مشاركتان في دورة واحدة لمهرجان القاهرة التجريبي "2002 "
" قطار الموت وسرحان "
* من اعداد وإخراج " فتحي كحلول " قدم المسرح الوطني طرابلس على المسرح العائم الكبير بالمنيل مسرحية (قطار الموت) المأخوذة عن مسرحية( العائلة توت) للمجري " اشتفان اوركني " العمل كان ضمن الأعمال المصاحبة للمهرجان .. ولأن الحديث عن عمل لم تتجاوز فترة تدريباته الشهر يعتبر تجنياً عليه، بالإضافة إلى قاعة العرض الصيفية التي لم تتوافر فيها شروط العرض جعلتني اكتفي بانطباع عن العرض مع الأخذ بالاعتبار كل هذه التفاصيل .... الحكاية تقول إن عائلة تتكون من أربعة أفراد الأب توت ورجل المطافي (علي القبلاوي) وزوجته مريم(منيرة الغرياني) وابنتهما نورا ُ(ثريا محمد) ت نعم بالإقامة بإحدى القرى الجبلية حيث الهواء النقي والسكون والراحة، وبمنأى عن لهيب الحرب المشتعلة على الجبهة ، لا يكدر صفو العائلة الصغيرة سوى ابنها المجنَد آدم ، التي تترقب أخباره بفارغ الصبر من ساعي البريد(مهيبة نجيب)وما تجود به من رسائل ،ولأن ساعي البريد تحب الأعداد الزوجية و بالتالي تحب هذه الأسرة حتى لو تطلب الأمر لتغيير فحوى الرسائل، وبالفعل تتلقى الأسرة رسالة من الابن يخبرها فيها إن الكوماندا(محمد الطاهر) المسؤول على كتيبته سوف يقوم بزيارة استرخاء إلى القريه لإراحة أعصابه من أهوال الحرب ، ويجدد الابن تأكيده على توفير الهدؤ للكوماندا، للتغلب على الأرق الذي أصابه في ساحة القتال...تستنفر الأسرة كل إمكاناتها لإحالة بيتها إلى جنة للقادم المبجل ، ولم تكتفي بهذا بل لجأت لجيرانها لمساعدتها على توفير الراحة والهدؤ ولإقامة استقبال يليق بمكانته من اجل ابنها الوحيد الذي سيلقى الرعاية من قبل " الكوماندا" إذا ما نجحت في إرضائه طيلة إقامته معها ... وبالفعل يدخل " الكوماندا" البيت الهادئ ليعيد صياغته ونسقه، وليحيل الأسرة إلى فصيل عسكري يمارس عليه تشوهاته وتسلطه، ولينقل الجبهة الى هذا البيت الأمن ... حالة من الطوارئ القصوى تعيشها الأسرة وهي تتفانى في تنفيذ أوامره أملاً في سلامة ابنها الوحيد الذي تكمن سلامته في إرضاء " الكوماندا" ...بإستتناء رب الأسرة الذي يجد صعوبة في الامتثال لأوامره التي تحرمه من ابسط عاداته، التمطيء والتتأؤب، بل وفرض عليه تنكيس قبعة المطافئ التي بمثابة شرفا لكيانه المهني إضافة إلى حرمانه من النوم . ..الكاتب هنا حاول ان ينقل حالة الهلع التي أصابت الشعوب إبان الحرب العالمية الثانية وأيضا حالة الرعب التي يعيشها العسكر فالكل هنا ضحايا ... تنتهي المسرحية بقتل " الكوماندا " على يد الأب " توت " لتسدل بعبارة مؤثرة من الأم (ولدي.. يا ولدي الصغير الحبيب) كإشارة إلى موت آخر آمل للأسرة ، ولكن المعد " فتحي كحلول " غير الجملة ب: ( ليرعاك الله يإبننا الوحيد) كإشارة منه لبارقة آمل في حياة الابن... لا ننسى إن المعد المخرج ابتكر ثلاث شخصيات ليقول من خلالهم خطابه الخاص " علي الشول، عيسى أبو القاسم، صلاح الأحمر " الذين يشكلون خطابا موازيا للحدث أحيانا بالمشاهد القصيرة والأغاني، و أحيانا يدخلون في صلب الحدث كالتقاطة ذكية من المخرج المعد عندما زرع مجموعة كوماندات داخل بيت توت عن طريق الثلاثي. كان بإمكان المعد آن يدمج( ساعي البريد) التي_ اي الممثلة _ تخبرنا بالحدث قبل حدوثه مثل قدوم " الكوماندا " ، وموت الابن، وأيضا بالإضافة إلى مشاركتها في الحدث فمهمتهم أي الثلاثي " علي، صلاح ،عيسى " مع( ساعي البريد) " مهيبة نجيب " يقومون بمهمة الجوقة ( الكورس) بالمفهوم الأرسطي...