مناهج دراسة الصورة الفنية ٢_a ، كتاب دراسة الصورة الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناهج دراسة الصورة الفنية ٢_a ، كتاب دراسة الصورة الفنية

    الإدعاء ، ويبدو أن الرأي السائد يميل إلى تأكيد ظاهرة التجسيم والتمثيل الحسيين ، وينفر من التجريد وإطلاق العقال للأفكار العامة ، فالشعر يمثل لكوفن (۱) ۱ . . . أوضح الصور الفنية ، وأكثر الأشياء المرئية دائماً أشياء كتلك التي نستطيع أن نبصرها ونلمسها ونسمعها ونتذوقها ونشمها . . . ) ، وهو عند ( بري ) (۲) . . التصوير الفني للتجربة الحسية ، وما التصوير الفني سوى أن تمر التجربة بالذهن فينقيها ويعدل من بنائها ، ويحولها إلى صورة فنية قوية الأثر تهب الشعر عمقه وأثره الفعال . . » ويقول بوضوح : ( . . . إن وظيفة الشعر هي أن ينقل إلينا الإحساس بالأشياء لا المعرفة بها . الصور في الشعر فيزعم أنها لا تصنع من الكلمات على الإطلاق وإنما من المنبهات الأصلية التي تثيرها الحواس أولاً . .

    وتتفق ( ريكيرت ) (۳) في موقفها إزاء الصور مع ( بري ) حين ترى في الشعر نتاجاً ذهنياً لا يقدم المعنى العام للتجارب العاطفية وإنما يقدم التجارب العاطفية نفسها في كلمات مثل حواس البصر والسمع واللمس والذوق والشم . وتقول : « . . . إن الصورة الفنية هي ا عن التجربة على هيئة صور ذهنية » ، أي تقديم التجربة بعد يقوم العقل بتحويلها إلى هذه الصور ، ويمكن أن نجد أقوالاً مماثلة عند (رانسوم) (٤) و ( هيوم » (٥) أيضاً .

    ونحن نعتقد أن هذه جميعاً على اختلاف درجاتها آراء تغلو في الإتكاء على العنصر الحسي وتعليه على حساب بقية العناصر المشكلة للتجربة الشعرية وللصورة الفنية على السواء ، فالقول مع بري بأن الشعر لا يبنى من الكلمات ، أو لنقل من الصور التي مهما اختلفنا في نسبة الحسية إليها وملاحظة الدور الذي تلعبه فيها فانا لن نصل إلى الزعم بأنها مجرد منبهات أو انطباعات حسية ليس غير .

    إن الشعر كأي خلق آخر نسج خيوطه الإحساس والعاطفة والفكرة ، ورغم أن الخيط الأول أو العنصر الأول هو أهم هذه الخيوط أو العناصر إلا أن أي تحليل للفن يجب أن يقوم في ضوء العلاقات والإرتباطات المتداخلة الملتحمة بين الخيوط المشكلة للنسيج والتي لا يمكن لها أن توجد منفصلة بعضها عن بعضها الآخر ، وبالتالي فلا يمكن لها أن تدرس بصورة إعلائية منفصلة .

    ثانياً - المنهج الرمزي :

    ينقسم الدارسون في نطاق هذا المنهج تبعاً لفهمهم الرمز إلى فريقين : الأول يرى في العمل الشعري الواحد رمزاً كلياً وحسياً ، والآخر يرى فيه تياراً من الرموز العضوية الملتحمة ، والرمز عند الفريق الأول رؤية ليست له أية علاقة بدلالته الفنية أو الجمالية ، إنه موضوع لا يشير إلى غيره أو إلى شيء آخر يمتد وراءه ، وبين أيدينا في ذلك دراستان الأولى صور ورد زورث الفنية لمارش (۱) ، والثانية «الصورة الرومانسية لكير موند (۲) التي يدور معظم ماجاء فيها حول شعر وليم بطلرييتس بالذات ، وتصدر الدراستان عن اعتقاد بوحدة الفكر واللغة والصورة ، وحدة لا تمت إلى الجذر البلاغي بسبب كبير ، وتعترضنا هنا كما اعترضنا في المنهج السابق مشكلتان الأولى هي دور العنصر الحسي ومكانه في الصورة وقد ناقشناه ، والثانية هي مفهوم الصورة بدلالتها الرمزية ، أو كما أدعوها ( المشكلة الحرفية لدلالة الرمز الحسي » وإذا كنا قد عرضنا للرمز وأنواعه وطبيعته الفنية في كتابنا « تطور الصورة الفنية في الشعر العربي ) مما لا حاجة إلى إعادته فانا نقول هنا إن الرمز لا يمكن أن يكون كذلك إلا بدلالة سياقية عامة أو خاصة لاتحكم فيها ، الرمز موضوع يشير إلى موضوع آخر وإن كان فيه مايؤهله لأن يتطلب الإنتباه إليه أيضاً لذاته كشيء معروض ، والفهم الذي آثرته هاتان الدراستان الرمز لا يحمل هذا المعنى إضافة إلى ذلك أن النظرة السابقة في حد ذاتها قاصرة لأنها لا تنطبق إلا على المقطعات أو القصائد القصار (۱) .

