سَلَمْيَّة
سلمية مدينة سورية رابضة على طرف البادية السورية الغربي، وهذا ما جعل علاقتها بالبادية والبدو كبيرة، وتقع سلمية إلى الشرق من مدينة حماة على بعد نحو 33كم، وهي جزء من محافظة حماة، ومركز منطقة إدارياً. وهي صلة الوصل بين البادية السورية والأجزاء الغربية من سورية، فمنها يمتد طريق إسفلتي عبر جبال البلعاس إلى تدمر، ومن ثم إلى دير الزور، ويمر منها طريق دمشق ـ الرقة.
تعددت الآراء في سبب تسمية سلمية بهذا الاسم: فمن قائل إنها سميت بذلك في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي نسبة إلى الأشخاص المئة الذين نجوا من الزلزال الذي حل بمدينة المؤتفكة القريبة منها، وضربوا رحالهم فيها، ودعيت في البداية باسم «سلم مئة» ليحرف الاسم فيما بعد، ومن قائل إن اسمها مشتق من كلمتي «سيل مياه» بسبب السيول التي كانت تأتيها من الشرق وتمر بها، فكانت ممراً للسيول، وهناك من يرى أن اسمها يعود إلى العهد اليوناني تخليداً لذكرى معركة سلاميس البحرية التي وقعت بين اليونانيين والفرس، وانتهت بانتصار اليونانيين، كما أن بعضهم يرى أن اسمها القديم كان سلاميس وسماها بذلك الاسكندر المقدوني وذلك لمدينة سلاميس على بحر إيجه.
الجغرافية الطبيعية
تتربع سلمية فوق أرض هضبية شبه سهلية، على ارتفاع نحو 455م فوق مستوى سطح البحر، وتنتصب في غربها كتلتان جبليتان هما: جبل عين الزرقاء 625م، وفي شماله جبل شميميس بقلعته الشهيرة، كما يمتد إلى شمالها الكثير من الكتل الجبلية القليلة الارتفاع (500-600م)، تمثل الجزء الشرقي من سلسلة جبال العلا، وإلى الشرق من سلمية بنحو 50كم تقوم جبال البلعاس المشهورة بأشجار بطمها القديمة.
مناخها شبه جاف، يتحول إلى جاف في الأجزاء الشرقية من المنطقة المتاخمة لأراضي محافظتي الرقة وحمص. متوسط الأمطار السنوية في مدينة سلمية نحو 305مم، تتدنى في الشرق إلى أقل من 250مم، أما معدل الحرارة السنوية في مدينة سلمية فيبلع نحو 17.5 ْم، وتعاني منطقة سلمية التذبذبات الكبيرة في أمطارها، وكانت أكثر السنوات جفافاً في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي سنوات 1961 و1985 و1999 إذ تدنت الأمطار إلى أقل من نصف معدلها.
تخلو سلمية من الأنهار الدائمة الجريان، وجلُّ ما فيها أودية سيلية. وينابيعها التي اشتهرت بها قديماً جفت في الخمسينات من القرن العشرين، بفعل الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية بالآبار الكثيرة التي حفرت في أثناء طفرة زراعة القطن، ولم تعد تتفجر بعض الينابيع إلا في سنوات الأمطار الغزيرة ولفترة محدودة، وخاصة في الأجزاء الغربية من منطقة سلمية حيث تقع قرية الكافات. ومن أشهر ينابيع سلمية القديمة نبع عين الزرقاء الواقع إلى الغرب من مدينة سلمية بنحو كيلو مترين، والذي مدت منه القناة التاريخية المشهورة إلى مدينة أفاميا والتي عرفت بقناة العاشق. وتشتهر سلمية بقنواتها المائية القديمة المعروفة بالقنوات الرومانية والتي يقدر عددها بنحو 300 قناة.
سكان سلمية
يبلغ عدد سكان مدينة سلمية نحو 95 ألف نسمة حسب سجلات الأحوال المدنية لنهاية عام 2003، منهم نحو 48 ألفاً ذكور، و47 ألفاً إناث، ويبلغ معدل التزايد السكاني نحو 32 في الألف.
