" هي في المشهد الاخير " حين تتحول اللغة الى شرفة للضوء
سمر محفوص
لم تتنازل غادة اليوسف في " هي في المشهد الاخير " المجموعة الشعرية الصادرة عن دار الينابيع بدمشق، وتضم (٢٧ نصا في ١٢٧صفحة من القطع المتوسط)، عن تقانات اللغة التي تجيدها وتبدع بها لصالح الشاعرية الشفافة والعميقةمعا, بل وظفتها لجهة املاء الفراغاتٍ وتشكيل الخطوط التصاعدية مستخدمة باقة من الإشارات متعددة المستويات من الداخل الى داخل الداخل ,نحو المساحات الأرحب للتعبير عن الحزن والعاطفة والذات والوطن والخيبات اليومية والحطام الذي يكبر حولنا ، لترسم من خلال مخزونها الشعري والفكري ملامح واقع شديد التعقيد على مستوى التعبير والشعور ، والحياة أيضا ،طارحة خلاصة مقولتها (على شكل انحياز كلي للحياة ).
فتقول بالصفحة 84 من نص بارقة :
ألمح زرقة ..
فأدرك.. أنها لسماء
...وإن بعدت
يومض ضوء..
فأطمئن..
إنها شمس.
في نظرة سريعة تبدو الصور الشعرية ’التي تشكلها الشاعرة اليوسف بسلاسة ملفتة ونسق شعري منفتح على الأشكال والمدارس التعبيرية متمكنة من أدواتها تجيد طحن فضاءات الفكرة لتصقلها وتعيدها بكامل النورانية والضوء .
تحملنا في رحلة جوانية لعوالم المبدعة المتمردة ، تخط زمنا مكثفا للشغف الذي يسكنها فتأتي نصوص المجموعة الشعرية المعنونة معراج/المشهد الاخير/الحلم/يغيب/رحيل /طقس العسل /وصايا/ نثار الحاء،(حواء)/لثغة الحمام....الخ ...،مجموعة عناوين تشكل قصيدة تالية للمجموعة كأنما هي بخفة رقيقة تتشابك بذاكرة المكان .ص٢ (معراج)
انا ..
المتشبثة بالحياة..
والبلاد صرة..
محشوة
بذاكرة البيت .
اعترف..
اني سقطت ..
معفرة بالضوء..
في..
هاوية السؤال.
تشكل مشهدها خروجا على عالمها الواقعي لكن داخل حقيقتها لتمضي محلقة في أفق اعترافاتها / اعترف /اني سقطت/ في هاوية السؤال/ ميزه هذا الاعتراف انه مضيء ومشرق في ما يحمله الايحاء بعبارة معفرة بالضوء/ ، لتفتح الباب على الأسئلة الصعبة ، بالرغم من انها تشير الى تتالي الانهيارات بمفردة /في هاوية/، لتؤكد أننا كلما وصلنا لقاع نجد قاعا اكثر عتمة يتجهز .
تقول في نص حواء ص٩٢
حواء .
قاطفة
تفاحة المعرفة..
والصالب والمصلوب
أنا..المراة؟
المراة..الأنثى.
ندخل مداراتها دون اشتباك ، وهي الشاعرة التي حملت مورثها الثقافي الحافل و ماضيها وراهنها محققة ذلك التعاشق الجميل بين المعنى التكوين والتعبير المختزل والإنشاء البسيط في تركيب الجملة برشاقة ملفتة .( يغيب الحب) ص ٣٥
على رصيف الصباحات الكالحة
فتذبل في الدم الاغنيات..
وإذ يخذلك الجناح..
ينغلق الافق..
تهوي هامتك..
تشد غادة الصياغات من رموشها فتنصاع اللغة للقصيدة تمشط خصلات الحروف الزائدة عن حاجة الشعر؟
بمجموعة رموز واشارات تشغل دورا مركزيًا في سياق اطلاقهغ حكما (يخذلك الجناح) قابل للنقض (ينغلق الافق) وهي القاضية المتمرسة تحت قوس العدالة الذي مارست فيه مهنة القضاء لسنوات طويلة(تهوي هامتك) ,فنراها هنا تستخدم الجملة كفكرة عميقة للسقوط او الخيبة، وليس مجرد وسيلة للتعبير عن الانفعالات الداخلية، محولة اياها لعملية بحثٍ ذاتيةٍ، بكل تجلّياتها الإنسانية تخط وصاياها.
