موسوعة العلمـاء والمخترعين إعـداد : الدكتور ابراهيـم بـدران الدكتور محمد أسـعـد فـارس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة العلمـاء والمخترعين إعـداد : الدكتور ابراهيـم بـدران الدكتور محمد أسـعـد فـارس

    موسوعة العلمـاء و المخترعين
    إعـداد :
    الدكتور ابراهيـم بـدران
    الدكتور محمد أسـعـد فـارس

    مقـدمـة :

    تجتاز بلدان العالم المتخلف عموما ومن ضمنها أقطار الوطن العربي مرحلة حضارية على جانب كبير من التعقيد والخطورة في آن واحد . فلأول مرة ربما في التاريخ وعلى هذا المقياس يتعرض سكان نصف العالم او ثلاثة أرباع سكان العالم الى حالة من عدم التوازن بل الاختلال بين الامكانات الذاتيـة للمجتمع بالمفهوم الحضاري الشامل وبين المنجزات والوسائل الحضارية المتاحـة لـه من الخارج او المتدفقة عليه من مؤسسات تنتمي الى مجتمعـات تتمتـع بالسبق والتفوق الحضاري . وفي الوقت الذي نلاحظ فيه ان التجـارب التاريخيـة الاجتماعية كانت تتسم في السابق وحتى اوائل هذا القرن بنصيب وافر مـن الاعتدال والطبيعية والتزامن بين ارتقاء الانسان وارتقاء مؤسساته الاجتماعية . ( معبرا عنه بارتقاء الثقافة والعلوم ومستويات الحياة ووسائ ل الانتـاج وعلاقاته ) من جهة ، وبين ارتقاء حضارته العامة من جهة أخرى نلاحـظ تعاظم القدرات الصناعية والتكنولوجية للمجتمعات الصناعية قد حطم من ذلك الاعتدال وكسر ذلك التزامن . وفي الوقت الذي كان يندر او يكاد ينعدم أن نجد فرقا ملحوظا بين المظهر الحضاري للمجتمع وبين الجوهر الحضاري له أصبـح تواجد هوة تزداد في الاتساع بين المظهر الحضاري للبلدان المتخلفة جوهرها الحضاري سمة بارزة من سمات هذه البلدان .

    لقد كانت الصيغة السائدة للتطور الحضاري لاي مجتمع صيغـة بسيطـة ومباشرة : المجتمع يتطور بعلومه وثقافته ومنجزاته الحضاريـة هو . أمـا
    الصيغة المعاصرة التي فرضت تاريخيا على مجتمعات البلدان المتخلفـة فـهـي صيغة معقدة : لانه يراد لهذه المجتمعات ـ راغبة في ذلك او غير راغبة ـ أن تتطور ليس بعلومها وثقافتها ومنجزاتها الحضارية هي ، بـل بثق افة وعلوم والمنجزات الحضارية للمجتمعات التي سبقتها في كل مضمار تقريبا .
    ان مجالات الاختيار أمام البلدان المتخلفة تكاد تكون معدومـة . فأمامهـا طريق واحد : وهو مسار تعجيل التطور الحضاري الشامل بأقصى قدرة وبأقصر فترة زمنية ممكنة ، أو تعاظم الهوة بين المظهر الحضاري والجوهر الحضاري لها والـذي تعني ترجمته السياسية استمرار التبعية الاقتصادية والثقافيـة والانسياق في منعطفات الاستهلاك والاستثمار التي تفرضها المؤسسات الماليـة والصناعية في الدول المتقدمة .

    ان مجرد تناول المنجزات الحضارية ذات المستوى التكنولوجي المعق والقدرة على الاستفادة منها ناهيك عن امكانية تصنيعها محليا ، يتطلب مستوى علميا وتكنولوجيا وثقافيا عاليا بالنسبة للمستوى الحضاري العام الذي يسود المناطق المتخلفة . وبالتالي فان تعجيل التطور يفرض نفسه هنا حتى في أضيق الزوايا وهي زاوية الاستعمال المباشر .
    كذلك فان الطموحات السياسية الوطنية لجماهير الدول المتخلفة ورغبتهـا الاكيدة والمخلصه في تجاوز التخلف وتحقيق حياة افضل لافرادها تجعـل من عملية اللحاق بالمستوى العلمي والتكنولوجي للشعوب الصناعية المتقدمة أمرا له محركاته القوية والواضحة -
    واذا كانت الفرصة قد اتيحت للشعوب المتقدمة ان تنمو تدريجيا مع هذا التقدم العلمي والتكنولوجي لتراكم خبراتها ومعرفتها والتي هـي جـزء أساسي من الخبرة والحقيقة العلمية المطلقة فان تجاوز الهوة الحضارية بالنسبة للشعوب المتخلفة يحتم عليها استيعاب تلك الخبرات والمعارف والحقائق العلمية وتمثلهـا ثم النقاش معها لتوليد الخبرات والمعارف الجديدة التي يمكن ايداعها وتحقيقها يضمن المعطيات الجوهرية للتركيب الاقتصادي الاجتماعي للمنطقة موضـوع البحث .
    واذا كان التقدم الحضاري أساسه تصعيد وتأثر الانتاج وتطوير علاقات باتجاه التقدم فان موضوعة العلم والتكنولوجيا كانت ولا تزال تشكل حجـر الزاوية في ميكانيكية هذا التقـدم .