الحالة الاقتصادية
يقوم اقتصاد سلمية مدينة وريفاً بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوان. وتعتمد الزراعة في معظمها على مياه الأمطار، وقوامها القمح والشعير ومحاصيل أخرى كالعدس والجلبان والكمون، ولا تزيد المساحة المروية بالآبار على 10%، وتزرع بالبصل والقطن والخضروات المتنوعة. كما تشتهر سلمية، وخاصة ريفها، بكروم العنب البعلية في معظمها، إلى جانب أشجار اللوز والمشمش والتفاح، والزيتون الذي انتشرت زراعته حديثاً. وتربى الأغنام في سلمية وريفها وباديتها (105 آلاف رأس)، بجانب تربية أعداد من الماعز والأبقار، وتنتشر تربية الدواجن بكثرة في مدينة سلمية عبر عشرات المداجن.
أما الصناعة، فمنها ما هو حديث تابع للدولة، كما في: معمل تجفيف البصل والخضار وملحقاته ومحلجة القطن ومعمل السجاد ومطحنة الحبوب، وبعضها يمتلكه القطاع الخاص، كما في معصرة الزيتون ومعامل التريكو والألبسة بجانب صناعة الأجبان المنتشرة في المدينة والريف. وتؤدي التجارة دوراً مهماً في الناحية الاقتصادية لمدينة السلمية، كونها سوقاً تجارية مهمة لمنتجات البادية والريف تنافس سوق مدينة حماة.
وظائف المدينة وأهم معالمها
إضافة إلى وظيفة المدينة التجارية، لها وظائف صحية وتعليمية وثقافية وسواها. ففيها عدد كبير من المدارس للتعليم بمراحله وأنواعه المختلفة، وهي تضم أقدم ثانوية زراعية في سورية، أسست عام 1981، وفيها مشفى حكومي وأربعة مشاف خاصة. وفيها مركز ثقافي، وكل الخدمات بوصفها منطقة إدارية، يتبعها عدد كبير من البلدات والقرى والمزارع، منها: بلدة تلدرة وقرية الكافات وبري وصورة وجدوعه والسعن وعقيربات وتل جديد.
تبلغ مساحة المدينة حالياً نحو 17كم2، والعمران فيها يراوح بين الطابقي الحديث والقديم ذي النموذج العربي الذي تغلب فيه الحجارة البازلتية والكلسية.
ومن أهم المعالم التاريخية الأثرية الماثلة اليوم بقايا من الجدار الجنوبي لقلعة سلمية القديمة، مقام الإمام إسماعيل، الحمام الأثري (حمام روماني بقواعده ومداخله، وإسلامي بقببه الجميلة). ضريح الأمير علي خان، وقلعة شميميس الشهيرة، غربي المدينة بنحو 3كم، بجانب أعداد كبيرة من القنوات المائية القديمة في محيط المدينة.
لمحة تاريخية
سلمية مدينة قديمة جداً، سكن ريفها إنسان العصر الحجري القديم، وكانت المدينة عامرة في العهد السومري (3000-2400ق.م) وفي العهد الأموري (2400-2000ق.م) وفي العهد الآرامي. وازدهرت في العهد اليوناني السلوقي، وتألقت في العهدين الروماني والبيزنطي. وشكلت سلمية مركزاً للإمامة الإسماعيلية وللدعوة الإسماعيلية في القرن الثالث الهجري، ليحل بها الخراب في أواخر ذلك القرن على أيدي القرامطة، ولتتخرب عند غزو تيمورلنك لسورية ومروره بها سنة (803 هـ). ولتبقى هكذا حتى إعادة إعمارها الحالي.
يعود بداية إعمار سلمية الحالي إلى منتصف عام 1848م، حين بدأت جموع من الطائفة الإسماعيلية، من سكان الجبال الغربية السورية وعكار، بالقدوم إلى مدينة أجدادهم بصدور فرمان من السلطان العثماني عبد المجيد، بالسماح للإسماعيلية بأن يعيدوا بناء مدينة سلمية ويقطنوا فيها، ويعمروا ريفها، وقد أطلق عليها في البداية اسم مدينة مجيد أباد، ثم أعيد إليها اسمها التاريخي (سلمية) في عام 1900 لتصبح عندها مركز قضاء.
