اسبانيه (ادب)
Spain - Espagne
إسبانية
الأدب
الرحلة خلال الأدب الإسباني هي رحلة تختصرها أسماء ثلاثة أصبحت في ذاكرة الشعب الإسباني رموزاً تلخص التاريخ ومرآة ترسم ملامح الروح. الأول روائي متشرد حمل عنجهيته ومثاليته غير المعقولة في جعبة السفر هو ميغل دي سرفانتس (ثيربانتس)[ر] (1547-1616) والثاني قديسة متصوفة تتمثل الله في قلبها لتصبح للشعب بأكمله صورة الأم هي سانتا تيريسا دي ابيلا (Santa Teresa de Avila (1582-1515 والثالث شاعر له قلب الطفل وروح الثائر هو فيدريكو غارثيا لوركا[ر] Federico Garcia Lorca.
القرون الوسطى: تبدأ الرحلة مع الأدب الإسباني في القرون الوسطى وتنطلق من الأندلس. في الأندلس كان العرب شعباً كاملاً من الشعراء تخرج القصائد من فمهم بأوزانها وقوافيها مرتجلة كأنها لغة التفاهم العادي. وكانت القصائد بأسلوبها الغنائي وجملها المتكررة في آخر المقاطع وقوافيها المتعددة ابنة قرطبة عُرفت فيها منذ القرن التاسع الميلادي قبل أن تسافر إلى بقية أرجاء إسبانية وإلى أوربة.
وفي الأندلس، كان العرب شعباً من الفرسان تسحرهم قصص البطولة وسِير الشجعان يروونها في غربتهم حنيناً إلى الوطن الأصلي وتمسكاً بتقاليده. ومن قشتالة أبحرت الملاحم المروية إلى بقية المدن الإسبانية. فلا غرابة إذن أن يوجد في أول قصيدة مكتوبة في الأدب الإسباني وهي «قصيدة السيد» 1150م، ذاك الطابع الملحمي وتلك الغنائية العفوية التي ميزت قصائد العرب وسير أبطالهم. وما أقرب الشبه بين هذه القصيدة المكتوبة باللغة الرسمية في إسبانية وهي لغة قشتالة وبين «أنشودة رولان» La chanson de Roland الفرنسية الشهيرة التي خضعت للتأثيرات نفسها. وإن كانت قصيدة «السيد» الطويلة (3750 بيتاً من الشعر) مجهولة المؤلف، فإن الكاتب الأول الذي وصل اسمه من القرن الثالث عشر هو الراهب غونثالو دي برثيو Gonzalo de Berceo الذي وقف قصائده لرواية حياة القديسين والشهداء ومعجزات السيدة العذراء بأسلوب نديّ وإيقاع بطيء.
ولا تغيب تأثيرات العرب عن الأدب الإسباني في القرن الثالث عشر، بل تتأكد في النشاطات الأدبية والعلمية للملك ألفونسو العاشر الحكيم الذي أنشأ مراكز ترجمت أمهات الكتب العربية إلى القشتالية راللاتينية كما سلفت الإشارة.
وتظهر هذه الثقافة الشرقية الواسعة في مؤلفات ابن شقيقه الأمير دون خوان مانويل الذي عاش في بلاط عمه وورث عنه حب الأدب وموهبة رواية الحكم والأمثال وأشهرها «أمثال الكونت لوكانور» Ejemplos del Conde Lucanor لكن أفضل مؤلفي القرن الرابع عشر بلا منازع هو رئيس كهنة هيتا خوان رويث El Archiprêtre Juan Ruiz del Hita، صاحب كتاب «الحب الصالح» Libro del buen amor، وهو مؤلَف شعري ذو نَفَس شعبي يمتزج فيه الشعور الديني العميق بمعرفة حقيقية بالنفس البشرية وهفواتها وخطاياها. وترتسم الشخصيات فيه بأسلوب ساخر حتى جاءت حجر أساس لموضوعات «رواية أدب الكدية» novela picaresca التي ظهرت فيما بعد.
