واسطة الشعر ٥_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واسطة الشعر ٥_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

    الإنسان يشكل أفكاراً خيالية قبل أن يشكل أفكاراً عامة ، وأنه يدرك الأشياء إدراكاً مهوشاً قبل أن يصل إلى مرحلة التفكير في هذه الأشياء تفكيراً منظماً ، وأنه يغني قبل أن يقول كلاماً محدد المقاطع ، وأنه يقول الشعر قبل أن يعرف النثر ، وأنه يستخدم الإستعارات قبل أن يستخدم الألفاظ الإصطلاحية ، وأن استخدامه للألفاظ استخداماً استعارياً هو بالنسبة إلية شيء طبيعي .

    ومع ووضعت فرضية ( فيكو ) هذه ونتائجها نهاية النظريات القديمة عن أصل اللغة والشعر والأساس الحكائي الكلمة ، تلك النظريات التي امتدت من أفلاطون وأرسطو ، ثم عبرت العصر الوسيط ، إلى « باتريزي » فسكاليجر ، Xcaligar و و کاستلر وغيرهم أن مبادىء نظرية الأصل الإنفعالي الصوري الشعر قد تحددت بالأبحاث السابقة إلا أنها تطورت بالشرح والتدعيم والتفصيل ، فنجد ( بليكول ) يجري بحوثه بعد « فيكو » بعشر سنين على اللغات التركية والعربية ولغات شعوب جزر الهند الغربية ، وينتهي منها إلى أن اللغة القديمة كانت في الفترة البدئية لغة صورية ، ونعثر على تطور واسع للنظرية يتم بأبحاث ماكس موللر Max Mollar ومحاضراته في علم اللغة التي ألقاها في المعهد الملكي بين سنوات ١٨٦٤ ، وأجاب فيها عن تساؤلات عديدة طالما أثيرت حول أصل الإستعارة وطبيعتها ومشكلات خلقها وموتها ، و ركز آراءه في المجموعات الجذرية لأصل الكلمات وقد لقيت هذه الآراء استجابة لدى « ريغ » في كتابه « الأسلوب ، الذي صدر عام ١٨٩٧ ، ولدى الأنسة « بوك ، Buck التي قالت بالأصل الإنفعالي والجذر الواحد الغة وإن فسرت تعدد الدلالات تفسيراً يختلف عن تفسير ( موللر » لها . فزعمت أن تبين هذه الدلالات المختلفة لأصول الكلمات مرحلة لاحقة (۱) وفي خلال القرن الحالي لانكاد نجد بحثاً يتعرض لأصل اللغة أو لبداية الشعر أو لطبيعة واسطته الصورية دون أن يتكيء على جذورها الإنفعالية (٢) ، وينتهي . إلى ما انتهت إليه البحوث السابقة من أن الإستعمال الطبيعي العادي بل الإستعمال الوحيد للانسان البدئي الذي كان يعبر عن إحساساته و مشاعره هو الإستعمال المجازي الإنفعالي للكلمات .

    ولكن هل كانت طبيعة هذه الصورة البدئية هي طبيعتها نفسها الآن ؟ هنا يفرق ( كاسيرر ) (۳) تقريقاً دقيقاً بين نمطين من الإستعارة نمط تستخدم فيه الكلمة في غير ما وضعت له. ونمط آخر لها هو جذرها الأصلي الذي يخلقه الأنسان ليعبر به عن . حالته الداخلية ، فهو نمط ينصهر فيه مركبا الإستعارة في مركب ثالث جديد هو المبدأ الأساسي لوجود اللغة ، وقد أكد « كاسيرر ( كما أكد الكثيرون غيره طبيعة الإستعارة على الصهر والخلق دون النقل والتحوير ، من ذلك دراسات بوك ) القيمة (٤) التي انتهت منها إلى أن الإنسان البدئي كالطفل والشاعر لا يعرف ثنائية المركبات ولا إنشطارها العنيف إلى مشبه ومشبه به ووجه شبه ، فتفكيره أبعد ما يكون عن ذلك ، إن كل مركب يدور في ذهنه أثناء الإبداع في نطاق الآخر لينصهرا معاً في الناتج الجديد الذي ليس هو أحدهما ولا حاصل جمعهما معاً

    ويضيف بعض الدارسين إلى ذلك فرقين آخرين بين طبيعة الإستعارة البدئية والإستعارة الشعرية من جهة ، وبين نمطين من الإستعارة الأخيرة ، الفرق الأول هو القصد الواعي ، والثاني هو مظاهر الضحالة والإضطراب والخلط التي عرفت بها الصورة القديمة ( انظر حديثنا السابق عن طبيعة الأذهان الثلاثة ) ، وقد ذهب « غومير » (۱) في كتابه عن بداية الشعر إلى أن ثمة مرحلتين من الإستعارة البدئية أولاهما متقدمة وآخر اهما متأخرة ، وتتصف الأولى بالاضطراب وسوء استعمال المركبات والخلط المكاني والزماني وعدم الإنتظام ، في حين تتم الثانية بقصد لا يعرف مثل هذه المظاهر المعيبة .

