السمان (أدهم ـ)
(1924ـ1997م)
ولد أدهم بن زاكي السمان، في حماة في عام 1924 وترعرع فيها. أنهى تعليمه الابتدائي، وتابع دراسته الثانوية إلى أن حصل على البكالوريا الأولى في حماة، ثم انتقل إلى دمشق فحصل فيها على البكالوريا الثانية (فرع الرياضيات) في عام 1945.
انتسب في عام 1946 إلى جامعة بيروت الأمريكية لدراسة اللغة الإنكليزية، وانتقل في خريف عام 1946 إلى دمشق للدراسة في كلية العلوم المحدثة لدى افتتاحها. تردد في بداية دراسته الجامعية ما بين الفيزياء والطب ثم استقر على دراسة الطب تلبية لرغبة والده. وبعد حصوله على شهادة دراسةٍ عاليةٍ في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، أرسله والده إلى فرنسا ليتابع فيها دراسة الطب، فعاد هناك، في جامعة ستراسبورغ، إلى الفيزياء التي استحوذت عليه. وبعد أن حصل على الإجازة في العلوم الفيزيائية، تابع دراسته في الفيزياء النووية وحصل على دكتوراه الدولة في العلوم الفيزيائية في عام 1958، وكلف التدريس في دكتوراه الحلقة الثالثة في جامعة ستراسبورغ في العام 1958-1959. عمل بعدئذٍ باحثاً زائراً طوال عام 1960 في المركز الأوربي للفيزياء النووية في جنيف، ثم عاد إلى الوطن في عام 1961 وعُيِّن مدرساً في كلية العلوم بجامعة دمشق وارتقى فيها إلى وظيفة أستاذ، وثابر على العطاء الذي لم يتوقف عن تطويره وتحسينه في التعليم والبحث والتأليف والتعريب إلى أن توفاه الله في دمشق، إثر مرض عضال، في الثاني من شهر آذار من عام 1997.
نشر بحوثاً عدة في الفيزياء النووية في أثناء تحضيره الدكتوراه، وفي المركز الأوربي للفيزياء النووية في جنيف بسويسرا، وفي المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا الذي كان يعمل فيه بصفته أستاذ أبحاث في العام الجامعي 1966-1967.
ألّف كتاباً في الضوء الهندسي، وآخر في الكهرطيسية لطلاب الإجازة في العلوم الفيزيائية، نشرتهما جامعة دمشق. ونشر في مجلة عالم الذرة السورية عدة مقالات من تأليفه.
نال في وطنه جائزة الدولة للعلوم في عام 1965، وتولى وكالة الشؤون العلمية في كلية العلوم، ورئاسة تحرير مجلة «عالم الذرة»، التي تصدرها هيئة الطاقة الذرية، مدة عامين. وظل مستشاراً علمياً للهيئة منذ عام 1979 حتى وفاته.
نشأ أدهم السمان في بيئة عربية التقاليد إسلامية. فقد ختم القرآن وهو في الصف السابع، وأولع بالشعر وتغنّى به، ولعله ورث هذا الولع عن أمه التي كانت تروي الشعر في مجالسها مع جاراتها. نظم الشعر سماعاً قبل دراسته العروض، وهو طالب في الصف السابع أيضاً، وحفظ روائع الشعر العربي قديمه وحديثه وترجم وراسل أصدقاءه وسجل أجمل ذكريات أيامه معهم شعراً. وانضم إلى اتحاد الكتاب العرب وسمي عضواً في هيئة تحرير مجلة «التراث العربي» التي يصدرها الاتحاد.
