شوري (نصير) (Shura (Nasirمصور زيتي، ولد في دمشق لعائلة شغفت بالعلم،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شوري (نصير) (Shura (Nasirمصور زيتي، ولد في دمشق لعائلة شغفت بالعلم،

    شورى (نصير ـ)
    (1920 ـ 1992)

    هو نصير بن الحاج صادق شورى، مصور زيتي، ولد في دمشق لعائلة شغفت بالعلم، وكان والده من أوائل صيادلة دمشق المجازين، وقد درس في الاستانة، وخاله العلامة المؤرخ محمد كرد علي مؤسس المجمع العلمي العربي بدمشق، الذي دأب يشجعه على مزاولة الفن على الرغم من ممانعة والده.
    حصل نصير دروسه الثانوية في «مكتب عنبر» المؤسسة العلمية القائمة في دمشق القديمة آنذاك، والتي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في العاصمة، وفي تلك المدرسة برزت موهبته في الرسم على يد الفنان جورج بولص خوري (وهو من خريجي المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس).
    وإلى جانب الفن التشكيلي كان نصير هاوياً للموسيقى يجيد العزف السماعي على آلتي الأكورديون والبانجو، فانضم آنذاك إلى «دار الموسيقى الوطنية» التي كان أسسها في دمشق الموسيقي مصطفى الصواف سنة 1936، وكانت نادياً بسيطاً جمع عدداً من الموسيقيين والفنانين التشكيليين. وفي عام 1938 أقام نصير أول معرض للوحاته الزيتية في نادي ضباط دمشق، وكانت تمثل مناظر دمشقية وطبيعية وطبيعة صامتة ووجوه أليفة.
    شارك نصير في تأسيس مرسم فيرونيزVeronése سنة 1941 في دمشق مع عدد من الفنانين كان من بينهم محمود جلال وميشيل كرشة ومحمود حماد ورشاد قصيباتي وعبد الوهاب أبو السعود[ر]. ومرسم فيرونيز هذا كان التجمع التشكيلي الأول في تاريخ الحركة الفنية السورية آنذاك كما استضاف المرسم وقتها بعض الفنانين اللاجئين إلى سورية من أوربا الشرقية إبان الحرب العالمية الثانية. كان مرسم فيرونيز منزلاً يقع في الطابق الأرضي لبناء ذي فسحة سماوية خلفية في حي متفرع عن جادة رامي في دمشق، وهو في الأصل ورشة دهان للمفروشات وألعاب الأطفال لصاحبه عدنان جباصيني الذي زاول التصوير الزيتي فترة من حياته. كان الفنانون في مرسم فيرونيز معلمين للرسم في مدارس دمشق، وينجزون في المرسم دراسات عن الطبيعة الصامتة والنموذج الحي عن الباعة المتجولين والشحاذين، متوجهين بتعليمات محمود جلال (خرِّيج إيطاليا) وميشيل كرشة (خِرِّيج فرنسا)، وفي أوقات فراغهم كانوا يصنعون ألعاباً خشبية للأطفال.
    في عام 1942 انضم نصير شورى إلى الجمعية العربية للفنون الجميلة، وكان فيها كل من التشكيليين سعيد تحسين وجميل كواكبي ووصفي جاكوش. وفي عام 1943 سافر نصير إلى القاهرة لدراسة الفن في مدرسة الفنون الجميلة الملكية (حالياً كلية الفنون الجميلة) بعد أن تعذر عليه السفر إلى إيطاليا بسبب الحرب، وتزامل في القاهرة مع ناظم الجعفري، كما أنشأ مع عدد من زملائه هناك مرسماً خاصاً وشارك بأعماله في معارض عدة.
    عاد نصير إلى دمشق بعد تخرجه في القاهرة عام 1947، وعمل مدرساً في المدارس الثانوية وفي دار المعلمات كما افتتح مرسمه الخاص مستقبلاً فيه المواهب الشابة معلماً ومشجعاً.
    شارك نصير في المعرض الأول للفنانين السوريين الذي أقامته وزارة المعارف السورية في مدرسة التجهيز الأولى (ثانوية جودة الهاشمي اليوم) في دمشق سنة 1947، كما شارك في معرض الفنانين العرب الذي أقيم في قصر الأونسكو في بيروت بإشراف جامعة الدول العربية سنة 1948. وقد اعتاد أن يزور باريس في كل صيف من سنوات الخمسينات للاطلاع، وله عدة لوحات لمشاهد من هناك.
    دعم نصير شورى معارض الخريف والربيع التي كانت تقام في المتحف الوطني بدمشق بدءاً من سنة 1950 وما تلاها من معارض وزارة الثقافة في القطر وخارجه، وكان يحصد فيها جوائز قيمة. وكان نصير شورى من مؤسسي المعهد العالي للفنون الجميلة في دمشق سنة 1960، والذي أصبح فيما بعد كلية للفنون الجميلة بجامعة دمشق، وكان أستاذاً للرسم والتصوير في تلك المؤسسة. وكان غزير الإنتاج يقيم معارض فردية سنوياً في صالات دمشق. وقد مثل سورية شخصياً أو في وفود رسمية في موسكو وبرلين وصوفيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى سنة 1981.
    أسلوبه
    كان نصير شورى متفرداً في أسلوبه، ومرهف الحس اللوني حتى لقبوه بشاعر اللون. وعلى الرغم من تفوقه في تصوير الأشخاص فقد كان يحب المنظر الطبيعي فيرصده في تقلباته وأحواله. وقد تبنى الأسلوب الانطباعي الواقعي وعبر عن المنظر السوري واللبناني بحقيقة مكانية وبراعة في اللمسة، وذلك حتى أواسط ستينات القرن الماضي حين بدأ تجارب تجريدية تحرر فيها من الشكل المرئي محافظاً على شاعرية ألوانه. وفي سنة 1965 شكل مع محمود حماد وفاتح المدرس وإلياس زيات جماعة تجريدية أسموها جماعة «د» أو دمشق، وأقاموا معرضاً مشتركاً في صالة «الصيوان» في دمشق كان له صدى في الأوساط الفنية بين مؤيد وناقد.
    وفي سبعينات القرن العشرين بدأ نصير تجارب أوصلته إلى أسلوب جمع فيه بين الانطباعية والتجريد، فأخذ الشكل المرئي من الأولى والابتكار في التأليف من الثانية مشكلاً أسلوباً خاصاً عرف به في محافل المعارض الفنية واستمر في ذلك حتى وافته المنية.
    إلياس زيات

يعمل...
X