موسوعة العلمـاء و المخترعين
إعـداد :
الدكتور ابراهيـم بـدران
الدكتور محمد أسـعـد فـارس
مقـدمـة :
تجتاز بلدان العالم المتخلف عموما ومن ضمنها أقطار الوطن العربي مرحلة حضارية على جانب كبير من التعقيد والخطورة في آن واحد . فلأول مرة ربما في التاريخ وعلى هذا المقياس يتعرض سكان نصف العالم او ثلاثة أرباع سكان العالم الى حالة من عدم التوازن بل الاختلال بين الامكانات الذاتيـة للمجتمع بالمفهوم الحضاري الشامل وبين المنجزات والوسائل الحضارية المتاحـة لـه من الخارج او المتدفقة عليه من مؤسسات تنتمي الى مجتمعـات تتمتـع بالسبق والتفوق الحضاري . وفي الوقت الذي نلاحظ فيه ان التجـارب التاريخيـة الاجتماعية كانت تتسم في السابق وحتى اوائل هذا القرن بنصيب وافر مـن الاعتدال والطبيعية والتزامن بين ارتقاء الانسان وارتقاء مؤسساته الاجتماعية . ( معبرا عنه بارتقاء الثقافة والعلوم ومستويات الحياة ووسائ ل الانتـاج وعلاقاته ) من جهة ، وبين ارتقاء حضارته العامة من جهة أخرى نلاحـظ تعاظم القدرات الصناعية والتكنولوجية للمجتمعات الصناعية قد حطم من ذلك الاعتدال وكسر ذلك التزامن . وفي الوقت الذي كان يندر او يكاد ينعدم أن نجد فرقا ملحوظا بين المظهر الحضاري للمجتمع وبين الجوهر الحضاري له أصبـح تواجد هوة تزداد في الاتساع بين المظهر الحضاري للبلدان المتخلفة جوهرها الحضاري سمة بارزة من سمات هذه البلدان .
لقد كانت الصيغة السائدة للتطور الحضاري لاي مجتمع صيغـة بسيطـة ومباشرة : المجتمع يتطور بعلومه وثقافته ومنجزاته الحضاريـة هو . أمـا
الصيغة المعاصرة التي فرضت تاريخيا على مجتمعات البلدان المتخلفـة فـهـي صيغة معقدة : لانه يراد لهذه المجتمعات ـ راغبة في ذلك او غير راغبة ـ أن تتطور ليس بعلومها وثقافتها ومنجزاتها الحضارية هي ، بـل بثق افة وعلوم والمنجزات الحضارية للمجتمعات التي سبقتها في كل مضمار تقريبا .
ان مجالات الاختيار أمام البلدان المتخلفة تكاد تكون معدومـة . فأمامهـا طريق واحد : وهو مسار تعجيل التطور الحضاري الشامل بأقصى قدرة وبأقصر فترة زمنية ممكنة ، أو تعاظم الهوة بين المظهر الحضاري والجوهر الحضاري لها والـذي تعني ترجمته السياسية استمرار التبعية الاقتصادية والثقافيـة والانسياق في منعطفات الاستهلاك والاستثمار التي تفرضها المؤسسات الماليـة والصناعية في الدول المتقدمة .
ان مجرد تناول المنجزات الحضارية ذات المستوى التكنولوجي المعق والقدرة على الاستفادة منها ناهيك عن امكانية تصنيعها محليا ، يتطلب مستوى علميا وتكنولوجيا وثقافيا عاليا بالنسبة للمستوى الحضاري العام الذي يسود المناطق المتخلفة . وبالتالي فان تعجيل التطور يفرض نفسه هنا حتى في أضيق الزوايا وهي زاوية الاستعمال المباشر .
كذلك فان الطموحات السياسية الوطنية لجماهير الدول المتخلفة ورغبتهـا الاكيدة والمخلصه في تجاوز التخلف وتحقيق حياة افضل لافرادها تجعـل من عملية اللحاق بالمستوى العلمي والتكنولوجي للشعوب الصناعية المتقدمة أمرا له محركاته القوية والواضحة -
واذا كانت الفرصة قد اتيحت للشعوب المتقدمة ان تنمو تدريجيا مع هذا التقدم العلمي والتكنولوجي لتراكم خبراتها ومعرفتها والتي هـي جـزء أساسي من الخبرة والحقيقة العلمية المطلقة فان تجاوز الهوة الحضارية بالنسبة للشعوب المتخلفة يحتم عليها استيعاب تلك الخبرات والمعارف والحقائق العلمية وتمثلهـا ثم النقاش معها لتوليد الخبرات والمعارف الجديدة التي يمكن ايداعها وتحقيقها يضمن المعطيات الجوهرية للتركيب الاقتصادي الاجتماعي للمنطقة موضـوع البحث .
واذا كان التقدم الحضاري أساسه تصعيد وتأثر الانتاج وتطوير علاقات باتجاه التقدم فان موضوعة العلم والتكنولوجيا كانت ولا تزال تشكل حجـر الزاوية في ميكانيكية هذا التقـدم .
ولان الظاهرة التكنولوجية هي بطبيعتها ظاهرة اجتماعية وجماعية بمعنـى ان أي تقدم عن طريق تعلم عدد من الاشخاص لتكنولوجيا معينة لايمكن ان يتأتى دون امتصاص المجتمع لموضوعة العلم والتكنولوجيا كموقف حياتي ، وعقلية ، وقيم ، وممارسة ، وسلوك . وهذه هي العقبة الرئيسية التي تواجههـا الدول المتخلفة في عملية تبنيها للتكنولوجيا والعلوم المعاصرة · فهي تستطيـع ( اي يستطيع افرادها ) بشكل أو آخر تلقي جزء من المعلومات العلمية والتكنولوجية المعاصرة والاحتفاظ بهذه المعلومات ايضا بشكل او باخر ، ولكن دون القدرة على دفعها الى اعماق الفرد ذاته أو أعماق المجتمـع لتحفيـز التغيرات في العقلية والسلوك وتنشيط التفاعلات الذهنية والنفسية لاتخاذ مواقف اكثر تقدماً من الحياة وأقرب الى النظام التكنولوجي والعلمي الحديث -
اذا كانت الشعوب في العصور الاولى والوسيطة اعتادت ان تمتص ثقافات الشعوب الأخرى وتتعرف الى حضاراتها وأفكارها ببطء شديد وبترتيب تتقـدم فيه المعلومات على المادة الحضارية ذاتها أي على الانتاج الصناعي والزراعي فان الشعوب المتخلفة في العصر الحديث ونتيجة لنمو امكانات الانتاج الجسيم من جهة ، واشتداد المنافسة بين مراكز الانتاج في الدول الصناعية من جهـة أخرى ـ في اطار التقدم العلمي والتكنولوجي المعـاصر ـ تواجه ترتيبـا معكوسا : أي تقدم المادة المنتجة وغزوها للاسواق قبل التعرف حتى على مناحي استعمالها لدى قطاعات عريضة من الجماهير ·
فاذا اخذنا بعين الاعتبـار اشتداد النزعة الاستهلاكية لاسباب موضوعية وذاتية في انحاء كثيرة من العالم وتدفق رؤوس اموال او تولدها بوتاثر وكيفيات لا تتفق مع حجوم الانتاج الحقيقي للعديد من الدول وخاصة الدول البترولية ( والموطن العربي بعمومـه ) كل ذلك ضمن اطارين أحدهما الاطار العالمي بكل مافيه من أنماط انتاج ودعاية وضغوط وتنافس الخ واطار محلي بكل مافيه أيضا من تطلع نحو التقـدم عن طريق تكنولوجيا وعلوم العصر ممزوجا بالسطحية والاستهـلاك وبدائية التركيب الاقتصادي والاجتماعي وعقلية العصر الوسيط ، اذا اخذنا كل هـذا بعين الاعتبار نجد أن نظرة كثير من الشعوب غير الصناعية وخاصة مؤسساتها التعليمية والثقافية الى موضوعة التقدم العلمي والتكنولوجـي هي في هذا المجال نظرة في جوهرها شكلية . بمعنى أنها تتركز على « قطعـة المعلومات ، وتغفل البعد الاجتماعي لهذه الموضوعة .
