للناقد الأستاذ :برهان شاوي.قراءة في رواية " موت اضطراري" للروائية نيران كريم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للناقد الأستاذ :برهان شاوي.قراءة في رواية " موت اضطراري" للروائية نيران كريم.


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1688314596540.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	52.2 كيلوبايت 
الهوية:	129440 قراءة الكاتب الأستاذ برهان شاوي Burhan Shawi لروايتي موت اضطراري ?

    مكتبة الأصدقاء

    رواية " موت اضطراري" للروائية نيران كريم

    منذ فترة طويلة لم أقرأ نصا روائيا، عراقيا، يمكن أن ننسبه لتيار الواقعية الاجتماعية بثقة. نص يتحدث عن يؤس الوضع البشري في العراق، وبالتخصيص وضع المرأة والنساء بشكل العام، والمرأة العراقية بشكل خاص، مثل ما وجدته في رواية " موت اضطراري" للكاتبة نيران كريم.

    الرواية تتحدث عن مصير ثلاث نساء، (حوراء، سارا، سوزان)، صديقات، بائسات، مطلقات، ترعرعن في أجواء عوائل جاهلة، متخلفة، بؤسهم حولهم إلى وحوش آدمية.

    نساء مقهورات، يعشن في ظل عوائل بطرياركية، أبوية، حيث سلطة الأب، الأخ، الزوج، وحيث التبعية المطلقة لرأي المجتمع والناس. إنها حكاية ثلاث نساء ، صديقات، يحاولن تغيير أقدارهن، لكن لا جدوى، وينتهي الأمر بانتحار اثنتين منهن، فواحدة، (سوزان) تشعل النار في نفسها،خوفا من انكشاف سرها، والأخرى (حوراء) المثقفة، ومشروع كاتبة قصة، ينتهي بها الأمر إلى القفز وإلقاء نفسها أمام سيارة مسرعة، بعد أن خذلها حبيبها المثقف، وتخلى عنها، وإن جاء على موعد الخلاص متأخرا. أما الثالثة، (سارا)، فتعاني من جبروت واضطهاد الزوج والحماة، والتي تصاب بكآبة وحالة سوداوية بعد ولادة ابنتها، ومعرفتها بأن زوجها يسعى للزواج ثانية، فتنهار صحيا، إلى أن تلفظ أنفاسها.

    رواية " موت أضطراري" هي التجربة السردية الأولى للكاتبة ( نيران كريم)، لكنها تجربة واعدة جدًا، تكشف عن وعي اجتماعي جارح، لاسيما للجانب البائس من المجتمع العراقي، حيث وحشية الآباء، وتواطؤ الأمهات ضد بناتهن واصطفافا مع الأب، على الرغم من معرفتهن بأن الأب ظالم وجائر ولا يهمه مصير ابنته بقدر ما يهمه العيب والعادات، والتضامن الذكوري.
    بالتأكيد رافق التجربة السردية الأولى للكاتبة بعض الهفوات، لكنهن هفوات لا تؤثر على جمالية النص الروائي، كما أن المشهد الأول (أشبه بالمقدمة) حيث الأرواح الثلاثة في السماء السابعة، وكذلك (كلمة الختام)، أضعفا الرواية ومنحاها طابعا أخلاقيا، وعظيا، علما إن هذا لم يقلل من جودة وبراعة تلك المشاهد القاسية لضرب البنات من قبل أهلهن، كم تعرضا له (سوزان) من أمها وأخيها (عاصف) مما اضطرها للهرب والاختفاء واجتراح كذبة كبيرة تدفعها في النهاية إلى الانتحار.

    كل هذه المشاهد تجسيد لوضع بطلات الرواية ضمن إطار عوائلهن. مشاهد قاسية من الضرب والتعذيب الوحشي، كما الذي عانته (سوزان) من أخيها (عاصف)، وحوراء من والدها (محسن) و(سارا) من حماتها (حكيمة) وزوجها (إبراهيم).
    رواية تستحق الإشادة والتنوية.
يعمل...
X