فرانس (أناتول -)
(1844-1924)
ولد الأديب الفرنسي أناتول فرانس Anatole France في العاصمة باريس وتوفي فيها. استفاد من المكتبة التي كان يملكها والده ليقرأ بشغف كل ما يقع تحت يديه من كتب عن الثورة الفرنسية وعن التراث الإغريقي واللاتيني، وقد تأثر خاصة بالفلسفة الشكية scepticisme، وبڤولتير[ر] Voltaireالذي أخذ عنه ميله إلى السخرية اللاذعة وأسلوبه المتدفق المليء بالحيوية. لم تكن طفولته سعيدة تماماً لأنه كان يشعر بالحرج من وضعه المالي بين رفاقه الأغنياء في المدرسة، كما أن قصص الحب التعسة التي عرفها في مطلع شبابه تركت أثراً عميقاً في نفسه. لكن مـا يظهره الكاتب من ذكريات عن هذه الطفولة يبدو جميلاً مليئاً بالحنين وكأنه يخترعها من جـديد في الكتب العديـدة التي يتحـدث فيها عن طفولته مثـل «كتـاب صديقي» Le Livre de mon ami عـام (1885) وكتـاب «بيير نوزيير» Pierre Nozière عـام (1899)، وآخـر مؤَلََفين كتبهما في حياته: «بيير الصغير»Le Petit Pierre عـام (1918) و«الحياة المزهرة»La Vie en fleur عام (1922). بدأ فرانس في مطلع شبابه يخالط الأوساط الأدبية، وتعرّف الشاعر لوكونت دي ليل Leconte de Lisle الذي ضمّه إلى حلقة شعراء البارناس. نشر في 1868 كتاباً حول الشاعر ألفريد دي ڤينيي Alfred de Vigny، ثم شارك مجموعة البارناس المعاصر Le Parnasse contemporain في بعض الأشعار التي كتبها عام 1871. صدر له بعد ذلك ديوان «القصائد المذهّبة» Poèmes dorés عام (1873) الذي أهداه إلى دي ليل.
كتب فرانس أيضاً للمسرح، وقُدمت مسرحيته «الأعراس الكورنثية»Les Noces Corinthiennes عام (1876) على خشبة الأوديون عام 1902، ثم على خشبة الأوبرا في 1922، إضافة إلى أن بعض رواياته قد أعدت للمسرح كما هي حال «تاييس» Thaïs عام (1890) التي قُدمت على شكل أوبرا عام 1890، و«الزنبقة الحمراء» Le Lys rouge عام (1894) التي عُرضت عام 1899 وتناول فيها موضوعي الحب والغيرة. بعد تعيينه في مكتبة مجلس الشيوخ تخلى عن كتابة الشعر ونشر قصّتين قصيرتين هما «جوكاستا والقطة النحيلة» Jocaste et le chat maigre عام (1879) ثم جـريمة «سيلڤستر بونار» Le Crime de Sylvestre Bonnard عام (1881)، وهو الكتاب الذي شهره بين القراء. تتالت بعد ذلك أعماله القصصية مثل «رغبات جان سيرڤيان»Les Désirs de Jean Servien عام (1882)، و«بالتازار» Balthazar عام (1889)، ومجموعة حكايات «علبة من الصَدَف»L’Étui de nacre عام (1892)، و«حديقة أبيقور» Le Jardin d‘Epicure عام (1895) و«بئر سانت كلير» Le Puits de Sainte-Claire عام (1895)، ورواية «مطعم شواء الملكة بيدوك» La Rôtisserie de la reine Pédauque عام (1893) التي ظهرت فيها شخصية جيروم كوانيار وتُمَثِّل رجل الأخلاق الساخر الحكيم الطيب القلب؛ وستظهر هذه الشخصية لاحقاً في كتاب «آراء جيروم كوانيار» Les Opinions de Jérôme Coignard عام (1893) الذي جمع فيه مقالات كان قد نشرها في مجلة «أصداء باريس» Les Echos de Paris، تماماً كما فعل لاحقاً مع مجموعـة المقالات النقدية حـول الأدب التي نشرها في مجـلة «الزمـن» Le Temps مـا بـين 1886-1893، وجمعهـا في مجلدات أربعة حملت عنـوان «الحياة الأدبية»La Vie littéraire مـا بـين (1888-1892).
انتخب فرانس عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1896، وبدأ يَعزُف عندئذ عن الكتابة القصصية والروائية ليتفرغ للسياسة والنقد الاجتماعي، ولاسيما أنه بدأ في تلك الفترة يميل إلى الاشتراكية والشيوعية من دون أن ينتمي إلى أي حزب لرفضه العقائدية الجامدة. عُرف بموقفه الجريء من محاكمة دريفوس Dreyfus التي قسمت الرأي العام في فرنسا، ذلك أنه كان يدافع على الدوام عن الممارسة الحرة للفكر، وعن ضرورة الفصل بين الديني والدنيوي، إضافة إلى أنه كان يولي العلم أهمية كبيرة، ويرى أن بإمكان الإنسان الوصول إلى المرتبة الأولى في الكون بفضل العلم.
