فايا (مانويل دي -)
(1876-1946)
مانويل دي فايا Manuel de Falla مؤلف موسيقي إسباني ولد في قاديش وتوفي في الأرجنتين. درس على يد مؤسس المدرسة الإسبانية القومية فيليب بدريل Felipe Pedrell، وغادر إلى فرنسا عام 1907 للاطّلاع على أساليب التأليف الحديثة، لكن وضعه المادي ساء بعد استقراره في باريس، فاضطر إلى تدريس البيانو لبعض الهواة. حاول مواطنه المؤلف وعازف البيانو ألبينيز Albeniz مساعدته، فقدم أعمال دي فايا للبيانو على المسارح الباريسية. وتعرف دي فايا فوريه[ر] Fauré، ورافيل[ر] Ravel، وسترافنسكي[ر] Stravinsky وتأثر كثيراً بديبوسي[ر] Debussy، إذ اكتشف في عمله بيلياس وملزاند Pelléas et Mélisande عالماً جديداً. كتب دي فايا موسيقى أوبرا «الحياة قصيرة» La vida Brave، وقدم بعد عودته من باريس بعام واحد باليه «الحب الساحر» El amor brujo عام (1915) ألهبت لوحاتها، وخاصةً رقصة النار، مشاعر المستمعين، وطغى هذا العمل على عمل رائع آخر قدمه في مدريد عام 1916 هو «ليالٍ في حدائق الأندلس» Noches en los jardines de Espana للبيانو والأوركسترا. وفي عام 1919 قدم في لندن باليه «القبعة ذات الحواف الثلاث» El Sombrero de tres picos التي جعلت منه مؤلفاً مشهوراً في أوربا كلها.
في عام 1921 انتقل دي فايا إلى غرناطة، وقدم فيها عام 1923 أوبــراه «عرائس المعلـم بيـدرو» El Retablo de Maese Pedro، غير أنه لم يؤلف بعد عام 1925 سوى مؤلفات متناثرة، وتركز اهتمامه في أكثر من عشرين عاماً على تأليف المغناة المسرحية Scenic Cantata «أتلانتيدا» Atlantida التي حملها معه إلى الأرجنتين، حيث لجأ إليها عام 1940 ليعيش عند شقيقه بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في إسبانيا، وأعقبها وصول العسكريين الفاشيين إلى السلطة، ولكنه لم ينجح بإتمامها، فأتمها تلميذه إرنستو هالفتر E.Halffter عام 1961، بعد وفاة أستاذه، في الرابع عشر من تشرين الثاني، وذلك قبل تسعة أيام من عيد ميلاده السبعين، وأرسلت الحكومة الإسبانية تطالب بجثمانه، فنقل إلى مسقط رأسه قاديش، حيث وافق البابا الذي أطلق عليه اسم «ابن الكنيسة البار» على أن يتم دفنه في كاتدرائية المدينة.
تتصف أعمال دي فايا في الباليه مثل «الحب الساحر»، و«القبعة ذات الحواف الثلاث» بالانطباعية impressionism، وهي مؤلفة بالأسلوب الباريسي لأساتذة المدرسة الفرنسية في بداية القرن العشرين. ولكن هذا من حيث الأسلوب فقط، لأن موسيقاه إسبانية محضة، وهي امتداد للتقاليد العريقة للمدرسة الإسبانية القديمة بدءاً من كابيزون Cabezon ما بين (1510-1566) وانتهاءً ببدريل، التي يظهر فيها تأثره بـ«الموسيقى الأندلسية» وهي الموسيقى الشعبية المتأثرة بالألحان الشرقية التي تركها العرب في شبه الجزيرة الإيبيرية. وتظهر براعته التعبيرية في بعض مؤلفاته مثل «ليالٍ في حدائق الأندلس» كعمل جاد (كلاسيكي) مكتوب بقالب الحوارية[ر] Concerto ويدل على الأصالة التي تميز بها.
كتب مانويل دي فايا موسيقى اثنتين من الباليه، وأعمالاً مختلفة للأوركسترا منها حوارية (كونشرتو) للكلافسان [ر. البيانو] والأوركسترا، وقطعاً موسيقية للغيتار وللبيانو، وقطعاً غنائية مختلفة.