أنا شخصيا مع فكرة الاختزال والتكثيف في هذه الحالة ، وأيضا ابتكر المخرج شخصية بديل الكوماندا (فوزي برباش) الذي نراه في الخلفية أثناء غياب " الكوماندا " كإشارة واضحة لهيمنة الكوماندا على المكان.. بالإمكان استعاضته بإحدى أدوات الكوماندا الخاصة أو ملابسه كدلالة لهذه الهيمنة، الديكور كان عبارة عن حالة من الفوضى وهذا ما يقوله النص فعلا ،ولكن يحتاج إلى فوضى مرتبه ومقننه، فمهمة الفن تقديم القبح بصورة لا تخلو من الجمال ،استخدم المخرج (الفيديو بروجكتور) وهذه سابقه ايجابيه تحسب للمخرج، كنا عهدنا هذه التقنية في الحفلات الموسيقية، والحفلات الخاصة، ولم يتم توظيفها في المسرح الليبي، وإن كان بعض المخرجين استخدموا الشريط المرئي والشريط السينمائي.... فهي تتيح لك التركيز على بعض المشاهد أوالشخوص لتبث عبر شاشة في الخلفية لإيصال التعابيرالمراد التأكيد عليها بوضوح للمتلقي . ويبدو لضيق الوقت لم تستثمر هذه التقنية بشكل يسهم في إثراء العرض . لا ادر لماذا كانت قرأه المخرج المادية والنفسية الكوماندا بأنه شخص ذو وجهين_أي تقسيم الوجه نصفين نصف قبيح ونصف جميل_ مع طغيان روح البشاعة شكلا وأداً، علما بأن الطغاة ودودون، حالمون، يضاجعون اجمل النساء ، هادئون وجميلون،يتعطرون بأفخر أنواع العطور ، ويستخدمون اجمل المساحيق، ناعمين ، يتعاطون الشعر والأدب، .. و يطلقون أ حكام الإعدام بسلاسة ونعومة،ورقة،مثلما يردون تحية المساء على عشيقاتهم الأثيرات ... العرض اتكاء على عكازي خبرة " على القبلاوي ، ومحمد الطاهر" وسند بتوهج " مهيبة نجيب، صلاح الأحمر، علي الشول، عيسى أبو القاسم _ الذي أربكته متطلبات الإدارة _منيرة الغرياني،ولأول مرة الإذاعية ثريا محمد " ...الفنيين لم تسعفهم سؤ قاعة العرض لتقديم إمكاناتهم الإبداعيه، " صلاح الهجني، عبد السلام الزنتاني، التنكر فوزي الداكشي " ساعد في الإخراج " فوزي برباش، هدى عبد اللطيف " . ويلاحقني الشك بأن تصميم الديكور ( السينوقرافيا) للفنان " محمد شعبان " كما هو مدرج في الكتيب .
* عز الدين المهدي مخرجاً دؤوباً عرفته من حوالي خمسة عشر سنه شاهدت له اكثر من ستة أو سبعة أعمال ،حاول في هذي السنين جاهداً ليوقد شعلة المسرح في تلك المنطقة الجبلية الساحلية الخلابة،وأيضا أرسى دعائم مهرجان المسرح التجريبي بمدينة البيضاء وهذا إنجاز يهمنا كمسرحيين للاحتفاء به ودعمه.... عز الدين الذي يمثل ليبيا في المسابقة الرسمية بفرقة (المسرح الحديث الجبل الأخضر)، قدم نصا للمغربي المسكيني الصغير(سرحان) يتناول قضية الفلسطيني " بشارة سرحان " الذي اتهم باغتيال السيناتور الأمريكي " روبرت كندي " ، وأيضا مروراً بطغيان " نيرون " وعلاقته بالفيلسوف " سينكا " في روما، بالإضافة إلى مشكلة العبيد وسعيها للإنعتاق ، مسرحية ذات ثلاث مستويات، واذكر إن هذا النص قدم إلي من قبل العزيز " عبد الحفيظ الشريف " كمشروع إخراج في نفس الفرقة ويبدو إن السيد " الشريف " لم يسعفه الحظ لتقديمه... لسؤ حظي لم أتمكن من مشاهدة العرض وأيضا لم أجد متابعة له في نشرة المهرجان سوى متابعتين إحداها للأستاذ " محمد التهامي " رأيت جدوى عدم الاعتماد عليها افضل من ذكرها. لغة " المسكيني الصغير " لغة تقليدية خطابية عفاء عنها الزمن وهذا سؤال للمخرج؟؟ . السؤال الثاني وهو محلي صرف لم نشاهد فريقه الذي اعتمد عليه في مسيرته الفنية!!؟... ما يميز عزالدين في هذا المهرجان اعتماده على الجسد كلغة للعرض.
