الخضراوات والفواكه تمنع السرطانات
الخضراوات والفواكه يسعى الأطباء بكل ما يملكون من أسلحة علمية لتطويع النباتات الطبيعية واستخدامها في صد الهجمات الشرسة لأمراض عدة من بينها داء السرطان اللعين، ورغم كل هذه الدراسات العلمية الموثقة والمحفوظة في المراكز البحثية المتخصصة، فقد أكد باحث أمريكي أن تناول الخضراوات والفواكه يحسن وسائل الوقاية من سرطان القولون والمستقيم والكشف عن هذا المرض في مراحل مبكرة، كما يمكن أن يخفض نسبة الوفيات بين المصابين به، معتبراً أن الخضراوات والفواكه والحبوب وغيرها يمكن أن تجنّب الإصابة به.
وأشار الدكتور راندولف هيكت من جامعة “كاليفورنيا” في لوس أنجلوس، إلى أن مرض سرطان القولون والمستقيم، الذي يعدّ ثاني أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة في أمريكا يمكن تجنّبه بسهولة.
ونصح هيكت وزملاؤه الذين أعدوا دراسة حول هذا الموضوع، المرضى الذين يلاحظون دماً في البراز أو تغيّراً في عادات إفراغ الأمعاء أو فقداناً في الوزن أو ألماً في البطن، بالاتصال فوراً بالأطباء من أجل العلاج، كما حثوا الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض على إجراء فحوصات روتينية بعد سنّ الخمسين خصوصاً إذا كانت هناك حالات إصابة سابقة في العائلة.
وقدّم الباحثون عدة نصائح من أجل تجنّب الاصابة بالمرض، مثل الاحتفاظ بوزن صحيّ وذلك عن طريق تناول المأكولات المنخفضة الدسم وتناول الخضروات والفاكهة والحبوب غير المقشورة والفستق والفاصولياء، لأنها تحتوي على ما بين 25 جراماً و30 جراماً من الألياف الطبيعية.
كما حثوا المعرّضين للإصابة بالمرض على عدم الإفراط في شرب الكحول والاقلاع عن التدخين، محذرين من أن الإدمان على المادتين المذكورتين قد يؤدي في نهاية المطاف للإصابة بسرطان المعدة والأمعاء، ودعوهم لممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 20 دقيقة لأربع مرات أسبوعياً.
وقد توصل باحثون من قبل إلى تفسير سر ارتباط استهلاك الخضروات والفواكه، بانخفاض مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية عند الأفراد، حيث أظهرت أن ألياف البكتين التى تتوافر فى هذه الأصناف الغذائية، هى التى تمنحها خصائص وقائية فى مجال محاربة الخلايا السرطانية.
ونجحت الدراسة التى أشرف على إعدادها باحثون من معهد بحوث الغذاء فى بريطانيا، فى الإشارة إلى الدور المحتمل لاستهلاك الخضروات والفواكه فى محاربة الخلايا السرطانية، عن طريق إيضاح الآليات التى تحدث على المستوى الجزيئى فى الخلايا، وليس من خلال الاعتماد على الاحصاءات والأرقام التى تشير إلى هذا الأمر.
وكانت دراسة سابقة أجريت على السكان فى أوروبا، أظهرت وجود ارتباط قوى بين استهلاك الفرد لكميات كبيرة من الألياف الطبيعية، وانخفاض مخاطر إصابته بالأورام السرطانية، إلا أنها لم تقترح الآلية التى يمكن أن تفسر هذه العلاقة.
وأوضحت الدراسة أن بعض الجزيئات التى تنفصل من ألياف البكتين، الموجود فى جميع أصناف الخضروات والفاكهة، تعمل على الارتباط ببروتين “جالاكتين 3 ” الذى يلعب دوراً فى تطور الورم السرطاني، ومن ثم تثبيطه، وفقاً لتوقعات الباحثين.
ويأمل الباحثون أن يتمكنوا مستقبلاً من إجراء بحوث للكشف عن الآلية التى يقوم الجسم من خلالها بامتصاص البكتين الذى يمكن أن يتوافر فى الأنسجة، إذ قد يساعد البحث فى هذا المجال على تطوير أصناف جديدة من الأغذية، أضيفت إليها ألياف بكتين يمكن أن تتوافر فى الأنسجة، لتكون فى مواجهة الأورام السرطانية.
تعليق