    ولان الظاهرة التكنولوجية هي بطبيعتها ظاهرة اجتماعية وجماعية بمعنـى ان أي تقدم عن طريق تعلم عدد من الاشخاص لتكنولوجيا معينة لايمكن ان يتأتى دون امتصاص المجتمع لموضوعة العلم والتكنولوجيا كموقف حياتي ، وعقلية ، وقيم ، وممارسة ، وسلوك . وهذه هي العقبة الرئيسية التي تواجههـا الدول المتخلفة في عملية تبنيها للتكنولوجيا والعلوم المعاصرة · فهي تستطيـع ( اي يستطيع افرادها ) بشكل أو آخر تلقي جزء من المعلومات العلمية والتكنولوجية المعاصرة والاحتفاظ بهذه المعلومات ايضا بشكل او باخر ، ولكن دون القدرة على دفعها الى اعماق الفرد ذاته أو أعماق المجتمـع لتحفيـز التغيرات في العقلية والسلوك وتنشيط التفاعلات الذهنية والنفسية لاتخاذ مواقف اكثر تقدماً من الحياة وأقرب الى النظام التكنولوجي والعلمي الحديث -
    اذا كانت الشعوب في العصور الاولى والوسيطة اعتادت ان تمتص ثقافات الشعوب الأخرى وتتعرف الى حضاراتها وأفكارها ببطء شديد وبترتيب تتقـدم فيه المعلومات على المادة الحضارية ذاتها أي على الانتاج الصناعي والزراعي فان الشعوب المتخلفة في العصر الحديث ونتيجة لنمو امكانات الانتاج الجسيم من جهة ، واشتداد المنافسة بين مراكز الانتاج في الدول الصناعية من جهـة أخرى ـ في اطار التقدم العلمي والتكنولوجي المعـاصر ـ تواجه ترتيبـا معكوسا : أي تقدم المادة المنتجة وغزوها للاسواق قبل التعرف حتى على مناحي استعمالها لدى قطاعات عريضة من الجماهير ·
    فاذا اخذنا بعين الاعتبـار اشتداد النزعة الاستهلاكية لاسباب موضوعية وذاتية في انحاء كثيرة من العالم وتدفق رؤوس اموال او تولدها بوتاثر وكيفيات لا تتفق مع حجوم الانتاج الحقيقي للعديد من الدول وخاصة الدول البترولية ( والموطن العربي بعمومـه ) كل ذلك ضمن اطارين أحدهما الاطار العالمي بكل مافيه من أنماط انتاج ودعاية وضغوط وتنافس الخ واطار محلي بكل مافيه أيضا من تطلع نحو التقـدم عن طريق تكنولوجيا وعلوم العصر ممزوجا بالسطحية والاستهـلاك وبدائية التركيب الاقتصادي والاجتماعي وعقلية العصر الوسيط ، اذا اخذنا كل هـذا بعين الاعتبار نجد أن نظرة كثير من الشعوب غير الصناعية وخاصة مؤسساتها التعليمية والثقافية الى موضوعة التقدم العلمي والتكنولوجـي هي في هذا المجال نظرة في جوهرها شكلية . بمعنى أنها تتركز على « قطعـة المعلومات ، وتغفل البعد الاجتماعي لهذه الموضوعة .
    يتجلى هذا الاغفال في اهمال دراسة التاريخ العلمي والتكنولوجي : ويتجلى أيضا في اغفال دراسة تاريخ التطور الاجتماعي ـ التكنولوجي . وكذلـك في دراسة فلسفة العلم والتكنولوجيا ، او ما يمكن تسميته بمجموعة « انسانيـات العلوم التطبيقية » Humanities of Applied Sciences .
    واذا كانت مهمة الدراسات الانسانية عموما بالاضافة الى الجانب الاكاديمي المتمثل بالوصول الى معارف جديدة هي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع بكل أبعاده من أجل توليد أو تعجيل ديناميكية التغيير والتطور فـان مهمـة انسانيات العلوم التطبيقية ـ مع حذرنا من منزلقات المقارنة الميكانيكيـة ـ هي أيضا بالاضافة الى الجانب الاكاديمي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع العلمي والتكنولوجي بكل أبعاده من أجل تعجيل أو توليد ديناميكية التغييـر والتطوير العلمي والتكنولوجي ضمن اطار التركيب الاجتمـاعي الاقتصـادي العـام .

    ورغم تفاوت المجتمعات الصناعية ( ممثلة بمؤسساتها المختلفة وفي جماهيرها ) بمقدار وكيفية تتبع ودراسة انسانيات العلوم التطبيقية فاننا نلاحظ انـه في الوقت الذي تعيش فيه هذه المجتمعات خضم التجربة العلميـة التكنولوجيـة وواقعها الى الدرجة التي أصبحت انسانيات العلوم التطبيقية هي جزء اساسي من التركيب الذهني والنفسي والاجتماعي والاخـلاقي والمؤسســي لهـذه المجتمعات ، فانها تولي انسانيات العلوم التطبيقية اهتماما بالغا . يتضح ذلك في تدريسها لهذه المواد في مختلف الكليات والمعاهد الدراسية وعلـى سائر المستويات تقريبا . كذلك نلاحظ انه قد كتبت عن انسانيات العلوم التطبيقية آلاف الكتب وعشرات الآلاف من المقالات ابتداء من التاريخ لاختراعات قدماء المصريين وانتهاء بالآثار الاجتماعية المتوقعة لثورة المعلومات التي يشهدها العالم الآن • هذا في الوقت الذي تخلو فيه مكتبات شعوب العالم الثالث تماما من مثل هذه الادبيات رغم الحاجة الماسة اليها .
    فاذا اضفنا الى ذلك تواجد المتاحف العلمية والتكنولوجية الاصلية او المقلدة في العديد من بلدان العالم الصناعي نجد أن الفرد في تلك البلــدان يعيش ويشاهد ويمارس التطور التكنولوجي في كل أبعاده الأمر الذي بالاضافة الـى عوامل أخرى يهيء ذهنيته لتتفاعل مع الواقع العلمي او التكنولوجي ويبدع فيه كجزء من المجموعة البشرية التي ينتمي اليها .