يتجلى هذا الاغفال في اهمال دراسة التاريخ العلمي والتكنولوجي : ويتجلى أيضا في اغفال دراسة تاريخ التطور الاجتماعي ـ التكنولوجي . وكذلـك في دراسة فلسفة العلم والتكنولوجيا ، او ما يمكن تسميته بمجموعة « انسانيـات العلوم التطبيقية » Humanities of Applied Sciences .
واذا كانت مهمة الدراسات الانسانية عموما بالاضافة الى الجانب الاكاديمي المتمثل بالوصول الى معارف جديدة هي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع بكل أبعاده من أجل توليد أو تعجيل ديناميكية التغيير والتطور فـان مهمـة انسانيات العلوم التطبيقية ـ مع حذرنا من منزلقات المقارنة الميكانيكيـة ـ هي أيضا بالاضافة الى الجانب الاكاديمي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع العلمي والتكنولوجي بكل أبعاده من أجل تعجيل أو توليد ديناميكية التغييـر والتطوير العلمي والتكنولوجي ضمن اطار التركيب الاجتمـاعي الاقتصـادي العـام .
ورغم تفاوت المجتمعات الصناعية ( ممثلة بمؤسساتها المختلفة وفي جماهيرها ) بمقدار وكيفية تتبع ودراسة انسانيات العلوم التطبيقية فاننا نلاحظ انـه في الوقت الذي تعيش فيه هذه المجتمعات خضم التجربة العلميـة التكنولوجيـة وواقعها الى الدرجة التي أصبحت انسانيات العلوم التطبيقية هي جزء اساسي من التركيب الذهني والنفسي والاجتماعي والاخـلاقي والمؤسســي لهـذه المجتمعات ، فانها تولي انسانيات العلوم التطبيقية اهتماما بالغا . يتضح ذلك في تدريسها لهذه المواد في مختلف الكليات والمعاهد الدراسية وعلـى سائر المستويات تقريبا . كذلك نلاحظ انه قد كتبت عن انسانيات العلوم التطبيقية آلاف الكتب وعشرات الآلاف من المقالات ابتداء من التاريخ لاختراعات قدماء المصريين وانتهاء بالآثار الاجتماعية المتوقعة لثورة المعلومات التي يشهدها العالم الآن • هذا في الوقت الذي تخلو فيه مكتبات شعوب العالم الثالث تماما من مثل هذه الادبيات رغم الحاجة الماسة اليها .
فاذا اضفنا الى ذلك تواجد المتاحف العلمية والتكنولوجية الاصلية او المقلدة في العديد من بلدان العالم الصناعي نجد أن الفرد في تلك البلــدان يعيش ويشاهد ويمارس التطور التكنولوجي في كل أبعاده الأمر الذي بالاضافة الـى عوامل أخرى يهيء ذهنيته لتتفاعل مع الواقع العلمي او التكنولوجي ويبدع فيه كجزء من المجموعة البشرية التي ينتمي اليها .
لقد ساعد غياب انسانيات العلوم التطبيقية واهمالها من قبل المؤسسـات التربوية والمهنية وكذلك المؤسسات الاعلامية التي تسيطر عليها الدولة في معظم انحاء الوطن العربي ساعد ( بالاضافة الى أسباب عديدة منهـا توفـر القدرة الشرائية لدى العديد من الاقطار ) على العجز عن تقدير الجهود الانسانية على مستوى الفرد أو المجموعة وعلى مستوى المؤسسات الخاصة أو العامة التـي تتطلبها عملية التطوير باتجاه العلم والتكنولوجيا المعاصرة .
لقد أدت سهولة الشراء والاستيراد لاي شيء وبشكل جاهز كلية ـ وابتداء من الكوب الزجاجي وانتهاء بمحطات الاقمار الصناعية ـ الى الاستخفاف او اذا شئت الغفلة عما يبذل في العالم الصناعي من طاقات وساعـات عمل في تصنيع وتحديث هذه المشتريات او المستوردات ومايكتنف ذلـك من تغيير كمي ونوعي متواصل في التركيب الذهني والنفسي لتلـك المجتمعـات ناهيك عن التغييرات في البنى الاجتماعية ذاتها .
ان السير الذاتية للعاملين في حقول العلوم والتكنولوجيـا من علمـاء ومهندسين ومخترعين هي جزء أساسي من انسانيات العلوم والتكنولوجيا التي أشرنا اليها في السطور السابقة . وبالتالي فان دراسة هـذه المسير بدرجات مختلفة من الشمولية والعمق تعد دراسة لتاريخ العلم والتكنولوجيا من خـلال الانسان ذاته . أي من خلال الافراد الذين صنعوا تاريخ العلوم والتكنولوجيا وساهموا بشكل بارز بتغيير وجه الحضارة الانسانية وتحويلها الى صور ارقى وجوهر أكثر تقدما .
والموسوعة التي نقدمها الآن تشتمل على السير الذاتية لمشاهير العلمـاء والمخترعين في العالم والذين كانت لهم مساهمات حقيقية في حقول العلـم او الاختراع . ومثل هذا العمل نرى أن الحاجة ماسة اليه في الوطن العربي ليأخذ مكانه في مكتبة انسانيات العلوم والتكنولوجيا ويقوم بدوره ضمن الاطـار الاجتماعي الهادف الذي تعرضنا له في الصفحات السابقة .
ان أنه بالرغم من أن التاريخ لبداية النهضة العربية المعاصرة يرجعهـا الـي النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مصر واوائل هذا القرن في غيرها من الاقطار نجد أن الكتب والمقالات الجادة والمتواصلة التي تتناول انسانيـات العلوم التطبيقية هي في منتهى الندرة .
ومن المفيد هنا أن نعرض لبعض المسائل المتعلقة بالموسوعة التي بين أيدينا . فمن حيث الشمول لا نزعم ان الموسوعة جاءت شاملة لجميع أسماء العلمـاء والمخترعين الذين كان لهم دور حضاري بارز · بل يجوز القول بان الموسوعة تضم نخبة من أشهر الاسماء التي عرفها تاريخ التطور العلمي والتكنولوجي في العالم . ذلك أن حصر جميع الأسماء في عمل واحد وفي الطبعة الأولى أمـر لايمكن الا أن يعتمد على مجهود مؤسسة متكاملة وليس عدد قليل من الباحثين . ومن ناحية ثانية فقد كانت هناك صعوبات فعلية في الحصول على المعلومات حتى بالنسبة للاسماء الواردة هنا وذلك لعدم توفر المصادر الكافية .
