كشاجم (محمود حسين) Kushadjim (Mahmoud ibn al-Hussien-) - Kushadjim (Mahmoud ibn al-Hussien-)
كُشاجِم (محمود بن الحسين ـ)
(… ـ 360هـ/… ـ 970م)
محمود بن الحسين بن إبراهيم بن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي، الملقب بـ(كشاجم)، وفي اسمه ونسبه بعض الاختلاف.
«شاعر متفنن، أديب، من كتّاب الإنشاء»، كان من مشاهير الشعراء في العصر العباسي، ومن شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني[ر]. أصوله فارسية، إلا أن أهله كانوا يقيمون في العراق، ونشأ في (الرملة) من مدن فلسطين، فنُسِب إليها (الرملي). ينتمي كشاجم إلى أسرة ذات شأن اجتماعياً وعلمياً، كان لها اتصال بخدمة الخلفاء والأمراء منذ عهد المنصور فهارون الرشيد، إلى أن خدم في قصر سيف الدولة. ارتحل في سن مبكرة عن الرملة إلى الموصل، والتحق بخدمة أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة، وكان ذلك سبباً في اتصال كشاجم بعدد من الشعراء، وفي التحاقه بخدمة سيف الدولة الحمداني، إلا أن مقامه عنده لم يطُل، إذ ارتحل إلى مصر فأقام مدة عاد بعدها إلى الشام متنقلاً بين القدس وحلب وبغداد، واستقر أخيراً في حلب، إلا أنه كان كثير الحنين والشوق إلى مصر، ومما قاله فيها:
قد كان شوقي إلى مصر يؤرقني
فاليومَ عدتُ وعادت مصرُ لي دارا
أغدو إلى الجيزة الفيحاء مصطحباً
طوراً وأزجي إلى شـيراز أطوارا
ويبدو أنه هو الذي لَقّب نفسه (كشاجم) فعُرف بهذا اللقب، وعلل لقبه هذا بأنه مجموع من أوائل أسماء علوم كان يتقنها، فالكاف من (كاتب)، والشين من (شاعر)، والألف من (أديب) أو (إنشاء)، والجيم من (جدل) أو من (جواد)، والميم من (منطق) أو من (منجم)، ويقال إنه كان طباخاً عند سيف الدولة، فأضاف إلى لقبه الطاء فصار (طكشاجم)؛ إلا أنه لم يشع بين الناس، كما كان مغنياً حسن الصوت، وطبيباً جيداً.
كان متشيعاً، وله قصائد في رثاء آل البيت ومنهم الحسين بن علي الذي قال فيه:
يا بؤس للدهر حين آل رسـو
ل الله تجتاحهم جوائحـه
أظلم فـي كربـلاء يومهـم
ثم تجلى وهـم ذبائحـه
ويعد كشاجم في فحول الشعراء، «فقد طبق ذكره الخافقين، وأقر له شعراء عصره ومن جاء بعدهم بالمنزلة السامية، والقريحة الجيدة، والأسلوب الرصين، والديباجة المشرقة، والمعاني البديعة، والعاطفة الصادقة»، وفي شعره معظم أغراض الشعر العربي من مدح وفخر وهجاء ورثاء وشكوى وخمريات، إضافة إلى ما ازدهر من غرض وصف الطبيعة وجمالها، والأطعمة وأدوات الحضارة، والصيد والطرد. وله ديوان شعر. «وإن من يدقق فيما خلف لنا من شعره يجد براعة فائقة في وصف الطبيعة وأزاهيرها وحقولها وأراضيها وسمائها وفصولها وأوقاتها، كما يجد فيه كثيراً من أوصاف مجالي الحياة ومجالس الأنس وجلسات الطعام والشراب».
وكان أيضاً أديباً وخطيباً فصيحاً مليحاً، ونثره لايقل جودة عن شعره، وله عدد من الكتب المشهورة، منها: «المصايد والمطارد»، تحدث فيه عن كل ما له صلة بالصيد وطرد الفريسة من أخبار وأشعار، وضمّنه شعرَه وشعرَ غيره، وهو من أوائل الكتب التي ألفت في هذا الموضوع إن لم يكن أولها، والكتاب مقسّم إلى أبواب؛ كل باب مختص بأحد موضوعات الصيد والطرد، ففيه مثلاً باب في فضل لحم الصيد وطيب مضغته، وباب الأحوال والأماكن التي يحل ويحرم فيها الصيد والجزاء فيما يقتله المحرم من النعم والطير، وباب صيد البحر.
وكتاب «أدب النديم» و«كتاب الرسائل» جمع فيه ما كتبه من الرسائل الأدبية والإخوانية و«خصائص الطرب» و«الطبيخ».