    لقد ساعد غياب انسانيات العلوم التطبيقية واهمالها من قبل المؤسسـات التربوية والمهنية وكذلك المؤسسات الاعلامية التي تسيطر عليها الدولة في معظم انحاء الوطن العربي ساعد ( بالاضافة الى أسباب عديدة منهـا توفـر القدرة الشرائية لدى العديد من الاقطار ) على العجز عن تقدير الجهود الانسانية على مستوى الفرد أو المجموعة وعلى مستوى المؤسسات الخاصة أو العامة التـي تتطلبها عملية التطوير باتجاه العلم والتكنولوجيا المعاصرة .
    لقد أدت سهولة الشراء والاستيراد لاي شيء وبشكل جاهز كلية ـ وابتداء من الكوب الزجاجي وانتهاء بمحطات الاقمار الصناعية ـ الى الاستخفاف او اذا شئت الغفلة عما يبذل في العالم الصناعي من طاقات وساعـات عمل في تصنيع وتحديث هذه المشتريات او المستوردات ومايكتنف ذلـك من تغيير كمي ونوعي متواصل في التركيب الذهني والنفسي لتلـك المجتمعـات ناهيك عن التغييرات في البنى الاجتماعية ذاتها .

    ان السير الذاتية للعاملين في حقول العلوم والتكنولوجيـا من علمـاء ومهندسين ومخترعين هي جزء أساسي من انسانيات العلوم والتكنولوجيا التي أشرنا اليها في السطور السابقة . وبالتالي فان دراسة هـذه المسير بدرجات مختلفة من الشمولية والعمق تعد دراسة لتاريخ العلم والتكنولوجيا من خـلال الانسان ذاته . أي من خلال الافراد الذين صنعوا تاريخ العلوم والتكنولوجيا وساهموا بشكل بارز بتغيير وجه الحضارة الانسانية وتحويلها الى صور ارقى وجوهر أكثر تقدما .

    والموسوعة التي نقدمها الآن تشتمل على السير الذاتية لمشاهير العلمـاء والمخترعين في العالم والذين كانت لهم مساهمات حقيقية في حقول العلـم او الاختراع . ومثل هذا العمل نرى أن الحاجة ماسة اليه في الوطن العربي ليأخذ مكانه في مكتبة انسانيات العلوم والتكنولوجيا ويقوم بدوره ضمن الاطـار الاجتماعي الهادف الذي تعرضنا له في الصفحات السابقة .
    ان أنه بالرغم من أن التاريخ لبداية النهضة العربية المعاصرة يرجعهـا الـي النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مصر واوائل هذا القرن في غيرها من الاقطار نجد أن الكتب والمقالات الجادة والمتواصلة التي تتناول انسانيـات العلوم التطبيقية هي في منتهى الندرة .

    ومن المفيد هنا أن نعرض لبعض المسائل المتعلقة بالموسوعة التي بين أيدينا . فمن حيث الشمول لا نزعم ان الموسوعة جاءت شاملة لجميع أسماء العلمـاء والمخترعين الذين كان لهم دور حضاري بارز · بل يجوز القول بان الموسوعة تضم نخبة من أشهر الاسماء التي عرفها تاريخ التطور العلمي والتكنولوجي في العالم . ذلك أن حصر جميع الأسماء في عمل واحد وفي الطبعة الأولى أمـر لايمكن الا أن يعتمد على مجهود مؤسسة متكاملة وليس عدد قليل من الباحثين . ومن ناحية ثانية فقد كانت هناك صعوبات فعلية في الحصول على المعلومات حتى بالنسبة للاسماء الواردة هنا وذلك لعدم توفر المصادر الكافية .
    ومن حيث جنسيات العلماء والمخترعين الواردين في الموسوعة فسوف يلاحظ ان الغالبية العظمى من هذه الاسماء تتبع بلدان مايعرف الآن بأوروبا الغربيـة ( وعلى الاخص بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وبدرجـة أقل دول أوروبا الاخرى ) والولايات المتحدة الامريكية . وبديهي أنه ليس هناك من محاولة للايحاء بان هذه البلدان فقط هي التي ظهر منها العلماء والمخترعون . صحيح أنه كان لرجالات هذه البلدان دور بارز تماما وربمـا بجموعه متفوق على البلـدان الأخرى . الا أن مساهمات رجالات البلدان الأخرى وعلى وجه الخصوص في مايعرف الآن بأوروبا الشرقية والصين واليابان وربمـا الهند لها أهميتهـا التاريخية الواضحة . غير أن صعوبة الحصول على المصادر ان وجدت حتى في لغات تلك البلاد كان عائقا حال دون ادراج عدد وافر من أسمـاء علمائها ومخترعيها . وهناك العديد من الدول التي لم تؤرخ السير الذاتية لعلمائهـا ومخترعيها على الاطلاق في حالات أو في أضيق الحدود في حـالات اخرى • وعلى سبيل المثال في بحثنا عن العلماء والمخترعين في الهند رغم الكتابـة الى المؤسسات العلمية والمهنية هناك فلم نتمكن من الحصول الا على مرجع واحـد فقط باللغة الانجليزية يتكلم عن أشهر رجال الهند . ولكن الكتاب ( رغم قيمته من وجهة نظر اخرى ) كان مخيبا للآمال لانه لم يتضمن سوى اسماء قليلة للغاية ومعدودة من الرجالات الذين شغلوا مناصب علمية فقط دون التعرض لانجازاتهم العلمية والتكنولوجية . وطغت على الكتاب أسماء واخبار الادباء والفنانيـن ورجال الدين والسياسيين والشهـداء .