من أهم مؤلفات فرانس الفكرية في تلك الفترة الأجزاء الأربعة من «التاريخ المعاصر» Histoire Contemporaine ما بين (1897-1901)، و«أفكار اجتماعية» Opinions Sociales عام (1902) و«على الحجر الأبيض» Sur la Pierre Blanche عام (1905)، و«نحو أزمنة أفضل» Vers les Temps Meilleurs، وهو مجموعة خطابات ورسائل كتبها ما بين (1898-1906). كتب فرانس بعد ذلك «حياة جان دارك» Vie de Jeanne D’Arc عام (1908)، والرواية التاريخية «الآلهة عطشى» Les Dieux ont soif عام (1912) التي تحدث فيها عن الجدل بين الاعتدال والتسامح والتعصب في أجواء الثورة الفرنسية، و«العبقرية اللاتينية» Le Génie Latin، و«تمرد الملائكة» La Révolte des Anges عام (1914)، و«على دروب المجد»Sur la voie glorieuse عام (1915).
عُرف فرانس بأسلوبه الموسيقي الرشيق وسخريته اللاذعة وفطنته، وتميز بموقفه ضد التطرف ونظرته الناقدة للمجتمع التي تجلّت في مؤلفاته. نال جائزة نوبل للأدب عام 1921.
حنان قصاب حسن
(1844-1924)
كتب فرانس أيضاً للمسرح، وقُدمت مسرحيته «الأعراس الكورنثية»Les Noces Corinthiennes عام (1876) على خشبة الأوديون عام 1902، ثم على خشبة الأوبرا في 1922، إضافة إلى أن بعض رواياته قد أعدت للمسرح كما هي حال «تاييس» Thaïs عام (1890) التي قُدمت على شكل أوبرا عام 1890، و«الزنبقة الحمراء» Le Lys rouge عام (1894) التي عُرضت عام 1899 وتناول فيها موضوعي الحب والغيرة. بعد تعيينه في مكتبة مجلس الشيوخ تخلى عن كتابة الشعر ونشر قصّتين قصيرتين هما «جوكاستا والقطة النحيلة» Jocaste et le chat maigre عام (1879) ثم جـريمة «سيلڤستر بونار» Le Crime de Sylvestre Bonnard عام (1881)، وهو الكتاب الذي شهره بين القراء. تتالت بعد ذلك أعماله القصصية مثل «رغبات جان سيرڤيان»Les Désirs de Jean Servien عام (1882)، و«بالتازار» Balthazar عام (1889)، ومجموعة حكايات «علبة من الصَدَف»L’Étui de nacre عام (1892)، و«حديقة أبيقور» Le Jardin d‘Epicure عام (1895) و«بئر سانت كلير» Le Puits de Sainte-Claire عام (1895)، ورواية «مطعم شواء الملكة بيدوك» La Rôtisserie de la reine Pédauque عام (1893) التي ظهرت فيها شخصية جيروم كوانيار وتُمَثِّل رجل الأخلاق الساخر الحكيم الطيب القلب؛ وستظهر هذه الشخصية لاحقاً في كتاب «آراء جيروم كوانيار» Les Opinions de Jérôme Coignard عام (1893) الذي جمع فيه مقالات كان قد نشرها في مجلة «أصداء باريس» Les Echos de Paris، تماماً كما فعل لاحقاً مع مجموعـة المقالات النقدية حـول الأدب التي نشرها في مجـلة «الزمـن» Le Temps مـا بـين 1886-1893، وجمعهـا في مجلدات أربعة حملت عنـوان «الحياة الأدبية»La Vie littéraire مـا بـين (1888-1892).
انتخب فرانس عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1896، وبدأ يَعزُف عندئذ عن الكتابة القصصية والروائية ليتفرغ للسياسة والنقد الاجتماعي، ولاسيما أنه بدأ في تلك الفترة يميل إلى الاشتراكية والشيوعية من دون أن ينتمي إلى أي حزب لرفضه العقائدية الجامدة. عُرف بموقفه الجريء من محاكمة دريفوس Dreyfus التي قسمت الرأي العام في فرنسا، ذلك أنه كان يدافع على الدوام عن الممارسة الحرة للفكر، وعن ضرورة الفصل بين الديني والدنيوي، إضافة إلى أنه كان يولي العلم أهمية كبيرة، ويرى أن بإمكان الإنسان الوصول إلى المرتبة الأولى في الكون بفضل العلم.
من أهم مؤلفات فرانس الفكرية في تلك الفترة الأجزاء الأربعة من «التاريخ المعاصر» Histoire Contemporaine ما بين (1897-1901)، و«أفكار اجتماعية» Opinions Sociales عام (1902) و«على الحجر الأبيض» Sur la Pierre Blanche عام (1905)، و«نحو أزمنة أفضل» Vers les Temps Meilleurs، وهو مجموعة خطابات ورسائل كتبها ما بين (1898-1906). كتب فرانس بعد ذلك «حياة جان دارك» Vie de Jeanne D’Arc عام (1908)، والرواية التاريخية «الآلهة عطشى» Les Dieux ont soif عام (1912) التي تحدث فيها عن الجدل بين الاعتدال والتسامح والتعصب في أجواء الثورة الفرنسية، و«العبقرية اللاتينية» Le Génie Latin، و«تمرد الملائكة» La Révolte des Anges عام (1914)، و«على دروب المجد»Sur la voie glorieuse عام (1915).
عُرف فرانس بأسلوبه الموسيقي الرشيق وسخريته اللاذعة وفطنته، وتميز بموقفه ضد التطرف ونظرته الناقدة للمجتمع التي تجلّت في مؤلفاته. نال جائزة نوبل للأدب عام 1921.
حنان قصاب حسن