    ويمكن أن نذكر هنا دراستين عن الفرق بين نمطين من الإستعارة الشعرية قدمهما كل من ( فندت » Wandet و « فنکلر » Winkler أولهما نمط واع يتم عن قصد ، وثانيهما نمط غير واع لأنه نتيجة اللاشعور ، ويصر كل من هذين العالمين وبطريقته الخاصة على أن الكلمة لا ترمز إلا إلى إنطباع حسي واحد ، فاذا كان هذا الإنطباع صادراً عن شيئين معاً كانت المقارنة غير إرادية وغير متعمدة ، ومن ثم لم تكن هناك إستعارات ذلك نتيجة الوعي هناك إستعارة ، وبالمنطق نفسه برفض ( فرنر ) جميع الإستعارات التي لاتبنى بارادة واعية ، فهذه من شأنها أن تكون مجرد فعل لاشعوري ، ويقول إن الإستعارة الحقيقية ترتبط بالعادات المقدسة و « التابو » فهي لذلك عرفية مثلها وصادرة عن وعي وقصد (۱) ، ومما لاريب فيه أنه من الصعب أن نجد تعريفاً محدداً للاستعارة يمكن أن نقيم على أساسه هذا الفرق بين استعارات تتم نتيجة الغلط والتخبط والإضطراب والضلال ، وبين تتم والإدراك والتوافق والإنسجام ، ومع فاذا كان الخطأ في بعض الإستعارات أو رد الفعل اللاشعوري يؤدي إلى خلق إستعارة ما فان ذلك لا ينفي كونها إستعارة ، ولو رفضنا هذه الحقيقة فانا في الواقع نعتدي على رؤية الفنان وليس لنا مثل هذا الحق ، وإذا كان أي فنان يرى شيئاً ما بطريقة خاصة ويعبر عنه بهذه الطريقة فمن ذا الذي يتكهن بمدى وعي الشاعر أو عدم وعيه بغرابة تعبيره أو باحتمال وقوعه في الخطأ ؟ ! بل ربما كنا في المجال الفني على عكس ماذهب إليه أولئك العلماء نعد أي تعبير في قصد إليه قصداً أو أقيم عمداً هو أقل الأشكال البلاغية أثراً وقيمة وليس أعلاها، ويجب ألا ننسى فيما يتعلق بطبيعة الإستعارات البدئية أخيراً أن الإنسان الأول كان يبدعها بكل ما تحمل هذه الكلمة دلالة من و كان يقع لذلك في كثير والتعسف والإحالة .
    ولعل هذه النقطة . وهي إقامة علاقات بين المركبات على أساس الإنفعال فحسب - دفعت بعض الدارسين إلى اتهام واسطة الفن بأنها دلیل مرض ، وليست دليل صحة ، ومن الطبيعي أن تتم هذه الظاهرة على أيدي العلميين أولاً ، وفي وقت عد فيه الخيال ملكة ثانوية تخضع لوصاية العقل ثانياً، وهكذا وجدنا في القرنين السابع والثامن عشر ، وفي بداية العصر العلمي فلاسفة يقفون ضد الصورة ، من هؤلاء و توماس هوبز » ( ١٥٨٨ - ١٦٧٩ ) « Thomas Hobbes » و ا صمويل بارکر ( ١٦٤٠ - ١٦٨٨ ) Bishop samuel parker و لورد کیمس Lord Kemes وكلهم ينتهون إلى النتيجة نفسها وهي أ أن الإستعارات ليست سوى أضواء خادعة (۱) ، والشيء ذاته نجده عند واطسون ) (۲) الذي يذهب إلى أن الذهن حين يستعمل الكلمات استعمالاً إنفعالياً صورياً يصاب بالخدر ، ومن الصعب أن نصف هذه الحالة بغير العبث ، وربما تكون وجهة النظر العلمية هذه مؤيدة لموقفنا رغم قضية « التخدير » فالواقع أن المخدر هو الإستعمال النثري للكلمات المحددة الدلالة والذي يرفع من قيمته واطسون ، وليس الإستعمال الشعري لها ، فالنثر يخدر الذهن لأنه يبقيه في حالته السالبة ولا يخلق فيه ذلك النشاط الفعال ، إن القصيدة عندما ترسل إشعاعاتها ( صورها ) لتلتقي بالذهن الذي يجب أن يكون هو الآخر ذهناً واعياً لا بايداً - تنشأ النشاط الفاعل والمنفعل لا يدركها « واطسون ) ولا غيره من العلميين . إن الإستعمال الشعري للغة يحمل من النظام والنشاط في إبداعه وتطوره النامي نحو الذروة خلال عمليتي الخلق والتلقي أكثر بكثير مما يحمله الإستعمال النثري أو العادي لها ، أو لنقل الجبري أو العلمي ، مثله


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.47_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.9 كيلوبايت 
الهوية:	134709 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.47 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	75.1 كيلوبايت 
الهوية:	134710 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.48_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.4 كيلوبايت 
الهوية:	134711 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.48 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.1 كيلوبايت 
الهوية:	134712 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.49_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.0 كيلوبايت 
الهوية:	134713

  • #2

    A person forms imaginary ideas before he forms general ideas, that he comprehends things in a hazy realization before he reaches the stage of thinking about these things in an organized way, that he sings before he says words with specific syllables, that he says poetry before he knows prose, and that he uses metaphors before he uses Idioms, and that his use of words metaphorically is a natural thing for him.