    أما العلماء والمخترعون العرب فهي مسألة جديرة بأن تذكر بشيء من التفصيل فمن حيث العلماء والمخترعون القدامى نلاحظ ان المراجع الاصلية التي تشير اليهم هي قليلة للغاية . واذا استثنينا بعض المراجع من طراز طبقات الاطباء لابن ابي أصيبعة ككتاب متخصص ( على الاقل من حيث الاتجاه ) نجد أن غالبية ماورد في المصادر الاصلية القديمة يدور حول الشعراء والادباء والفقهاء والظرفـاء والخلفاء والامراء والوزراء والعلماء ( بمفهوم دينـي ) والفضـلاء والاتقياء والاولياء . يليهم بدرجة أقل الاطباء . غير أن طبيعة العلوم في ذلك العصـر وكيفية التاريخ لها لاتمكن الباحث من الوصول الى نتـائج محـدودة حول الانجازات الحقيقية الحاسمة التي توصل اليها حتى الاطباء . فكثيرا مانجـد عند ابن أبي أصيبعة أو عند ابن النديم أو غيرهما اشارة الى « المؤلفات » أو « الكتب » او « الرسائل ، التي كتبها أولئك النفر من الاطبـاء أو الفلاسف ة أو الرياضيين أو الكيميائيين أو الفيزيائيين ( على قلتهم ) دون التعرض لصلب المادة الواردة في المؤلفات ، ونظرا لان العديد من هذه الكتب أو معظمها غيـر مطبوع أو غير موجود ، فان التقييم الحقيقي لانجازات ذلك العالم أو المخترع في مجالات العلم أو التكنولوجيا يصبح أمرا غير متيسر .

    فاذا أضفنا الى ذلك أن الطبيعة الثقافية للمرحلة كان يجتمع فيها العلـم ( بالمفهوم العصـري ) مع الادب مع مع الدين ، فان كتابة المؤرخين القدامي كانت تتسم بالعمومية في أغلب الاحيان وبشكل يصعب معه توثيق معلوماتهم أو أخبارهم بمستوى عصري · زد على ذلك ان فيصل Criterion في ذلك الوقت لم يكن الانجـاز والابتكار العلمي ( بمفهومنا المعاصر ) او التكنولوجي بقدر ماكـان « الفضل » « الادب » و « الكرم » و « الورع » و « الفلسفة » والعلم في الديـن او الانسـاب او الرواية ، يتضح ذلك من الابواب التي قسم ابن النديم مثلا كتابه اليها لتكـون : اللغة ، التاريخ ، الشعر ، الالهيات ، الشريعة ، الكيمياء ، الفرق الديانات السحر ، الاساطير ، الفلسفة • صحيح أن طغيـان شهـرة الشعراء والادباء والظرفاء والسياسيين والفنانين ورجال الدين على غيرهم من رجال التاريخ ( أي الذين يؤرخ لهم ) هي ظاهرة عالمية من حيث الانتشار وطبيعية من حيث نمو الاهتمام وتطوره ، الا أن تعلق الانسان العربي - لاسب اب شتى لا مجـال لتفصيلها في هذه المقدمة ـ بسير واخبار الشعراء والادباء والفضلاء ورجـال الدين ورجال القبائل والغزوات يفوق ماهو معروف عند كثير من الشعوب ، بحيث يصبح هذا التعلق واحدة من السمات البارزة للشخصية العربية . ان يندر أن نجد شعبا يحفظ ابناؤه أبياتا أو عبارات قالها السالفون ـ أيا كـان اولئك السالفون ابتداء من شيخ القبيلة وانتهاء بالاعرابي المتصعلـك ـ قبـل بضعة عشر قرنا بنفس الكيفية والكمية والحرفية والحيوية التي يحفظ بها أبناء الشعب العربي عموما أقوال سالفيهم . وطبيعي أن هذه النوعيـة من المواد شغلت وتشغل الجزء الأكبر من « الذاكرة العربية ، بحيث لايتبقى حيز كاف بهـا للاهتمام بنوعيات أخرى من المواد تتطلب جهودا أخرى غير عاديـة « وغيـر فطرية » - بل ان الافراط في استذكار واستحفاظ أقوال الاقدميـن بالحرفيـة والتفصيلية والشمولية العربية الخاصة ، وابتداء من العصر الجاهلي ( القرن الخامس الميلادي ) أدى الى نوع من « اشباع » الذاكرة العربية بأسمـاء ومواد وتاريخ الثلاثة أو الاربعة قرون التالية بحيث يتصاعد الخط البياني للكميـة المحفوظة من أسماء وأقوال ، ليصل قيمته الذروية في القرن الثامن او التاسـع الميلادي ويأخذ بعدها بالتناقص وبانحدار شديد حتى اذا كان القرن العاشر تقريبا لم يبق مكان في « الذاكرة الاجتماعية » أو « الذاكرة الثقافية » المعاصرة لاس جديد او انتاج جديد الا بشكل ضئيل ومبعثر وغير متجذر . يتمثل هذا الوضع في ندرة مايعرفه أو يسمعه أو يحفظه الانسان العربي المعـاصر عن القرون السبعة أو الثمانية الماضية ولقد تكرس هذا الوضع وتكرست هذه الحلقـة المفقودة عن طريق أساليب ومواد التثقيف والتعليم التي انتهجـت في اغلـب الاقطار العربية ، حيث يبدأ التركيز على التاريخ للاسماء والاقوال من العصر الجاهلي وبنفس الكيفية التي أشرنا اليها أعلاه ، ليتم اشبـاع الذاكرة في السنين الدراسية الاولى وبأكبر قدر من التفاصيل .

