بقلم:أبوالقاسم فرنانة.مسرحية الكنًاس (مونودراما) عن مسرحية (الزبال) ممدوح عدوان.سورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم:أبوالقاسم فرنانة.مسرحية الكنًاس (مونودراما) عن مسرحية (الزبال) ممدوح عدوان.سورية


    مسرحية الكنًاس
    بقلم / أبوالقاسم فرنانة
    مسرحية الكناس (مونودراما)
    مأخوذه من مسرحية (الزبال) للكاتب السوري ممدوح عدوان .
    إعداد وإخراج عبدالعزيز الحضيري
    مكتوبة باللهجة الليبية بخط اليد في (13 صفحة من حجم (a4)
    الشخصيات : الزبال ، الحاج يوسف صاحب المخبز ، فاطمة ، ابراهيم ، الحاجة عيشة ، عبدالله .
    زمن العرض ، 55 دقيقة
    عرضت سنة 2004 افرنجي على مسرح الكشاف .
    حكاية النص :
    تدور حكاية النص حول سكان شارع من شوارع المدينة يكشف عن اسرارهم كناس من خلال القمامة ويسرد العلاقات القائمة بين الجيران وتبدأ هذه الحكاية بالتعريف بنفسه وكيف وصل الى هذه المهنة ثم باستعراض سكان كل بيت والغوص في خصوصياتهم من خلال النبش في براميل القمامة يتضح ان المرأة غير المتزوجة تسكن البيت مع أمها ترغب في أن تكون صاحب نفوذ ومال فانحرفت بعلاقات غير سوية مع عدد من الرجال كما يتطرق النص أيضاً الى الجارة التي تراقب جيرانها وتحصي عليهم أفعالهم وحركاتهم وإفشاء أسرارهم وعلاقات الخباز والتصرفات الشاذة للشاب وغيرها من الأحداث التي تتوالى والحكايات تتشابك ويبقى الخط الواصل بينهم القمامة نفسها .
    لتكشف عن مخلفات المجتمع من خلال الشخصية التي تتصف بالانحلال والشذوذ والممارسات غير السوية المنحطة .
    وتتوالى الأحداث حتى بلوغ ذروتها متمثلة بوجود طفل رضيع داخل أكوام القمامة يدهش الكناس فيرفع الطفل وقد فارق الحياة .
    حكاية العرض :
    إضاءة زرقاء تسود فضاء المسرح وتظهر ستة أبواب توحي ببيوتها وأتخذت خطوطا حادة ومقوسة والمسرح معبأ بالقمامة التي تملأ المكان وتمثل جزءا مهما من مكملات العرض يبدأ العرض بأصوات سكان الشارع ثم دخول الكناس وهو شخصية ترتدي أزياء ليبية سترة زرقاء قبعة بيضاء بنطلون بني يبدأ العرض بجولة أمام الأبواب مستعرضاً قصة كل بيت من البيوت ومن خلال القمامة نكشف طبيعة المجتمع والحالة الاجتماعية لكل أسرة التي تتنوع من الحالة الاقتصادية الى السلوك والأخلاق ونكتشف ذلك من خلال ما يظهره الكناس من أشياء من القمامة في كل بيت من علب العصير وقناني الدواء والمشروبات الكحولية وشريط اقراص منع الحمل من قمامة بيت تسكنه عجوز وابنتها غير المتزوجة وهناك جزء من بطيخة ، جهاز إذاعة مسموعة يبدأ الكناس في استعراض الشخصيات من خلال تقليد أصواتهم وحركاتهم وارتداء الملابس الدالة على كل شخصية .
    أستخدمت الإضاءة الزرقاء لإضفاء الجو العام للعرض وكذلك عزل الشخصية من خلال بقعة الضوء فلم تستخدم المؤثرات الموسيقية واستخدم بدلا عنها مؤثر صوت الطفل الذي نسمعه بين الفترة والأخرى.
    تستمر الأحداث واستعراض كل بيت من خلال شخصياته ، مشاكله ، علاقاته مع الجيران وسلوكياته .
    ينتهي العرض بعد أن ينتشل الكناس الطفل من بين ركام القمامة يضعه بين ذراعيه ويتحول به في أرجاء الخشبة ويختلط بكائه مع بكاء وحسرات الكناس على ما وصل إليه الناس فقد وصلوا الى أن يرموا ابنائهم في القمامة وينتهي العرض بمفارقة الطفل لحياته .