ومن حيث جنسيات العلماء والمخترعين الواردين في الموسوعة فسوف يلاحظ ان الغالبية العظمى من هذه الاسماء تتبع بلدان مايعرف الآن بأوروبا الغربيـة ( وعلى الاخص بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وبدرجـة أقل دول أوروبا الاخرى ) والولايات المتحدة الامريكية . وبديهي أنه ليس هناك من محاولة للايحاء بان هذه البلدان فقط هي التي ظهر منها العلماء والمخترعون . صحيح أنه كان لرجالات هذه البلدان دور بارز تماما وربمـا بجموعه متفوق على البلـدان الأخرى . الا أن مساهمات رجالات البلدان الأخرى وعلى وجه الخصوص في مايعرف الآن بأوروبا الشرقية والصين واليابان وربمـا الهند لها أهميتهـا التاريخية الواضحة . غير أن صعوبة الحصول على المصادر ان وجدت حتى في لغات تلك البلاد كان عائقا حال دون ادراج عدد وافر من أسمـاء علمائها ومخترعيها . وهناك العديد من الدول التي لم تؤرخ السير الذاتية لعلمائهـا ومخترعيها على الاطلاق في حالات أو في أضيق الحدود في حـالات اخرى • وعلى سبيل المثال في بحثنا عن العلماء والمخترعين في الهند رغم الكتابـة الى المؤسسات العلمية والمهنية هناك فلم نتمكن من الحصول الا على مرجع واحـد فقط باللغة الانجليزية يتكلم عن أشهر رجال الهند . ولكن الكتاب ( رغم قيمته من وجهة نظر اخرى ) كان مخيبا للآمال لانه لم يتضمن سوى اسماء قليلة للغاية ومعدودة من الرجالات الذين شغلوا مناصب علمية فقط دون التعرض لانجازاتهم العلمية والتكنولوجية . وطغت على الكتاب أسماء واخبار الادباء والفنانيـن ورجال الدين والسياسيين والشهـداء .
أما العلماء والمخترعون العرب فهي مسألة جديرة بأن تذكر بشيء من التفصيل فمن حيث العلماء والمخترعون القدامى نلاحظ ان المراجع الاصلية التي تشير اليهم هي قليلة للغاية . واذا استثنينا بعض المراجع من طراز طبقات الاطباء لابن ابي أصيبعة ككتاب متخصص ( على الاقل من حيث الاتجاه ) نجد أن غالبية ماورد في المصادر الاصلية القديمة يدور حول الشعراء والادباء والفقهاء والظرفـاء والخلفاء والامراء والوزراء والعلماء ( بمفهوم دينـي ) والفضـلاء والاتقياء والاولياء . يليهم بدرجة أقل الاطباء . غير أن طبيعة العلوم في ذلك العصـر وكيفية التاريخ لها لاتمكن الباحث من الوصول الى نتـائج محـدودة حول الانجازات الحقيقية الحاسمة التي توصل اليها حتى الاطباء . فكثيرا مانجـد عند ابن أبي أصيبعة أو عند ابن النديم أو غيرهما اشارة الى « المؤلفات » أو « الكتب » او « الرسائل ، التي كتبها أولئك النفر من الاطبـاء أو الفلاسف ة أو الرياضيين أو الكيميائيين أو الفيزيائيين ( على قلتهم ) دون التعرض لصلب المادة الواردة في المؤلفات ، ونظرا لان العديد من هذه الكتب أو معظمها غيـر مطبوع أو غير موجود ، فان التقييم الحقيقي لانجازات ذلك العالم أو المخترع في مجالات العلم أو التكنولوجيا يصبح أمرا غير متيسر .
فاذا أضفنا الى ذلك أن الطبيعة الثقافية للمرحلة كان يجتمع فيها العلـم ( بالمفهوم العصـري ) مع الادب مع مع الدين ، فان كتابة المؤرخين القدامي كانت تتسم بالعمومية في أغلب الاحيان وبشكل يصعب معه توثيق معلوماتهم أو أخبارهم بمستوى عصري · زد على ذلك ان فيصل Criterion في ذلك الوقت لم يكن الانجـاز والابتكار العلمي ( بمفهومنا المعاصر ) او التكنولوجي بقدر ماكـان « الفضل » « الادب » و « الكرم » و « الورع » و « الفلسفة » والعلم في الديـن او الانسـاب او الرواية ، يتضح ذلك من الابواب التي قسم ابن النديم مثلا كتابه اليها لتكـون : اللغة ، التاريخ ، الشعر ، الالهيات ، الشريعة ، الكيمياء ، الفرق الديانات السحر ، الاساطير ، الفلسفة • صحيح أن طغيـان شهـرة الشعراء والادباء والظرفاء والسياسيين والفنانين ورجال الدين على غيرهم من رجال التاريخ ( أي الذين يؤرخ لهم ) هي ظاهرة عالمية من حيث الانتشار وطبيعية من حيث نمو الاهتمام وتطوره ، الا أن تعلق الانسان العربي - لاسب اب شتى لا مجـال لتفصيلها في هذه المقدمة ـ بسير واخبار الشعراء والادباء والفضلاء ورجـال الدين ورجال القبائل والغزوات يفوق ماهو معروف عند كثير من الشعوب ، بحيث يصبح هذا التعلق واحدة من السمات البارزة للشخصية العربية . ان يندر أن نجد شعبا يحفظ ابناؤه أبياتا أو عبارات قالها السالفون ـ أيا كـان اولئك السالفون ابتداء من شيخ القبيلة وانتهاء بالاعرابي المتصعلـك ـ قبـل بضعة عشر قرنا بنفس الكيفية والكمية والحرفية والحيوية التي يحفظ بها أبناء الشعب العربي عموما أقوال سالفيهم . وطبيعي أن هذه النوعيـة من المواد شغلت وتشغل الجزء الأكبر من « الذاكرة العربية ، بحيث لايتبقى حيز كاف بهـا للاهتمام بنوعيات أخرى من المواد تتطلب جهودا أخرى غير عاديـة « وغيـر فطرية » - بل ان الافراط في استذكار واستحفاظ أقوال الاقدميـن بالحرفيـة والتفصيلية والشمولية العربية الخاصة ، وابتداء من العصر الجاهلي ( القرن الخامس الميلادي ) أدى الى نوع من « اشباع » الذاكرة العربية بأسمـاء ومواد وتاريخ الثلاثة أو الاربعة قرون التالية بحيث يتصاعد الخط البياني للكميـة المحفوظة من أسماء وأقوال ، ليصل قيمته الذروية في القرن الثامن او التاسـع الميلادي ويأخذ بعدها بالتناقص وبانحدار شديد حتى اذا كان القرن العاشر تقريبا لم يبق مكان في « الذاكرة الاجتماعية » أو « الذاكرة الثقافية » المعاصرة لاس جديد او انتاج جديد الا بشكل ضئيل ومبعثر وغير متجذر . يتمثل هذا الوضع في ندرة مايعرفه أو يسمعه أو يحفظه الانسان العربي المعـاصر عن القرون السبعة أو الثمانية الماضية ولقد تكرس هذا الوضع وتكرست هذه الحلقـة المفقودة عن طريق أساليب ومواد التثقيف والتعليم التي انتهجـت في اغلـب الاقطار العربية ، حيث يبدأ التركيز على التاريخ للاسماء والاقوال من العصر الجاهلي وبنفس الكيفية التي أشرنا اليها أعلاه ، ليتم اشبـاع الذاكرة في السنين الدراسية الاولى وبأكبر قدر من التفاصيل .
