سنان بن ثابت بن قرة الحراني
(… ـ331هـ/… ـ 942م)
أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرة الحراني نسبة إلى مدينة حران شمالي سورية، طبيب رياضي فلكي، مؤرخ أديب، ولد في حران، وانتقل من مسقط رأسه إلى بغداد حاضرة الثقافة والعلم في القرن الرابع الهجري، إذ كانت الحضارة العربية الإسلامية في أوج تألقها. تابع سنان دراسته في الطب، وبرز فيه، ووضع براعته في خدمة الخلفاء العباسيين، وغدا طبيب الخليفة المقتدر بالله (295-320هـ/907-932م)، وفي عهده دخل سنان بن ثابت الإسلام، ثم خدم الخليفة القاهر بالله (320-322هـ/932-933م) ثم الخليفة الراضي بالله في بغداد (322-329هـ/933-940م). وقد عظمت منزلته عند الخلفاء وغدا رئيس أطباء بغداد، وأطلق المقتدر بالله يد سنان في تنظيم مهنة الطب وذلك إثر غلط وقع فيه طبيب في بغداد أدى إلى موت المريض، وأمره بإجراء امتحان لكل طبيب يريد ممارسة مهنة الطب، فقام سنان بذلك، ووصل عدد الأطباء الذين امتحنهم نحو ثمانمئة وستين طبيباً .
كما أشرف سنان على تنفيذ بادرة إنسانية حضارية تدل على ما وصلت إليه الدولة العربية الإسلامية من رقي حضاري، مع أنها كانت في بداية منحدر سياسي خطير إثر تسلط الأعاجم من ترك وفرس على أمورها. وقد ذكر ثابت بن سنان أن متقلد الدواوين علي بن عيسى الجرّاح كتب إلى والده سنان المتقلد بيمارستان بغداد يومئذ كتاباً إبان تفشي الأمراض في الجيش يطلب إليه تعيين أطباء يرافقون الجيش ويشرفون على حاجاته الصحية ويكفلون له الدواء والشراب، ففعل والده ذلك طوال أيامه، كذلك طلب علي بن عيسى الجرّاح من سنان بن ثابت أن يرسل أطباء مع الأدوية والأشربة إلى منطقة السواد لخلوّه من الأطباء، وأن يطوفوا السواد ويعالجوا من فيه من المرضى من المسلمين، ومن أهل المذاهب والديانات الأخرى. كما كان من أهم أعمال سنان ابن ثابت الإشراف على بناء البيمارستانات في بغداد وترتيب أمورها وإدارتها، وكان أولها بيمارستان السيدة أم المقتدر بالله، وذلك في أول المحرم عام 306هـ/918م، الذي افتتحه سنان على نهر دجلة ببغداد وجلس فيه ورتب له المتطببين وكيفية قبول المرضى، وذكر أن نفقاته بلغت ستمئة دينار شهرياً.
وفي العام ذاته 306هـ، أشار سنان على المقتدر بالله أن يتخذ بيمارستاناً ينسب إليه، فأقامه سنان في محلة باب الشام، وسماه البيمارستان المقتدري، وبلغت نفقته مئتي دينار شهرياً، كما أشرف سنان أيضاً على بناء بيمارستان آخر في بغداد، وذلك بأمر من المملوك الأمير بجكم التركي الذي كان يتولى إمرة الأمراء في بغداد، فبناه سنان سنة 329هـ/940م، وسماه باسم الأمير بجكم الذي توفى قبل الانتهاء منه فأكمله من بعده عضد الدولة البويهي الذي تسلم إمرة الأمراء في بغداد وحكمها، وذلك عام 367هـ/978م.
وكانت مؤلفات سنان كثيرة في مختلف العلوم، ولكن لم يبق منها إلا القليل النادر، ومعظمها في الرياضيات والفلك والتاريخ والأدب، منها ما يذكره ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء».
«رسالة في الأشكال ذوات الخطوط المستقيمة التي تقع في الدائرة، وعليها استخراج الكثير من المسائل الهندسية»، و«رسالة في الاستواء» و«رسالة في النجوم» و«رسالة في سُهيل»: وسُهيل نجم أحمر اللون قريب من الأفق يظهر وكأنه دائم الخفقان والاضطراب، و«رسالة في قسمة أيام الجمعة على الكواكب السبعة» و«رسالة في تاريخ ملوك السريان» و«رسالة في شرح مذهب الصابئة» و«رسالة في أخبار آبائه وأجداده وسلفه»، و«رسالة في كتاب السياسة لأفلاطون»، ذكرها المسعودي.