    . ونظرا لان التاريخ العربي مرتبط منذ بداياته الهامة بالدين الاسلامي والتاريخ السياسي للاسلام ، ونظرا لان تلك البدايات وكذلك الحقبة الاولى من التاريخ السياسي للاسلام كانت بدايات انتصار في مجملها ، وحقبات توسع وانشـاء بنيان سياسي وعسكري ضخم فان الاهتمام بتفاصيل تلك الفترة له مبرراتـه النفسية الواضحة . غير أن جانبا سلبيا يمكن ملاحظته لكون بداية التاريـخ العربي « الهام » بداية انتصار سريع وهو أنه : في الوقت الذي وصل التقدم السياسي والعسكري ذروته بانشاء أكبر امبراطورية في ذلك العصر خلال قرن من الزمان ليأخذ المنحنى السياسي والعسكـري بعـده بالهبوط بسرعة وتبدأ الامبراطورية بالتناقص او التخلع سياسيا من أطرافها ليصل الى بداية نهاياته بعد أقل من ثلاثة قرون ( في القرن التاسع الميلادي ) . في الوقت نفسـه كـان منحنى النمو والتفاعل والأخصاب الحضاري بطبيعة الحال يتصاعد بوتيرة غير متسرعة بحيث يصل ذروته في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي أي بعـد فترة زمنية واضحة من خلخلة وتزعزع البنيان السياسي .
    وطبيعي أيضـا أن يكون التاريخ للعصر الذهبي للحضارة العربية تاليا لها . وهكذا فان « المتتبـع التقليدي » للتاريخ العربي يبدأ معه بحماس وتعـاطف سيـاسي وعسكري ومذهبي . وحين يصل هذا التاريخ الى منعطفات الهزيمة السياسية والعسكرية يخبو حماس هذا المتتبع وتفتر همته عن المتابعة لانها متابعة هبوط وانحطاط • وبذلك طغت الاسماء المنتمية الى حقبة الانتصارات السياسية والعسكرية الاولى مهما كان خلف تلك الاسماء على أسماء رجال العلـم ( بالمفهوم المعاصـر ) أو الصناعات . ولذلك اذا استثنينا العدد القليل ( ونعني القليل فعلا ) من الاعـلام المعروفة في مجال العلوم كابن الهيثم وابن سينا والرازي والفارابي والخوارزمي وغيرهم فان بناة الحضارة العربية ونعني هنا البناة من علماء ومخترعين وصناع ومهندسين وليس البناة السياسيين ، هم مجهولون .

    من كان أولئك النفر الذين قاموا بهندسة المـدن أو قنوات الري أو قصور الخلفاء أو سفن البحرية ؟ من كان اولئك الذين عملوا علـى تطوير صناعات المعادن ، والورق ، والنسيج ؟ ليس مايهمنا هنا هو أن يكون قد ورد بعض من الاسماء في كتاب ما أو مخطوطة لم تطبع ، ( على أهمية ذلك ) وانما مايهمنا هنا هو مدى معرفة الانسان العادي او المثقف المتوسط لها كجزء من انسانيـات العلوم التطبيقية .
    فاذا انتقلنا الى العصر الحديث أي بعد تسعمئة عام علـى ذروة النهضـة الحضارية العربية نلاحظ أن نموا كبيرا لم يطرأ على أعلام العلوم والتكنولوجيا بل ونلاحظ استمرار طغيان الاسماء التي تستند الى فيصل الشهرة التقليدي • يتضح ذلك من استعراض الاعلام لخير الدين الزركلي مثلا ، على أهمية العمل وقيمة الجهود المبذولة فيه ، وكذلك البرامج والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية أما الاعمال الاخرى التي أرخت للعلم عند العرب كأعمال عمـر فروخ وقدري طوقان على سبيل المثال فان مجمل ماجاء فيها لايتعدى الاسمـاء المشهورة كالبتاني والبيروني وابن حيان وهي الاسماء القليلة ـ على أهميتها ـ المتكررة في معظم المراجع .
    ان ملاحظاتنا السابقة والمسهبة نوعا ما حول أسماء العلمـاء والمخترعين العرب والقدامي خاصة والتي لايقصد منها تثبيت الموقف الاعتذاري المعتـاد قد أوردناها هنا لسببين :
    الاول : انه سوف يلاحظ ان أسماء العلماء والمخترعين في موسوعتنا قليلـة نسبيا لا تتعدى الاثنين بالمئة من مجموع الاسماء الواردة في الموسوعة . ومثل هذه النسبة سوف يعتبرها القارىء العربي ضئيلة للغاية اذا ما استحضـر في ذهنه التاريخ العربي خلال الاربعة عشر قرنا الماضية ودور العرب القيـادي في حقبة من حقبات التاريخ .
    الثاني : ان « الكمية » التي كتبت عن عدد من هذه الاسماء صغيرة نسبيا قد لا تتناسب مع « الحجم الذي نحمله في اذهاننا » عن تلك الشخصيات . وهذا مرده الى محاولتنا اعطاء نوع من التوازن بين مختلف الاسماء الواردة مـع مراعاة قيمة الانجاز الحقيقي .

    بالنسبة للعلماء والمخترعين المعاصرين ومن جميع الجنسيات فان حصرهم في الوقت الحاضر هو من الصعوبة الواضحة . ومن ناحية ثانية فـان السير الذاتية للاحياء تكون دائما موضع نقاش وتغيير .

    وفي مجال لغة الموسوعة وترتيبها فقد حاولنا ان يكون تعريبنا للمصطلحـات اقرب ما يكون لمدلولاتها الفعلية مع كتابة الكلمات المقابلة باللغة الانجليزية .
    اما ترتيب الاسماء فكان هجائيا وحسب اسم الشهرة وخاصة بالنسبة للاسماء العربيـة .
    اخيرا لا بد ان نسجل شكرنا وتقديرنا للجهود التي بذلتها الدكتورة سلـوى الخماش في مراجعة المخطوطة والتي ساعدت على اخراجها بهذا الشكل .
    انا نأمل ان تكون بدايتنا المتواضعة اساسا جيدا وصالحا للتطوير من حيـث العمق والشمول لتؤدي موسوعة العلماء والمخترعين دورها في القاء ضوء على جانب من اهم جوانب انسانيات العلوم التطبيقية : السير الذاتية للعلمــاء والمخترعين .