علي موسى
تعددت الآراء في سبب تسمية سلمية بهذا الاسم: فمن قائل إنها سميت بذلك في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي نسبة إلى الأشخاص المئة الذين نجوا من الزلزال الذي حل بمدينة المؤتفكة القريبة منها، وضربوا رحالهم فيها، ودعيت في البداية باسم «سلم مئة» ليحرف الاسم فيما بعد، ومن قائل إن اسمها مشتق من كلمتي «سيل مياه» بسبب السيول التي كانت تأتيها من الشرق وتمر بها، فكانت ممراً للسيول، وهناك من يرى أن اسمها يعود إلى العهد اليوناني تخليداً لذكرى معركة سلاميس البحرية التي وقعت بين اليونانيين والفرس، وانتهت بانتصار اليونانيين، كما أن بعضهم يرى أن اسمها القديم كان سلاميس وسماها بذلك الاسكندر المقدوني وذلك لمدينة سلاميس على بحر إيجه.
الجغرافية الطبيعية
تتربع سلمية فوق أرض هضبية شبه سهلية، على ارتفاع نحو 455م فوق مستوى سطح البحر، وتنتصب في غربها كتلتان جبليتان هما: جبل عين الزرقاء 625م، وفي شماله جبل شميميس بقلعته الشهيرة، كما يمتد إلى شمالها الكثير من الكتل الجبلية القليلة الارتفاع (500-600م)، تمثل الجزء الشرقي من سلسلة جبال العلا، وإلى الشرق من سلمية بنحو 50كم تقوم جبال البلعاس المشهورة بأشجار بطمها القديمة.
مناخها شبه جاف، يتحول إلى جاف في الأجزاء الشرقية من المنطقة المتاخمة لأراضي محافظتي الرقة وحمص. متوسط الأمطار السنوية في مدينة سلمية نحو 305مم، تتدنى في الشرق إلى أقل من 250مم، أما معدل الحرارة السنوية في مدينة سلمية فيبلع نحو 17.5 ْم، وتعاني منطقة سلمية التذبذبات الكبيرة في أمطارها، وكانت أكثر السنوات جفافاً في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي سنوات 1961 و1985 و1999 إذ تدنت الأمطار إلى أقل من نصف معدلها.
تخلو سلمية من الأنهار الدائمة الجريان، وجلُّ ما فيها أودية سيلية. وينابيعها التي اشتهرت بها قديماً جفت في الخمسينات من القرن العشرين، بفعل الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية بالآبار الكثيرة التي حفرت في أثناء طفرة زراعة القطن، ولم تعد تتفجر بعض الينابيع إلا في سنوات الأمطار الغزيرة ولفترة محدودة، وخاصة في الأجزاء الغربية من منطقة سلمية حيث تقع قرية الكافات. ومن أشهر ينابيع سلمية القديمة نبع عين الزرقاء الواقع إلى الغرب من مدينة سلمية بنحو كيلو مترين، والذي مدت منه القناة التاريخية المشهورة إلى مدينة أفاميا والتي عرفت بقناة العاشق. وتشتهر سلمية بقنواتها المائية القديمة المعروفة بالقنوات الرومانية والتي يقدر عددها بنحو 300 قناة.
سكان سلمية
يبلغ عدد سكان مدينة سلمية نحو 95 ألف نسمة حسب سجلات الأحوال المدنية لنهاية عام 2003، منهم نحو 48 ألفاً ذكور، و47 ألفاً إناث، ويبلغ معدل التزايد السكاني نحو 32 في الألف.