في منتصف القرن الخامس عشر بدأت تظهر التأثيرات الإيطالية في الأدب الإسباني، فقد اتجه الكثير من الأمراء المثقفين نحو مؤلفات دانتي [ر] ينهلون منها ومن أهمهم بيينا Villena وسانتيانا Santillana وخوان دي مينا Juan de Mena.
ولقد اتصفت هذه المرحلة من تاريخ الأدب الإسباني بظهور كل الأنواع الأدبية، وبتضافر اتجاهين متناقضين ومتزامنين معاً هما الكتابة بإيقاع الأغاني الشعبية العفوي البسيط، والاتجاه نحو الصنعة المتقنة والبلاغة الرفيعة، وهي سمة ظلت ترافق الأدب الإسباني حتى اليوم.
وأكثر الأنواع ذيوعاً في تلك المرحلة مايعرف باسم «ديوان الأغاني» Cancioneros و«ديوان القصائد» Romanceros وقد ثار الجدل حول أصول هذه المؤلفات المكتوبة بأبيات ثمانية المقاطع octosilabos ويقال إنها بقايا مأخوذة من أغاني المآثر Cantares de gesta لأنها قصائد روائية ملحمية تبرز تقاليد الفروسية والبطولة. وأشهر هذه «الرومانسيات» ما يتحدث عن مآثر «السيد» El Cid، البطل الشعبي التقليدي الذي أصبح خرافة؛ والقصائد الشعبية المورية (الموريسكية) Romancero morisco التي تزخر بالصور الشعبية الجذابة. ليس لهذه القصائد من كاتب معروف لأن شعبيتها جعلت جميع الكتاب يقبلون على التأليف فيها حتى تحولت إلى ما يشبه التراث الجماعي، مما جعل الكاتب الفرنسي فكتور هوغو[ر] يطلق عليها اسم الإلياذة الإسبانية.
كذلك تطور النثر واغتنى بموضوعات جديدة وظهرت أنواع لم تكن معروفة من قبل مثل فن تسجيل الوقائع (الحوليات) cróricas. وبدأت الرواية تحتل مكانتها فناً مستقلاً. وأهم الروايات في آخر القرن الخامس عشر رواية «أماديس الغاليّ» Amadis de Gaula التي كتبها رودريغث دي مونتالبو Rodrĺguez de Montalvo وذكر أنه استقاها (ونقّحها) عن رواية أماديس البرتغالية التي هي أقدم عهداً. ومع أن دي مونتالبو كان برتغالي الأصل فإن روايته تعد من الأركان المهمة التي قام عليها أدب الفروسية في إسبانية وفي أوربة بأكملها. وفي هذا المجال لا بد من ذكر رواية شعرية كتبها خورخي مانريكي Jorge Manrique (1440- 1478) وهي مَرْثِيَةٌ لأبيه تتميز بإيقاعها الواضح الذي يوحي بأجراس الحداد، وبحيوية المشاهد ولاسيما في آخرها، حين يدخل الموت ليلقي خطابه على الميت ويستمع إلى جوابه.
أما في مجال المسرح، فقد ظهرت في أواخر القرن الخامس عشر «حِواريات رعوية» كتبها خوان دل إنثينا Juan del Encina. ومسرحية تراجيكوميدية كتبها فرناندو دي روخاس Fernando de Rojas (1499) واسمها «تراجيكوميديا كاليكستو وميليبيا» La Tragicomedia de Calixto Y Melibea واشتهرت باسم «لاثيلستينا» (السلستين) La Celestina وفيها يظهر أول مرة في الأدب الإسباني ثنائي عاشق يبشر بروميو وجولييت لدى شكسبير [ر]. بل إن النثر الجزل الذي كتبت به مسرحية دي روخاس يكاد يعادل جمال الشعر لدى شكسبير لأنه يوحي بالقوة الدرامية نفسها ولأنه يتلّون تبعاً لتغير الشخصيات والمواقف والعواطف. كما أن شخصية لاثيلستينا وهي الرئيسة في المسرحية، لم تلبث أن أصبحت نمطاً درامياً وأدبياً لما تتميز به من القوة والوضوح.