اجتمع فيه شغفه بالفيزياء وولعه باللغة العربية، وسعة إطلاعه على آدابها، وإتقانه اللغتين الفرنسية والإنكليزية، فتدفّق عطاؤه غزيراً في التعريب فكان رائداً فيه بحق. بدأ توجهه إلى الترجمة والتعريب في عام 1962 حينما شارك في ترجمة مؤلَّف فلوري وماتيو الموسع في الفيزياء العامة والتجريبية، الذي نشره المجلس الأعلى للعلوم في ثمانية أجزاء. وترجم منذ عام 1978 كتباً قيّمة لأئمة الفيزياء في القرن العشرين، نشر منها الكتب الآتية أسماؤها: «الأرض والسماء» لفولكوف، و«طبيعة قوانين الفيزياء» لفاينمان و«النسبية» لآينشتاين، «وفيزياء وفلسفة» لهايزنيرغ، و«تطور الأفكار في الفيزياء» لآينشتاين وإنفلد، و«هكذا أرى العالم» لآينشتاين، و«المثل العليا والواقع» لعبد السلام، و«المكان والزمان في العالم الكوني الحديث» لديفيس، و«موجز تاريخ الزمن» لهوكنغ، و«الأوتار الفائقة» لديفيس وبراون، و«مع القفزة الكمومية» لوولف، و«عجائب الضوء والمادة» لفاينمان، و«أحلام الفيزيائيين» لوانبرغ، وراجع ترجمة عدة كتب كان آخرها كتاب «البحث عن اللانهاية» لفريزر وآخرين. وشارك في نقل معجم «مصطلحات العلوم والتكنولوجيا» لماكروهيل من الإنكليزية إلى العربية، كما شارك في مسيرات نهضة التعريب في سورية ومصر ولبنان والجزائر والكويت، وفي تعريب التعليم في الجامعات، وفي تطوير التعليم العالي، وفي نقل الثقافة العلمية. ووضع هذا كله بين أيدي جماهير غفيرة من الأمة العربية بلغة سهلة فصيحة، في الكتب التي ترجمها وفي بعض الدوريات العربية، حتى لا يكاد يخلو عدد من مجلتي «العلوم الكويتية» و«عالم الذرة» السورية مما يؤلف أو يترجم. ولما شعر بالمرض، وكان يترجم أو يراجع مقالة عهدت بها إليه إدارة مجلة «العلوم» الكويتية، تابع عمله رابط الجأش، ولم يمض للمعالجة في فرنسا إلا بعد أن أنجز ما عهد إليه به، على الرغم من تحذير الأطباء، فتعجّله المرض وتمكن منه وهو مازال في عطائه. ونعته الهيئات العلمية في سورية والكويت.
كان أدهم السمان عالماً، قوي الذاكرة، سريع البديهة، واسع الاطلاع والثقافة، قومي الاتجاه في حياته وفلسفته الاجتماعية، صادقاً ونزيهاً، كريم الخلق، مرهف الإحساس وفياً للعلم والناس.
واثق شهيد
(1924ـ1997م)
انتسب في عام 1946 إلى جامعة بيروت الأمريكية لدراسة اللغة الإنكليزية، وانتقل في خريف عام 1946 إلى دمشق للدراسة في كلية العلوم المحدثة لدى افتتاحها. تردد في بداية دراسته الجامعية ما بين الفيزياء والطب ثم استقر على دراسة الطب تلبية لرغبة والده. وبعد حصوله على شهادة دراسةٍ عاليةٍ في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، أرسله والده إلى فرنسا ليتابع فيها دراسة الطب، فعاد هناك، في جامعة ستراسبورغ، إلى الفيزياء التي استحوذت عليه. وبعد أن حصل على الإجازة في العلوم الفيزيائية، تابع دراسته في الفيزياء النووية وحصل على دكتوراه الدولة في العلوم الفيزيائية في عام 1958، وكلف التدريس في دكتوراه الحلقة الثالثة في جامعة ستراسبورغ في العام 1958-1959. عمل بعدئذٍ باحثاً زائراً طوال عام 1960 في المركز الأوربي للفيزياء النووية في جنيف، ثم عاد إلى الوطن في عام 1961 وعُيِّن مدرساً في كلية العلوم بجامعة دمشق وارتقى فيها إلى وظيفة أستاذ، وثابر على العطاء الذي لم يتوقف عن تطويره وتحسينه في التعليم والبحث والتأليف والتعريب إلى أن توفاه الله في دمشق، إثر مرض عضال، في الثاني من شهر آذار من عام 1997.
نشر بحوثاً عدة في الفيزياء النووية في أثناء تحضيره الدكتوراه، وفي المركز الأوربي للفيزياء النووية في جنيف بسويسرا، وفي المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا الذي كان يعمل فيه بصفته أستاذ أبحاث في العام الجامعي 1966-1967.