(وصايا) –ص63
ايها الرجل..
لو جهلت دروب الحرب
للأنت..
نصال كثيرة..
والتمعت بدموع الندم..
وتضيف بذات النص
لو أنك عرفت
عبقرية الحب
لزرعنا..
غابات
من القصائد.
هي دعوة للحياة والحب وبناء ماتهدم منا ويبقى الانسان هاجسا حقيقيا لديها كيفما وأينما كان، تطرح مفاهيمَها حول المرأة، والرجل،والعلاقة بينهما، ص ٧٥ (امرأة)
ليس يلام المطر المسكون ببرقك
يا امرأة..
تتجدد مع المائي..
و..تعبرين..
في هذا الديوان ، تحقق غادة اليوسف نقلة هامة ضمن ما قدمته خلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات والعطاءات ،و تحقق انتقالا مركزا من الصيغ والقوالب الجميلة شبه المنجزة الى رحابة الشغف والجمال والعبث الخلاق ربما وهي تمارس طفولة تأبى ان تغادرها ، فتكمل رحلة القلق القديم نحو الاقتراب من الروح والذات الاشف من لثغة والاكثر براءة من تقاطع حركة الظلال والضوء كل ذلك في اشتباك عميق ،يتكئ على ثلاثة مرتكزات .
الحب ..الخيبة ..الوطن والضياعات التي اثخنت جسده معتمدة عليها كجسر ضوء ونزيف تعبر من خلالة وتعبر منه إلى عوالمها الشعرية.
فتقول في نصها (المعنون بلادي ) ص٩٤
أشهق اوجاعك..
ازفر آهاتك..
وباسمك..
أفكك أزرار السؤال
أعري حقيقتك البديعة من جلباب
الأجوبة
الشائخة.
وهي هنا تضيف الى الانتماء الوطني المتأصل داخلها، تمردا ورفضا للاستسلام للظروف
/اعري حقيقتك البديعةمن جلباب الأجوبة/اذا هي لاتبحث عن جواب تقليدي بل تصيغ اسئلتها التي تليق بظرف كل مافيه غير منطقي لكنه يحدث بشكل تلقاىي جدا ،مما يتيح مجالًا لا نهائيًا امام المتلقي لطرح الاسئلة المعرفيّة والجمالية باعتباره, الوطن المكان او الرحم الحقيقي لاحتواء المكونات كلها وحتى التناقضات التي تنجز قناعاتنا وعلاقتنا مع ا المكان والهويةً والذات .. كما جاء في نص نثار الحاء (حواء) ص ١٠٢
مبعثرة ..
بين ضدي وضدي
و..ضدي
يتنازعني كثيري..
لتؤكد أن الانكشاف جزء من تعديل الواقع، في مقطع من نص الليل _ص ١٠٠
ويتدحرج القمر
إلي...
نسافر معا..
إذ لارقيب
غير الضوء
تنتظرنا..
لحظة كشف...
الكشف هنا يضعنا بمواجه مع قضايا بعينيها ،مشيرة لأزمة حقيقية ،وقلق وجودي، لن يحل الا عبر التناغمٍ مع هذا الاحتدام الوجداني
والتأمّل والبحث العميق فتتحرر المفردات وتدل على معناها باعتبارها خاصية من خصائص الوظيفة الأدبية.
كما أكد عبد القاهر الجرجاني على أهمية المعنى من خلال ما أثبته في أن البلاغة لا يمكن أن تكون إلا في المعنى دون اللفظ، و بالتأليف دون اللفظة المفردة من خلال عملية تأويل النص الأدبي. ”
كما جاء في نص (المشهد الأخير) ص١٩
صمت خبيث.
واليوم..
كل صمت خبيث.
مسكونة بإعادة إنتاج إرثها الثقافي والإنساني المحمول على روافع جماليّة خروجا من الانماط المألوفة، تخلق مقاربة ما بين ما تود قوله وكائنة عليه /واليوم كل صمت خبيث./,وما تشير اليه بموضوعاتها وتقنياتها وصياغاتها
المتنوّعة .
