شينكل (كارل فريدريخ ـ)
(1781 ـ 1841)
كارل فريدريخ شينكل Karl Friedrich Schinkel مهندس معماري ومصور ألماني، من أبرز فناني الاتباعية الجديدة neoclassicism، وقد اشتهر بفضل أعماله التي أنجزها في برلين. ولد في نيوروبين Neuruppin بمقاطعة براندنبورغ في شمال شرقي ألمانيا.
توفي والده وهو في السادسة من عمره، فاستقر مع والدته في برلين، حيث تتلمذ على يد المهندس المعماري فريدريخ جيليF.Gilly ت(1772-1800)، كما سجّل في أكاديمية الهندسة المعمارية في برلين، فأتم دراسته هناك حتى عام 1802.
سافر إلى إيطاليا بين عامي 1803 و1805، وكان تجواله فيها جزءاً من التعليم المعماري التقليدي الذي كان سائداً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وعاد إلى برلين بعد أن زار فرنسا، وأفاد من رحلته في جمع العديد من الرسوم التخطيطية والدراسات التي تناولت موضوعات عدة شملت آثار العصور القديمة وغيرها.
وإبان احتلال نابليون لبرلين، عمل مصوراً في المدينة، كما عمل في مجال الزخرفة الداخلية فصمَّم أثاثاً للملكة لويز عام 1805، وصمَّم مناظر لمسرحيات عدة منها: «مسرحيةُ الناي المسحور الغنائية» la Flûte enchantée عام 1815، وفيها زيَّن حجرة ملكة نجوم الليل، ومسرحياتُ غوته. ومن ثم انضمَّ إلى مصلحة الأشغال العامة بعد تحرير برلين من القوات الفرنسية، وبهزيمة نابليون عام 1815، استعادت بروسيا سيطرتها ونفوذها، فاعتمد شينكل نمطاً تعبيرياً ساعد على إذكاء المشاعر القومية لدى البروسيين.
عُيّن مهندساً معمارياً رسمياً في بروسيا عام 1815، فأنجز العديد من الأعمال للملك فريدريك وليَم الثالث Frederick William III، ولأفراد الأسرة المالكة، وعُني بوضع مخطط تنظيمي للعاصمة برلين، فوضع أوَّل مخطط لها عام 1817، كما اهتم بالأبنية والآثار التاريخية في بروسيا.
من أهم أعماله التي شيّدت في برلين وفقاً للطراز المعماري الذي عرف باسم الاتباعية الجديدة بناء نويِّه فاخِه Neue Wache (مركز الحراسة الجديد) بالقرب من بوابة براندنبورغ Brandenburg، وبناء دار المسرح Schauspielhaus في برلين (1819ـ1821) الذي يعرض مدخلُه واجهة معبد كلاسيكية، فيما يتميز الجسم الرئيسي للبناء بصفوف النوافذ الضيقة العالية التي تذكّر الناظر إليها بالخطوط العمودية لكاتدرائية قوطية.
ومما يميز أعماله ذات الطابع الاتباعي الجديد ميلُه إلى تجريد الحجوم، وبعدُه عن التكلف في الزخرفة والتزيين، وهي سمات تُقرّبه من المهندس المعماري الفرنسي كلود لودو C.Ledoux الذي كان أحرص على الاهتمام بالشكل الخارجي منه بالتركيب الداخلي للبناء.
وفي تلك الأثناء، نشطت حركة إحياء الطراز القوطي Gothic revival في أوربا، وصار هذا الطراز المعماري الذي شغف به شينكل مصدرَ إلهام له، وبدا واضحاً تأثرُه به في بعض أعماله وخاصة في تصميمه لضريح الملكة لويز.
كما أثارت التنقيبات الأثرية التي أجريت حول البحر المتوسط في ذلك الوقت اهتماماً كبيراً بفن العمارة الإغريقية، فانتشر الطراز المعماري الذي عرف باسم إحياء الطراز الإغريقي Greek revival في أوربا وغيرها مستمداً خصائصه من فن العمارة الإغريقية، واستند شينكل في بعض تصاميمه إلى هذا النمط من الفن فصمم المتحف القديم Altes Museum ت(1823) في برلين، وتعبر أعمدة واجهته وتماثيل النسور فيه عن القيم الثقافية لبروسيا في ذلك الوقت.
زار إيطاليا من جديد عام 1824، وفي عام 1826 عمل في اسكتلندا وإنكلترا، وفي أثناء تجواله هناك لفت انتباهه استخدام المواد الإنشائية والتقنيات الصناعية، وخاصة استعمال الحديد والآجر لجعل الأبنية أكثر مقاومة للحريق، وقد استوحى من الهندسة المعمارية الصناعية التي رآها في إنكلترا فصمم عدة مبانٍ متقدمة على وقتها. ويذكّر تصميمه في برلين عام 1827 لمخزنٍ بنوافذ واسعة بين الأقسام الضيقة من الجدار، بتصاميم المباني الصناعية بإنكلترا في أوائل القرن التاسع عشر.
وضع شينكل تصميماً لأكاديمية الهندسة المعمارية (1828) ومشروعَ المكتبة الوطنية من الآجر والطين النَّضج، كما تصور في نهاية حياته تصاميم خيالية ذات طابع رمزي كمشروع بناء قصرٍ عند قلعة أثينا (1834) لملك اليونان، أو مشروع قصر أوريندا (1835) في شبه جزيرة كريميه Criméeلامبراطورة روسيا.
