تعرّفوا على ابن الشحنة( Al-Shuhnah (Ibn

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرّفوا على ابن الشحنة( Al-Shuhnah (Ibn

    ابن الشحنة
    (804 ـ890هـ/1401 ـ 1485م)

    ابن الشحنة أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي ابن أيوب بن عبد الله محب الدين بن الشحنة الثقفي الحلبي. ولد في حلب وكان أبوه قاضي القضاة فيها، ويقال إنه عندما بشّر به أبوه أصابه اليأس فقال:
    قيل لي جاءك نسل
    ولد سهم وسيم
    قلت عزوه بفقدي
    ولد الشيخ يتم
    تلقى على يد علماء حلب أوائل علومه فأخذ القرآن الكريم عن الشمس، محمد بن علي بن أحمد الغزي، وقرأ في دمشق على الشهابي الباني، وفي مصر على الحسين بن أحمد البرديني، وكذلك كتب على ابن التاج عبد الله بن أبي الفرج، وعبد الله الشريفي، وعاد إلى حلب، فأتم القرآن عند العلاء الكازي، وأما محفوظاته فكانت «عمدة العقائد» للنسفي في أصول الدين وفي القرآن، «الطيبة» لابن الجزري، وعلوم الحديث والسيرة «للفيتي العراقي» وفي المنطق «تجريد الشمسية» قرأها على مؤلفها أحمد بن عبد الله الجندي. كما درس ما نظمه أبوه. وقرأ هذه العلوم على أئمة عصره وكان ينكر على ابن عربي مذهبه في التصوف وكان من معارضي ابن الفارض. وقد لازم ابراهيم بن محمد البرهان الحلبي، الذي حاول صرفه عن الاشتغال بالمنطق وقد أخذ بعض العلوم عن خطيب الناصرية، وابن العجمي، وأحمد بن صالح السفاح، وست العرب ابنة إبراهيم بن أبي جادة، وقد أجاز له أشهر علماء حلب وبعلبك والقاهرة، أمثال (ابن المرحل، وابن سلام، وابن الحباّل، والشهابي الواسطي، وأحمد بن عمر الشاب الثائب، وتتلمذ على يديه العديد من الطلاب وكان بارعاً في العروض وله أشعار من أجزل شعر ذلك العصر).
    يوصف ابن الشحنة بأنه كان عالماً، فاضلاً، ناضجاً، رئيساً، مسلماً، جميل الهيئة حسن الشكل. ذا نفس أبية وهمة عالية وكياسة، وكان صبوراً على المحن رابط الجأش، وكان يبالغ في البذل للوصول الى أغراضه الدنيوية، وهو كثير التأنق في ملبسه ومسكنه.
    تولى العديد من الأعمال في حلب ومصر، فقد مارس التدريس مع أخيه عبد اللطيف في العديد من المدارس، وولي قضاء العسكر في بلده تنفيذاً لرغبة التاج بن الحافظ، وفي سنة 836هـ/1432م ولاه الملك الأشرف برسباي، قضاء الحنفية في حلب ثم أصبح كاتباً للسر وناظراً للجوالي (مايؤخذ من أهل الذمة من الجزية)، إضافة إلى القضاء والنظر في جيش حلب والتدريس والخطابة بالجامع.
    وفي سنة 857هـ/1453م، دخل إلى القاهرة دون طلب وعلى كره من الجمال يوسف ناظر الخاص، وخلع عليه السلطان وأقرّه على كتابة السر في مصر، وكان لطيف المعاملة متواضعاً مع الناس يصرف أمورهم صرفاً حسناً.
    ثم عزل عن القضاء وعاد إلى حلب، بعد أن نفاه الأشرف قايتباي إلى القدس سنة 877هـ/1472م.
    صنف أبو الفضل كتباً عديدة، فمن تصانيفه في الفقه «شرح الهداية» وقد ألف فيه حتى آخر فصل الغسل ويقع في خمس مجلدات واختصر «المنار» وسماّه «تنوير المنار» وشرح مئة الفرائض من «ألفية أبيه». وأما في الحديث فله مؤلف بعنوان «المنجد المغيث في علم الحديث» واختصر في القراءات: النشر في القراءات العشر لابن الجزري، وله في العقائد «استيعاب العلام على شرح العقائد» وهو غير كامل، وصنف في التراجم «طبقات الحنفية» ورتبّ «مبهمات ابن شكوال على أسماء الصحابه» وله منظومة في الصلاة الوسطى، وقام باختصار كتاب والده «روض المناظر في علم الأوائل والأواخر» وسماّه نزهة النواظر في روض المناظر.
    ويعد هذا الكتاب كالشرح لتاريخ أبيه، ووضع له بعد ذلك ذيلاً على الأصل سماه «اقتطاف الأزاهر في الذيل على روض المناظر» وله «الدرّ المنتخب في تاريخ حلب»، وهو فصل من كتابه «نزهة النواظر».
    توفي ابن الشحنة في القاهرة بعد أن مرت عليه محن وشدائد وأصابه الفالج في آخر عمره.
    عبد الكريم العلي

يعمل...
X