العصر الذهبي: يتوافق هذا العصر مع القرنين السادس عشر والسابع عشر إذ تعاظمت قوة إسبانية السياسية واتسعت رقعتها وتطورت الآداب والفنون فيها على نحو كبير. والعصر لا يكون ذهبياً إلا إذا تحرر الفكر فيه من سيطرة الأوهام والمعتقدات ليجنح نحو البحث العلمي وطرح التساؤلات حول الدين والوجود والحقوق والسلطة. ولا شك في أن الفضل في هذه الاستنارة الفكرية يعود إلى تأثير النهضة الإيطالية التي تجلت في إسبانية من خلال الحركة الإنسانية Humanismo والإراسمية Erasmismo (نسبة إلى الفيلسوف إراسموس[ر]). ولعل أكبر مظاهر التحرر الفكري تلك الدراسات السياسية التي عالجت مسألة الحقوق وأبعاد السلطة، مثل دراسة الأب ماريانا اليسوعي عن الملكية De Rege. وقد أُحرقت هذه الدراسة في باريس بعد مقتل الملك هنري الرابع مما يدل على خطورتها وأهميتها. أما النثر السياسي فقد تميز بالدقة والوضوح، وأما النثر الفلسفي فكان أكثر عناية بالأسلوب وأصول البيان. وسيد النثر الفلسفي بلا منازع هو اليسوعي بالتاسار غراثّيان (1601-Baltazar Gracian (1658)، الذي كتب مجموعة من الدراسات ورواية فلسفية اسمها «الناقد» El Criticon نالت شهرة واسعة لدى المفكرين أمثال شوبنهاور [ر] الألماني ولاروشفوكو [ر] الفرنسي اللذين امتدحا مضمونها الفلسفي والفكري المنظم وأسلوبها المنحوت بدقة وجمال.
وفي مجال التصوف، اتسمت الكتابة النثرية بالشفافية تارة وبالوضوح تارة أخرى وأهم ما وصل منها كتاب «أسماء المسيح» Los nombres de Cristo (1583) لفراي لويس دي ليون Fray Luis de Leónَ (1528-1591) والسيرة الذاتية للقديسة سانتا تيريسا دي أبيلا التي روت، بأسلوب مؤثر ومباشر، نضالها في سبيل الإصلاح من خلال المؤسسات الكرملية التي أنشأتها حتى تحولت في ضمير الشعب الإسباني إلى رمز لا يزال يعيش حياً حتى اليوم ويجعل من سانتا تيريسا صورة كاملة للأم. كتبت سانتا تيريسا القصائد أيضاً وروت فيها رحلة الروح مع العواطف وتساميها إلى مرتبة العشق الإلهي بشفافية صادقة لا مثيل لها. أما تلميذها سان خوان دي لاكروث (1542-1591) San Juan de la Cruz فقد استمد قصائده من الكتاب المقدس، وتعد مجموعة قصائده «النشيد الروحي» Cántico Espiritual التي اشتهر بها من عيون الأدب الإسباني بصوره الفنية وجرسه الموسيقي.