توفي شينكل في برلين، وقد أتت الحرب العالمية الثانية على بعض إنجازاته فيها وتضرَّر بعضها الآخر.
محمود الشاعر
(1781 ـ 1841)
كارل فريدريخ شينكل Karl Friedrich Schinkel مهندس معماري ومصور ألماني، من أبرز فناني الاتباعية الجديدة neoclassicism، وقد اشتهر بفضل أعماله التي أنجزها في برلين. ولد في نيوروبين Neuruppin بمقاطعة براندنبورغ في شمال شرقي ألمانيا.
توفي والده وهو في السادسة من عمره، فاستقر مع والدته في برلين، حيث تتلمذ على يد المهندس المعماري فريدريخ جيليF.Gilly ت(1772-1800)، كما سجّل في أكاديمية الهندسة المعمارية في برلين، فأتم دراسته هناك حتى عام 1802.
سافر إلى إيطاليا بين عامي 1803 و1805، وكان تجواله فيها جزءاً من التعليم المعماري التقليدي الذي كان سائداً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وعاد إلى برلين بعد أن زار فرنسا، وأفاد من رحلته في جمع العديد من الرسوم التخطيطية والدراسات التي تناولت موضوعات عدة شملت آثار العصور القديمة وغيرها.
وإبان احتلال نابليون لبرلين، عمل مصوراً في المدينة، كما عمل في مجال الزخرفة الداخلية فصمَّم أثاثاً للملكة لويز عام 1805، وصمَّم مناظر لمسرحيات عدة منها: «مسرحيةُ الناي المسحور الغنائية» la Flûte enchantée عام 1815، وفيها زيَّن حجرة ملكة نجوم الليل، ومسرحياتُ غوته. ومن ثم انضمَّ إلى مصلحة الأشغال العامة بعد تحرير برلين من القوات الفرنسية، وبهزيمة نابليون عام 1815، استعادت بروسيا سيطرتها ونفوذها، فاعتمد شينكل نمطاً تعبيرياً ساعد على إذكاء المشاعر القومية لدى البروسيين.
عُيّن مهندساً معمارياً رسمياً في بروسيا عام 1815، فأنجز العديد من الأعمال للملك فريدريك وليَم الثالث Frederick William III، ولأفراد الأسرة المالكة، وعُني بوضع مخطط تنظيمي للعاصمة برلين، فوضع أوَّل مخطط لها عام 1817، كما اهتم بالأبنية والآثار التاريخية في بروسيا.
"بناء مركز الحراسة الجديد" الذي شُيد بين عامي 1816 و1818 |
ومما يميز أعماله ذات الطابع الاتباعي الجديد ميلُه إلى تجريد الحجوم، وبعدُه عن التكلف في الزخرفة والتزيين، وهي سمات تُقرّبه من المهندس المعماري الفرنسي كلود لودو C.Ledoux الذي كان أحرص على الاهتمام بالشكل الخارجي منه بالتركيب الداخلي للبناء.
وفي تلك الأثناء، نشطت حركة إحياء الطراز القوطي Gothic revival في أوربا، وصار هذا الطراز المعماري الذي شغف به شينكل مصدرَ إلهام له، وبدا واضحاً تأثرُه به في بعض أعماله وخاصة في تصميمه لضريح الملكة لويز.
كما أثارت التنقيبات الأثرية التي أجريت حول البحر المتوسط في ذلك الوقت اهتماماً كبيراً بفن العمارة الإغريقية، فانتشر الطراز المعماري الذي عرف باسم إحياء الطراز الإغريقي Greek revival في أوربا وغيرها مستمداً خصائصه من فن العمارة الإغريقية، واستند شينكل في بعض تصاميمه إلى هذا النمط من الفن فصمم المتحف القديم Altes Museum ت(1823) في برلين، وتعبر أعمدة واجهته وتماثيل النسور فيه عن القيم الثقافية لبروسيا في ذلك الوقت.
زار إيطاليا من جديد عام 1824، وفي عام 1826 عمل في اسكتلندا وإنكلترا، وفي أثناء تجواله هناك لفت انتباهه استخدام المواد الإنشائية والتقنيات الصناعية، وخاصة استعمال الحديد والآجر لجعل الأبنية أكثر مقاومة للحريق، وقد استوحى من الهندسة المعمارية الصناعية التي رآها في إنكلترا فصمم عدة مبانٍ متقدمة على وقتها. ويذكّر تصميمه في برلين عام 1827 لمخزنٍ بنوافذ واسعة بين الأقسام الضيقة من الجدار، بتصاميم المباني الصناعية بإنكلترا في أوائل القرن التاسع عشر.
وضع شينكل تصميماً لأكاديمية الهندسة المعمارية (1828) ومشروعَ المكتبة الوطنية من الآجر والطين النَّضج، كما تصور في نهاية حياته تصاميم خيالية ذات طابع رمزي كمشروع بناء قصرٍ عند قلعة أثينا (1834) لملك اليونان، أو مشروع قصر أوريندا (1835) في شبه جزيرة كريميه Criméeلامبراطورة روسيا.
توفي شينكل في برلين، وقد أتت الحرب العالمية الثانية على بعض إنجازاته فيها وتضرَّر بعضها الآخر.
محمود الشاعر