الدلالة الفنية للكلمة بالنسبة للدلالتين اللغوية والذهنية على الأقل ، وفي اللغة الانجليزية على وجه الخصوص ، وقد دعمت هذه الدلالة بتلك البحوث الكثيرة التي درست طبيعة لغة الشعر وأصل اللغة ، وامتدت منذ القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر ، وإذا اعتبرنا التصوير مرادفاً للتعبير المجازي كانت الصورة المفردة هي أي شكل مفرد من أشكال الكلام البلاغية يتضمن مقارنة أو علاقة بين مركبين أو عنصرين أو لنقل كل تعبير غير حرفي .
هذه الدلالات المختلفة للمصطلح واستعمالاته العديدة في ميادين المعرفة الإنسانية تشكل لدى أي باحث في نطاق الأدب متاهات كثيرة ، وتقيم أمامه صعوبات جمة ، وتضع في طريقه عقبات كأداء ، فأية دلالة يمكن أن يتخذها أساساً لدراسته مادامت الصورة بطبيعتها - فضلاً . دلالتها تقع في منتصف الطريق بين الفن والفلسفة ، وفي الوقت الذي تبدأ لتدير فيه ظهرها لأحدهما تشرع في الإستدارة نحو الآخر ؟ أو لنقل مادامت الصورة تمثل إندماج خطين أولهما خط الخصوصية الحسية الذي يربط الشعر بالموسيقا والرسم . وثانيهما خط المجاز ، أي الأسلوب غير المباشر الذي يقارن بين العوالم محتذياً الدقة في موضوعاته بترجمتها إلى لغة أخرى (۱) ؟
ويبدو أنا لسنا في وضع المفاضلة بالنسبة لطبيعة الصورة وإن كنا كذلك بالنسبة لدلالاتها المختلفة التي عرضنا لها ، لأن البحث في طبيعة الصورة يشبه إلى حد بعيد البحث في طبيعة المواد الأولية للشعور ، ، أي البحث في طبيعة الدافع القوي الدائم عند الشاعر لخلق الحياة ، أو لبث الحياة من روحه ذاتها في الأشياء التي خيم الموت عليها بظلاله القائمة ومن الصعوبة أن نجزىء هذه الطبيعة الحية إلى عناصرها المكونة لها فنعلي عنصراً على حساب آخر ، ولعلنا نتفق مع ( مري ) (۱) في هذا الصدد حين يشير إلى أن الإدراك الحسي والحدس البصري ضروريان حقاً لكل عظیم ، وإلى أن الشاعر يجمع ويكوم دائماً مدركات حسية نابضة بالحياة تصبح فيما بعد أقوى واسطة يشكل ويعبر بها عن حدسه الروحي ، كما أننا نتفق معه مرة ثانية حين يرى أن البحث في طبيعة الصورة لا يمكن أن إلا إلى حد معين وإلا وجدنا أنفسنا قد وصلنا إلى حافة الجنون .
أما البحث عن المصطلح فلعله لا ينتهي بنا إلى الحافة نفسها رغم كثرة المشكلات التي يثيرها . والتي يمكن أن ننأى به عنها في الوقت نفسه .
ولقد رأيتني ألوب حتى وجدتني أوثر الدلالة الأخيرة ( الخامسة ) لمصطلح صورة لكي أبني عليه دراستي القادمة عن « تطور الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث ( لعدة أسباب : أولها أنه أفضل من سواه . وثانيها أنه الوحيد الذي بين أيدينا يحمل وجهات نظرنا ، وثالثها أنه المصطلح الذي يجنبنا جميع الاتهامات والعيوب التي ترمى بها البلاغة التقليدية، ويبعدنا عن مشكلاتها ... وقد لا يرضى عن هذا المصطلح بالدلالة التي ذهبنا إليها فريق من الدارسين (۲) . ويفضلون الإحتفاظ بالمصطلح القديم ( إستعارة ) ، بيد أنه يجب ألا يثيرها هذا المصطلح أكثر بكثير من تلك المشكلات التي يثيرها مصطلح ( صورة ) ونستطيع أن ندرك ذلك إذا وقفنا مع « ريتشاردز » وتطور دلالة مصطلحة المفضل ( فلسفة البلاغة ) (۱) مصطلح صورة بحجة أنه مصطلح مضلل يخلق حالة من الإضطراب في النقد لارتباطه بدلالات لغوية ونفسية (۲) لاتمتان إلى طبيعته الفنية بصلة ، وقال بأن مصطلح « إستعارة » الذي يجب أن نوسعه حتى يضم جميع ألوان التعبير غير الإنفعالية أفضل منه ، ولكنه عاد دلالة المصطلح ، ورجع إلى تحديد معناه الخاص على أساس أنه المعنى المألوف للكلمة فقال في كتابه « التأويل في التعليم ) (۳) : « . . .إن إعطاء الكلمة ذلك المعنى الواسع جداً والعريض جداً ليس صحيحاً في جميع الأحوال ، إذ يلزمنا أن نميز بين ماهو إستعاري ، وبين ماهو حقيقي ( أو غير استعاري ( دون أن ننسى تشابه طرق التفكير جميعها التي جعلتني أوسع من معنى الإستعارة أصلاً . ولا تصبح دراسة الإستعارة دراسة مفيدة ذات ثمار ممتازة إلا إذا درسناها بمعناها الضيق كنمط خاص أنماط التعبير اللغوي ودلالات العلامات (۱۳) .