    الدكتـور ابراهيـم بـدران
    الدكتور محمد اسعد فارس
    ١٦ - ٥ - ۱۹۷۷

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.٠٤_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	84.3 كيلوبايت 
الهوية:	131273 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.٠٧_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	105.1 كيلوبايت 
الهوية:	131274 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.٠٨.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	31.7 كيلوبايت 
الهوية:	131275 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١١_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	87.4 كيلوبايت 
الهوية:	131276 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١١ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	118.8 كيلوبايت 
الهوية:	131277

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٢_1.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	117.4 كيلوبايت 
الهوية:	131280 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٣_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	119.7 كيلوبايت 
الهوية:	131281 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	129.8 كيلوبايت 
الهوية:	131282 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	132.0 كيلوبايت 
الهوية:	131283 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	113.3 كيلوبايت 
الهوية:	131284

    Encyclopedia of scientists and inventors
    Preparation:
    Dr. Ibrahim Badran
    Dr. Muhammad Asaad Fares

    Introduction:

    The countries of the underdeveloped world in general, including the countries of the Arab world, are passing through a civilized stage of great complexity and danger at the same time. For the first time, perhaps in history, and on this scale, the population of half the world, or three quarters of the world's population, is exposed to a state of imbalance, or rather an imbalance, between the internal capabilities of society in the comprehensive civilized concept, and the achievements and civilized means available to it from abroad or flowing to it from institutions belonging to societies that enjoy precedence and superiority. civilized. And at a time when we notice that social historical experiences were characterized in the past and until the beginning of this century by a large share of moderation, naturalness, and synchronicity between the advancement of man and the advancement of his social institutions. (Expressed by the upgrading of culture, science, life standards, means of production and its relations) on the one hand, and between the upgrading of its general civilization on the other hand, we note the growing industrial and technological capabilities of the industrial societies. And at a time when it was rare or almost non-existent to find a noticeable difference between the civilized appearance of society and its civilized essence, the existence of an ever-widening gap between the cultural appearance of underdeveloped countries and its cultural essence has become a prominent feature of these countries.

    The prevailing formula for the civilizational development of any society was a simple and direct formula: Society develops with its own sciences, culture, and civilized achievements. Either
    The contemporary formula that was historically imposed on the societies of underdeveloped countries is a complex formula: because it is intended for these societies - willing or unwilling - to develop not with their own sciences, culture and civilizational achievements, but rather with the culture, sciences and civilizational achievements of the societies that preceded them in almost every field.
    The areas of choice for underdeveloped countries are almost non-existent. There is only one way ahead of them: which is the path of accelerating comprehensive civilizational development with the maximum capacity and in the shortest possible period of time, or the widening gap between the civilized appearance and the civilized essence of it, whose political translation means the continuation of economic and cultural dependence and drifting in the turns of consumption and investment imposed by the financial and industrial institutions in developed countries.

    Merely dealing with the achievements of civilization with a complex technological level and the ability to benefit from them, not to mention the possibility of manufacturing them locally, requires a high scientific, technological and cultural level in relation to the general level of civilization that prevails in underdeveloped regions. Therefore, the acceleration of development imposes itself here, even in the narrowest corners, which is the angle of direct use.
    Likewise, the national political aspirations of the masses of underdeveloped countries and their firm and sincere desire to overcome underdevelopment and achieve a better life for its individuals make the process of catching up with the scientific and technological level of the advanced industrial peoples a matter that has its strong and clear motives -
    And if the opportunity was given to the developed peoples to grow gradually with this scientific and technological progress in order to accumulate their experiences and knowledge, which is an essential part of the experience and the absolute scientific truth, then overcoming the civilizational gap for the backward peoples requires them to absorb these experiences, knowledge and scientific facts and represent them, and then discuss with them to generate new experiences and knowledge. Which can be deposited and achieved that guarantees the essential data for the socio-economic structure of the area under study.
    And if civilizational progress is based on the escalation and influence of production and the development of relations towards progress, then the issue of science and technology was and still constitutes the cornerstone of the mechanism of this progress.

    And because the technological phenomenon is by its nature a social and collective phenomenon in the sense that any progress through the learning of a number of people of a specific technology cannot come without society absorbing the issue of science and technology as a life attitude, mentality, values, practice, and behavior. This is the main obstacle that underdeveloped countries face in the process of adopting contemporary technology and science. · They are able (i.e. their members can) in one way or another receive part of the contemporary scientific and technological information and retain this information also in one form or another, but without the ability to push it into the depths of the individual himself or The depths of society to stimulate changes in mentality and behavior and stimulate mental and psychological interactions to take more advanced positions in life and closer to the modern technological and scientific system.

    If the peoples in the early and middle ages were accustomed to absorbing the cultures of other peoples and getting to know their civilizations and ideas very slowly and in an order in which information preceded the cultural material itself, i.e. on industrial and agricultural production, then the backward peoples in the modern era and as a result of the growth of massive production capabilities on the one hand, and the intensification of competition between centers Production in the industrialized countries, on the other hand - in the context of contemporary scientific and technological progress - faces an inverse order: that is, the progress of the produced material and its invasion of the markets before even identifying the aspects of its use among broad segments of the masses.
    If we take into account the intensification of consumerism for objective and subjective reasons in many parts of the world and the flow of capital or its generation in a manner that does not agree with the real production volumes of many countries, especially the oil countries (and the Arab world in general), all of this is within two frameworks, one of which is the global framework with all its patterns. production, propaganda, pressures, competition, etc., and a local framework with all its aspiration towards progress through modern technology and science mixed with superficiality, consumption, primitive economic and social structure, and the mentality of the Middle Ages. Scientific and technological progress in this field is essentially a formal view. In the sense that it is focused on «a piece of information, and ignores the social dimension of this issue.
    This omission is evident in the neglect of the study of scientific and technological history: It is also evident in the neglect of the study of the history of socio-technological development. As well as in the study of the philosophy of science and technology, or what can be called the "Humanities of Applied Sciences" group.
    And if the task of human studies in general, in addition to the academic aspect of access to new knowledge, is to deepen scientific knowledge and awareness of reality in all its dimensions in order to generate or accelerate the dynamics of change and development, then the task of the humanities of applied sciences - with our caution against the slips of mechanical comparison - is also in addition to the academic side. Deepening scientific knowledge and awareness of the scientific and technological reality in all its dimensions in order to accelerate or generate the dynamic of change and scientific and technological development within the framework of the general socio-economic structure.

