين، ولكنهم وجدوا أنه لا يرتبط دائمًا بالمكانة الاجتماعية، ولا يقتصر على مركز محدد في السلم الاجتماعي.
اتضح أن سلوك جذب الشعر لم يكن السبب الوحيد لإصابة السعادين المحتجزة في المركز بالصلع. تقول هيغرتي: «ارتبط فقدان الشعر لدى السعادين كذلك بعوامل أخرى، مثل قلة تعرضها إلى ضوء الشمس، ووجودها في مكان خال من خصائص مسكنها الطبيعي مثل العشب والتراب، إضافةً إلى التغيرات الموسمية». تميزت سعادين المكاك الريسوسي التي درستها هيغرتي بكساء يمتلئ بالشعر خلال فترة نهاية الصيف وبداية الخريف استعدادًا لبرودة الطقس.
يماثل أحد أسباب فقدان الشعر بين سعادين المكاك ما يحدث مع البشر؛ إذ تفقد إناثها أحيانًا شعرها على غرار النساء اللاتي يتساقط شعرهن في أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة وجيزة، عند دخول بعض الشعرات في مرحلة الراحة. تقول هيغرتي: «تتغير أوقات دورة نمو الشعر عند النساء في أثناء فترة الحمل، ولاحظنا أن دورة نمو الشعر لدى إناث المكاك الريسوسي تمر بالتغيرات ذاتها».
يُعَد داء الثعلبة (أو بقعة الصلع) من ضمن أنواع الصلع الدائم الذي يصيب البشر وبعض الرئيسيات مثل المكاك الريسوسي، وهي اضطراب مناعي يهاجم فيه جهاز المناعة بصيلات الشعر، وذلك وفقًا للطبيبة البيطرية كاساندرا كولن من جامعة أوريغون للصحة والعلوم.
في هذا الصدد، تمر سعادين مكاك دبي بصلع يشبه الصلع الدائم لدى الرجال، ويرجع هذا النوع من الصلع إلى أن الشعر البشري ينمو باستمرار، بخلاف الحال لدى معظم الثدييات الأخرى، باستثناء الكلب البطباط. غير أن ما يميز سعادين مكاك دبي عن البشر أن هذه الحالة تصيب الذكور والإناث على حد سواء.
يقول توبين: «تختلف فروة الرأس لدى الحيوانات عن البشر في أنها ليست مقسمة تشريحيًا»، وأشار إلى أن التشابه بين الصلع الذي يصيب سعادين مكاك دبي والذي يصيب البشر جعلها النموذج الأمثل لاختبار أدوية نمو الشعر مثل المينوكسيديل.
مما لا جدال فيه أن فقدان الشعر ليس مشكلةً مقتصرة على البشر فقط، لكن لحسن الحظ أنه على الأرجح لا يؤدي إلى أزمات منتصف العمر لدى الأنواع الأخرى، أو محاولة إخفاء البقعة الصلعاء بتمشيط الشعر تجاهها.