من نص (رحيل ) ص٤٥
أسفل المنحدر؟؟
لست ابن النبع..
وانا.. لست صفة
..للعبور
ضفة مستباحة
احتضنت دفقك.
غادة ظاهرةً إبداعية قائمةً في ذاتها، ثرية بالتحولات التي تتعامل معها بذهنية الراصد الرائي المستكشف للعلامات الفارقة م والتي لا تُماثل سواها معتصمة بالأمل ابدا ودائما.
كما جاء في نص (وصايا ) ص ٦٥
أدر وجهك
صوب
الارض
المسبية..
في طوفان الحريق..
ثمة ..
بذرة زيتون
لم نمسسها النار..
يكاد زيتها
يضيء..
توقيت ..ترويض ..صلاة..اتكاء..عراء..احتراق..بارقة ..تلك العناوين
المنتقاة بإيجاز شديد جداً يمكن ملاحظته مقولتها المكثفة و المركزة فهي تبني مسرحا من ظل بسيرة ذاتية، غير معنية بناقد بشغله تفكيك البناء الشعري او إعادة انتاج الصياغات .
بالرغم من الخصوصية التي تحددها العناوين ,ووقوفًا عند الصورة المتخيلة ، بما تحمله من تأويلات تتخطى ذاتها؛ لا يمكننا التعاطي مع المجموعة بمعزل عن السياق التراكمي للمنجز الأدبي المتنوّع الذي قدمته الأدبية القاصة والشاعرة اليوسف بهذا المضمون، وهذا الشكل من دون غيره.
من( وصايا ) ص٦٧
ارقص..
أيها الولد
مفعمون نحن بالصقيع
طاعنون..
بموت البدايات..
لغتك،ماتزال غامضة..؟؟؟
، لا تستطيع إخفاء معالم الحيرة والدهشة وهي ترتسم كلّ مرةٍ، على سطح النصوص فتسأل: عن إحالاتها الرمزيةّ الصافية تضعنا عن قصد أو غير قصد على إحالة صوفية واضحة دون تحوير، ذات بعد روحي وتوليفة مع المجازٌ إطارها الواقعي.
من نص( بارقة ) ص٨٣
رهيف.. كشعرة الصراط
لايرى..
إلا..حين يتمادى الظلام....الى
وصلته بشبابة القلب
وأطلقت ..آه الأنين..
إلى ذات النص ص ٨٥
....حدها الاعظمي..
عسى..
أن..يسعفني الصوت..
وهذا ما يؤكد مجازية العنوان "هي في المشهد الاخير" لجهة السياق والرؤية وطرائق التعبير\ رهيف ..كشعرة الصراط\ اذن هو على الحد الفاصل ولكنه ايضا\ -متواري \لايرى..\ الا حيث تريد اظهار تجليه فتكمل \
إلاحين يتمادى الظلام \وعلية يبدو العنوان متناغما ومفتاحاً لما هو مستور أو واضح بعنوانٍها المجازي، ""هي في المشهد ، وضمن سياقها التعبيري والتكويني.
للاديبة والقاصة والشاعرة السورية غادة اليوسف عدد كبير من المؤلفات المطبوعة منها..رفرفات ٢٠٠٤مقالات في السياسة والمجتمع والأدب.
في العالم السفلي مجموعة قصصية ٢٠٠٦
على نار هادئة قصص٢٠٠٧
انين القاع قصص ٢٠٠٩
مارأه القلب ٢٠١١قراءات نقدية في نصوص معاصرة
الاحداث الجانحون يتّهمون بين جحيم المجتمع ونار القانون مقاربة اجتماعية قانونية ٢٠١٤
نبض التراب شعر ٢٠١٣
وحدكِ الآن شعر٢٠١٤
سدنةُ الاغتراب ٢٠١٦
نثريات روح شعر٢٠١٧
هي في المشهد الاخير نصوص / نثر شعري ٢٠١٨
في وجه التلاشي/دراسات نقدية ٢٠٢٠
و الاصدار الشعري الاخير عن الهيئة العامة السورية للكتاب ديوان ..لي ضلاتي.