ألّف كتاباً في الضوء الهندسي، وآخر في الكهرطيسية لطلاب الإجازة في العلوم الفيزيائية، نشرتهما جامعة دمشق. ونشر في مجلة عالم الذرة السورية عدة مقالات من تأليفه.
نال في وطنه جائزة الدولة للعلوم في عام 1965، وتولى وكالة الشؤون العلمية في كلية العلوم، ورئاسة تحرير مجلة «عالم الذرة»، التي تصدرها هيئة الطاقة الذرية، مدة عامين. وظل مستشاراً علمياً للهيئة منذ عام 1979 حتى وفاته.
نشأ أدهم السمان في بيئة عربية التقاليد إسلامية. فقد ختم القرآن وهو في الصف السابع، وأولع بالشعر وتغنّى به، ولعله ورث هذا الولع عن أمه التي كانت تروي الشعر في مجالسها مع جاراتها. نظم الشعر سماعاً قبل دراسته العروض، وهو طالب في الصف السابع أيضاً، وحفظ روائع الشعر العربي قديمه وحديثه وترجم وراسل أصدقاءه وسجل أجمل ذكريات أيامه معهم شعراً. وانضم إلى اتحاد الكتاب العرب وسمي عضواً في هيئة تحرير مجلة «التراث العربي» التي يصدرها الاتحاد.
اجتمع فيه شغفه بالفيزياء وولعه باللغة العربية، وسعة إطلاعه على آدابها، وإتقانه اللغتين الفرنسية والإنكليزية، فتدفّق عطاؤه غزيراً في التعريب فكان رائداً فيه بحق. بدأ توجهه إلى الترجمة والتعريب في عام 1962 حينما شارك في ترجمة مؤلَّف فلوري وماتيو الموسع في الفيزياء العامة والتجريبية، الذي نشره المجلس الأعلى للعلوم في ثمانية أجزاء. وترجم منذ عام 1978 كتباً قيّمة لأئمة الفيزياء في القرن العشرين، نشر منها الكتب الآتية أسماؤها: «الأرض والسماء» لفولكوف، و«طبيعة قوانين الفيزياء» لفاينمان و«النسبية» لآينشتاين، «وفيزياء وفلسفة» لهايزنيرغ، و«تطور الأفكار في الفيزياء» لآينشتاين وإنفلد، و«هكذا أرى العالم» لآينشتاين، و«المثل العليا والواقع» لعبد السلام، و«المكان والزمان في العالم الكوني الحديث» لديفيس، و«موجز تاريخ الزمن» لهوكنغ، و«الأوتار الفائقة» لديفيس وبراون، و«مع القفزة الكمومية» لوولف، و«عجائب الضوء والمادة» لفاينمان، و«أحلام الفيزيائيين» لوانبرغ، وراجع ترجمة عدة كتب كان آخرها كتاب «البحث عن اللانهاية» لفريزر وآخرين. وشارك في نقل معجم «مصطلحات العلوم والتكنولوجيا» لماكروهيل من الإنكليزية إلى العربية، كما شارك في مسيرات نهضة التعريب في سورية ومصر ولبنان والجزائر والكويت، وفي تعريب التعليم في الجامعات، وفي تطوير التعليم العالي، وفي نقل الثقافة العلمية. ووضع هذا كله بين أيدي جماهير غفيرة من الأمة العربية بلغة سهلة فصيحة، في الكتب التي ترجمها وفي بعض الدوريات العربية، حتى لا يكاد يخلو عدد من مجلتي «العلوم الكويتية» و«عالم الذرة» السورية مما يؤلف أو يترجم. ولما شعر بالمرض، وكان يترجم أو يراجع مقالة عهدت بها إليه إدارة مجلة «العلوم» الكويتية، تابع عمله رابط الجأش، ولم يمض للمعالجة في فرنسا إلا بعد أن أنجز ما عهد إليه به، على الرغم من تحذير الأطباء، فتعجّله المرض وتمكن منه وهو مازال في عطائه. ونعته الهيئات العلمية في سورية والكويت.
كان أدهم السمان عالماً، قوي الذاكرة، سريع البديهة، واسع الاطلاع والثقافة، قومي الاتجاه في حياته وفلسفته الاجتماعية، صادقاً ونزيهاً، كريم الخلق، مرهف الإحساس وفياً للعلم والناس.
واثق شهيد