ديناصور هابيل: ماذا نعرف عن الديناصور المصري الآكل للحوم؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ديناصور هابيل: ماذا نعرف عن الديناصور المصري الآكل للحوم؟

    أعلن فريق من الباحثين المصريين والأمريكيين عن اكتشاف نوع جديد من الديناصورات الآكلة للحوم (أو الثيروبود) في موقع أحفوري شهير في الصحراء المصرية الكبرى، وأطلق عليه اسم ديناصور هابيل. تعطي القطعة الأحفورية المكتشفة أول سجل معروف لمجموعة الأبيلوصوريات (هابيل) من الثيروبودات التي تعود للعصر الطباشيري -منذ 98 مليون سنة تقريبًا- وتُعرف باسم التكوين البحري التي اكتشفت في الواحات البحرية في الصحراء الغربية لمصر.

    في أوائل القرن العشرين، وجد في هذه المنطقة عينات أصلية لمجموعة من الديناصورات المدهشة مثل سبينوصور الضخم الآكل للأسماك التي دُمرت بعد ذلك في الحرب العالمية الثانية. وعُثر على حفريات ديناصور هابيل سابقًا في أوروبا وفي العديد من قارات نصف الكرة الجنوبي، لكن لم يعثر عليها بوصفها جزءًا من التكوين البحري من قبل قط.



    يصف الفريق اكتشاف أبيليسوربيد من سلالة التكوين البحري في ورقة بحثية نُشرت في الثامن من يونيو 2022 في رويال سوسايتي أوبن ساينس.
    قاد الدراسة طالب الدراسات العليا في جامعة أوهايو بلال سليم، استنادًا إلى العمل الذي بدأه عندما كان عضوًا في مركز علم الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة (MUVP) في مصر. وضم فريق البحث أيضًا دكتورة في جامعة ميشيغان ونائبة مدير (MUVP) سناء السيد، وأستاذًا في الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة المنصورة هشام سلام.

    استُرِدت الحفرية المعنية من خلال بعثة muvp عام 2016 إلى الواحة البحرية، وهي فقرة محفوظة جيدًا من قاعدة العنق. تنتمي الحفرية إلى عائلة أبيلوصوريات أو ديناصور هابيل، وهو نوع من الثيروبود ذو وجه كلب البولدوغ، صغير الأسنان وأذرعه صغيرة وطوله 6 أمتار تقديريًا.

    كان ديناصور هابيل من بين الديناصورات المفترسة الكبيرة الأكثر تنوعًا وانتشارًا جغرافيًا في كتل اليابسة الجنوبية، وذلك خلال العصر الطباشيري جنبًا إلى جنب مع سبينوصور واثنين من ذوات الأقدام العملاقة الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن أعمالًا مشهورة مثل (العالم الجوراسي وكوكب ما قبل التاريخ) أشارت بتمثيلها إلى باتاغونيا من كارنوتوسورس القرني ذو المظهر الشيطاني. وتضيف أحفورة ديناصور هابيل الجديدة نوعًا آخر إلى الديناصورات الكبيرة المفترسة التي تنقلت عبر الصحراء المصرية منذ حوالي 98 مليون سنة.

    يقول سالم وهو طالب جديد في برنامج الدراسات العليا للعلوم البيولوجية في جامعة أوهايو: «خلال منتصف العصر الطباشيري، كانت الواحة البحرية واحدة من أكثر الأماكن رعبًا على هذا الكوكب، وما يزال لغزًا كيف تمكنت كل هذه الحيوانات المفترسة الضخمة من التعايش. مع أنه قد يكون مرتبطًا بكونها تتغذى على أنواع مغايرة من الكائنات، وبتكيفها لاصطياد فريسة مختلفة».

    تحمل الفقرة المكتشفة حديثًا دلائل على التنوع البيولوجي لديناصورات العصر الطباشيري في مصر والمنطقة الشمالية بأكملها، وهي أقدم حفرية معروفة لديناصور هابيل من شمال شرق أفريقيا. وتُظهر أنه خلال منتصف العصر الطباشيري تنقلت ديناصورات هابيل هذه الآكلة للحوم عبر معظم الجزء الشمالي من القارة، ومن الشرق إلى غرب مصر الحالية وصولًا إلى المغرب، وإلى أقصى الجنوب مثل النيجر وربما خارجها.