سمر محفوص
لم تتنازل غادة اليوسف في " هي في المشهد الاخير " المجموعة الشعرية الصادرة عن دار الينابيع بدمشق، وتضم (٢٧ نصا في ١٢٧صفحة من القطع المتوسط)، عن تقانات اللغة التي تجيدها وتبدع بها لصالح الشاعرية الشفافة والعميقةمعا, بل وظفتها لجهة املاء الفراغاتٍ وتشكيل الخطوط التصاعدية مستخدمة باقة من الإشارات متعددة المستويات من الداخل الى داخل الداخل ,نحو المساحات الأرحب للتعبير عن الحزن والعاطفة والذات والوطن والخيبات اليومية والحطام الذي يكبر حولنا ، لترسم من خلال مخزونها الشعري والفكري ملامح واقع شديد التعقيد على مستوى التعبير والشعور ، والحياة أيضا ،طارحة خلاصة مقولتها (على شكل انحياز كلي للحياة ).
فتقول بالصفحة 84 من نص بارقة :
ألمح زرقة ..
فأدرك.. أنها لسماء
...وإن بعدت
يومض ضوء..
فأطمئن..
إنها شمس.
في نظرة سريعة تبدو الصور الشعرية ’التي تشكلها الشاعرة اليوسف بسلاسة ملفتة ونسق شعري منفتح على الأشكال والمدارس التعبيرية متمكنة من أدواتها تجيد طحن فضاءات الفكرة لتصقلها وتعيدها بكامل النورانية والضوء .
تحملنا في رحلة جوانية لعوالم المبدعة المتمردة ، تخط زمنا مكثفا للشغف الذي يسكنها فتأتي نصوص المجموعة الشعرية المعنونة معراج/المشهد الاخير/الحلم/يغيب/رحيل /طقس العسل /وصايا/ نثار الحاء،(حواء)/لثغة الحمام....الخ ...،مجموعة عناوين تشكل قصيدة تالية للمجموعة كأنما هي بخفة رقيقة تتشابك بذاكرة المكان .ص٢ (معراج)
انا ..
المتشبثة بالحياة..
والبلاد صرة..
محشوة
بذاكرة البيت .
اعترف..
اني سقطت ..
معفرة بالضوء..
في..
هاوية السؤال.
تشكل مشهدها خروجا على عالمها الواقعي لكن داخل حقيقتها لتمضي محلقة في أفق اعترافاتها / اعترف /اني سقطت/ في هاوية السؤال/ ميزه هذا الاعتراف انه مضيء ومشرق في ما يحمله الايحاء بعبارة معفرة بالضوء/ ، لتفتح الباب على الأسئلة الصعبة ، بالرغم من انها تشير الى تتالي الانهيارات بمفردة /في هاوية/، لتؤكد أننا كلما وصلنا لقاع نجد قاعا اكثر عتمة يتجهز .
تقول في نص حواء ص٩٢
حواء .
قاطفة
تفاحة المعرفة..
والصالب والمصلوب
أنا..المراة؟
المراة..الأنثى.
ندخل مداراتها دون اشتباك ، وهي الشاعرة التي حملت مورثها الثقافي الحافل و ماضيها وراهنها محققة ذلك التعاشق الجميل بين المعنى التكوين والتعبير المختزل والإنشاء البسيط في تركيب الجملة برشاقة ملفتة .( يغيب الحب) ص ٣٥
على رصيف الصباحات الكالحة
فتذبل في الدم الاغنيات..
وإذ يخذلك الجناح..
ينغلق الافق..
تهوي هامتك..
تشد غادة الصياغات من رموشها فتنصاع اللغة للقصيدة تمشط خصلات الحروف الزائدة عن حاجة الشعر؟
بمجموعة رموز واشارات تشغل دورا مركزيًا في سياق اطلاقهغ حكما (يخذلك الجناح) قابل للنقض (ينغلق الافق) وهي القاضية المتمرسة تحت قوس العدالة الذي مارست فيه مهنة القضاء لسنوات طويلة(تهوي هامتك) ,فنراها هنا تستخدم الجملة كفكرة عميقة للسقوط او الخيبة، وليس مجرد وسيلة للتعبير عن الانفعالات الداخلية، محولة اياها لعملية بحثٍ ذاتيةٍ، بكل تجلّياتها الإنسانية تخط وصاياها.
