واسطة الشعر ٤_a ، كتاب دراسة الصورة الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واسطة الشعر ٤_a ، كتاب دراسة الصورة الفنية

    استعمالات صورية يعبر كل بها عن إحساساته ومشاعره ، ويبنيها بناء خاصاً أبعد ما يكون عن التجريد والتعميم ، وأقرب ما يكون إلى التخصيص والتجسيد ، ولعل هذه أن تكون بعض صفات الشعر العظيم أو الميزات التي يطمح إليها ويود أن يحققها الشعر العظيم .

    ويجب أن نبعد عن أذهاننا كل ما توحيه هاتان الكلمتان : الطفولة والبدئية من سذاجة وجهالة حين نقرن بهما لفظة الشاعرية ، فنحن حين نربط هذا الربط بين الطبائع الثلاث لانشير إلى مثل هذه السذاجة ولا إلى ما يوازيها من القيم الدنيا ، فكل ما نعنيه هو أن الشاعر يحاول بعد أن مرّ بمرحلة إنفصال الذات عن الموضوع وأضحى ذهنه أقرب إلى التجريد أن يسترجع الوحدة الكلية العضوية التي فقدها بمرور العصر ، وأن يقدم إلينا الأشياء في رؤية نسقية وفي أعلى درجة ممكنة من مستوى الوعي إنه يطمح في الوصول إلى رتبة اللغة البدئية لأنه يريد أن يعبر بلغة مخلوفة جديدة طازجة ونضرة وأن يستكشف طهارة الكلمات وبراءتها وشيئيتها وعلاقاتها الحية ، ويقدمها خالصة من كل استعمال نفعي يتعارض مع طبيعتها (۷) .

    ولعلنا نجد ظاهرتين في هذا الصدد يشترك فيها الشاعر مع الطفل والبدئي : أولاهما ظاهرة الدهشة وأخراهما ظاهرة الإدراك الفراسي الخصائص الأشياء ، والظاهرة الأولى هي القدرة على رؤية الأشياء كما لو كان ينظر إليها لأول مرة ، ومع أنها بالنسبة للشاعر ليست سوى دهشة الطفولة امتدت إلى مرحلة الرشد إلا أنها تزيد عليها في أنها تذكر لصور التجارب الماضية ، ومعاناة واعية للتجربة الأصلية نفسها ، أما الظاهرة الثانية فترتبط بعالم كل من هؤلاء الثلاثة الطفل والبدئي والشاعر الذي هو عالم قوى متفاعلة ليس له حظ واضح من الإستقلال ، وإن كان له حظه الكبير في خاصته النوعية الإستبصارية .

    ورغم ذلك فثمة فروق عديدة بين لغة البدئي ولغة الشاعر دعك الآن فالبدئي كما أشرنا - كان معجمه اللغوي محدداً لا يحوي سوى العدد الضئيل من المجموعات أو من الكلمات الجذرية التي يتوسل بها هنا وهناك وتحمل العديد من الدلالات ، أما الشاعر فأمامه اللغة كاملة معقدة مبسوطة ، كل كلمة فيها لها دلالتها وصوتها الذي يرتبط بمعناها الخاص ، وعمله تجاهها يقوم على الإنتخاب لتحويلها من عاديتها ودلالتها المعجمية المفردة وجعلها في بؤرة التجربة الشعرية توحي عن طريق وضعها في نسق خاص، وإقامة علاقات بالعديد من الدلالات جديدة مستمرة بينها وبين غيرها .

    ويبدو أنا قد اتكأنا كثيراً على وجوب الشيئية في الكلمات ، وفي الحق أنا لا نحاول أن نعلي في صنيعنا هذا من شعر الأشياء في مقابل شعر الأفكار وعلى حسابه فهذه ثنائية أخرى لا يعرفها سوى المجردين ، فالفكر الشعري فكر صوري يتوسل بالكلمة كشيء أو غاية في ذاتها ، وكوسيلة في الوقت نفسه ، إنها الغاية والوسيلة معاً ، وهذا ما تشير إليه طبيعة الشعر العظيم وطبيعة اللغة البدئية ذاتها ، أما وقد ظهر عبر التاريخ ميل إلى شعر الأشياء الخالص . أو ميل إلى شعر الأفكار الخالص في مقابل بعضهما بعضاً فليس ذلك سوى عيب جمالي أو انحراف في طبيعة الشعر كذلك الإنحراف الذي لاحظناه في النزعتين الرمزية الفرنسية والصورية الإنجليزية، إن الفن الشعري فكر إنفعالي شيئي يتوسل بالصورة الموقعة وليست له موضوعات خاصة ولا ألفاظ خاصة بل ولا حتى أفكار خاصة كما تذهب إلى ذلك هذه المدرسة أو تلك فكل شيء يمكن أن يكون موضوعاً للشعر أو ألفاظاً وأفكاراً له حين تنتظمه تجربة الشاعر وتعبر به وتخلقه (۱) .

