سكوت (وولتر ـ)
(1771ـ1832)
وولتر سكوت Walter Scott روائي وشاعر ومؤرخ وكاتب سيرة اسكتلندي، يعدّه الكثيرون مؤسس الرواية التاريخية، وأحد أهم أدباء الحركة الإبداعية (الرومنسية) في الأدب الأوربي. ولد سكوت في العاصمة الاسكتلندية إدنبره Edinburgh لأبوين من الطبقة النبيلة، وأصيب في طفولته بمرض خطير مما أبقاه مصاباً بالعرج طوال حياته. درس القانون ومارس المحاماة شأن أبيه، لكن ممارسته لها ظلت متفرقة إذ دأب على الترحال، وعاصر حروب نابليون، واهتم بالبحث في شؤون الآثار والتراث. وقد شغف منذ طفولته بالقصص والتراث الشفهي الذي يرويه الكبار في عائلته حول اسكتلندا مما أمده بالكثير من المادة التاريخية التي استخدمها في كتاباته فيما بعد، لذا تعالج أفضل كتبه موضوعات تتعلق باسكتلندا في قرن ونصف قبل زمانه، وتتخذ من أوربا القرون الوسطى مسرحاً لها. أُغرم بالقصائد الغنائية التي تتحدث عن أعمال بطولية وأساطير شعبية اسكتلندية. وكان قارئاً نهماً، شملت قراءاته كتابات بالإيطالية والإسبانية والفرنسية والألمانية واللاتينية.
حققت كتابات سكوت نجاحاً مادياً كبيراً في البداية، لكنه تورط في مشاريع نشر انتهت بالإفلاس مما أثقله بالديون واضطره للعمل الدؤوب للوفاء بها. غير أن النتيجة الطبيعية لذلك التعجل في الكتابة كان يخفض من مستوى كتاباته عما كانت عليه في أعماله المبكرة. كما أن إجهاده لنفسه أثر في صحته، وفي أثناء رحلة للاستشفاء في إيطاليا أصيب بسكتة دماغية فأعيد إلى اسكتلندا حيث توفي.
انصرف سكوت في بداية حياته الأدبية إلى كتابة الشعر، ولاقت أعماله نجاحاً منذ البداية، وكان أول أعماله «قصائـد وأغـاني مناطـق اسكتلندا الحدودية» (1802-1803) Minstrelsy of the Scottish Borderمؤلف من ثلاثة مجلدات من القصائد تعود للتراث الشفاهي الاسكتلندي، تبعتها بعد ذلك عدة مجموعات من القصائد الغنائية، أظهرت إحداها التي تحمل العنوان «روكبي» (1813) Rokeby اهتماماً كبيراً برسم الشخصيات مما أدى به إلى كتابة الرواية مع استمراره في كتابة الشعر، فتضاءلت مكانة الشاعر الكبير.
كانت «ويفرلي» (1814) Waverly أولى روايات سكوت، وعالجت مرحلة هي مرحلة التمرد اليعقوبي عام 1745 في التاريخ الاسكتلندي ولاقت نجاحاً فورياً كبيراً. وقد نشرها تحت اسم مستعار، وهو ما دأب عليه بعد ذلك فعرف «بالمجهول العظيم» إلى أن اضطره إفلاسه للكشف عن هويته في عام 1827. وظل في السنوات الخمس عشرة التالية يصدر رواية إثر أخرى تتناول الحياة في اسكتلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ثم ما لبث أن وسع مسرح رواياته زماناً ومكاناً فكتب «آيفانهو» (1819) Ivanhoe ثم «كوينتين دروَرد» (1823) Quentin Durward، و«الطلسم» (1825) The Talismanحول العصور الوسطى والحروب الصليبية.
تمتع سكوت بذاكرة حادة ونظرة ثاقبة مما أكسبه قدرة فائقة على إعادة تصوير مراحل مختلفة من التاريخ من خلال وصفه الدقيق وتصوير شخصيات من مختلف دروب الحياة، من الملوك حتى المتسولين. وكان من أوائل الكتّاب الذين أكدوا العلاقة بين الشخصيات والبيئة المحيطة بها، وطوّرها بعناية كبيرة. مزج في أعماله بين الواقعية واللون المحلي والرومنسية كما كان شديد التدقيق في تقصي طبيعة الحقب الزمنية التي صوّرها، وتركت أعماله أثراً لا يستهان به في أدب القرن التاسع عشر.
حصة منيف
(1771ـ1832)
حققت كتابات سكوت نجاحاً مادياً كبيراً في البداية، لكنه تورط في مشاريع نشر انتهت بالإفلاس مما أثقله بالديون واضطره للعمل الدؤوب للوفاء بها. غير أن النتيجة الطبيعية لذلك التعجل في الكتابة كان يخفض من مستوى كتاباته عما كانت عليه في أعماله المبكرة. كما أن إجهاده لنفسه أثر في صحته، وفي أثناء رحلة للاستشفاء في إيطاليا أصيب بسكتة دماغية فأعيد إلى اسكتلندا حيث توفي.
انصرف سكوت في بداية حياته الأدبية إلى كتابة الشعر، ولاقت أعماله نجاحاً منذ البداية، وكان أول أعماله «قصائـد وأغـاني مناطـق اسكتلندا الحدودية» (1802-1803) Minstrelsy of the Scottish Borderمؤلف من ثلاثة مجلدات من القصائد تعود للتراث الشفاهي الاسكتلندي، تبعتها بعد ذلك عدة مجموعات من القصائد الغنائية، أظهرت إحداها التي تحمل العنوان «روكبي» (1813) Rokeby اهتماماً كبيراً برسم الشخصيات مما أدى به إلى كتابة الرواية مع استمراره في كتابة الشعر، فتضاءلت مكانة الشاعر الكبير.
كانت «ويفرلي» (1814) Waverly أولى روايات سكوت، وعالجت مرحلة هي مرحلة التمرد اليعقوبي عام 1745 في التاريخ الاسكتلندي ولاقت نجاحاً فورياً كبيراً. وقد نشرها تحت اسم مستعار، وهو ما دأب عليه بعد ذلك فعرف «بالمجهول العظيم» إلى أن اضطره إفلاسه للكشف عن هويته في عام 1827. وظل في السنوات الخمس عشرة التالية يصدر رواية إثر أخرى تتناول الحياة في اسكتلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ثم ما لبث أن وسع مسرح رواياته زماناً ومكاناً فكتب «آيفانهو» (1819) Ivanhoe ثم «كوينتين دروَرد» (1823) Quentin Durward، و«الطلسم» (1825) The Talismanحول العصور الوسطى والحروب الصليبية.
تمتع سكوت بذاكرة حادة ونظرة ثاقبة مما أكسبه قدرة فائقة على إعادة تصوير مراحل مختلفة من التاريخ من خلال وصفه الدقيق وتصوير شخصيات من مختلف دروب الحياة، من الملوك حتى المتسولين. وكان من أوائل الكتّاب الذين أكدوا العلاقة بين الشخصيات والبيئة المحيطة بها، وطوّرها بعناية كبيرة. مزج في أعماله بين الواقعية واللون المحلي والرومنسية كما كان شديد التدقيق في تقصي طبيعة الحقب الزمنية التي صوّرها، وتركت أعماله أثراً لا يستهان به في أدب القرن التاسع عشر.
حصة منيف