(وصايا) –ص63
ايها الرجل..
لو جهلت دروب الحرب
للأنت..
نصال كثيرة..
والتمعت بدموع الندم..
وتضيف بذات النص
لو أنك عرفت
عبقرية الحب
لزرعنا..
غابات
من القصائد.
هي دعوة للحياة والحب وبناء ماتهدم منا ويبقى الانسان هاجسا حقيقيا لديها كيفما وأينما كان، تطرح مفاهيمَها حول المرأة، والرجل،والعلاقة بينهما، ص ٧٥ (امرأة)
ليس يلام المطر المسكون ببرقك
يا امرأة..
تتجدد مع المائي..
و..تعبرين..
في هذا الديوان ، تحقق غادة اليوسف نقلة هامة ضمن ما قدمته خلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات والعطاءات ،و تحقق انتقالا مركزا من الصيغ والقوالب الجميلة شبه المنجزة الى رحابة الشغف والجمال والعبث الخلاق ربما وهي تمارس طفولة تأبى ان تغادرها ، فتكمل رحلة القلق القديم نحو الاقتراب من الروح والذات الاشف من لثغة والاكثر براءة من تقاطع حركة الظلال والضوء كل ذلك في اشتباك عميق ،يتكئ على ثلاثة مرتكزات .
الحب ..الخيبة ..الوطن والضياعات التي اثخنت جسده معتمدة عليها كجسر ضوء ونزيف تعبر من خلالة وتعبر منه إلى عوالمها الشعرية.
فتقول في نصها (المعنون بلادي ) ص٩٤
أشهق اوجاعك..
ازفر آهاتك..
وباسمك..
أفكك أزرار السؤال
أعري حقيقتك البديعة من جلباب
الأجوبة
الشائخة.
وهي هنا تضيف الى الانتماء الوطني المتأصل داخلها، تمردا ورفضا للاستسلام للظروف
/اعري حقيقتك البديعةمن جلباب الأجوبة/اذا هي لاتبحث عن جواب تقليدي بل تصيغ اسئلتها التي تليق بظرف كل مافيه غير منطقي لكنه يحدث بشكل تلقاىي جدا ،مما يتيح مجالًا لا نهائيًا امام المتلقي لطرح الاسئلة المعرفيّة والجمالية باعتباره, الوطن المكان او الرحم الحقيقي لاحتواء المكونات كلها وحتى التناقضات التي تنجز قناعاتنا وعلاقتنا مع ا المكان والهويةً والذات .. كما جاء في نص نثار الحاء (حواء) ص ١٠٢
مبعثرة ..
بين ضدي وضدي
و..ضدي
يتنازعني كثيري..
لتؤكد أن الانكشاف جزء من تعديل الواقع، في مقطع من نص الليل _ص ١٠٠
ويتدحرج القمر
إلي...
نسافر معا..
إذ لارقيب
غير الضوء
تنتظرنا..
لحظة كشف...
الكشف هنا يضعنا بمواجه مع قضايا بعينيها ،مشيرة لأزمة حقيقية ،وقلق وجودي، لن يحل الا عبر التناغمٍ مع هذا الاحتدام الوجداني
والتأمّل والبحث العميق فتتحرر المفردات وتدل على معناها باعتبارها خاصية من خصائص الوظيفة الأدبية.
كما أكد عبد القاهر الجرجاني على أهمية المعنى من خلال ما أثبته في أن البلاغة لا يمكن أن تكون إلا في المعنى دون اللفظ، و بالتأليف دون اللفظة المفردة من خلال عملية تأويل النص الأدبي. ”
كما جاء في نص (المشهد الأخير) ص١٩
صمت خبيث.
واليوم..
كل صمت خبيث.
مسكونة بإعادة إنتاج إرثها الثقافي والإنساني المحمول على روافع جماليّة خروجا من الانماط المألوفة، تخلق مقاربة ما بين ما تود قوله وكائنة عليه /واليوم كل صمت خبيث./,وما تشير اليه بموضوعاتها وتقنياتها وصياغاتها
المتنوّعة .