    التكوين التشكيلي للعرض :
    تكوين المنظر : المنظر العام تغلب عليه الإضاءة الزرقاء التي تعم المكان والقمامة الموزعة والمنتشرة داخل فضاء الخشبة كما في الصورة 26 التي تعبر على محاصرتها للمكان من خلال التكوين العام الذي تتوزع فيه هذه الأكوام المنتشرة التي لم يخلوا منها جزءا من الفضاء ستة أبواب تمثل جزءا من المنظر وتمثل ايضاً سكان الشارع الذين نكتشفهم من خلال تقديم لهذه الشخصيات ويرى المخرج (أن التكوين العام للمنظر تم من خلال علاقة الممثل بكل ما هو موجود على خشبة المسرح مثل الأبواب ، العربة ، المكانس ، وجردال القمامة وصناديق الكرتون . استخدم المخرج الإضاءة القاتمة للإيحاء بالجو العام للعرض واستخدمها ايضاً في حالة عزل الممثل من خلال بقعة الضوء او الدوائر الزرقاء كما استخدمت ايضاً باعتبارها دلالات رمزية من خلال استخدام اللون الأحمر بقعا تظهر جزءاً من الكناس والطفل في نهاية العرض كما في الصورة 27 وذلك للدلالة على المأساة والخطيئة وكما استخدمت ايضاً من خلال العزل لغرض تكوين الكناس عن التكوين العام وكما استعملت لإخفاء ملامح الرجل لتأكيد حالة هيمنة القمامة التي تمثل معاني ودلالات إيحائية أخرى فالقمامة وانتشارها يؤثر على البيئة وتكشف ايضاً عن بعض الممارسات غير الأخلاقية المنحرفة التي تنخر المجتمع وهي أكثر ضرراً من القمامة المادية .
    وهي مؤشر لخطر كبير قد يخرب المجتمع بأسره وتمثل هذا المعنى من خلال إظهار الطفل من القمامة فترك أولادنا في الشارع وإهمالهم هو أيضاص نوع من أنواع القمامة من خلال استبعادهم ورميهم والتخلص منهم وكأنهم شيء غير مرغوب في وجوده .
    تكوين الكناس :
    أما بالنسبة لتكوين الكناس الذي كان طوال العرض شخصية تسير بشكل منحني في تكوين جسده للدلالة على اقترابه من والتصاقه بها أيضاً تغلبها عليه باعتباره جزءاً بسيطا من البيئة التي تسودها أكوام القمامة .
    هذه الشخصية لم تبق على حالها بل تنوعت تكويناتها طبقا للأحداث الجارية في العرض وعلاقتها بمحيط المكان الذي تعيش فيه فصفة (الكناس) لا تكشل مهنته فقط بل شكلت حالته حالة اجتماعية مأساوية وذكرياته فكما كان الكناس شاهداً ومعلقا على أحداث تجرى فهو ايضاً مشاركاً في هذه الأحداث وكما رسم المخرج شكل هذه الشخصية وعلاقتها بأحجام وأشكال الأدوات لو نظرنا الى العرض لوجدنا مثلا وقوف الكناس أمام المكنسة الطويلة وهو يخاطبها على أنها ابنه والتي يبدو أمام طولها "قزما صغيرا إذا القمامة تمثل حياته" وهذا كان واضحاً عندما أرتمى في قلبها واخذ ينثرها في فضاء المسرح كما في الصورة بحثا عن الطفل رمز البراءة المدنسة .
    ان تنوع الشخصيات جاء تعبيراً لنماذج متعددة من المجتمع والتي يعتبرها العرض شكلا من أشكال القمامة فشخصية فاطمة وتمردها على التقاليد الاجتماعية والخلقية وميوعة ابراهيم وحركته الكلتوية غير مستقيمة ، وعلاقة الحاجة عائشة بجيرانها ومراقبتهم وما يقوم به عبدالله من أشياء مشبوهة كل ذلك يعبر عن دلالة الانحطاط الأخلاقي والاجتماعي لهذه الشخصيات.