ومن التصوف نثراً وشعراً لا بد من الانتقال إلى الشعر الغنائي والوقوف عند أسماء مثل فراي لويس دي ليون ومونتمايور (1520-1561) Montemayor ولوبيّ دي بيغا [ر] (1562-Lope de Vega (1635 الذي مارس كتابة السونيتات Sonnets، وروى فيها تأملاته حول حياته الخاصة ومشاعره الدينية. وإذا جنح دي بيغا في أغلب قصائده نحو الأسلوب الشعبي البسيط والعفوي ففي بعضها الآخر صنعة متقنة تنمّ على معرفة عميقة بعلم البلاغة والبيان والأسلوب المصنوع؛ وهي سمة مميزة لكل قصائد عصر الباروك[ر] التي انتشرت في النصف الثاني من العصر الذهبي وكان صاحب الشهرة الكبرى فيها الشاعر لويس دي غونغورا [ر] Luis de Góngora َ (1561- 1627). ولغونغورا أيضاً أسلوبه العفوي البسيط في بعض القصائد. لكن الصفة المسيطرة على شعره هي الصنعة. فقد جاءت أغلب قصائده مملوءة بالصور والإرشادات الثقافية، مسبوكة ضمن بناء متين ومزين مثل عمارة الباروك. وقد عرف هذا الأسلوب باسم الشاعر فأصبحت صفة الغونغورية Gongorismo مرادفة للتصنع في الأسلوب. وأهم قصائد غونغورا «السونيتات» Sonetos و«أمثولة بوليفيمو وغالاتيا» Fábula de Polifemo y Galatea و«مشاعر الوحدة» Soledades وترسم كلها العالم المحسوس بأسلوب بليغ يحوله إلى مايشبه العالم الميتافيزيقي. أما قصيدته الشهيرة «كتابات من أجل ضريح الغريكو» Inscripciónes para el sepulcro del Greco فقد جعلت منه الأول في درب شعراء أمثال ألفريد دوفيني[ر] وبودلير[ر] ومالارميه[ر] وفاليري[ر]. ويجد الدارس الصنعة ذاتها والأسلوب الجزل الباروكي نفسه في أشعار فرانشيسكو دي كيبيدو. لكن هذا الأخير يتميز بالقدرة على المزج بين حسن البلاغة والفكاهة اللاذعة التي تنبع من حسّ نقدي ونظر ثاقب وروح هجائية.
ولا شك في أن هذه الروح الهجائية اللاذعة والحسّ النقدي الساخر من سمات العصر؛ فهما يتجليان بالقوة نفسها في نوع أدبي آخر ولد في إسبانية وانتشر منها إلى العالم وهو أدب الكدية التي ظهرت بوادرها منذ القرن الخامس عشر في كتابات خوان رويث وفي رواية لاثيلستينا.
لكن المثال المتكامل عن هذا النوع الروائي يعود إلى عام 1554 إذ ظهرت رواية مجهولة المؤلف اسمها حياة لاثارييو دي تورمس La vida de Lazarillo de Tormes وفيها شخصية الـ picaro وتعني الخبيث. وهي شخصية بطل لطيف يحتل بمكايده المكانة الأولى في الرواية بين جوقة من المتشردين والشحاذين والفقراء الذين يروون حياتهم ومغامراتهم.
تطور هذا النوع فيما بعد وطبقت شهرته الآفاق بفضل رواية «غوثمان دي الفاراتشيه» Guzman de Alfarache للكاتب ماتيو أليمان Mateo Alemán ورواية «حياة الشاطر» (1547- 1614) La vida del Buscon لكيبيدو وهو أكثر كتاب رواية أدب الكدية قوة في الأسلوب وتطرفاً في الخيال حيث يمتزج الرعب بالضحك.
وقد انتشرت رواية الكِدْيَة في بقية أنحاء أوربة وكتب فيها كتاب فرنسيون وألمان وإنكليز أمثال سكارون ولوساج[ر] وغريملسهاوزن[ر] وفيلدنغ[ر]. لكن إسبانية تظل متميزة لأنها شهدت ولادة الفن ولأنها وطن أفضل كتّابه على الإطلاق وهو بيغل دي سرفانتس.
عاش سرفانتس حياة تشردي على الصعيد الشخصي ومارس كثيراً من المهن فاكتسب من هذا المصير المتنوع حكمة تفيض مرارة وفكاهة، لذلك فإن روايته «رينكونيتي وكورتادييو» Rinconete y Cortadillo ورواية «حوار الكلاب» Coloquio de los perros وكلتاهما من مجموعة الروايات النموذجية (Novelas ejemplares (1613، تصفان أوساط العصابات في إشبيلية بقوانينها وعاداتها وأخلاقها. بل بلغتها العامية وذلك بأسلوب حي متوهج هو أسلوب سرفانتس نفسه في رواية «دون كيخوته (كيشوت) دي لامانشا» Don Quijote de la Manche. وهذه الرواية غنية عن التعريف لأن ذلك الفارس الذي يقاتل طواحين الهواء ما لبث أن أصبح نمطاً أدبياً عالمياً وصورة لمأسوية المصير الإنساني في عالمٍ متغير أبداً، وتوثيقاً لأخلاق الفروسية الإسبانية وعاداتها حين فقدت هذه الأخلاق والعادات مسوَّغاتها في زمن التحول إلى مفهوم الدولة والسلطة الواحدة. وقد أعاد النقاد دوماً قراءة دون كيشوت ليكشفوا فيها في كل مرة بعداً جديداً. وأهم هذه القراءات، تلك التي يعاد فهمها في ضوء تيارات الفكر الأوربي ولاسيما الإراسمية ومنها كتاب «ميغيل دي أونامونو» Miguel De Unamuno و«حياة دون كيخوته وسانشو» Vida de Don Quijote y Sancho الذي صدر عام 1905.