من نص (رحيل ) ص٤٥
أسفل المنحدر؟؟
لست ابن النبع..
وانا.. لست صفة
..للعبور
ضفة مستباحة
احتضنت دفقك.
غادة ظاهرةً إبداعية قائمةً في ذاتها، ثرية بالتحولات التي تتعامل معها بذهنية الراصد الرائي المستكشف للعلامات الفارقة م والتي لا تُماثل سواها معتصمة بالأمل ابدا ودائما.
كما جاء في نص (وصايا ) ص ٦٥
أدر وجهك
صوب
الارض
المسبية..
في طوفان الحريق..
ثمة ..
بذرة زيتون
لم نمسسها النار..
يكاد زيتها
يضيء..
توقيت ..ترويض ..صلاة..اتكاء..عراء..احتراق..بارقة ..تلك العناوين
المنتقاة بإيجاز شديد جداً يمكن ملاحظته مقولتها المكثفة و المركزة فهي تبني مسرحا من ظل بسيرة ذاتية، غير معنية بناقد بشغله تفكيك البناء الشعري او إعادة انتاج الصياغات .
بالرغم من الخصوصية التي تحددها العناوين ,ووقوفًا عند الصورة المتخيلة ، بما تحمله من تأويلات تتخطى ذاتها؛ لا يمكننا التعاطي مع المجموعة بمعزل عن السياق التراكمي للمنجز الأدبي المتنوّع الذي قدمته الأدبية القاصة والشاعرة اليوسف بهذا المضمون، وهذا الشكل من دون غيره.
من( وصايا ) ص٦٧
ارقص..
أيها الولد
مفعمون نحن بالصقيع
طاعنون..
بموت البدايات..
لغتك،ماتزال غامضة..؟؟؟
، لا تستطيع إخفاء معالم الحيرة والدهشة وهي ترتسم كلّ مرةٍ، على سطح النصوص فتسأل: عن إحالاتها الرمزيةّ الصافية تضعنا عن قصد أو غير قصد على إحالة صوفية واضحة دون تحوير، ذات بعد روحي وتوليفة مع المجازٌ إطارها الواقعي.
من نص( بارقة ) ص٨٣
رهيف.. كشعرة الصراط
لايرى..
إلا..حين يتمادى الظلام....الى
وصلته بشبابة القلب
وأطلقت ..آه الأنين..
إلى ذات النص ص ٨٥
....حدها الاعظمي..
عسى..
أن..يسعفني الصوت..
وهذا ما يؤكد مجازية العنوان "هي في المشهد الاخير" لجهة السياق والرؤية وطرائق التعبير\ رهيف ..كشعرة الصراط\ اذن هو على الحد الفاصل ولكنه ايضا\ -متواري \لايرى..\ الا حيث تريد اظهار تجليه فتكمل \
إلاحين يتمادى الظلام \وعلية يبدو العنوان متناغما ومفتاحاً لما هو مستور أو واضح بعنوانٍها المجازي، ""هي في المشهد ، وضمن سياقها التعبيري والتكويني.
للاديبة والقاصة والشاعرة السورية غادة اليوسف عدد كبير من المؤلفات المطبوعة منها..رفرفات ٢٠٠٤مقالات في السياسة والمجتمع والأدب.
في العالم السفلي مجموعة قصصية ٢٠٠٦
على نار هادئة قصص٢٠٠٧
انين القاع قصص ٢٠٠٩
مارأه القلب ٢٠١١قراءات نقدية في نصوص معاصرة
الاحداث الجانحون يتّهمون بين جحيم المجتمع ونار القانون مقاربة اجتماعية قانونية ٢٠١٤
نبض التراب شعر ٢٠١٣
وحدكِ الآن شعر٢٠١٤
سدنةُ الاغتراب ٢٠١٦
نثريات روح شعر٢٠١٧
هي في المشهد الاخير نصوص / نثر شعري ٢٠١٨
في وجه التلاشي/دراسات نقدية ٢٠٢٠
و الاصدار الشعري الاخير عن الهيئة العامة السورية للكتاب ديوان ..لي ضلاتي.