وفي الحق أن استعمال مصطلح صورة ليشمل جميع الأشكال البلاغية رغم خطورته ومشكلاته أفضل بكثير من أي استعمال تقليدي آخر (١٤) ، ويكفي أن تكون الكلمة ذاتها بخلاف جميع أشكال التعبير المجازية الكلمة نفسها التي نطلقها على ملكة التصوير والخلق أو الخيال بوجه عام يصدق هذا على اللغة الإنجليزية «Image « Imagination ، كما يصدق . إذا أردنا أن نضع تحديدين جديدين للكلمتين - على لغتنا العربية ( صورة » و « تصور » ، وإذا كان النقد العربي بلا شك قد ترجم المصطلح ذاته عن اللغة الأوروبية ونقله إلى مجاله في جملة مانقل دون أن يقف على مختلف دلالاته ومشكلاته. و ما يحيط به من غموض ، و من المقطوع به أن كثرة من الدارسين والنقاد لم يتخلصوا بعد من الدلالة اللغوية للكلمة ، ولا مما توحي به من العلاقة غير الصائبة بحاسة البصر (۱) ، وإذا كنا نريد لنقدنا العربي هذا أن يغنى ، وبلاغتنا أن تتطور وتثرى ، فيجب أول ما يجب . فيما يتعلق بالمصطلح . أذهاننا أي إشارة مباشرة يتجه بها نحو المعجم أو العين ، أو لنقل بكلمة أدق أي إشارة يقتصر بها عليهما ، ، ثم نخرج من هذا الحيز الضيق لنعني به أية وحدة تركيبية يلتمسها الشاعر في كل مكان، ويخلقها بجميع حواسه وبكل قواه الذهنية والشعورية .
هذه الدلالات المختلفة للمصطلح واستعمالاته العديدة في ميادين المعرفة الإنسانية تشكل لدى أي باحث في نطاق الأدب متاهات كثيرة ، وتقيم أمامه صعوبات جمة ، وتضع في طريقه عقبات كأداء ، فأية دلالة يمكن أن يتخذها أساساً لدراسته مادامت الصورة بطبيعتها - فضلاً . دلالتها تقع في منتصف الطريق بين الفن والفلسفة ، وفي الوقت الذي تبدأ لتدير فيه ظهرها لأحدهما تشرع في الإستدارة نحو الآخر ؟ أو لنقل مادامت الصورة تمثل إندماج خطين أولهما خط الخصوصية الحسية الذي يربط الشعر بالموسيقا والرسم . وثانيهما خط المجاز ، أي الأسلوب غير المباشر الذي يقارن بين العوالم محتذياً الدقة في موضوعاته بترجمتها إلى لغة أخرى (۱) ؟
ويبدو أنا لسنا في وضع المفاضلة بالنسبة لطبيعة الصورة وإن كنا كذلك بالنسبة لدلالاتها المختلفة التي عرضنا لها ، لأن البحث في طبيعة الصورة يشبه إلى حد بعيد البحث في طبيعة المواد الأولية للشعور ، ، أي البحث في طبيعة الدافع القوي الدائم عند الشاعر لخلق الحياة ، أو لبث الحياة من روحه ذاتها في الأشياء التي خيم الموت عليها بظلاله القائمة ومن الصعوبة أن نجزىء هذه الطبيعة الحية إلى عناصرها المكونة لها فنعلي عنصراً على حساب آخر ، ولعلنا نتفق مع ( مري ) (۱) في هذا الصدد حين يشير إلى أن الإدراك الحسي والحدس البصري ضروريان حقاً لكل عظیم ، وإلى أن الشاعر يجمع ويكوم دائماً مدركات حسية نابضة بالحياة تصبح فيما بعد أقوى واسطة يشكل ويعبر بها عن حدسه الروحي ، كما أننا نتفق معه مرة ثانية حين يرى أن البحث في طبيعة الصورة لا يمكن أن إلا إلى حد معين وإلا وجدنا أنفسنا قد وصلنا إلى حافة الجنون .