. ونظرا لان التاريخ العربي مرتبط منذ بداياته الهامة بالدين الاسلامي والتاريخ السياسي للاسلام ، ونظرا لان تلك البدايات وكذلك الحقبة الاولى من التاريخ السياسي للاسلام كانت بدايات انتصار في مجملها ، وحقبات توسع وانشـاء بنيان سياسي وعسكري ضخم فان الاهتمام بتفاصيل تلك الفترة له مبرراتـه النفسية الواضحة . غير أن جانبا سلبيا يمكن ملاحظته لكون بداية التاريـخ العربي « الهام » بداية انتصار سريع وهو أنه : في الوقت الذي وصل التقدم السياسي والعسكري ذروته بانشاء أكبر امبراطورية في ذلك العصر خلال قرن من الزمان ليأخذ المنحنى السياسي والعسكـري بعـده بالهبوط بسرعة وتبدأ الامبراطورية بالتناقص او التخلع سياسيا من أطرافها ليصل الى بداية نهاياته بعد أقل من ثلاثة قرون ( في القرن التاسع الميلادي ) . في الوقت نفسـه كـان منحنى النمو والتفاعل والأخصاب الحضاري بطبيعة الحال يتصاعد بوتيرة غير متسرعة بحيث يصل ذروته في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي أي بعـد فترة زمنية واضحة من خلخلة وتزعزع البنيان السياسي .
وطبيعي أيضـا أن يكون التاريخ للعصر الذهبي للحضارة العربية تاليا لها . وهكذا فان « المتتبـع التقليدي » للتاريخ العربي يبدأ معه بحماس وتعـاطف سيـاسي وعسكري ومذهبي . وحين يصل هذا التاريخ الى منعطفات الهزيمة السياسية والعسكرية يخبو حماس هذا المتتبع وتفتر همته عن المتابعة لانها متابعة هبوط وانحطاط • وبذلك طغت الاسماء المنتمية الى حقبة الانتصارات السياسية والعسكرية الاولى مهما كان خلف تلك الاسماء على أسماء رجال العلـم ( بالمفهوم المعاصـر ) أو الصناعات . ولذلك اذا استثنينا العدد القليل ( ونعني القليل فعلا ) من الاعـلام المعروفة في مجال العلوم كابن الهيثم وابن سينا والرازي والفارابي والخوارزمي وغيرهم فان بناة الحضارة العربية ونعني هنا البناة من علماء ومخترعين وصناع ومهندسين وليس البناة السياسيين ، هم مجهولون .
من كان أولئك النفر الذين قاموا بهندسة المـدن أو قنوات الري أو قصور الخلفاء أو سفن البحرية ؟ من كان اولئك الذين عملوا علـى تطوير صناعات المعادن ، والورق ، والنسيج ؟ ليس مايهمنا هنا هو أن يكون قد ورد بعض من الاسماء في كتاب ما أو مخطوطة لم تطبع ، ( على أهمية ذلك ) وانما مايهمنا هنا هو مدى معرفة الانسان العادي او المثقف المتوسط لها كجزء من انسانيـات العلوم التطبيقية .
فاذا انتقلنا الى العصر الحديث أي بعد تسعمئة عام علـى ذروة النهضـة الحضارية العربية نلاحظ أن نموا كبيرا لم يطرأ على أعلام العلوم والتكنولوجيا بل ونلاحظ استمرار طغيان الاسماء التي تستند الى فيصل الشهرة التقليدي • يتضح ذلك من استعراض الاعلام لخير الدين الزركلي مثلا ، على أهمية العمل وقيمة الجهود المبذولة فيه ، وكذلك البرامج والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية أما الاعمال الاخرى التي أرخت للعلم عند العرب كأعمال عمـر فروخ وقدري طوقان على سبيل المثال فان مجمل ماجاء فيها لايتعدى الاسمـاء المشهورة كالبتاني والبيروني وابن حيان وهي الاسماء القليلة ـ على أهميتها ـ المتكررة في معظم المراجع .
ان ملاحظاتنا السابقة والمسهبة نوعا ما حول أسماء العلمـاء والمخترعين العرب والقدامي خاصة والتي لايقصد منها تثبيت الموقف الاعتذاري المعتـاد قد أوردناها هنا لسببين :
الاول : انه سوف يلاحظ ان أسماء العلماء والمخترعين في موسوعتنا قليلـة نسبيا لا تتعدى الاثنين بالمئة من مجموع الاسماء الواردة في الموسوعة . ومثل هذه النسبة سوف يعتبرها القارىء العربي ضئيلة للغاية اذا ما استحضـر في ذهنه التاريخ العربي خلال الاربعة عشر قرنا الماضية ودور العرب القيـادي في حقبة من حقبات التاريخ .
الثاني : ان « الكمية » التي كتبت عن عدد من هذه الاسماء صغيرة نسبيا قد لا تتناسب مع « الحجم الذي نحمله في اذهاننا » عن تلك الشخصيات . وهذا مرده الى محاولتنا اعطاء نوع من التوازن بين مختلف الاسماء الواردة مـع مراعاة قيمة الانجاز الحقيقي .
بالنسبة للعلماء والمخترعين المعاصرين ومن جميع الجنسيات فان حصرهم في الوقت الحاضر هو من الصعوبة الواضحة . ومن ناحية ثانية فـان السير الذاتية للاحياء تكون دائما موضع نقاش وتغيير .
وفي مجال لغة الموسوعة وترتيبها فقد حاولنا ان يكون تعريبنا للمصطلحـات اقرب ما يكون لمدلولاتها الفعلية مع كتابة الكلمات المقابلة باللغة الانجليزية .
اما ترتيب الاسماء فكان هجائيا وحسب اسم الشهرة وخاصة بالنسبة للاسماء العربيـة .
اخيرا لا بد ان نسجل شكرنا وتقديرنا للجهود التي بذلتها الدكتورة سلـوى الخماش في مراجعة المخطوطة والتي ساعدت على اخراجها بهذا الشكل .
انا نأمل ان تكون بدايتنا المتواضعة اساسا جيدا وصالحا للتطوير من حيـث العمق والشمول لتؤدي موسوعة العلماء والمخترعين دورها في القاء ضوء على جانب من اهم جوانب انسانيات العلوم التطبيقية : السير الذاتية للعلمــاء والمخترعين .
