شخصيات مؤثرة
١٩ مارس، الساعة ٣:٠٤ م ·
الحملة الصليبية الأولى دعا البابا أوربان الثاني سنة 1095م لحملةٍ عسكريّة ضد المسلمين لتخليص الأراضي المقدسة والقدس منهم وإرجاعها تحت الحماية المسيحية، والتي تُعرف بالحملة الصليبية الأولى من عام 1096م لغاية 1099م، شارك فيها عددٌ كبير من قادة الولايات الصليبية في أوروبّا، حيث اجتمع أمراء الحملة الأولى في عاصمة الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية عام 1097م، ثم توجهوا نحو بيت المقدس، وفي طريقهم احتلوا مملكة الرها وإمارة انطاكيةعام 1098م، فأكملوا زحفهم نحو بيت المقدس حتى وصلوها واستولوا عليها عام 1099م، بعد حصار للقدس ما يقرب الأربعين يومًا، فاعلنوا تأسيس مملكة بيت المقدس وعدد من الممالك الصليبية في المناطق المجاورة لها، دام احتلال الصليبيين لبيت المقدس وما حولها ما يقارب القرنين
ااحتلال الرها إبّان الحملة الصليبية الأولى في ربيع الأول سنة 491هـ فبراير 1098م، وتُعدّ أول إمارة صليبية في العالم الإسلامي، حيث قام بلدوين الأول أثناء حصار انطاكية بالتوجه بجيشه شرقا نحو الرها بجيشه، لكن سرعان ما سقطت الرها في يده، فأسس على إثرها بلدوين الأول كونتية الرها أو إمارة الرها، وذكر الؤرخون في تاريخ مملكة الرها أنه وأثناء سقوط الرها استغل الصليبيون ضعف المسلمين في تلك الفترة وقاموا بالاستيلاء على انطاكية على يد القائد الصليبي بوهمند حيث أسس الإمارة الثانية، وتلاها تأسيس الإمارة الثالثة على يد ريموند صنجيل بعد الاستيلاء على طرابلس.[] كانت الإمارات الثلاثة تابعةً لمملكة بيت المقدس، ولم يمضِ عامان على حكم بلدوين حتى غادرها إلى مملكة بيت المقدس؛ وذلك لتنصيبه ملكًا عليها، ونصب بلدوين دي بورغ حاكمًا على الرها حتّى سنة 512هـ/1118م، ثم جوسلين الأول وتبعه جوسلين الثاني آخر حكامها حتى سنة 539هـ/1144م.[] تحرير الرها من الصليبيين أثناء الاحتلال الصليبي للرها، كثُرت التحرّشات والاستفزازات والانتهاكات من قبل جوسلين كونت الرها ضدّ المسلمين وممتلكاتهم، حيث لم يغفل عماد الدين زنكي عن أفعاله العدوانية ضد المسلمين، وبالحديث حول تاريخ مملكة الرها يجدر الذكر أن عماد الدين زنكي محرر الرها من الصليبيين-، لكنّه انتظرَ الفرصة المناسبة للقضاء على الإمارة الصليبية، لتشكيلها تهديدًا مباشرًا له، وشوكة في تحرير جنوب الشام مركزهم الصليبيين، فعمل على إعداد خطة محكمة وبسرية التامة، ولم يُظهر لجوسلين سوء نية لضمان نجاح الخطة؛ فهو يتصف بالغدر والقسوة والشجاعة والدهاء وذو كفاءةً قياديةً وإداريةً عالية، فَعِلمُهُ بالخطة يُعني استنفار الصليبيين، ومضمون الخطة كان بمباغتة المدينة بشكل مفاجئ، وفي وقت لا يتوقعه جوسلين، والضغط على المدينة لاستسلامها بأسرع وقت قبل أيّ تدخّل من القوى الصليبية المجاورة.[] ففي نوفمبر عام 1144م خرج عماد الدين زنكي من الموصل شمالًا بحجة بغزو ديار بكر في أعالي دجلة، وكان ينتظر خروج جوسلين لإمارة إنطاكية للاحتفال بأعياد الميلاد، وكان جوسلين مطمئنًا لاعتقاده أنّ عماد الدين خرج لديار بكر، وعند مغادرة جوسلين اتجه المسلمون غربا، وارسل عماد الدين لأمير حماه بتوجيه قواته نحو الرها، فأطبق الجيشان على مدينة الرها في 28 نوفمبر 1144م، وأحكم حصارها، وفتحت الثغرات في سور المدينة وشنت القوات الإسلامية هجماتها، واستمر الحصار أربعة أسابيع، وعند عودة جوسلين لجأ إلى قرية مجاورة ينتظر المدد من إنطاكية ومملكة بيت المقدس، إلا أن الجيوش الصليبية وصلت بعد أن فتح المسلمون المدينة.[] كان لمباغتة القلعة دورٌ حاسم في سرعة سقوطها بيد المسلمين، في وقت لم تكن القلعة مستعده لحصار طويل، دخل عماد الدين مدينة الرها، وطلب بإعادة ما أخذ من أهلها دون وجه حق،، وعاد الأذان للمدينة بعد توقف دام نحو خمسين عاماً من الاحتلال الصليبي، وغادر عماد الدين المدينة بعد عودة الطمأنينة إلى أهلها، وترميم أسوارها، ووضع حامية للدفاع عنها، وتزودها بعتاد ووسائل دفاع ومؤن