زهير حميدان
(… ـ331هـ/… ـ 942م)
أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرة الحراني نسبة إلى مدينة حران شمالي سورية، طبيب رياضي فلكي، مؤرخ أديب، ولد في حران، وانتقل من مسقط رأسه إلى بغداد حاضرة الثقافة والعلم في القرن الرابع الهجري، إذ كانت الحضارة العربية الإسلامية في أوج تألقها. تابع سنان دراسته في الطب، وبرز فيه، ووضع براعته في خدمة الخلفاء العباسيين، وغدا طبيب الخليفة المقتدر بالله (295-320هـ/907-932م)، وفي عهده دخل سنان بن ثابت الإسلام، ثم خدم الخليفة القاهر بالله (320-322هـ/932-933م) ثم الخليفة الراضي بالله في بغداد (322-329هـ/933-940م). وقد عظمت منزلته عند الخلفاء وغدا رئيس أطباء بغداد، وأطلق المقتدر بالله يد سنان في تنظيم مهنة الطب وذلك إثر غلط وقع فيه طبيب في بغداد أدى إلى موت المريض، وأمره بإجراء امتحان لكل طبيب يريد ممارسة مهنة الطب، فقام سنان بذلك، ووصل عدد الأطباء الذين امتحنهم نحو ثمانمئة وستين طبيباً .
كما أشرف سنان على تنفيذ بادرة إنسانية حضارية تدل على ما وصلت إليه الدولة العربية الإسلامية من رقي حضاري، مع أنها كانت في بداية منحدر سياسي خطير إثر تسلط الأعاجم من ترك وفرس على أمورها. وقد ذكر ثابت بن سنان أن متقلد الدواوين علي بن عيسى الجرّاح كتب إلى والده سنان المتقلد بيمارستان بغداد يومئذ كتاباً إبان تفشي الأمراض في الجيش يطلب إليه تعيين أطباء يرافقون الجيش ويشرفون على حاجاته الصحية ويكفلون له الدواء والشراب، ففعل والده ذلك طوال أيامه، كذلك طلب علي بن عيسى الجرّاح من سنان بن ثابت أن يرسل أطباء مع الأدوية والأشربة إلى منطقة السواد لخلوّه من الأطباء، وأن يطوفوا السواد ويعالجوا من فيه من المرضى من المسلمين، ومن أهل المذاهب والديانات الأخرى. كما كان من أهم أعمال سنان ابن ثابت الإشراف على بناء البيمارستانات في بغداد وترتيب أمورها وإدارتها، وكان أولها بيمارستان السيدة أم المقتدر بالله، وذلك في أول المحرم عام 306هـ/918م، الذي افتتحه سنان على نهر دجلة ببغداد وجلس فيه ورتب له المتطببين وكيفية قبول المرضى، وذكر أن نفقاته بلغت ستمئة دينار شهرياً.
وفي العام ذاته 306هـ، أشار سنان على المقتدر بالله أن يتخذ بيمارستاناً ينسب إليه، فأقامه سنان في محلة باب الشام، وسماه البيمارستان المقتدري، وبلغت نفقته مئتي دينار شهرياً، كما أشرف سنان أيضاً على بناء بيمارستان آخر في بغداد، وذلك بأمر من المملوك الأمير بجكم التركي الذي كان يتولى إمرة الأمراء في بغداد، فبناه سنان سنة 329هـ/940م، وسماه باسم الأمير بجكم الذي توفى قبل الانتهاء منه فأكمله من بعده عضد الدولة البويهي الذي تسلم إمرة الأمراء في بغداد وحكمها، وذلك عام 367هـ/978م.
وكانت مؤلفات سنان كثيرة في مختلف العلوم، ولكن لم يبق منها إلا القليل النادر، ومعظمها في الرياضيات والفلك والتاريخ والأدب، منها ما يذكره ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء».
«رسالة في الأشكال ذوات الخطوط المستقيمة التي تقع في الدائرة، وعليها استخراج الكثير من المسائل الهندسية»، و«رسالة في الاستواء» و«رسالة في النجوم» و«رسالة في سُهيل»: وسُهيل نجم أحمر اللون قريب من الأفق يظهر وكأنه دائم الخفقان والاضطراب، و«رسالة في قسمة أيام الجمعة على الكواكب السبعة» و«رسالة في تاريخ ملوك السريان» و«رسالة في شرح مذهب الصابئة» و«رسالة في أخبار آبائه وأجداده وسلفه»، و«رسالة في كتاب السياسة لأفلاطون»، ذكرها المسعودي.
زهير حميدان