الدكتـور ابراهيـم بـدران
الدكتور محمد اسعد فارس
١٦ - ٥ - ۱۹۷۷
إعـداد :
الدكتور ابراهيـم بـدران
الدكتور محمد أسـعـد فـارس
مقـدمـة :
تجتاز بلدان العالم المتخلف عموما ومن ضمنها أقطار الوطن العربي مرحلة حضارية على جانب كبير من التعقيد والخطورة في آن واحد . فلأول مرة ربما في التاريخ وعلى هذا المقياس يتعرض سكان نصف العالم او ثلاثة أرباع سكان العالم الى حالة من عدم التوازن بل الاختلال بين الامكانات الذاتيـة للمجتمع بالمفهوم الحضاري الشامل وبين المنجزات والوسائل الحضارية المتاحـة لـه من الخارج او المتدفقة عليه من مؤسسات تنتمي الى مجتمعـات تتمتـع بالسبق والتفوق الحضاري . وفي الوقت الذي نلاحظ فيه ان التجـارب التاريخيـة الاجتماعية كانت تتسم في السابق وحتى اوائل هذا القرن بنصيب وافر مـن الاعتدال والطبيعية والتزامن بين ارتقاء الانسان وارتقاء مؤسساته الاجتماعية . ( معبرا عنه بارتقاء الثقافة والعلوم ومستويات الحياة ووسائ ل الانتـاج وعلاقاته ) من جهة ، وبين ارتقاء حضارته العامة من جهة أخرى نلاحـظ تعاظم القدرات الصناعية والتكنولوجية للمجتمعات الصناعية قد حطم من ذلك الاعتدال وكسر ذلك التزامن . وفي الوقت الذي كان يندر او يكاد ينعدم أن نجد فرقا ملحوظا بين المظهر الحضاري للمجتمع وبين الجوهر الحضاري له أصبـح تواجد هوة تزداد في الاتساع بين المظهر الحضاري للبلدان المتخلفة جوهرها الحضاري سمة بارزة من سمات هذه البلدان .
لقد كانت الصيغة السائدة للتطور الحضاري لاي مجتمع صيغـة بسيطـة ومباشرة : المجتمع يتطور بعلومه وثقافته ومنجزاته الحضاريـة هو . أمـا
الصيغة المعاصرة التي فرضت تاريخيا على مجتمعات البلدان المتخلفـة فـهـي صيغة معقدة : لانه يراد لهذه المجتمعات ـ راغبة في ذلك او غير راغبة ـ أن تتطور ليس بعلومها وثقافتها ومنجزاتها الحضارية هي ، بـل بثق افة وعلوم والمنجزات الحضارية للمجتمعات التي سبقتها في كل مضمار تقريبا .
ان مجالات الاختيار أمام البلدان المتخلفة تكاد تكون معدومـة . فأمامهـا طريق واحد : وهو مسار تعجيل التطور الحضاري الشامل بأقصى قدرة وبأقصر فترة زمنية ممكنة ، أو تعاظم الهوة بين المظهر الحضاري والجوهر الحضاري لها والـذي تعني ترجمته السياسية استمرار التبعية الاقتصادية والثقافيـة والانسياق في منعطفات الاستهلاك والاستثمار التي تفرضها المؤسسات الماليـة والصناعية في الدول المتقدمة .
ان مجرد تناول المنجزات الحضارية ذات المستوى التكنولوجي المعق والقدرة على الاستفادة منها ناهيك عن امكانية تصنيعها محليا ، يتطلب مستوى علميا وتكنولوجيا وثقافيا عاليا بالنسبة للمستوى الحضاري العام الذي يسود المناطق المتخلفة . وبالتالي فان تعجيل التطور يفرض نفسه هنا حتى في أضيق الزوايا وهي زاوية الاستعمال المباشر .
كذلك فان الطموحات السياسية الوطنية لجماهير الدول المتخلفة ورغبتهـا الاكيدة والمخلصه في تجاوز التخلف وتحقيق حياة افضل لافرادها تجعـل من عملية اللحاق بالمستوى العلمي والتكنولوجي للشعوب الصناعية المتقدمة أمرا له محركاته القوية والواضحة -
واذا كانت الفرصة قد اتيحت للشعوب المتقدمة ان تنمو تدريجيا مع هذا التقدم العلمي والتكنولوجي لتراكم خبراتها ومعرفتها والتي هـي جـزء أساسي من الخبرة والحقيقة العلمية المطلقة فان تجاوز الهوة الحضارية بالنسبة للشعوب المتخلفة يحتم عليها استيعاب تلك الخبرات والمعارف والحقائق العلمية وتمثلهـا ثم النقاش معها لتوليد الخبرات والمعارف الجديدة التي يمكن ايداعها وتحقيقها يضمن المعطيات الجوهرية للتركيب الاقتصادي الاجتماعي للمنطقة موضـوع البحث .
واذا كان التقدم الحضاري أساسه تصعيد وتأثر الانتاج وتطوير علاقات باتجاه التقدم فان موضوعة العلم والتكنولوجيا كانت ولا تزال تشكل حجـر الزاوية في ميكانيكية هذا التقـدم .
ولان الظاهرة التكنولوجية هي بطبيعتها ظاهرة اجتماعية وجماعية بمعنـى ان أي تقدم عن طريق تعلم عدد من الاشخاص لتكنولوجيا معينة لايمكن ان يتأتى دون امتصاص المجتمع لموضوعة العلم والتكنولوجيا كموقف حياتي ، وعقلية ، وقيم ، وممارسة ، وسلوك . وهذه هي العقبة الرئيسية التي تواجههـا الدول المتخلفة في عملية تبنيها للتكنولوجيا والعلوم المعاصرة · فهي تستطيـع ( اي يستطيع افرادها ) بشكل أو آخر تلقي جزء من المعلومات العلمية والتكنولوجية المعاصرة والاحتفاظ بهذه المعلومات ايضا بشكل او باخر ، ولكن دون القدرة على دفعها الى اعماق الفرد ذاته أو أعماق المجتمـع لتحفيـز التغيرات في العقلية والسلوك وتنشيط التفاعلات الذهنية والنفسية لاتخاذ مواقف اكثر تقدماً من الحياة وأقرب الى النظام التكنولوجي والعلمي الحديث -
اذا كانت الشعوب في العصور الاولى والوسيطة اعتادت ان تمتص ثقافات الشعوب الأخرى وتتعرف الى حضاراتها وأفكارها ببطء شديد وبترتيب تتقـدم فيه المعلومات على المادة الحضارية ذاتها أي على الانتاج الصناعي والزراعي فان الشعوب المتخلفة في العصر الحديث ونتيجة لنمو امكانات الانتاج الجسيم من جهة ، واشتداد المنافسة بين مراكز الانتاج في الدول الصناعية من جهـة أخرى ـ في اطار التقدم العلمي والتكنولوجي المعـاصر ـ تواجه ترتيبـا معكوسا : أي تقدم المادة المنتجة وغزوها للاسواق قبل التعرف حتى على مناحي استعمالها لدى قطاعات عريضة من الجماهير ·
فاذا اخذنا بعين الاعتبـار اشتداد النزعة الاستهلاكية لاسباب موضوعية وذاتية في انحاء كثيرة من العالم وتدفق رؤوس اموال او تولدها بوتاثر وكيفيات لا تتفق مع حجوم الانتاج الحقيقي للعديد من الدول وخاصة الدول البترولية ( والموطن العربي بعمومـه ) كل ذلك ضمن اطارين أحدهما الاطار العالمي بكل مافيه من أنماط انتاج ودعاية وضغوط وتنافس الخ واطار محلي بكل مافيه أيضا من تطلع نحو التقـدم عن طريق تكنولوجيا وعلوم العصر ممزوجا بالسطحية والاستهـلاك وبدائية التركيب الاقتصادي والاجتماعي وعقلية العصر الوسيط ، اذا اخذنا كل هـذا بعين الاعتبار نجد أن نظرة كثير من الشعوب غير الصناعية وخاصة مؤسساتها التعليمية والثقافية الى موضوعة التقدم العلمي والتكنولوجـي هي في هذا المجال نظرة في جوهرها شكلية . بمعنى أنها تتركز على « قطعـة المعلومات ، وتغفل البعد الاجتماعي لهذه الموضوعة .