الحالة الاقتصادية
يقوم اقتصاد سلمية مدينة وريفاً بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوان. وتعتمد الزراعة في معظمها على مياه الأمطار، وقوامها القمح والشعير ومحاصيل أخرى كالعدس والجلبان والكمون، ولا تزيد المساحة المروية بالآبار على 10%، وتزرع بالبصل والقطن والخضروات المتنوعة. كما تشتهر سلمية، وخاصة ريفها، بكروم العنب البعلية في معظمها، إلى جانب أشجار اللوز والمشمش والتفاح، والزيتون الذي انتشرت زراعته حديثاً. وتربى الأغنام في سلمية وريفها وباديتها (105 آلاف رأس)، بجانب تربية أعداد من الماعز والأبقار، وتنتشر تربية الدواجن بكثرة في مدينة سلمية عبر عشرات المداجن.
أما الصناعة، فمنها ما هو حديث تابع للدولة، كما في: معمل تجفيف البصل والخضار وملحقاته ومحلجة القطن ومعمل السجاد ومطحنة الحبوب، وبعضها يمتلكه القطاع الخاص، كما في معصرة الزيتون ومعامل التريكو والألبسة بجانب صناعة الأجبان المنتشرة في المدينة والريف. وتؤدي التجارة دوراً مهماً في الناحية الاقتصادية لمدينة السلمية، كونها سوقاً تجارية مهمة لمنتجات البادية والريف تنافس سوق مدينة حماة.
وظائف المدينة وأهم معالمها
إضافة إلى وظيفة المدينة التجارية، لها وظائف صحية وتعليمية وثقافية وسواها. ففيها عدد كبير من المدارس للتعليم بمراحله وأنواعه المختلفة، وهي تضم أقدم ثانوية زراعية في سورية، أسست عام 1981، وفيها مشفى حكومي وأربعة مشاف خاصة. وفيها مركز ثقافي، وكل الخدمات بوصفها منطقة إدارية، يتبعها عدد كبير من البلدات والقرى والمزارع، منها: بلدة تلدرة وقرية الكافات وبري وصورة وجدوعه والسعن وعقيربات وتل جديد.
تبلغ مساحة المدينة حالياً نحو 17كم2، والعمران فيها يراوح بين الطابقي الحديث والقديم ذي النموذج العربي الذي تغلب فيه الحجارة البازلتية والكلسية.
ومن أهم المعالم التاريخية الأثرية الماثلة اليوم بقايا من الجدار الجنوبي لقلعة سلمية القديمة، مقام الإمام إسماعيل، الحمام الأثري (حمام روماني بقواعده ومداخله، وإسلامي بقببه الجميلة). ضريح الأمير علي خان، وقلعة شميميس الشهيرة، غربي المدينة بنحو 3كم، بجانب أعداد كبيرة من القنوات المائية القديمة في محيط المدينة.
لمحة تاريخية
سلمية مدينة قديمة جداً، سكن ريفها إنسان العصر الحجري القديم، وكانت المدينة عامرة في العهد السومري (3000-2400ق.م) وفي العهد الأموري (2400-2000ق.م) وفي العهد الآرامي. وازدهرت في العهد اليوناني السلوقي، وتألقت في العهدين الروماني والبيزنطي. وشكلت سلمية مركزاً للإمامة الإسماعيلية وللدعوة الإسماعيلية في القرن الثالث الهجري، ليحل بها الخراب في أواخر ذلك القرن على أيدي القرامطة، ولتتخرب عند غزو تيمورلنك لسورية ومروره بها سنة (803 هـ). ولتبقى هكذا حتى إعادة إعمارها الحالي.
يعود بداية إعمار سلمية الحالي إلى منتصف عام 1848م، حين بدأت جموع من الطائفة الإسماعيلية، من سكان الجبال الغربية السورية وعكار، بالقدوم إلى مدينة أجدادهم بصدور فرمان من السلطان العثماني عبد المجيد، بالسماح للإسماعيلية بأن يعيدوا بناء مدينة سلمية ويقطنوا فيها، ويعمروا ريفها، وقد أطلق عليها في البداية اسم مدينة مجيد أباد، ثم أعيد إليها اسمها التاريخي (سلمية) في عام 1900 لتصبح عندها مركز قضاء.
علي موسى