    أما بالنسبة للخطوط المنحنية والأشكال الدائرية والشبه دائرية التي كانت ذات غلبة في شكل التكوين العام للعرض حيث تمثلت في انحناءات جسد شخصية الكناس وحركته وكذلك في حركة الشاب وتمثلت ايضاً في أقواس الأبواب وأشكال البراميل الدائرية وعجلات العربة وأشكال دوائر الإضاءة هذه الأشكال دلالة على الانحسار داخل دائرة مغلقة يصعب الفكاك منها .
    تكوين القمامة :
    شكلت القمامة كتلة متنوعة ومنتشرة وكانت توحي بالفوضى التي أحاطت بالمكان كما في الصورة 29 إلا أنها كانت تعبيرا عن نظام من العلاقات الصارمة فضلا عن نمط من الحياة يحياها السكان لهذا فقد كانت القمامة في تنوع أشكالها ومواقعها وأحجامها وجاء تنوع أشكالها متمثلا في مكعبات الورق المقوى وبقايا العلب .
    تكوين الأزياء :
    أما الأزياء فقد تنوعت من حيث الشكل ولكنها حافظت على دلالتها السائدة في تحديد هوية الشخصيات التي أكدت بيئتها فكانت الأزياء دلالة عن الهوية حيث كانت الأزياء محلية ليبية كما استخدمت للدلالة على جنس الشخصية ووظيفتها الاجتماعية كما في الصورة 30 فتنوعت بتعدد الشخصيات التي كان يؤديها الممثل وكات المرأة العجوز باستخدام اللحاف والخباز باستعمال الملاية والشاب المخنث بارتداء الأزياء القريبة من ملابس البنات أما بالنسبة للأزياء الشخصية الرئيسية فقد دسبق الإشارة إليها من خلال نص المخرج .
    أما اللون الأزرق بصفة عامة فقد كان دلالة على الشعور بالحزن والأسى والمحاطرة كما استخدمت اللونين الأحمر والأصفر للدلالة على التنوع في شخصيات المجتمع واختلاف تكويناتها وتكوين مزاجها النفسي وانتمائهما الاجتماعي .
    تكوين الإضاءة :
    واستخدم المخرج في تنظيم (سينوغرافيا) العرض اللون بوصفه تكوينا يثير دلالات ويشحن المعنى ففي بعض التكوينات للكناس وهو يفترش الأرض كما في الصورة 31 غيب جزءاً من شكله وكأن المخرج أراد أن يوحي بأن الكناس الذي يحيا ضمن الوسط البيئي غيبت ملامحه أو تكاد تغيب فقد غيب جزء من وجه الكناس فضلا عن سحنة لونه السمراء وإن لم يكن الممثل بهذه السحنة لكان قد دهن باللون الأسود وبهذا الصدد يقول المخرج :
    (كان اللون جزءا من التكوين العام للعرض ، فضلا عن كونه يسهم بتحقيق الجو العام للعرض) .
    أما من ناحية استخدام اللون تكوينا وتعبيرا ذي دلالة كما في الصورة 32 فبعد اكتشاف الطفل وصرخاته ثم يحدث انقلابا عاما في التكوين من خلال الاضاءة فسرعان ما تنغرس بقعة اللون الحمراء في فضاء العرض التي شكلت صورة جديدة نقلت شكل المنظر الطبيعي الى شكل صورة تعبيرية أعطت دلالة أكثر من كونها تكوينا محدداً بدلالة محددة وإنما حدث انفتاح للمعني فاللون الأحمر دلالة الدم والعار والخزي وهو لون حار بالمقارنة مع اللون الأزرق فاللون هنا لم يعبر على الحالة النفسية أو السلوك الاجتماعي فقط بل تعداه من خلال الإضاءة الى خلق تكوين ملموس قد يغير تكون الحياة وقلب الأشكال المألوفة الى أشكال غرائبية تكون دلالاتها أضخم وأشد قسوة مما نتصور وبذلك كان المضمون في هذا التكوين يتصاعد ويكشف عن نفسه تدريجا من خلال الكيفية التي يظهر من خلالها هذا التكوين التشكيلي للعرض المرسحي إن ذلك أسهم بتكثيف الصورة المسرحية وانفتاحها على الرغم من حالة الانحسار التي شكلت وضع الكناس ان الانغلاق والانفتاح في التكوين المسرحي هو تغيير في طريقة التفكير بمعني آخر ان المضمون يتحرك ويتخذ شكلا جمالياً معبراً وقد يكون هذا الشكل أكثر انفتاحاً لإحداث الأثر المتوخى منه .
يعمل...
X