    ولعل الفترة البدئية الثرية بمعطياتها أن تقدم لنا شيئاً آخر في نطاق الكل العضوي لا يقف عند حدود وحدة عناصر الفن الشعري وإنما يمتد ليشمل الأشكال الأنفعالية وصورها التعبيرية المختلفة ، ، ففي الأولى وجد الرقص والشعر والدين في نطاقات بعضها بعضاً ، وكان الإنسان الذي يتعبد مظاهر الطبيعة ويؤدي في محرابها شعائره وينفعل بأشيائها ، يغني في الوقت نفسه أحاسسيه ويرقص وينشد الأشعار ، وقد أشار ( كاسيرر ) (۲) إلى أنه لم يكن يوجد أي كيان مستقل يقوم بذاته وينفصل عن غيره فجميع أشكال التعبير الإنفعالية ووسائطها الرمزية والأسطورية وجدت جنباً إلى جنب في مجال الحلبة ، وبدأت تنفصل وتتمايز وتتحرر من النطاق الواحد مع تقدم الإنسان الحضاري ، ويظهر أن هذه الوحدة أكثر من مقولة معقولة سواء أكانت عن صلة الدين بالشعر هذه الصلة الشهيرة أم كانت عن طبيعة الرمز والأسطورة الشعريين وغير الشعريين . وسنرى حين نتحدث عن هذين الشكلين الرمز والأسطورة في الشعر المعاصر (١) كيف أنهما بطبيعتهما وبقصد الشعراء إليهما كانا ينزعان ويتغيان هذه الوحدة (۲)

    ولو أنا عدنا نتفحص هذه الوحدة البدئية الإنفعالية لأشكال التعبير في نطاق اللغة التي وصفناها بالشاعرية لوجدنا أنا وسمناها بسمتين متلازمتين ومتداخليتين : أولاهما الإيقاع فقلنا إنها لغة موقعة ، وأخراهما التصوير فزعمنا أنها لغة تتوسل بالصورة (۳) ، وفيما يتعلق بالسمة الأولى فقد نشأ الحديث عن الطبيعة الإيقاعية للغة البدئية وعلاقتها بالموسيقا والإيقاع منذ القرن السابع عشر ثم تطور مع نهاية الفترة التقليدية وبلغ ذروته في نظرية التعبير والفترة الرومانسية ، وربما لانحتاج إلى تأكيدات تاريخية تبين صحة هذه النشأة وأسبقية الشعر على النثر فيها ، فقد استفاضت بذلك البحوث ، بيد أنا نحب أن نلفت النظر إلى أن الإيقاع الذي هو خاصة جوهرية من خواص الصورة كان موجوداً في الطبيعة قبل ظهور الشعر ومايزال ، ومن الحقائق المعروفة كما يقول « ديوي » أن - الطبيعة تحتوي على نماذج من الإيقاعات لا حصر لها مثل حر والجزر ودورة التغيرات والفصول والبناء والهدم ، ومافي الطبيعة من إطراد وانتظام في التغير كتعاقب الليل والنهار ، والضوء والظلام ، والظل والحرارة . . . . ومن أجل ذلك فان العلوم كلها من الرياضيات إلى الفلك فعلم طبقات الأرض فالحيل .. ليست سوى وسائل لتسجيل هذه الإيقاعات الطبيعية التي تجد مايقابلها في الجسم الإنساني سواء أكان ذلك في التوازي أم في إنتظام دورة الدم أم في نبضات القلب ، وبالنسبة للانسان البدئي الذي كان ينفعل بالظواهر الخارجية عبر عن هذه الإيقاعات كلها بصورة طبيعية في كلامه المبدع ، ثم جاءت العصور فوجدت أ الإيقاع عامل هام يساعد الذاكرة على حفظ الأثر واخترانه أكثر مما يساعدها القول العاطل من التنغيم فحافظت عليه ، ومارسته في تعبيراتها . . وقد قلنا إن هذه السمة المعروفة للشعر أبلغ من أن تقرر فلنغادرها إلى السمة الثانية التصويرية نتبين خصائصها وطبيعتها .

    يرجع الحديث عن الطبيعة الصورية للغة البدئية إلى تلك الآراء التي قال بها ( لو كرينتس ) عن تلقائية التعبير عن الشعور في العصر الأول . وقد دعمت هذه الفكرة وطورت بأبحاث أجراها « فيكو » « Vico » عام ١٧٢٥ عن لغات قبائل جزر الهند الغربية ، وتوصل منها إلى افتراض أن ذهن شعوب العصر البدئي كان ذهناً حسياً ، وكان يتكلم هؤلاء لغة صورية انفعالية تتضمن البذور الأولى للفنون والمعارف كلها والتي انفصلت فيما بعد ، وتقول النظرية في هذا الصدد (۱) : . . . . إن


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.44_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.8 كيلوبايت 
الهوية:	134702 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.45_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	83.3 كيلوبايت 
الهوية:	134703 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.45 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	75.8 كيلوبايت 
الهوية:	134704 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.46_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.6 كيلوبايت 
الهوية:	134705 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.46 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	80.5 كيلوبايت 
الهوية:	134706

  • #2

    Figurative uses by which each expresses his feelings and feelings, and builds them in a special way that is far from abstraction and generalization, and as close as possible to specification and embodiment. Perhaps these are some of the characteristics of great poetry or the features that he aspires to and that great poetry would like to achieve.