    وفي وضع مارش يبدو فهمها الضيق لطبيعة الإستعارة وعدم إدراكها الكامل لعملية المقارنة بين المركبين ولا كيف يعملان معاً داخلها قد جنحا بها نحو الدلالة الكلية للرمز ، فهي ترى في الإستعارة استعمالاً الكلمة الواحدة في أكثر من موضع ، وقد قلنا إن هذا البدائي القديم للاستعارة بسبب ضآلة المعجم اللغوي ، ولكنه ليس الإستعمال الوحيد لها فهناك استعمالات أخرى وأنواع وضروب نشأت وتطورت بتطور الألوان البلاغية ، وتزعم الباحثة أن المركب الثاني في المقارنة لايظهر في شعر وروزورث ، وهذا حق بيدا أن المقارنة نفسها أو إقامة علاقة بين مركبين موجودة وإن كانت خافية ، إن صور الشاعر من النوع الغارق وليست من النوع البارز أو الناتيء ، ورفضها لعدم إدراكها جهل بطبيعتها .

    أما الفريق الثاني فيؤمن بالتكون الشعائري للفن ، وينجرف وراء فكرة « النماذج العليا » أو الصور الفطرية التي تظهر في بعض الأعمال الشعرية بصورة رموز عضوية ، ويعرفها ( يونغ ، فيقول (1) : . ... إنها صور إبتدائية لا شعورية ، أو رواسب نفسية لتجارب ابتدائية لاشعورية لا تحصى شارك فيها الأسلاف في عصور بدائية ، وقد ورثت في أنسجة الدماغ بطريقة ما ، فهي إذن نماذج أساسية قديمة لتجربة إنسانية مركزية.» ، والسؤال هنا كيف تنتقل هذه النماذج جيلاً بعد جيل ؟ إننا نلحظ دوامها واستمرارها ، ولكن هذا وحده لا يكفي ، لابد أن نعرف كيف تورث هل تنطبع في أنسجة الدماغ وتورث في البيئة العضوية الحسية كما يقول يونغ » ويجد برهانه على ذلك في الإنبعاث التلقائي لهذه النماذج القديمة في الأحلام والأوهام عند أفراد لم يجدوا طريقهم بعد إلى المادة الثقافية التي تتجسم فيها هذه النماذج . . . أم تورث كما يقول سواه في البيئة الثقافية وتستعاد كتجارب طفولية مثالية قد تتغير جذرياً من مجتمع إلى ثان أو من جيل إلى آخر ، وبذلك نحطم نظرية ( فايسمان ) التي تنفي توريث الحقائق المكتسبة وتقول فقط بتوريث الحقائق العضوية التي تحملها الخلايا الجرثومية .. أم تورث أخيراً عن السبيلين معاً كما ترى بودكين حين أعلنت بكل وضوح أن الذات العليا يوجد فيها عاملان موروث ومكتسب ! ؟

    ومهما يكن من أمر هذه الطروحات فان معظم مناهج دراسة الصور كانت تبحث عن موادها وعللها وأسبابها ولا تسأل دلالاتها ، وفي رأي ( بيرك ) (۱) أن الإجابة عن هذا السؤال الأخير لا تقدمه سوى دراسة الصور في ضوء فكرة النماذج العليا ، وإن أي باحث لا يخطو في بحثه إلا خطوات قليلة حتى يجد نفسه في نطاق الرمز النموذجي الذي تطرحه فكرة الصلة العضوية بين الصور الشعرية للقصيدة الواحدة مفهومه السابق ، ويقدم بيرك ، تبسيطاً له في ثلاث حلقات :

    ١ _ تقدم أية سلسلة من الصور الرمزية للعمل الواحد عنصراً مركزياً ليس لطبيعة الفنان أو الأثر في علاقتيه الموضوعية والذاتية وإنما لجوهر الصراع الذي تنبأر فيه القصيدة

    ٢ _ يمكن اكتشاف هذا الصراع إذا تتبعنا العلاقات والإرتباطات المتداعية التي تنشئها الصور العنقودية في جملة الأفعال والمواقف والأحداث والتي تقدم أفكاراً معينة عن البطولة والكمون والفرار .

    ٣ _ إن التحول الذي يحدث في هذا الصراع يتضمن إنتقالاً واسعاً من وضع واحد متفرد لكل قيمة إلى وضع تتداخل فيه جميع القيم كما يتضمن إنتقالاً آخر من الحركة إلى السكون .

    وقد استخلص بيرك الحلقات أو الأسس السابقة من دراسته للشعائر ، و افترض أن صور الشاعر تشبه صور الأحلام لارقيب عليها يحجبها ، ولا إحساساً بالعار يمنعها ، إنها تختلف عن تصريحاته وعباراته المباشرة.