والمحطة الأخيرة في عصر إسبانية الذهبي مع المسرح اتصفت بغزارة الإنتاج وتميزه لأن إسبانية قدمت للمسرح العالمي صورة متكاملة عن مسرح الباروك المناقض تماماً للمسرح الاتباعي (الكلاسيكي) المستمد من قوانين أرسطو[ر]، وذلك لتعقد الحبكة فيه وسرعة الإيقاع والتمرد على قواعد الوحدات الثلاث. وقد كان لخصوصية اللغة الإسبانية الانسيابية الأثر الكبير في طبع الكتابة المسرحية الإسبانية بطابع العفوية والحيوية، متضافرة مع أقصى درجات البلاغة. وأما موضوعاته فهي خليط من ملاهي الفروسية وقصص الحب والحيل الذكية وقصص الخطف والتنكر وتفكك شمل الأُسر ثم اجتماعها، إلى آخر ما هنالك من صفات الحبكة المعقدة المتعددة الجوانب.
وأفضل من يمثل المسرح الإسباني في العصر الذهبي الكاتب تيرسو دي مولينا[ر] (1571-Tirso de Molina (1648 الذي كتب مسرحية «مُخادع إشبيلية» El Burlador de Sevilla وفيها ابتدع شخصية دون جوان Don Juan الشهيرة في الأدب، كذلك اشتهر في عالم المسرح لوبي دي بيغا الذي استمد موضوعات مسرحياته من الأساطير والكتاب المقدس والتاريخ القومي لإسبانية وكان غزير الإنتاج، كتب ما يسمى بملاهي الوشاح والسيف ومنها «كَلب البستاني» El perro del hortelano، و«الحب من دون معرفة المحبوب» Amar sin saberr quién. كما كتب مسرحية تاريخية تعجب كل الأذواق ولاسيما الذوق الشعبي الذي يرى في مسرح دي بيغا لسان حاله ضد ظلم الإقطاع ويتعرف فيه مشاعره العفوية وتدّينه البسيط العميق وعنفوان طباعه. لم يهتم لوبي دي بيغا بقواعد أرسطو وافتقرت شخصيات مسرحه إلى العمق لكن حرارة الأسلوب وغنائية اللغة كانت له شفيعاً لدى القراء والمشاهدين.
أما مؤلفات كالديرون دي لاباركا[ر] Calderón de la Barca فأكثر صعوبة لأن مسرحياته، وعلى الأخص «الحياة حلم»La Vida es sueño ، طرحت إشكاليات حول فلسفة عصر الباروك ومنها علاقة الحلم بالحقيقة والوهم بالواقع. والشخصيات التي تنبع من مسرحياته ذات غنى كبير يعادل غنى شخصيات مهمة مثل مكبث وهاملت في مسرحيات شكسبير[ر]. ولئن طرحت مسرحيات كالديرون فلسفة الشك التي ميزت المرحلة الانتقالية من القرون الوسطى إلى عصر العقل فإن مسرحياته الدينية Auto sacramentales لم تترك الخشبة في إسبانية وكانت من أفضل عروض الأسرار الدينية في أوربة.
وأخيراً يجب ذكر غيليين دي كاسترو Guillén de Castro الذي كتب مسرحية «طفولة السيد» Las mocedades del Cid ومنها استمد كورني[ر] مسرحية «السيد» والكاتب ألاركون دي مندوثا[ر] الذي كتب «الحقيقة المشبوهة» La verdad sospechosa ومنها استمد كورني أيضاً مسرحية «الكاذب».
تعليق