كتبت الشاعرة المصرية:نورا عثمان..قصيدة:الحلم بزهرة ياسمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتبت الشاعرة المصرية:نورا عثمان..قصيدة:الحلم بزهرة ياسمين

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1688305699913.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	96.2 كيلوبايت 
الهوية:	129401
    الحلم بزهرة ياسمين
    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    (١)
    رفعتُ إلى فرقِ صدري يدي
    وتموضعتُ كاشفةً نصفَ ساقيَّ
    معظمَ ظهري
    ووجّهتُ شَعرى القصيرَ بكفّي إلى جهةٍ واحدة
    يظلُّ افتتاحًا غريبًا على حُسنِهِ،
    يبدأُ الأمرُ بي
    -وأنا في الحقيقةِ أخجلُ مِن أيِّ عُريٍ طفيفٍ-
    أمامَ غريبٍ
    يحاولُ رسمي
    ولا يتمكَّنُ مِن خفضِ أعينِهِ الرّاصدة
    جمالي إذن كانَ مطلبَهُ،
    وأمامي،
    على بعدِ مترينِ
    يجلسُ مستسلمًا للغوايةِ،
    يَنكُزُ جسمي بنظرتِهِ الجامدة
    (٢)
    تفلَّتُ مِنهُ!
    خرجتُ مِن المشهدِ الدّاخليِّ.
    أنا الآنَ أركضُ في شارعٍ فارغٍ
    صوتُ قلبي يوافقُ صوتَ خُطًى لاحقتْني،
    أكادُ أموتُ مِن الخوفِ؛
    أمسكَ بي صائدي،
    وبهذا أعودُ،
    ولكن كرسمٍ
    وليس كسيدةٍ مُشتهاةٍ على مقعدِ الرَّسمِ
    تكشِفُ سيقانَها عامدة
    دمي يتحدَّرُ مِن موضعِ الهَتْكِ
    يغمرُ باطنَ ساقيَّ
    يهوي انحدارًا
    لقد كانَ فخًّا وجودي، وفخًّا قبولي،
    دمي فوقَ ثوبي القصيرِ
    وكفّاي مُوثَقَتانِ أمامي
    وبيني وبينَ جليسيَ في ذلكَ الوقتِ
    حاملةٌ للرسومِ،
    فلا خطوةٌ زائدة
    (٣)
    يفوحُ شذى الياسمينِ.
    بهِ أغمرُ الجلدَ، فوقَ مواضعِ نبضي
    وأنظرُ في حَيْرةٍ لانعكاسي بمرآةِ وجهي
    لماذا تزيّنتُ؟!
    مِن أجلِ مَن؟
    لستُ أعلمُ.
    يُطرَقُ بابي فأجفلُ،
    يخرجُ مِن فورِهِ الياسمينُ
    وأخرجُ -مِن كادرٍ مفردٍ- للبياضِ...
    بدا كلُّ شيءٍ بحِضنِ البياضِ غريبًا
    فلا ألمٌ موضعَ الهَتكِ
    لا ملمسٌ دافئٌ للدّماءِ
    ولا شيءَ إلّا تناسلَ مِن ذاتِهِ الواحدة
    تمنّيتُ أن أتخلّصَ مِن ذلكَ الحُلمِ
    لا شكَّ أحلمُ حلمًا خبيثًا
    وتلكَ شياطينُ رُوحي تُهَرهِرُ في الثّلجِ
    تضحكُ مِن وقفتي في البياضِ الغريبِ
    مُروَّعَةً شاردة
    أصيحُ،
    وهل هذه صَيْحَتي؟!
    كانَ صوتي صدًى مُفرَغًا
    طائرًا يتعاظمُ
    حتّى يسدَّ الطريقَ على الشّمسِ.
    هل هذه صَيْحَتي؟!
    بل قذيفةُ ريشٍ ستهبطُ أرضًا
    وتضربُ قربَ مكاني
    مُدوِّيَةً عائدة
    (٤)
    يعاودُني الياسمينُ،
    فماذا تكونُ الدلالةُ؟!
    في أُصُصٍ، في زجاجاتِ ماءٍ،
    وفي ليلِ شَعري،
    أرى زهرةَ الياسمينِ، وأجفلُ
    ثُمَّ أعودُ إلى الثّلجِ،
    ألهو، أُمَرِّغُ جسميَ في الثّلجِ مثلَ الصغارِ،
    وأغفو على الكومةِ الباردة
    يعودُ جليسي
    ويُلصِقُني نَهِمًا بالجدارِ
    فيا ليتَ زهرةَ قلبي تعودُ إلى الثلجِ....
    أحلمُ،
    لا شكَّ أنّيَ أحلمُ
    أستحضِرُ الياسمينَ،
    وأقنعُ ذاتي بأنّيَ أحلمُ؛
    أنّي غفوتُ على مقعدِ الرَّسمِ.
    قربي،
    على بعدِ مترينِ، يُكمِلُ (حِبِّي) سلاسلَ لوحاتِهِ الرّائدة:
    "أنا في منامي"
    .
    نورا عثمان
    مصر
يعمل...
X