شاعرٌ مِن بَنِي مصرَ
يعرِفُ أنَّ القصائدَ مزروعَةٌ
في عيونِ اللواتي يَعُدْنَ مِن السُّوقِ
يحمِلْنَ أكياسَ حَيْرَتِهِنَّ،
خُطاهُنَّ صَبرٌ أليمٌ، وآلامُهنَّ خُطًى صابرة
حينَ يسألن كيسَ النقودِ:
أتكفي جنيهاتُك الآخِرة
قوتَ يومٍ جديدٍ
وأُجرَةَ حِصَّةِ تقوِيَةٍ للصَّغيرِ،
وتغييرَ أُنبوبِ غازٍ
يُبَلِّغُ _بالكادِ_مُنتصفَ الشهرِ..لا آخِرَه؟!
أو يُفكرن في البنتِ: ربَّاهُ ماذا سنصنعُ
حينَ يجيءُ العريسُ؟لَقَدْ أخذتْ تتفجَّرُ في البنتِ _مِن سَنَوَاتٍ_ أنوثَتُها النَّافرة
أيُّها الشِّعرُ
كيفَ الذين ارتضَوك طريقًا
يَفوتونَ هذي الدموعَ الرّواسخَ كي يلتقوكَ
على مسرَحِ الأدمُعِ العابرَة؟!
عندما شاعرٌ مِن بني مصرَ
يقطفُ ما استَنْبَتَ الدّمعُ في خَدِّ بِنتٍ
تُنَهنِهُ حُزنًا لأنّا هُزِمنا على مَلعبٍ للكُرَة !!
يا رِفاقَ القصيدةِ
أيُّ الهزائمِ أَوْلىٰ بما ينطقُ الشعراءُ الذينَ يرَوْنَ الحقائقَ تَعرَىٰ لمن شأنُهُم يقرؤونَ الشوارعَ
بِالمُهَجِ النّاظِرَة؟
أَيُّها الصَّحْبُ :
أيُّ الفريقينِ صاحَ على منبرِ الصدقِ شِعرًا :
"هنا القاهرة " ؟!
.
محمد أبو العزايم
مصر