يتجلى هذا الاغفال في اهمال دراسة التاريخ العلمي والتكنولوجي : ويتجلى أيضا في اغفال دراسة تاريخ التطور الاجتماعي ـ التكنولوجي . وكذلـك في دراسة فلسفة العلم والتكنولوجيا ، او ما يمكن تسميته بمجموعة « انسانيـات العلوم التطبيقية » Humanities of Applied Sciences .
واذا كانت مهمة الدراسات الانسانية عموما بالاضافة الى الجانب الاكاديمي المتمثل بالوصول الى معارف جديدة هي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع بكل أبعاده من أجل توليد أو تعجيل ديناميكية التغيير والتطور فـان مهمـة انسانيات العلوم التطبيقية ـ مع حذرنا من منزلقات المقارنة الميكانيكيـة ـ هي أيضا بالاضافة الى الجانب الاكاديمي تعميق المعرفة العلمية والوعي بالواقـع العلمي والتكنولوجي بكل أبعاده من أجل تعجيل أو توليد ديناميكية التغييـر والتطوير العلمي والتكنولوجي ضمن اطار التركيب الاجتمـاعي الاقتصـادي العـام .
ورغم تفاوت المجتمعات الصناعية ( ممثلة بمؤسساتها المختلفة وفي جماهيرها ) بمقدار وكيفية تتبع ودراسة انسانيات العلوم التطبيقية فاننا نلاحظ انـه في الوقت الذي تعيش فيه هذه المجتمعات خضم التجربة العلميـة التكنولوجيـة وواقعها الى الدرجة التي أصبحت انسانيات العلوم التطبيقية هي جزء اساسي من التركيب الذهني والنفسي والاجتماعي والاخـلاقي والمؤسســي لهـذه المجتمعات ، فانها تولي انسانيات العلوم التطبيقية اهتماما بالغا . يتضح ذلك في تدريسها لهذه المواد في مختلف الكليات والمعاهد الدراسية وعلـى سائر المستويات تقريبا . كذلك نلاحظ انه قد كتبت عن انسانيات العلوم التطبيقية آلاف الكتب وعشرات الآلاف من المقالات ابتداء من التاريخ لاختراعات قدماء المصريين وانتهاء بالآثار الاجتماعية المتوقعة لثورة المعلومات التي يشهدها العالم الآن • هذا في الوقت الذي تخلو فيه مكتبات شعوب العالم الثالث تماما من مثل هذه الادبيات رغم الحاجة الماسة اليها .
فاذا اضفنا الى ذلك تواجد المتاحف العلمية والتكنولوجية الاصلية او المقلدة في العديد من بلدان العالم الصناعي نجد أن الفرد في تلك البلــدان يعيش ويشاهد ويمارس التطور التكنولوجي في كل أبعاده الأمر الذي بالاضافة الـى عوامل أخرى يهيء ذهنيته لتتفاعل مع الواقع العلمي او التكنولوجي ويبدع فيه كجزء من المجموعة البشرية التي ينتمي اليها .
لقد ساعد غياب انسانيات العلوم التطبيقية واهمالها من قبل المؤسسـات التربوية والمهنية وكذلك المؤسسات الاعلامية التي تسيطر عليها الدولة في معظم انحاء الوطن العربي ساعد ( بالاضافة الى أسباب عديدة منهـا توفـر القدرة الشرائية لدى العديد من الاقطار ) على العجز عن تقدير الجهود الانسانية على مستوى الفرد أو المجموعة وعلى مستوى المؤسسات الخاصة أو العامة التـي تتطلبها عملية التطوير باتجاه العلم والتكنولوجيا المعاصرة .
لقد أدت سهولة الشراء والاستيراد لاي شيء وبشكل جاهز كلية ـ وابتداء من الكوب الزجاجي وانتهاء بمحطات الاقمار الصناعية ـ الى الاستخفاف او اذا شئت الغفلة عما يبذل في العالم الصناعي من طاقات وساعـات عمل في تصنيع وتحديث هذه المشتريات او المستوردات ومايكتنف ذلـك من تغيير كمي ونوعي متواصل في التركيب الذهني والنفسي لتلـك المجتمعـات ناهيك عن التغييرات في البنى الاجتماعية ذاتها .
ان السير الذاتية للعاملين في حقول العلوم والتكنولوجيـا من علمـاء ومهندسين ومخترعين هي جزء أساسي من انسانيات العلوم والتكنولوجيا التي أشرنا اليها في السطور السابقة . وبالتالي فان دراسة هـذه المسير بدرجات مختلفة من الشمولية والعمق تعد دراسة لتاريخ العلم والتكنولوجيا من خـلال الانسان ذاته . أي من خلال الافراد الذين صنعوا تاريخ العلوم والتكنولوجيا وساهموا بشكل بارز بتغيير وجه الحضارة الانسانية وتحويلها الى صور ارقى وجوهر أكثر تقدما .
والموسوعة التي نقدمها الآن تشتمل على السير الذاتية لمشاهير العلمـاء والمخترعين في العالم والذين كانت لهم مساهمات حقيقية في حقول العلـم او الاختراع . ومثل هذا العمل نرى أن الحاجة ماسة اليه في الوطن العربي ليأخذ مكانه في مكتبة انسانيات العلوم والتكنولوجيا ويقوم بدوره ضمن الاطـار الاجتماعي الهادف الذي تعرضنا له في الصفحات السابقة .
ان أنه بالرغم من أن التاريخ لبداية النهضة العربية المعاصرة يرجعهـا الـي النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مصر واوائل هذا القرن في غيرها من الاقطار نجد أن الكتب والمقالات الجادة والمتواصلة التي تتناول انسانيـات العلوم التطبيقية هي في منتهى الندرة .
ومن المفيد هنا أن نعرض لبعض المسائل المتعلقة بالموسوعة التي بين أيدينا . فمن حيث الشمول لا نزعم ان الموسوعة جاءت شاملة لجميع أسماء العلمـاء والمخترعين الذين كان لهم دور حضاري بارز · بل يجوز القول بان الموسوعة تضم نخبة من أشهر الاسماء التي عرفها تاريخ التطور العلمي والتكنولوجي في العالم . ذلك أن حصر جميع الأسماء في عمل واحد وفي الطبعة الأولى أمـر لايمكن الا أن يعتمد على مجهود مؤسسة متكاملة وليس عدد قليل من الباحثين . ومن ناحية ثانية فقد كانت هناك صعوبات فعلية في الحصول على المعلومات حتى بالنسبة للاسماء الواردة هنا وذلك لعدم توفر المصادر الكافية .