    عُرف سبينوصور وكارشارودونتوسوروس أيضًا في النيجر والمغرب، وقد عُثر على نوع قريب من بهارياسوروس في المغرب أيضًا، ما يشير إلى أن هذه الحيوانات من الثيروبودات الكبيرة تعايشت في معظم أنحاء شمال أفريقيا في ذلك الوقت.

    كيف يمكن أن يؤدي اكتشاف فقرة رقبة واحدة إلى استنتاج أن الحفرية تنتمي إلى ديناصور هابيل وهو نوع من الديناصورات آكلة اللحوم التي لم يُعثر عليها في التكوين البحري من قبل؟

    الجواب بسيط: إنه مطابق لنفس العظم في ديناصورات هابيل الأخرى المعروفة مثل كارنوتارس من الأرجنتين وماجونغاساروس من مدغشقر. وهذا ما يوضحه باتريك أوكونور، المؤلف المشارك ومستشار الدراسات العليا الذي نشر في عام 2007 دراسة شاملة عن تشريح العامود الفقري لماجونغاساروس: «لقد فحصت الهياكل العظيمة للأبيليسور من باتاغونيا إلى مدغشقر. لم تترك أول لمحة عن هذه العينة أدنى شك حول هويته. عظام عنق ديناصور هابيل مميزة للغاية».
    موقع ديناصور هابيل


    تشتهر الواحة البحرية داخل الدوائر الحفرية بأنها خلال أوائل القرن العشرين، أنتجت عدة عينات للكثير من الديناصورات غير العادية (أي الحفريات الأصلية المكتشفة لأول مرة)، ومثال ذلك سبينوصور الذي يعد الأكثر شهرة. لسوء الحظ، دُمرت جميع حفريات الديناصورات البحرية التي جُمعت قبل الحرب العالمية الثانية خلال قصف الحلفاء لميونيخ في عام 1944.

    ساهم المؤلف المشارك في الدراسة مات لامانا بصفته طالب دراسات عليا في أوائل عام 2000 في اكتشاف أول الديناصورات في الواحة منذ الغارة الجوية عام 1944، ومثال ذلك السوربورد العملاق (ديناصور طويل الرقبة يأكل النباتات).

    يقول لامانا: «لقد اكتسبت الواحة البحرية مكانة شبه أسطورية بين علماء الحفريات لكونها مكان اكتشاف أول حفرية معروفة لبعض الديناصورات الأكثر إثارة للدهشة في العالم، ولكن لأكثر من ثلاثة أرباع القرن كانت هذه الحفريات صورًا في الكتب القديمة فقط».

    لحسن الحظ فإن الاكتشافات التي أُجريت خلال البعثات الأخيرة بقيادة باحثين من MUVP و AUC (كاكتشاف فقرة ديناصور هابيل الجديدة) ساعدت على استعادة تراث الحفريات لهذا الموقع التاريخي. وقد استعادت هذه الرحلات الاستكشافية ثروة من الحفريات الإضافية التي يخطط الباحثون للكشف عنها في المستقبل القريب.

    كذلك توضح سناء السيد عضو الفريق التي شاركت في قيادة بعثة عام 2016 وجمعت فقرة هابيل: «إن هذا العظم هو الأول من بين الكثير من حفريات الديناصورات الجديدة المهمة من الواحات البحرية».

    يقول المؤلف المشارك في الدراسة هشام سلام: «بالنسبة للديناصورات المصرية، لقد ظهرت للعالم للتو، من يدري قد يكون هناك المزيد؟».

    الجهود الأخيرة التي بذلها البروفيسور سلام ومعاونوه من جميع أنحاء العالم تضع طلاب مصر في أدوار قيادية في عملية البحث.

    قاد البعثة الميدانية التي استعادت حفرية ديناصور هابيل الجديدة والعمل المختبري باحثون مقيمون في MUVP ومؤلفون مساهمون في الورقة البحثية.

    يضيف أوكونور: «إن العمل مع MUVP وأعضاء هيئة التدريس والطلاب مثل بلال سالم لا يزال مصدر إلهام لي، وأرى الجيل القادم من علماء الحفريات يؤدون دورًا بارزًا في مشاركة آرائهم حول تاريخ كوكبنا».

    دُعم البحث حول فقرة ديناصور هابيل الجديدة بمنحة بحثية ميدانية إلى مات لامانا من لجنة البحث والاستكشاف التابعة للجمعية الجغرافية الوطنية، ومنحة إلى هشام سلام من جامعة المنصورة وبرنامج المنح الداخلية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومنحة إلى باتريك أوكونور من المؤسسة الوطنية للعلوم.
يعمل...
X