" قطار الموت وسرحان "
* من اعداد وإخراج " فتحي كحلول " قدم المسرح الوطني طرابلس على المسرح العائم الكبير بالمنيل مسرحية (قطار الموت) المأخوذة عن مسرحية( العائلة توت) للمجري " اشتفان اوركني " العمل كان ضمن الأعمال المصاحبة للمهرجان .. ولأن الحديث عن عمل لم تتجاوز فترة تدريباته الشهر يعتبر تجنياً عليه، بالإضافة إلى قاعة العرض الصيفية التي لم تتوافر فيها شروط العرض جعلتني اكتفي بانطباع عن العرض مع الأخذ بالاعتبار كل هذه التفاصيل .... الحكاية تقول إن عائلة تتكون من أربعة أفراد الأب توت ورجل المطافي (علي القبلاوي) وزوجته مريم(منيرة الغرياني) وابنتهما نورا ُ(ثريا محمد) ت نعم بالإقامة بإحدى القرى الجبلية حيث الهواء النقي والسكون والراحة، وبمنأى عن لهيب الحرب المشتعلة على الجبهة ، لا يكدر صفو العائلة الصغيرة سوى ابنها المجنَد آدم ، التي تترقب أخباره بفارغ الصبر من ساعي البريد(مهيبة نجيب)وما تجود به من رسائل ،ولأن ساعي البريد تحب الأعداد الزوجية و بالتالي تحب هذه الأسرة حتى لو تطلب الأمر لتغيير فحوى الرسائل، وبالفعل تتلقى الأسرة رسالة من الابن يخبرها فيها إن الكوماندا(محمد الطاهر) المسؤول على كتيبته سوف يقوم بزيارة استرخاء إلى القريه لإراحة أعصابه من أهوال الحرب ، ويجدد الابن تأكيده على توفير الهدؤ للكوماندا، للتغلب على الأرق الذي أصابه في ساحة القتال...تستنفر الأسرة كل إمكاناتها لإحالة بيتها إلى جنة للقادم المبجل ، ولم تكتفي بهذا بل لجأت لجيرانها لمساعدتها على توفير الراحة والهدؤ ولإقامة استقبال يليق بمكانته من اجل ابنها الوحيد الذي سيلقى الرعاية من قبل " الكوماندا" إذا ما نجحت في إرضائه طيلة إقامته معها ... وبالفعل يدخل " الكوماندا" البيت الهادئ ليعيد صياغته ونسقه، وليحيل الأسرة إلى فصيل عسكري يمارس عليه تشوهاته وتسلطه، ولينقل الجبهة الى هذا البيت الأمن ... حالة من الطوارئ القصوى تعيشها الأسرة وهي تتفانى في تنفيذ أوامره أملاً في سلامة ابنها الوحيد الذي تكمن سلامته في إرضاء " الكوماندا" ...بإستتناء رب الأسرة الذي يجد صعوبة في الامتثال لأوامره التي تحرمه من ابسط عاداته، التمطيء والتتأؤب، بل وفرض عليه تنكيس قبعة المطافئ التي بمثابة شرفا لكيانه المهني إضافة إلى حرمانه من النوم . ..الكاتب هنا حاول ان ينقل حالة الهلع التي أصابت الشعوب إبان الحرب العالمية الثانية وأيضا حالة الرعب التي يعيشها العسكر فالكل هنا ضحايا ... تنتهي المسرحية بقتل " الكوماندا " على يد الأب " توت " لتسدل بعبارة مؤثرة من الأم (ولدي.. يا ولدي الصغير الحبيب) كإشارة إلى موت آخر آمل للأسرة ، ولكن المعد " فتحي كحلول " غير الجملة ب: ( ليرعاك الله يإبننا الوحيد) كإشارة منه لبارقة آمل في حياة الابن... لا ننسى إن المعد المخرج ابتكر ثلاث شخصيات ليقول من خلالهم خطابه الخاص " علي الشول، عيسى أبو القاسم، صلاح الأحمر " الذين يشكلون خطابا موازيا للحدث أحيانا بالمشاهد القصيرة والأغاني، و أحيانا يدخلون في صلب الحدث كالتقاطة ذكية من المخرج المعد عندما زرع مجموعة كوماندات داخل بيت توت عن طريق الثلاثي. كان بإمكان المعد آن يدمج( ساعي البريد) التي_ اي الممثلة _ تخبرنا بالحدث قبل حدوثه مثل قدوم " الكوماندا " ، وموت الابن، وأيضا بالإضافة إلى مشاركتها في الحدث فمهمتهم أي الثلاثي " علي، صلاح ،عيسى " مع( ساعي البريد) " مهيبة نجيب " يقومون بمهمة الجوقة ( الكورس) بالمفهوم الأرسطي...