    And we must remove from our minds all that these two words: childhood and primitiveness imply of naivety and ignorance when we associate with them the word poetic. After he went through the stage of self-separation from the subject and his mind became closer to abstraction, he should regain the total organic unity that he had lost with the passage of time, and present things to us in a systematic vision and at the highest possible level of awareness. A new, fresh and fresh creature, and to explore the purity, innocence, objectivity, and living relationships of words, and to present them free from any utilitarian use that contradicts their nature (7).

    Perhaps we find two phenomena in this regard that the poet shares with the child and the primitive: the first is the phenomenon of astonishment, and the last of them is the phenomenon of physiognomy of the characteristics of things, and the first phenomenon is the ability to see things as if they were seen for the first time, and although for the poet it is nothing but the amazement of childhood that extended to the stage of adulthood. However, it is more than that in that it mentions images of past experiences, and conscious suffering of the original experience itself. As for the second phenomenon, it is related to the world of each of these three, the child, the primordial, and the poet, who is a world of interacting forces that does not have a clear chance of independence, although it has a great luck in its qualitative, perceptive quality. .

    Despite this, there are many differences between the language of the primordial and the language of the poet. Let alone now. The primordial, as we have indicated, had a specific vocabulary that contained only a small number of groups or root words that were invoked here and there, and carried many connotations. A word in it has its own significance and sound that is linked to its special meaning, and his work towards it is based on selection to transform it from its ordinary and single lexical significance and make it in the center of poetic experience suggestive by placing it in a special format, and establishing relationships with many new and continuous connotations between it and others.

    And it seems that I have relied a lot on the necessity of objectivity in words, and in truth I do not try to raise in our doing this of the poetry of things in exchange for the poetry of ideas and at the expense of it, because this is another duality that only the abstract know. And as a means at the same time, it is the end and the means together, and this is indicated by the nature of great poetry and the nature of the primitive language itself, but a tendency has appeared throughout history to the pure poetry of things. Or a tendency to the poetry of pure ideas in contrast to each other, and this is nothing but an aesthetic defect or a deviation in the nature of poetry, as well as the deviation that we noticed in the French symbolism and English pictorial tendencies. Special ideas, as this or that school goes to, everything can be a subject of poetry or its words and ideas when the poet’s experience organizes it, expresses it, and creates it (1).

    Perhaps the initial period, which is rich in its data, presents us with something else in the scope of the organic whole that does not stop at the limits of the unity of the elements of poetic art, but rather extends to include emotional forms and their various expressive forms. In its ritual sanctuary, he is excited by its things, at the same time he sings his feelings, dances and sings poems. Cassirer (2) pointed out that there was no independent entity standing by itself and separating from others. All forms of emotional expression and their symbolic and mythical means existed side by side in the field of the arena. And it began to be separated, differentiated, and liberated from the same scope with the progress of the civilized man, and it appears that this unity is more than a reasonable argument, whether it is about the connection of religion with poetry, this famous connection, or it is about the nature of the poetic and non-poetic symbol and myth. When we talk about these two forms, the symbol and the myth in contemporary poetry, we will see (1) how by their nature and by the poets’ intent for them, they tended and deviated from this unity (2).

    If we re-examined this primordial emotional unity of the forms of expression within the scope of the language that we described as poetic, we would find that I named it with two interrelated and overlapping features: the first of which is rhythm, and we said that it is a signed language, and the last of them is imagery, so we claimed that it is a language that invokes the image (3), and with regard to the first feature, the talk arose about nature. The rhythm of the primitive language and its relationship to music and rhythm since the seventeenth century, then it developed with the end of the traditional period and reached its climax in the theory of expression and the romantic period. That the rhythm, which is an essential characteristic of the image, was present in nature before the advent of poetry and still is, and it is a well-known fact, as “Dewey” says, that nature contains countless models of rhythms such as heat, ebb and flow, the cycle of changes and seasons, construction and destruction, and what is in nature from Consistency and regularity in change, such as the alternation of day and night, light and darkness, shade and temperature. . . . For this reason, all sciences, from mathematics to astronomy, to the science of layers of the earth, so tricks are nothing but means to record these natural rhythms that find their counterpart in the human body, whether in parallel, in the regularity of the blood cycle, or in the heartbeat, and with regard to the primitive man who was excited With external phenomena, he expressed all these rhythms naturally in his creative speech, then the ages came and found that the rhythm is an important factor that helps the memory to preserve the effect and choose it more than the idle saying of intonation helps it, so it preserved it and practiced it in its expressions. . We have said that this well-known feature of poetry is too eloquent to decide.

    The talk about the formal nature of the primitive language goes back to those views that (Lou Krentz) said about the spontaneity of expressing feeling in the first era. This idea was supported and developed by Vico's research in 1725 on the languages ​​of the tribes of the West Indies, from which he came to the assumption that the mind of the peoples of the primitive era was a sensual mind, and they spoke a formal, emotional language that included the first seeds of all arts and knowledge, which were separated into After, the theory says in this regard (1): . . . that

    تعليق

    يعمل...
    X