    Despite the variation in industrial societies (represented by their various institutions and their masses) in the amount and manner of tracking and studying the humanities of applied sciences, we note that at a time when these societies live in the midst of the scientific and technological experience and its reality to the extent that the humanities of applied sciences have become an essential part of the mental, psychological, social, moral and institutional composition For these societies, they pay great attention to the humanities of applied sciences. This is evident in her teaching of these subjects in various faculties and academic institutes, and at almost all levels. We also note that thousands of books and tens of thousands of articles have been written about the humanities of applied sciences, starting with the history of the inventions of the ancient Egyptians and ending with the expected social effects of the information revolution that the world is witnessing now. to her .
    If we add to this the presence of original or imitated scientific and technological museums in many countries of the industrialized world, we find that the individual in those countries lives, watches and practices technological development in all its dimensions, which in addition to other factors prepares his mind to interact with the scientific or technological reality and excel in it as part of the group. humanity to which it belongs.

    The absence of the humanities of applied sciences and their neglect by educational and professional institutions as well as media institutions controlled by the state in most parts of the Arab world has helped (in addition to many reasons, including the availability of purchasing power in many countries) to the inability to appreciate the humanitarian efforts at the level of the individual or the group And at the level of private or public institutions required by the process of development towards contemporary science and technology.
    The ease of purchasing and importing anything in a completely ready-made way - starting from the glass cup and ending with the satellite stations - has led to underestimating or, if you like, ignoring what is being expended in the industrialized world of energies and working hours in manufacturing and modernizing these purchases or imports, and the continuous quantitative and qualitative change that entails in The mental and psychological composition of those societies, not to mention the changes in the social structures themselves.

    تعليق


    • #3
      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٥-٠٧-٢٠٢٣ ١٣.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	43.2 كيلوبايت 
الهوية:	131287

      The biographies of workers in the fields of science and technology, including scientists, engineers and inventors, are an essential part of the humanities of science and technology that we referred to in the previous lines. Therefore, the study of this path with different degrees of comprehensiveness and depth is a study of the history of science and technology through the human being himself. That is, through the individuals who made the history of science and technology and contributed significantly to changing the face of human civilization and transforming it into higher forms and a more advanced essence.

      The encyclopedia that we present now includes the biographies of famous scientists and inventors in the world who had real contributions in the fields of science or invention. Such work we see that there is an urgent need for it in the Arab world to take its place in the library of the humanities of science and technology and to play its role within the purposeful social framework that we have been exposed to in the previous pages.
      Although the history of the beginning of the contemporary Arab renaissance dates back to the second half of the nineteenth century in Egypt and the beginning of this century in other countries, we find that serious and continuous books and articles dealing with the humanities of applied sciences are extremely rare.

      It is useful here to present some issues related to the encyclopedia that we have in our hands. In terms of comprehensiveness, we do not claim that the encyclopedia included all the names of scientists and inventors who had a prominent civilizing role. Rather, it is permissible to say that the encyclopedia includes a selection of the most famous names known in the history of scientific and technological development in the world. So limiting all the names to one work and the first edition is something that can only depend on the effort of an integrated institution and not a small number of researchers. On the other hand, there were real difficulties in obtaining information, even with regard to the names mentioned here, due to the lack of sufficient sources.
      In terms of the nationalities of the scientists and inventors mentioned in the encyclopedia, it will be noted that the vast majority of these names belong to the countries of what is now known as Western Europe (particularly Britain, France, Germany, Italy, and to a lesser extent other European countries) and the United States of America. It is obvious that there is no attempt to suggest that these countries are the only ones from which scientists and inventors emerged. It is true that the men of these countries had a completely prominent role, and perhaps in their totality they excelled over other countries. However, the contributions of men from other countries, particularly in what is now known as Eastern Europe, China, Japan and perhaps India, have clear historical significance. However, the difficulty of obtaining the sources, if any, even in the languages ​​of those countries, was an obstacle that prevented the inclusion of a large number of the names of their scholars. and its inventors. There are many countries that did not date the biographies of their scientists and inventors at all in some cases, or in a narrow manner in other cases. For example, in our search for scientists and inventors in India, despite writing to scientific and professional institutions there, we could only obtain one reference only in the language. English speaking about the most famous men of India. But the book (despite its value from another point of view) was disappointing because it contained only very few and a few names of men who held scientific positions only without addressing their scientific and technological achievements. The book was dominated by names and news of writers, artists, clerics, politicians and martyrs.

      As for Arab scientists and inventors, it is an issue that deserves to be mentioned in some detail. In terms of ancient scholars and inventors, we notice that the original references that refer to them are very few. If we exclude some references such as Tabaqat al-Atibiya by Ibn Abi Usaybah as a specialized book (at least in terms of direction), we find that the majority of what was mentioned in the ancient original sources revolves around poets, writers, jurists, gentlemen, caliphs, princes, ministers, scholars (in a religious sense), the virtuous, the pious, and the saints. They are followed to a lesser extent by doctors. However, the nature of the sciences in that era and how the history of it was so that the researcher was unable to reach limited results about the real and decisive achievements that even doctors reached. We often find in Ibn Abi Osaiba’, or Ibn al-Nadim, or others, a reference to the “compilations” or “books” or “messages” written by those physicians, philosophers, mathematicians, chemists, or physicists (as few as they are) without addressing the core of the material contained in Publications, and since many or most of these books are not printed or do not exist, the real evaluation of the achievements of that scientist or inventor in the fields of science or technology becomes unavailable.