أما البحث عن المصطلح فلعله لا ينتهي بنا إلى الحافة نفسها رغم كثرة المشكلات التي يثيرها . والتي يمكن أن ننأى به عنها في الوقت نفسه .
ولقد رأيتني ألوب حتى وجدتني أوثر الدلالة الأخيرة ( الخامسة ) لمصطلح صورة لكي أبني عليه دراستي القادمة عن « تطور الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث ( لعدة أسباب : أولها أنه أفضل من سواه . وثانيها أنه الوحيد الذي بين أيدينا يحمل وجهات نظرنا ، وثالثها أنه المصطلح الذي يجنبنا جميع الاتهامات والعيوب التي ترمى بها البلاغة التقليدية، ويبعدنا عن مشكلاتها ... وقد لا يرضى عن هذا المصطلح بالدلالة التي ذهبنا إليها فريق من الدارسين (۲) . ويفضلون الإحتفاظ بالمصطلح القديم ( إستعارة ) ، بيد أنه يجب ألا يثيرها هذا المصطلح أكثر بكثير من تلك المشكلات التي يثيرها مصطلح ( صورة ) ونستطيع أن ندرك ذلك إذا وقفنا مع « ريتشاردز » وتطور دلالة مصطلحة المفضل ( فلسفة البلاغة ) (۱) مصطلح صورة بحجة أنه مصطلح مضلل يخلق حالة من الإضطراب في النقد لارتباطه بدلالات لغوية ونفسية (۲) لاتمتان إلى طبيعته الفنية بصلة ، وقال بأن مصطلح « إستعارة » الذي يجب أن نوسعه حتى يضم جميع ألوان التعبير غير الإنفعالية أفضل منه ، ولكنه عاد دلالة المصطلح ، ورجع إلى تحديد معناه الخاص على أساس أنه المعنى المألوف للكلمة فقال في كتابه « التأويل في التعليم ) (۳) : « . . .إن إعطاء الكلمة ذلك المعنى الواسع جداً والعريض جداً ليس صحيحاً في جميع الأحوال ، إذ يلزمنا أن نميز بين ماهو إستعاري ، وبين ماهو حقيقي ( أو غير استعاري ( دون أن ننسى تشابه طرق التفكير جميعها التي جعلتني أوسع من معنى الإستعارة أصلاً . ولا تصبح دراسة الإستعارة دراسة مفيدة ذات ثمار ممتازة إلا إذا درسناها بمعناها الضيق كنمط خاص أنماط التعبير اللغوي ودلالات العلامات (۱۳) .
وفي الحق أن استعمال مصطلح صورة ليشمل جميع الأشكال البلاغية رغم خطورته ومشكلاته أفضل بكثير من أي استعمال تقليدي آخر (١٤) ، ويكفي أن تكون الكلمة ذاتها بخلاف جميع أشكال التعبير المجازية الكلمة نفسها التي نطلقها على ملكة التصوير والخلق أو الخيال بوجه عام يصدق هذا على اللغة الإنجليزية «Image « Imagination ، كما يصدق . إذا أردنا أن نضع تحديدين جديدين للكلمتين - على لغتنا العربية ( صورة » و « تصور » ، وإذا كان النقد العربي بلا شك قد ترجم المصطلح ذاته عن اللغة الأوروبية ونقله إلى مجاله في جملة مانقل دون أن يقف على مختلف دلالاته ومشكلاته. و ما يحيط به من غموض ، و من المقطوع به أن كثرة من الدارسين والنقاد لم يتخلصوا بعد من الدلالة اللغوية للكلمة ، ولا مما توحي به من العلاقة غير الصائبة بحاسة البصر (۱) ، وإذا كنا نريد لنقدنا العربي هذا أن يغنى ، وبلاغتنا أن تتطور وتثرى ، فيجب أول ما يجب . فيما يتعلق بالمصطلح . أذهاننا أي إشارة مباشرة يتجه بها نحو المعجم أو العين ، أو لنقل بكلمة أدق أي إشارة يقتصر بها عليهما ، ، ثم نخرج من هذا الحيز الضيق لنعني به أية وحدة تركيبية يلتمسها الشاعر في كل مكان، ويخلقها بجميع حواسه وبكل قواه الذهنية والشعورية .
تعليق