أنا شخصيا مع فكرة الاختزال والتكثيف في هذه الحالة ، وأيضا ابتكر المخرج شخصية بديل الكوماندا (فوزي برباش) الذي نراه في الخلفية أثناء غياب " الكوماندا " كإشارة واضحة لهيمنة الكوماندا على المكان.. بالإمكان استعاضته بإحدى أدوات الكوماندا الخاصة أو ملابسه كدلالة لهذه الهيمنة، الديكور كان عبارة عن حالة من الفوضى وهذا ما يقوله النص فعلا ،ولكن يحتاج إلى فوضى مرتبه ومقننه، فمهمة الفن تقديم القبح بصورة لا تخلو من الجمال ،استخدم المخرج (الفيديو بروجكتور) وهذه سابقه ايجابيه تحسب للمخرج، كنا عهدنا هذه التقنية في الحفلات الموسيقية، والحفلات الخاصة، ولم يتم توظيفها في المسرح الليبي، وإن كان بعض المخرجين استخدموا الشريط المرئي والشريط السينمائي.... فهي تتيح لك التركيز على بعض المشاهد أوالشخوص لتبث عبر شاشة في الخلفية لإيصال التعابيرالمراد التأكيد عليها بوضوح للمتلقي . ويبدو لضيق الوقت لم تستثمر هذه التقنية بشكل يسهم في إثراء العرض . لا ادر لماذا كانت قرأه المخرج المادية والنفسية الكوماندا بأنه شخص ذو وجهين_أي تقسيم الوجه نصفين نصف قبيح ونصف جميل_ مع طغيان روح البشاعة شكلا وأداً، علما بأن الطغاة ودودون، حالمون، يضاجعون اجمل النساء ، هادئون وجميلون،يتعطرون بأفخر أنواع العطور ، ويستخدمون اجمل المساحيق، ناعمين ، يتعاطون الشعر والأدب، .. و يطلقون أ حكام الإعدام بسلاسة ونعومة،ورقة،مثلما يردون تحية المساء على عشيقاتهم الأثيرات ... العرض اتكاء على عكازي خبرة " على القبلاوي ، ومحمد الطاهر" وسند بتوهج " مهيبة نجيب، صلاح الأحمر، علي الشول، عيسى أبو القاسم _ الذي أربكته متطلبات الإدارة _منيرة الغرياني،ولأول مرة الإذاعية ثريا محمد " ...الفنيين لم تسعفهم سؤ قاعة العرض لتقديم إمكاناتهم الإبداعيه، " صلاح الهجني، عبد السلام الزنتاني، التنكر فوزي الداكشي " ساعد في الإخراج " فوزي برباش، هدى عبد اللطيف " . ويلاحقني الشك بأن تصميم الديكور ( السينوقرافيا) للفنان " محمد شعبان " كما هو مدرج في الكتيب .
* عز الدين المهدي مخرجاً دؤوباً عرفته من حوالي خمسة عشر سنه شاهدت له اكثر من ستة أو سبعة أعمال ،حاول في هذي السنين جاهداً ليوقد شعلة المسرح في تلك المنطقة الجبلية الساحلية الخلابة،وأيضا أرسى دعائم مهرجان المسرح التجريبي بمدينة البيضاء وهذا إنجاز يهمنا كمسرحيين للاحتفاء به ودعمه.... عز الدين الذي يمثل ليبيا في المسابقة الرسمية بفرقة (المسرح الحديث الجبل الأخضر)، قدم نصا للمغربي المسكيني الصغير(سرحان) يتناول قضية الفلسطيني " بشارة سرحان " الذي اتهم باغتيال السيناتور الأمريكي " روبرت كندي " ، وأيضا مروراً بطغيان " نيرون " وعلاقته بالفيلسوف " سينكا " في روما، بالإضافة إلى مشكلة العبيد وسعيها للإنعتاق ، مسرحية ذات ثلاث مستويات، واذكر إن هذا النص قدم إلي من قبل العزيز " عبد الحفيظ الشريف " كمشروع إخراج في نفس الفرقة ويبدو إن السيد " الشريف " لم يسعفه الحظ لتقديمه... لسؤ حظي لم أتمكن من مشاهدة العرض وأيضا لم أجد متابعة له في نشرة المهرجان سوى متابعتين إحداها للأستاذ " محمد التهامي " رأيت جدوى عدم الاعتماد عليها افضل من ذكرها. لغة " المسكيني الصغير " لغة تقليدية خطابية عفاء عنها الزمن وهذا سؤال للمخرج؟؟ . السؤال الثاني وهو محلي صرف لم نشاهد فريقه الذي اعتمد عليه في مسيرته الفنية!!؟... ما يميز عزالدين في هذا المهرجان اعتماده على الجسد كلغة للعرض.