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 16.46_1.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	80.2 كيلوبايت 
الهوية:	136092 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 16.46 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	75.5 كيلوبايت 
الهوية:	136093 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 16.47_1.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	76.9 كيلوبايت 
الهوية:	136094 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 16.47 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	79.5 كيلوبايت 
الهوية:	136095 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 16.49_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	72.6 كيلوبايت 
الهوية:	136096

  • #2

    The allegation, and it seems that the prevailing opinion tends to confirm the phenomenon of sensory anthropomorphism and representation, and is alienated from abstraction and unleashing the mind of general ideas, as poetry represents Coven (1) 1. . . The clearest artistic images, and the most visible things are always things like those that we can see, touch, hear, taste and smell. . . ), and he is with (Bari) (2). . Artistic depiction of the sensory experience, and artistic photography is nothing but that the experience passes through the mind, purifies it, modifies its construction, and transforms it into a powerful artistic image that gives poetry its depth and effective impact. . He says clearly: (... the function of poetry is to convey to us the feeling of things, not the knowledge of them. The images in poetry claim that they are not made of words at all, but rather of the original stimuli that the senses arouse first. . . .

    (Reckert) (3) agrees in her attitude towards images with (Berry) when she sees poetry as a mental product that does not present the general meaning of emotional experiences, but rather presents the emotional experiences themselves in words such as the senses of sight, hearing, touch, taste and smell. And she says: «. . . The artistic image is about experience in the form of mental images,” meaning presenting the experience after the mind transforms it into these images, and we can find similar sayings in (Ransom) (4) and (Hume) (5) as well.

    We believe that all of these, in their different degrees, are opinions that go too far in relying on the sensory element and elevating it at the expense of the rest of the elements that make up the poetic experience and the artistic image alike. To say with Berri that poetry is not built from words, or let's say from images that no matter how much we differ in the ratio of the sensory to it and the observation of the role it plays in it, we will not reach the claim that it is just sensory stimuli or impressions and nothing else.

    Poetry is like any other creation whose threads are woven by feeling, emotion and idea, and although the first thread or the first element is the most important of these threads or elements, any analysis of art must be based in the light of the interlinked relationships and links between the threads that form the fabric, which cannot exist separately from each other, and therefore it cannot be studied in a separate way.

    Second - the symbolic approach:

    Students are divided within the scope of this approach according to their understanding of the symbol into two groups: the first sees in a single poetic work a total and sensual symbol, and the other sees in it a stream of coherent organic symbols. The symbol for the first team is a vision that has nothing to do with its artistic or aesthetic significance. William Patriotic poetry in particular, and the two studies stem from a belief in the unity of thought, language, and image, a unity that does not belong to the rhetorical root for a major reason. We encounter here, as we objected in the previous approach, two problems. The first is the role of the sensory element and its place in the image, and we have discussed it. We say here that the symbol can only be with a general or specific contextual indication that you do not control over, the symbol is a subject that refers to another subject, even if it has what qualifies it to require attention to it also for itself as something presented, and the understanding favored by these two studies, the symbol does not carry this meaning in addition to that The previous view in itself is limited because it only applies to short stanzas or poems (1).

    In Marsh's situation, her narrow understanding of the nature of metaphor and her lack of complete awareness of the process of comparison between the two compounds or how they work together within it seem to have inclined her towards the overall significance of the symbol. She sees in metaphor the use of the same word in more than one place. This is true, but the comparison itself or the establishment of a relationship between two compounds exists, even if it is hidden. The poet's images are of the submerged type and are not of the prominent or protruding type, and his rejection of not realizing them is ignorance of their nature.

    As for the second group, it believes in the ritual formation of art, and drifts behind the idea of ​​“higher models” or innate images that appear in some poetic works in the form of organic symbols, and defines them (Young, he says (1):...they are subconscious primordial images, or psychological deposits of countless subliminal primitive experiences in which the ancestors participated in primitive ages, and they were inherited in the tissues of the brain in some way, so they are ancient basic models for a central human experience. After a generation? In this way, we destroy Weissman's theory, which denies the inheritance of acquired realities and only says that organic realities carried by germ cells are inherited. ?

    Whatever the matter of these propositions, most of the approaches to the study of images searched for their materials, causes, and causes, and did not ask their implications. In the opinion of (Berke) (1), the answer to this last question is provided only by the study of images in the light of the idea of ​​higher forms, and that any researcher takes only a few steps in his research until he finds himself within the scope of the typical symbol that is posed by the idea of ​​​​the organic link between the poetic images of a single poem, his previous concept.

    1- Any series of symbolic images for a single work presents a central element, not to the nature of the artist or the effect in his objective and subjective relationship, but rather to the essence of the conflict in which the poem foretells.

    2_ This conflict can be discovered if we follow the crumbling relationships and connections created by the cluster images in the actions, attitudes and events, which provide specific ideas about heroism, latency and flight.

    3_ The transformation that takes place in this struggle includes a broad transition from one unique situation for each value to a situation in which all values ​​overlap. It also includes another transition from movement to stillness.

    Burke extracted the previous episodes or foundations from his study of the rituals, and assumed that the poet's images are similar to the images of dreams, with no censor blocking them, nor a sense of shame preventing them, as they differ from his statements and direct expressions.

    تعليق

    يعمل...
    X