ميخائيل الكسندروفيتش شولوخوف Mikhail Aleksandrovich Sholokhov ولد في فيشينسكََيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميخائيل الكسندروفيتش شولوخوف Mikhail Aleksandrovich Sholokhov ولد في فيشينسكََيا

    شولوخوف (ميخائيل ـ)
    (1905 ـ 1984)

    ولد ميخائيل الكسندروفيتش شولوخوف Mikhail Aleksandrovich Sholokhov في فيشينسكََيا Veshenskaya على نهر الدون جنوبي روسيا لأسرة كادحة، وتلقى تعليمه الابتدائي في إحدى المدارس الدينية، ودرس في المدرسة الثانوية حتى عام 1918؛ حين اضطر إلى ترك الدراسة بسبب الحرب الأهلية التي قامت إثر ثورة أكتوبر. بدأ شولوخوف الخدمة في الجيش الأحمر في وحدة للتموين، وشارك في الصراع ضد العصابات المعادية للثورة. وفي عام 1920 أسس خلية للشبيبة، وزاول بعد الحرب الأهلية عدداً من الأعمال والمهن.
    تعود بداية نشاط شولوخوف الأدبي إلى عام 1923، وبعد عامين صدرت مجموعته القصصية الأولى «قصص من الدون» Tales of the Don ت(1926)، التي كرسها لمسألة الصراع الطبقي في الريف القوزاقي. ثم انكب على روايته الشهيرة «الدون الهادئ»The Silent Don، التي جاءت في أربعة أجزاء (1928ـ1940)، تناول شولوخوف فيها الأحداث التي عصفت بروسيا في الفترة مابين 1912 و1922، (الحرب العالمية الأولى، ثورة أكتوبر، والحرب الأهلية). وتدور أحداث «الدون الهادئ» في الجبهة الغربية وفي بطرسبورغ وموسكو، لكن المسرح الرئيس للأحداث يبقى المنطقة القوزاقية النائية. أما المحور الأساسي للرواية فهو حياة قوزاق الدون إبان تلك الفترة العصيبة من تاريخ روسيا، وفترة البلبلة والمحن والفتن، حتى داخل الأسرة الواحدة. ولا يركز الكاتب على الصراع بين المعسكرين الأساسيين البرجوازي والاشتراكي بقدر ما يركز على ممثلي المعسكر الثالث، المترددين الذين لم يختاروا طريقهم بعد، الذين يندفعون نحو النظام الجديد، لكن النظام القديم يشدهم نحوه بقوة. وترصد الرواية حياة «غريغوري ميليخوف» منذ سنوات الطفولة حتى الفتوة والشباب، ثم زواجه «ناتاليا» وحبه لـ «أكسينيا» ومشاركته في الحربين العالمية والأهلية، وأخيراً هلاكه الأخلاقي، الذي قاده إليه تخلّيه عن الشعب وبعده عن الجماهير. فهنا بالذات تكمن مأساة «غريغوري» وأمثاله من أولئك الذين انفصلوا عن الشعب، ولم يتمكنوا من الانصهار في بوتقة الثورة، فانجرفوا إلى معسكر أعدائها. وتجدر الإشارة إلى أن بعض النقاد يشك في أن تكون هذه الرواية من تأليف شولوخوف.
    أما رواية شولوخوف الثانية «استصلاح الأراضي البور» Virgin Soil Upturned فقد بدأ كتابتها عام 1932، لكنه لم ينجزها إلا في عام 1959، وهي مكرسة لرصد واحدة من المراحل المهمة في الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، وهي مرحلة نشر التعاونيات، أي الانتقال من الملكية الفردية الخاصة إلى الحياة التعاونية الاشتراكية. تدور أحداثها في عام 1930 في منطقة «غريماتشي لوغ»، ومن وصف الحياة فيها استطاع الكاتب إبداع لوحة بانورامية حية لنضال الجماهير من أجل بناء الحياة الجديدة، وتصديها لقوى الاستغلال والظلم.
    ثمة شبه كبير بين «استصلاح الأراضي البور» و«الدون الهادئ»، فكلتاهما تصوران حياة القوزاق، وترصدان مسيرة النضال الدؤوب من أجل إرساء أسس الحياة الجديدة، لكنهما تختلفان من حيث أن الصراع الطبقي في «استصلاح الأراضي البور»، اتخذ صوراً أكثر قسوة وحِدّةً، ومن حيث تمحورها حول الصدام العلني والسافر بين المعسكرين المتناقضين، البرجوازية والاشتراكية. وتبدأ الرواية بوصول شخصين غريبين إلى الريف، أحدهما «دافيدوف»، وهو عامل سابق، جاء بتكليف من الحزب للعمل على بناء الاشتراكية، والآخر «بولوفتسيف»، وهو ضابط في الحرس الأبيض المعادي للثورة، للعمل على خنق المسيرة التعاونية، ووأدها بشتى السبل والأساليب: القتل، التخريب وإثارة الفتن. وقد كرس الكاتب الجزء الأول من روايته لوصف بناء الكولخوز، وما اعترض عملية البناء من مشاكلات وصعاب، بينما كرس الجزء الثاني لتصوير عملية ترسيخ النظام التعاوني، وإخفاق المؤامرات على الثورة. عَدَّ الكثير من النقاد هذه الرواية نموذجاً حياً لما عرف باسم «الواقعية الاشتراكية»، ففيها استطاع الكاتب رسم لوحة تاريخية صادقة لتداعي النظام الاقتصادي البرجوازي، وظهور النظام الاشتراكي الجديد في الريف السوفييتي.
    وفي سنوات الحرب العالمية الثانية (1941ـ 1945) انكب شولوخوف على تأليف روايته الجديدة «لقد ناضلوا من أجل الوطن» They Fought for Their Country، التي تصور المعارك الطاحنة التي خاضها الجيش السوفييتي صيف 1942 على مشارف مدينة ستالينغراد (فولغاغراد).
    تميز أدب شولوخوف بعدد من السمات المهمة؛ إذ ارتبطت حياته الشخصية والأدبية بمنطقة الدون، مسقط رأسه، فمن حياة قوزاق الدون ينهل موضوعاته ونماذج أبطاله، ويستقي مادته. وقد جاءت أعماله الأدبية مكرسة للمراحل والأحداث المفصلية في التاريخ السوفييتي، وكان ميالاً إلى الرواية الملحمية الضخمة. أما أبطاله فهم أناس عاديون، لهم مناقبهم وعيوبهم، وقد أجاد تصوير عوالمهم الداخلية، كما وصف حياتهم بحلوها ومرّها من دون تزويق أو تنميق.
    على الرغم من الشهرة العالمية، التي حظي بها الكاتب فقد فضل البقاء في قرية فيشينسكيا الصغيرة، التي انتقل للعيش فيها منذ عام 1924، بعيداً عن حياة المدينة وبهرجها وزيفها، إلى أن وافته المنية.
    هاشم حمادي

يعمل...
X