    And with this (Vico) hypothesis and its results put an end to the old theories about the origin of language and poetry and the narrative basis of the word, those theories that extended from Plato and Aristotle, and then crossed the Middle Ages, to “Patrizi” Fiscaliger, Xcaligar and Castler and others that the principles of the theory of the emotional origin of formal poetry It was determined by the previous researches, but it developed with explanation, support and detail, so we find (Pelecol) conducting his research ten years after “Fico” on the Turkish and Arabic languages ​​and the languages ​​of the peoples of the West Indies, and he concludes that the ancient language was in the initial period a formal language, and we find a wide development The theory is carried out by Max Mollar's research and his lectures on linguistics that he gave at the Royal Institute between the years 1864, in which he answered many questions that have long been raised about the origin of the metaphor, its nature, and the problems of its creation and death, and he focused his opinions on the root groups of the origin of words, and these opinions received a response to « Rig, in his book “Al-Style”, which was published in 1897, and written by Miss Buck, who said that the affective origin and the single root of language are language, even if she interpreted the multiplicity of connotations in a way that differs from Mueller’s interpretation of it. During the current century, we can hardly find research dealing with the origin of language, the beginning of poetry, or the nature of its formal medium without relying on its emotional roots (2), and it ends. What the previous researches concluded is that the normal, natural use, rather the only use of the primitive man who was expressing his feelings and feelings, is the emotional metaphorical use of words.

    But was the nature of this primordial image the same as it is now? Here (Casirer) (3) distinguishes precisely between two types of metaphor, a style in which the word is used in other than what it was put for. Another type of it is its original root, which man creates to express his expression. Its internal state, as it is a pattern in which the two compounds of metaphor fuse into a new third compound that is the basic principle for the existence of language. Cassirer emphasized (as many others emphasized the nature of metaphor on fusion and creation without transfer and modification, such as Bok's studies) the value (4) from which it concluded to That the primitive man, like the child and the poet, does not know the duality of the compounds, nor their violent cleavage into a likeness, a likeness, and a likeness, so his thinking is far from that.

    Some scholars add to this two other differences between the nature of the initial metaphor and the poetic metaphor on the one hand, and between two types of the latter metaphor. Gomir (1) went in his book on the beginning of poetry that there are two phases of the initial metaphor, the first of which is advanced and the last of which is late.

    We can mention here two studies on the difference between two types of poetic metaphor presented by Wandet and Winkler. It symbolizes only one sensory impression, so if this impression was issued by two things together, then the comparison was involuntary and unintentional, and then there were no metaphors. To be just an unconscious act, and he says that the real metaphor is related to sacred customs and “taboo”, so it is customary like it and emanates from awareness and intention (1), and it is undoubtedly In it, it is difficult to find a specific definition of metaphor on the basis of which we can establish this difference between metaphors that take place as a result of error, confusion, confusion, and delusion, and between metaphors that take place as a result of understanding, agreement, and harmony. He denies that it is a metaphor, and if we reject this fact, then in reality we attack the artist’s vision and we do not have such a right. The error ? ! Rather, we may have been in the artistic field, contrary to what those scholars went to, considering any expression that was intended to be intentionally or deliberately established as the least effective and valuable rhetorical form, and not the highest, and we must not forget with regard to the nature of primitive metaphors, finally, that the first man used to create it with everything that this word carries. Significance of and was so located in a lot of abuse and referral.
    Perhaps this point. It is the establishment of relationships between compounds on the basis of emotion only - prompted some scholars to accuse the medium of art of being a sign of disease, not a sign of health, and it is natural that this phenomenon is done at the hands of scientists first, and at a time when imagination is considered a secondary faculty subject to the tutelage of reason secondly, and so we found In the seventeenth and eighteenth centuries, and at the beginning of the scientific age, philosophers stand against the image, among them and Thomas Hobbes (1588-1679) Thomas Hobbes and Samuel Parker (1640-1688) Bishop Samuel Parker and Lord Kemes and they all end up with The same result, which is that metaphors are nothing but deceptive lights (1), and the same thing we find in Watson (2), who goes to the point that when the mind uses words emotionally and formally, it becomes numb, and it is difficult to describe this situation without absurdity, and perhaps the point of view This scientific support for our position, despite the issue of “anesthesia.” The reality is that the anesthetic is the prose use of definite-significant words, which Watson raises its value, and not the poetic use of it. Its images) to meet with the mind, which must also be a conscious mind, and not with hands, generate active and passive activity that neither Watson nor other scholars perceive. The poetic use of language carries much more order and activity in its creativity and its growing development towards the climax through the processes of creation and reception than what the prose or ordinary use of it carries, or the algebraic or scientific transfer, like it.

    تعليق

    يعمل...
    X