زيد الشريف
(1876-1946)
مانويل دي فايا Manuel de Falla مؤلف موسيقي إسباني ولد في قاديش وتوفي في الأرجنتين. درس على يد مؤسس المدرسة الإسبانية القومية فيليب بدريل Felipe Pedrell، وغادر إلى فرنسا عام 1907 للاطّلاع على أساليب التأليف الحديثة، لكن وضعه المادي ساء بعد استقراره في باريس، فاضطر إلى تدريس البيانو لبعض الهواة. حاول مواطنه المؤلف وعازف البيانو ألبينيز Albeniz مساعدته، فقدم أعمال دي فايا للبيانو على المسارح الباريسية. وتعرف دي فايا فوريه[ر] Fauré، ورافيل[ر] Ravel، وسترافنسكي[ر] Stravinsky وتأثر كثيراً بديبوسي[ر] Debussy، إذ اكتشف في عمله بيلياس وملزاند Pelléas et Mélisande عالماً جديداً. كتب دي فايا موسيقى أوبرا «الحياة قصيرة» La vida Brave، وقدم بعد عودته من باريس بعام واحد باليه «الحب الساحر» El amor brujo عام (1915) ألهبت لوحاتها، وخاصةً رقصة النار، مشاعر المستمعين، وطغى هذا العمل على عمل رائع آخر قدمه في مدريد عام 1916 هو «ليالٍ في حدائق الأندلس» Noches en los jardines de Espana للبيانو والأوركسترا. وفي عام 1919 قدم في لندن باليه «القبعة ذات الحواف الثلاث» El Sombrero de tres picos التي جعلت منه مؤلفاً مشهوراً في أوربا كلها.
في عام 1921 انتقل دي فايا إلى غرناطة، وقدم فيها عام 1923 أوبــراه «عرائس المعلـم بيـدرو» El Retablo de Maese Pedro، غير أنه لم يؤلف بعد عام 1925 سوى مؤلفات متناثرة، وتركز اهتمامه في أكثر من عشرين عاماً على تأليف المغناة المسرحية Scenic Cantata «أتلانتيدا» Atlantida التي حملها معه إلى الأرجنتين، حيث لجأ إليها عام 1940 ليعيش عند شقيقه بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في إسبانيا، وأعقبها وصول العسكريين الفاشيين إلى السلطة، ولكنه لم ينجح بإتمامها، فأتمها تلميذه إرنستو هالفتر E.Halffter عام 1961، بعد وفاة أستاذه، في الرابع عشر من تشرين الثاني، وذلك قبل تسعة أيام من عيد ميلاده السبعين، وأرسلت الحكومة الإسبانية تطالب بجثمانه، فنقل إلى مسقط رأسه قاديش، حيث وافق البابا الذي أطلق عليه اسم «ابن الكنيسة البار» على أن يتم دفنه في كاتدرائية المدينة.
تتصف أعمال دي فايا في الباليه مثل «الحب الساحر»، و«القبعة ذات الحواف الثلاث» بالانطباعية impressionism، وهي مؤلفة بالأسلوب الباريسي لأساتذة المدرسة الفرنسية في بداية القرن العشرين. ولكن هذا من حيث الأسلوب فقط، لأن موسيقاه إسبانية محضة، وهي امتداد للتقاليد العريقة للمدرسة الإسبانية القديمة بدءاً من كابيزون Cabezon ما بين (1510-1566) وانتهاءً ببدريل، التي يظهر فيها تأثره بـ«الموسيقى الأندلسية» وهي الموسيقى الشعبية المتأثرة بالألحان الشرقية التي تركها العرب في شبه الجزيرة الإيبيرية. وتظهر براعته التعبيرية في بعض مؤلفاته مثل «ليالٍ في حدائق الأندلس» كعمل جاد (كلاسيكي) مكتوب بقالب الحوارية[ر] Concerto ويدل على الأصالة التي تميز بها.
كتب مانويل دي فايا موسيقى اثنتين من الباليه، وأعمالاً مختلفة للأوركسترا منها حوارية (كونشرتو) للكلافسان [ر. البيانو] والأوركسترا، وقطعاً موسيقية للغيتار وللبيانو، وقطعاً غنائية مختلفة.
زيد الشريف