ومن حيث جنسيات العلماء والمخترعين الواردين في الموسوعة فسوف يلاحظ ان الغالبية العظمى من هذه الاسماء تتبع بلدان مايعرف الآن بأوروبا الغربيـة ( وعلى الاخص بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وبدرجـة أقل دول أوروبا الاخرى ) والولايات المتحدة الامريكية . وبديهي أنه ليس هناك من محاولة للايحاء بان هذه البلدان فقط هي التي ظهر منها العلماء والمخترعون . صحيح أنه كان لرجالات هذه البلدان دور بارز تماما وربمـا بجموعه متفوق على البلـدان الأخرى . الا أن مساهمات رجالات البلدان الأخرى وعلى وجه الخصوص في مايعرف الآن بأوروبا الشرقية والصين واليابان وربمـا الهند لها أهميتهـا التاريخية الواضحة . غير أن صعوبة الحصول على المصادر ان وجدت حتى في لغات تلك البلاد كان عائقا حال دون ادراج عدد وافر من أسمـاء علمائها ومخترعيها . وهناك العديد من الدول التي لم تؤرخ السير الذاتية لعلمائهـا ومخترعيها على الاطلاق في حالات أو في أضيق الحدود في حـالات اخرى • وعلى سبيل المثال في بحثنا عن العلماء والمخترعين في الهند رغم الكتابـة الى المؤسسات العلمية والمهنية هناك فلم نتمكن من الحصول الا على مرجع واحـد فقط باللغة الانجليزية يتكلم عن أشهر رجال الهند . ولكن الكتاب ( رغم قيمته من وجهة نظر اخرى ) كان مخيبا للآمال لانه لم يتضمن سوى اسماء قليلة للغاية ومعدودة من الرجالات الذين شغلوا مناصب علمية فقط دون التعرض لانجازاتهم العلمية والتكنولوجية . وطغت على الكتاب أسماء واخبار الادباء والفنانيـن ورجال الدين والسياسيين والشهـداء .
أما العلماء والمخترعون العرب فهي مسألة جديرة بأن تذكر بشيء من التفصيل فمن حيث العلماء والمخترعون القدامى نلاحظ ان المراجع الاصلية التي تشير اليهم هي قليلة للغاية . واذا استثنينا بعض المراجع من طراز طبقات الاطباء لابن ابي أصيبعة ككتاب متخصص ( على الاقل من حيث الاتجاه ) نجد أن غالبية ماورد في المصادر الاصلية القديمة يدور حول الشعراء والادباء والفقهاء والظرفـاء والخلفاء والامراء والوزراء والعلماء ( بمفهوم دينـي ) والفضـلاء والاتقياء والاولياء . يليهم بدرجة أقل الاطباء . غير أن طبيعة العلوم في ذلك العصـر وكيفية التاريخ لها لاتمكن الباحث من الوصول الى نتـائج محـدودة حول الانجازات الحقيقية الحاسمة التي توصل اليها حتى الاطباء . فكثيرا مانجـد عند ابن أبي أصيبعة أو عند ابن النديم أو غيرهما اشارة الى « المؤلفات » أو « الكتب » او « الرسائل ، التي كتبها أولئك النفر من الاطبـاء أو الفلاسف ة أو الرياضيين أو الكيميائيين أو الفيزيائيين ( على قلتهم ) دون التعرض لصلب المادة الواردة في المؤلفات ، ونظرا لان العديد من هذه الكتب أو معظمها غيـر مطبوع أو غير موجود ، فان التقييم الحقيقي لانجازات ذلك العالم أو المخترع في مجالات العلم أو التكنولوجيا يصبح أمرا غير متيسر .
فاذا أضفنا الى ذلك أن الطبيعة الثقافية للمرحلة كان يجتمع فيها العلـم ( بالمفهوم العصـري ) مع الادب مع مع الدين ، فان كتابة المؤرخين القدامي كانت تتسم بالعمومية في أغلب الاحيان وبشكل يصعب معه توثيق معلوماتهم أو أخبارهم بمستوى عصري · زد على ذلك ان فيصل Criterion في ذلك الوقت لم يكن الانجـاز والابتكار العلمي ( بمفهومنا المعاصر ) او التكنولوجي بقدر ماكـان « الفضل » « الادب » و « الكرم » و « الورع » و « الفلسفة » والعلم في الديـن او الانسـاب او الرواية ، يتضح ذلك من الابواب التي قسم ابن النديم مثلا كتابه اليها لتكـون : اللغة ، التاريخ ، الشعر ، الالهيات ، الشريعة ، الكيمياء ، الفرق الديانات السحر ، الاساطير ، الفلسفة • صحيح أن طغيـان شهـرة الشعراء والادباء والظرفاء والسياسيين والفنانين ورجال الدين على غيرهم من رجال التاريخ ( أي الذين يؤرخ لهم ) هي ظاهرة عالمية من حيث الانتشار وطبيعية من حيث نمو الاهتمام وتطوره ، الا أن تعلق الانسان العربي - لاسب اب شتى لا مجـال لتفصيلها في هذه المقدمة ـ بسير واخبار الشعراء والادباء والفضلاء ورجـال الدين ورجال القبائل والغزوات يفوق ماهو معروف عند كثير من الشعوب ، بحيث يصبح هذا التعلق واحدة من السمات البارزة للشخصية العربية . ان يندر أن نجد شعبا يحفظ ابناؤه أبياتا أو عبارات قالها السالفون ـ أيا كـان اولئك السالفون ابتداء من شيخ القبيلة وانتهاء بالاعرابي المتصعلـك ـ قبـل بضعة عشر قرنا بنفس الكيفية والكمية والحرفية والحيوية التي يحفظ بها أبناء الشعب العربي عموما أقوال سالفيهم . وطبيعي أن هذه النوعيـة من المواد شغلت وتشغل الجزء الأكبر من « الذاكرة العربية ، بحيث لايتبقى حيز كاف بهـا للاهتمام بنوعيات أخرى من المواد تتطلب جهودا أخرى غير عاديـة « وغيـر فطرية » - بل ان الافراط في استذكار واستحفاظ أقوال الاقدميـن بالحرفيـة والتفصيلية والشمولية العربية الخاصة ، وابتداء من العصر الجاهلي ( القرن الخامس الميلادي ) أدى الى نوع من « اشباع » الذاكرة العربية بأسمـاء ومواد وتاريخ الثلاثة أو الاربعة قرون التالية بحيث يتصاعد الخط البياني للكميـة المحفوظة من أسماء وأقوال ، ليصل قيمته الذروية في القرن الثامن او التاسـع الميلادي ويأخذ بعدها بالتناقص وبانحدار شديد حتى اذا كان القرن العاشر تقريبا لم يبق مكان في « الذاكرة الاجتماعية » أو « الذاكرة الثقافية » المعاصرة لاس جديد او انتاج جديد الا بشكل ضئيل ومبعثر وغير متجذر . يتمثل هذا الوضع في ندرة مايعرفه أو يسمعه أو يحفظه الانسان العربي المعـاصر عن القرون السبعة أو الثمانية الماضية ولقد تكرس هذا الوضع وتكرست هذه الحلقـة المفقودة عن طريق أساليب ومواد التثقيف والتعليم التي انتهجـت في اغلـب الاقطار العربية ، حيث يبدأ التركيز على التاريخ للاسماء والاقوال من العصر الجاهلي وبنفس الكيفية التي أشرنا اليها أعلاه ، ليتم اشبـاع الذاكرة في السنين الدراسية الاولى وبأكبر قدر من التفاصيل .