توفي على أرجح الأقوال سنة 360 للهجرة، وقيل غير ذلك.
علي أبوزيد
كُشاجِم (محمود بن الحسين ـ)
(… ـ 360هـ/… ـ 970م)
محمود بن الحسين بن إبراهيم بن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي، الملقب بـ(كشاجم)، وفي اسمه ونسبه بعض الاختلاف.
«شاعر متفنن، أديب، من كتّاب الإنشاء»، كان من مشاهير الشعراء في العصر العباسي، ومن شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني[ر]. أصوله فارسية، إلا أن أهله كانوا يقيمون في العراق، ونشأ في (الرملة) من مدن فلسطين، فنُسِب إليها (الرملي). ينتمي كشاجم إلى أسرة ذات شأن اجتماعياً وعلمياً، كان لها اتصال بخدمة الخلفاء والأمراء منذ عهد المنصور فهارون الرشيد، إلى أن خدم في قصر سيف الدولة. ارتحل في سن مبكرة عن الرملة إلى الموصل، والتحق بخدمة أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة، وكان ذلك سبباً في اتصال كشاجم بعدد من الشعراء، وفي التحاقه بخدمة سيف الدولة الحمداني، إلا أن مقامه عنده لم يطُل، إذ ارتحل إلى مصر فأقام مدة عاد بعدها إلى الشام متنقلاً بين القدس وحلب وبغداد، واستقر أخيراً في حلب، إلا أنه كان كثير الحنين والشوق إلى مصر، ومما قاله فيها:
قد كان شوقي إلى مصر يؤرقني
فاليومَ عدتُ وعادت مصرُ لي دارا
أغدو إلى الجيزة الفيحاء مصطحباً
طوراً وأزجي إلى شـيراز أطوارا
ويبدو أنه هو الذي لَقّب نفسه (كشاجم) فعُرف بهذا اللقب، وعلل لقبه هذا بأنه مجموع من أوائل أسماء علوم كان يتقنها، فالكاف من (كاتب)، والشين من (شاعر)، والألف من (أديب) أو (إنشاء)، والجيم من (جدل) أو من (جواد)، والميم من (منطق) أو من (منجم)، ويقال إنه كان طباخاً عند سيف الدولة، فأضاف إلى لقبه الطاء فصار (طكشاجم)؛ إلا أنه لم يشع بين الناس، كما كان مغنياً حسن الصوت، وطبيباً جيداً.
كان متشيعاً، وله قصائد في رثاء آل البيت ومنهم الحسين بن علي الذي قال فيه:
يا بؤس للدهر حين آل رسـو
ل الله تجتاحهم جوائحـه
أظلم فـي كربـلاء يومهـم
ثم تجلى وهـم ذبائحـه
ويعد كشاجم في فحول الشعراء، «فقد طبق ذكره الخافقين، وأقر له شعراء عصره ومن جاء بعدهم بالمنزلة السامية، والقريحة الجيدة، والأسلوب الرصين، والديباجة المشرقة، والمعاني البديعة، والعاطفة الصادقة»، وفي شعره معظم أغراض الشعر العربي من مدح وفخر وهجاء ورثاء وشكوى وخمريات، إضافة إلى ما ازدهر من غرض وصف الطبيعة وجمالها، والأطعمة وأدوات الحضارة، والصيد والطرد. وله ديوان شعر. «وإن من يدقق فيما خلف لنا من شعره يجد براعة فائقة في وصف الطبيعة وأزاهيرها وحقولها وأراضيها وسمائها وفصولها وأوقاتها، كما يجد فيه كثيراً من أوصاف مجالي الحياة ومجالس الأنس وجلسات الطعام والشراب».
وكان أيضاً أديباً وخطيباً فصيحاً مليحاً، ونثره لايقل جودة عن شعره، وله عدد من الكتب المشهورة، منها: «المصايد والمطارد»، تحدث فيه عن كل ما له صلة بالصيد وطرد الفريسة من أخبار وأشعار، وضمّنه شعرَه وشعرَ غيره، وهو من أوائل الكتب التي ألفت في هذا الموضوع إن لم يكن أولها، والكتاب مقسّم إلى أبواب؛ كل باب مختص بأحد موضوعات الصيد والطرد، ففيه مثلاً باب في فضل لحم الصيد وطيب مضغته، وباب الأحوال والأماكن التي يحل ويحرم فيها الصيد والجزاء فيما يقتله المحرم من النعم والطير، وباب صيد البحر.
وكتاب «أدب النديم» و«كتاب الرسائل» جمع فيه ما كتبه من الرسائل الأدبية والإخوانية و«خصائص الطرب» و«الطبيخ».
توفي على أرجح الأقوال سنة 360 للهجرة، وقيل غير ذلك.
علي أبوزيد