      If we add to that the cultural nature of the stage in which science (in the modern sense) combined with literature with religion, then the writing of ancient historians was often characterized by generality and in a way that made it difficult to document their information or news on a modern level. Moreover, Faisal Criterion in that Time was not scientific achievement (in our contemporary sense) or technology as much as “fadl” “literature” and “generosity” and “devoutness” and “philosophy” and knowledge in religion, genealogy or narration, this is evident from the chapters that Ibn al-Nadim divided, for example, his book To it to be: language, history, poetry, theology, Sharia, chemistry, sects, religions, magic, myths, philosophy. Spread and natural in terms of the growth and development of interest, but the attachment of the Arab man - for a variety of reasons that there is no room for detail in this introduction - to the biographies and stories of poets, writers, virtuous men, clerics, tribesmen, and invasions exceeds what is known to many peoples, so that this attachment becomes one of the prominent features of the Arab character. It is rare to find a people whose sons memorize verses or phrases said by the ancestors - whoever those predecessors were, starting from the sheikh of the tribe and ending with the rambunctious Arab - a few centuries ago in the same manner, quantity, literalism and vitality with which the sons of the Arab people in general memorize the sayings of their ancestors. It is natural that this type of materials occupied and occupies the largest part of the “Arab memory”, so that there is not enough space left in it to pay attention to other types of materials that require other extraordinary “and non-innate” efforts - rather, the excessive recall and preserving the sayings of the ancients in a literal, detailed and comprehensive manner

      Special Arabic, and starting from the pre-Islamic era (the fifth century AD) led to a kind of “satisfaction” of the Arab memory with names, materials and histories of the next three or four centuries, so that the line chart of the preserved quantity of names and sayings escalates, reaching its peak value in the eighth or ninth century AD and takes after it With decreasing and severe decline, even if it was almost the tenth century, there was no place left in the "social memory" or the contemporary "cultural memory" for a new era or a new production except in a small, scattered and unrooted way. This situation is represented in the scarcity of what the contemporary Arab man knows, hears, or memorizes from the past seven or eight centuries. In the same way that we referred to above, so that the memory is saturated in the first school years and with the largest amount of detail.

      . Given that Arab history has been linked since its important beginnings to the Islamic religion and the political history of Islam, and given that those beginnings, as well as the first period of the political history of Islam, were the beginnings of victory in its entirety, and periods of expansion and the establishment of a huge political and military structure, the interest in the details of that period has its clear psychological justifications. However, a negative aspect can be noted because the beginning of the “important” Arab history is the beginning of a quick victory, which is that: at a time when the political and military progress reached its climax with the establishment of the largest empire of that era during a century, the political and military curve then took a rapid decline, and the empire began to decline or dislocate politically. From its edges to reach the beginning of its ends after less than three centuries (in the ninth century AD). At the same time, the curve of civilizational growth, interaction, and fertility naturally escalated at an unhurried pace, reaching its climax in the tenth or eleventh century AD, that is, after a clear period of disturbance and destabilization of the political structure.
      It is also natural that history follows the golden age of Arab civilization. Thus, the "traditional follower" of Arab history begins with enthusiasm and political, military and doctrinal sympathy. And when this history reaches the turning point of political and military defeat, the enthusiasm of this observer fades away, and his enthusiasm wanes from following up, because it is a follow-up of decline and decline. Thus, the names belonging to the era of the first political and military victories, whatever was behind those names, overshadowed the names of men of science (in the contemporary sense) or industries. Therefore, if we exclude the small number (and we mean really few) of the well-known figures in the field of science, such as Ibn al-Haytham, Ibn Sina, al-Razi, al-Farabi, al-Khwarizmi, and others, then the builders of Arab civilization, and we mean here the builders of scientists, inventors, industrialists, and engineers, and not the political builders, are unknown.

      Who were those people who engineered cities, irrigation canals, caliphs' palaces, or navy ships? Who were those who developed the metal, paper, and textile industries? What we care about here is not that some of the names have been mentioned in a book or manuscript that has not been printed (regardless of the importance of that), but rather what we care about here is the extent to which the average person or the average intellectual knows them as part of the humanities of applied sciences.
      If we move to the modern era, that is, nine hundred years after the culmination of the Arab civilizational renaissance, we notice that great growth did not occur in the flags of science and technology, but rather we notice the continuation of the dominance of names that are based on the traditional means of fame. The efforts made in it, as well as television and radio programs and series. As for the other works that chronicled the science of the Arabs, such as the works of Omar Farroukh and Qadri Touqan, for example, the entirety of what came in it does not exceed the famous names such as Al-Battani, Al-Biruni and Ibn Hayyan, which are the few names - despite their importance - that are repeated in most references.
      Our previous remarks, which are somewhat lengthy about the names of Arab and ancient scholars and inventors in particular, which are not intended to confirm the usual apologetic position, have been mentioned here for two reasons:
      The first: He will notice that the names of scientists and inventors in our encyclopedia are relatively few, not exceeding two percent of the total names contained in the encyclopedia. Such a percentage will be considered by the Arab reader to be very small if he recalls in his mind the Arab history during the past fourteen centuries and the leading role of the Arabs in a period of history.
      The second: The "quantity" that was written about a number of these names is relatively small and may not be commensurate with the "volume that we carry in our minds" about those personalities. This is due to our attempt to give a kind of balance between the various names mentioned, taking into account the value of real achievement.

      For contemporary scientists and inventors of all nationalities, to list them at the present time is of obvious difficulty. On the other hand, the biographies of the living are always subject to discussion and change.

      In the field of the language of the encyclopedia and its arrangement, we have tried to make our Arabization of the terms as close as possible to their actual meanings, while writing the corresponding words in English.
      As for the arrangement of the names, it was alphabetical and according to the nickname, especially with regard to the Arabic names.
      Finally, we must record our thanks and appreciation for the efforts made by Dr. Salwa Al-Khammash in reviewing the manuscript, which helped to produce it in this way.
      I hope that our humble beginning will be a good and valid basis for development in terms of depth and comprehensiveness so that the Encyclopedia of Scientists and Inventors plays its role in shedding light on one of the most important aspects of the humanities of applied sciences: biographies of scientists and inventors.

      Dr. Ibrahim Badran
      Dr. Muhammad Asaad Fares
      16-5-1977

      تعليق

      يعمل...
      X