. ونظرا لان التاريخ العربي مرتبط منذ بداياته الهامة بالدين الاسلامي والتاريخ السياسي للاسلام ، ونظرا لان تلك البدايات وكذلك الحقبة الاولى من التاريخ السياسي للاسلام كانت بدايات انتصار في مجملها ، وحقبات توسع وانشـاء بنيان سياسي وعسكري ضخم فان الاهتمام بتفاصيل تلك الفترة له مبرراتـه النفسية الواضحة . غير أن جانبا سلبيا يمكن ملاحظته لكون بداية التاريـخ العربي « الهام » بداية انتصار سريع وهو أنه : في الوقت الذي وصل التقدم السياسي والعسكري ذروته بانشاء أكبر امبراطورية في ذلك العصر خلال قرن من الزمان ليأخذ المنحنى السياسي والعسكـري بعـده بالهبوط بسرعة وتبدأ الامبراطورية بالتناقص او التخلع سياسيا من أطرافها ليصل الى بداية نهاياته بعد أقل من ثلاثة قرون ( في القرن التاسع الميلادي ) . في الوقت نفسـه كـان منحنى النمو والتفاعل والأخصاب الحضاري بطبيعة الحال يتصاعد بوتيرة غير متسرعة بحيث يصل ذروته في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي أي بعـد فترة زمنية واضحة من خلخلة وتزعزع البنيان السياسي .
وطبيعي أيضـا أن يكون التاريخ للعصر الذهبي للحضارة العربية تاليا لها . وهكذا فان « المتتبـع التقليدي » للتاريخ العربي يبدأ معه بحماس وتعـاطف سيـاسي وعسكري ومذهبي . وحين يصل هذا التاريخ الى منعطفات الهزيمة السياسية والعسكرية يخبو حماس هذا المتتبع وتفتر همته عن المتابعة لانها متابعة هبوط وانحطاط • وبذلك طغت الاسماء المنتمية الى حقبة الانتصارات السياسية والعسكرية الاولى مهما كان خلف تلك الاسماء على أسماء رجال العلـم ( بالمفهوم المعاصـر ) أو الصناعات . ولذلك اذا استثنينا العدد القليل ( ونعني القليل فعلا ) من الاعـلام المعروفة في مجال العلوم كابن الهيثم وابن سينا والرازي والفارابي والخوارزمي وغيرهم فان بناة الحضارة العربية ونعني هنا البناة من علماء ومخترعين وصناع ومهندسين وليس البناة السياسيين ، هم مجهولون .
من كان أولئك النفر الذين قاموا بهندسة المـدن أو قنوات الري أو قصور الخلفاء أو سفن البحرية ؟ من كان اولئك الذين عملوا علـى تطوير صناعات المعادن ، والورق ، والنسيج ؟ ليس مايهمنا هنا هو أن يكون قد ورد بعض من الاسماء في كتاب ما أو مخطوطة لم تطبع ، ( على أهمية ذلك ) وانما مايهمنا هنا هو مدى معرفة الانسان العادي او المثقف المتوسط لها كجزء من انسانيـات العلوم التطبيقية .
فاذا انتقلنا الى العصر الحديث أي بعد تسعمئة عام علـى ذروة النهضـة الحضارية العربية نلاحظ أن نموا كبيرا لم يطرأ على أعلام العلوم والتكنولوجيا بل ونلاحظ استمرار طغيان الاسماء التي تستند الى فيصل الشهرة التقليدي • يتضح ذلك من استعراض الاعلام لخير الدين الزركلي مثلا ، على أهمية العمل وقيمة الجهود المبذولة فيه ، وكذلك البرامج والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية أما الاعمال الاخرى التي أرخت للعلم عند العرب كأعمال عمـر فروخ وقدري طوقان على سبيل المثال فان مجمل ماجاء فيها لايتعدى الاسمـاء المشهورة كالبتاني والبيروني وابن حيان وهي الاسماء القليلة ـ على أهميتها ـ المتكررة في معظم المراجع .
ان ملاحظاتنا السابقة والمسهبة نوعا ما حول أسماء العلمـاء والمخترعين العرب والقدامي خاصة والتي لايقصد منها تثبيت الموقف الاعتذاري المعتـاد قد أوردناها هنا لسببين :
الاول : انه سوف يلاحظ ان أسماء العلماء والمخترعين في موسوعتنا قليلـة نسبيا لا تتعدى الاثنين بالمئة من مجموع الاسماء الواردة في الموسوعة . ومثل هذه النسبة سوف يعتبرها القارىء العربي ضئيلة للغاية اذا ما استحضـر في ذهنه التاريخ العربي خلال الاربعة عشر قرنا الماضية ودور العرب القيـادي في حقبة من حقبات التاريخ .
الثاني : ان « الكمية » التي كتبت عن عدد من هذه الاسماء صغيرة نسبيا قد لا تتناسب مع « الحجم الذي نحمله في اذهاننا » عن تلك الشخصيات . وهذا مرده الى محاولتنا اعطاء نوع من التوازن بين مختلف الاسماء الواردة مـع مراعاة قيمة الانجاز الحقيقي .
بالنسبة للعلماء والمخترعين المعاصرين ومن جميع الجنسيات فان حصرهم في الوقت الحاضر هو من الصعوبة الواضحة . ومن ناحية ثانية فـان السير الذاتية للاحياء تكون دائما موضع نقاش وتغيير .
وفي مجال لغة الموسوعة وترتيبها فقد حاولنا ان يكون تعريبنا للمصطلحـات اقرب ما يكون لمدلولاتها الفعلية مع كتابة الكلمات المقابلة باللغة الانجليزية .
اما ترتيب الاسماء فكان هجائيا وحسب اسم الشهرة وخاصة بالنسبة للاسماء العربيـة .
اخيرا لا بد ان نسجل شكرنا وتقديرنا للجهود التي بذلتها الدكتورة سلـوى الخماش في مراجعة المخطوطة والتي ساعدت على اخراجها بهذا الشكل .
انا نأمل ان تكون بدايتنا المتواضعة اساسا جيدا وصالحا للتطوير من حيـث العمق والشمول لتؤدي موسوعة العلماء والمخترعين دورها في القاء ضوء على جانب من اهم جوانب انسانيات العلوم التطبيقية : السير الذاتية للعلمــاء والمخترعين .
الدكتـور ابراهيـم بـدران
الدكتور محمد اسعد فارس
١٦ - ٥ - ۱۹۷۷
تعليق