أنور حسين مصور العائلة المالكة في بريطانيا
أنور حسين ، شاب من تانزانيا ، وصل إلى بريطانيا
وهاجسه التحول إلى طيار لكنه وجد نفسه وقد تحول إلى مصور فوتوغرافي للعائلة المالكة ، حيث رافق هذه العائلة في سبعين رحلة شملت مناطق كثيرة من العالم .
يقضي انور حسين حياته العملية إلى جوار العائلة الملكية البريطانية . أينما ذهب افراد هذه العائلة ، من نيبال إلى شمالي افريقيا ، لا يكون انور بعيداً عنهم أكثر من مسافة عدسة . هذا لأنه أحد المصورين الفوتوغرافيين القلائل جداً ممن هم متخصصون بالتقاط حياة افراد العائلة الملكية بالكاميرا . انها مهنة دارت به حول العالم وأوصلته إلى أماكن كان يحلم بها فقط في يوم من الأيام . كما وفرت له أسلوب حياة مريح مع منزل في الريف وآخر في المدينة .
رغم هذا فهو عندما جاء إلى انجلترا من موطنه تنزانيا ، لم يكن لديه رأس مال يعمل به ، اكثر من شغف بالتصوير الفوتوغرافي .
ويقول معترفاً :
- كنت راغباً بالتحول إلى طيار ... ولكن والدي عارضا هذه الفكرة ، ظنا منهما انني أكثر تهوراً من أن أطير ، ورفضا السماح لي بالانضمام إلى القوات الجوية أو الحصول على اية دروس طيران . من هنا تركت موطني وجئت إلى انجلترا عاقداً العزم على قضاء سنة هنا لأتجول وابحث واكتسب الخبرة حتى أقرر ما اريده من الحياة .
ويتابع حسين :
لم اكن على معرفة باحد في لندن عندما بلغتها في احد ايام تشرين الثاني « نوفمبر ، الباردة الملبدة بالغيوم . وما هي إلا فترة وجيزة حتى كنت مستعداً للعودة إلى الوطن .... ولكنني لم اجد معي ما يكفي لشراء تذكرة العودة ! ولم استطع الحصول على عمل في اي مكان رغم انني جربت كل شيء ، من موظف بسيط إلى قاطع تذاكر باص !
من هنا عقد العزم على ممارسة العمل الوحيد الذي يعرف عنه أي شيء ـ التصوير الفوتوغرافي -
ويقول عن ذلك :
- كانت هذه هوايتي الدائمة ... وتخيلت نفسي مصوراً فوتوغرافياً بكل معنى الكلمة .
فقد سبق في ان التقطت بعض الصور في الوطن ، وتامنت لدي مجموعة من ذلك حققتها في تنزانيا ، حيث كثيراً ما ساعدت شقيقي الأكبر في الاستديو خاصه - انه مصور فوتوغرافي في كينيا - من هنا قررت ان اكون مصوراً مستقلاً . خصوصا وانني كنت قد جلبت معي من كينيا كاميرا نيكون " وأخرى روليفليكس . وبدات بتغطية قصص اخبارية ، محاولا ان أكون كل شيء في كل مكان . وكان العمل شاقاً مع قليل من العائدات ، حيث ظل هكذا لفترة طويلة ، إلى أن قررت تغطية حالة شغب في أواسط الستينيات حيث وصلت لأجد الأعمال ناشطة هناك وكل المصورين الفوتوغرافيين بكامل قواهم . من هنا بدا لي أن العمل لن يكون مجدياً ، ولكن طالما انني هناك ، فلا بأس من اخذ بعض الصور . والحقيقة انني حصلت على بعض الصور الجيدة ، حيث بعت قليلا منها إلى الصحف رغم ان مصوريها كانوا هناك .
ويضيف انور حسین :
- بدأت بالتحول إلى مصور فوتوغرافي معروف ، وبدأت أضيف إلى عملي لقطات ازياء وشخصيات غنائية وتمثيلية ، ثم وجدت نفسي بضع مرات وانا اعمل مع مصور فوتوغرافي متخصص بالعائلة الملكية ، اخبرني عن مدى ما في عمله هذا من تحديات ومصاعب ، وحيث انني لست متعلقا بشيء قدر تعلقي بالتحديات ، كانت كلماته هذه أشبه بمغناطيس بالنسبة إلي ويعود حسين إلى نقطة سابقة ليقول :
- أشير هنا إلى ان عالم الغناء والتمثيل غالباً ما يتغير بحيث أن عليك التواجد الفعلي في الاحتفال حتى تحصل على الصور المطلوبة التي تباع . كما انك تهدر الكثير من الوقت وانت تحاول اعداد الجلسات ، لتجد في النهاية ان الموضوع جاء متاخراً أو ألغي الموعد في اللحظة الأخيرة ، من هنا وجدتني موشكا على الملل الفعلي من هذا الوضع كله ، ومبتدئاً بالادراك انه من الأسهل التخصص بموضوع واحد ، فبدت العائلة الملكية فكرة جيدة كموضوع ، لأن المصورين الفوتوغرافيين الذين يركزون عليها قلائل جداً . وهكذا راجعت ملفاتي ووجدت ان لدي مجموعة لا باس بها من الصور الملكية التقطتها وانا أغطي قصصاً اخبارية عامة . رتبت هذه الصور كبداية لمكتبة وبدأت بتغطية كل حدث له علاقة بأحد افراد العائلة الملكية ، ثم سرعان ما وجدت أن عملي هذا أصبح مطلوباً . من هنا ظلت مكتبتي هذه تنمو على الدوام .
ويتابع :
- كانت محطتي التالية ان أشارك في جولة ملكية . على انني بقيت بعيداً عن التطفل قدر الإمكان ، ولم يبدر مني اي تصرف يزعج العائلة ، بحيث بدا انني مقبول ، ومن هنا ، لم تبق امامي إلا خطوة قصيرة لأحصل على تكليف من مجلات وصحف لتغطية هذه الرحلات . انها عملية قد تكون مكلفة للغاية ! لكنني وبالفعل شاركت بما يقارب ٦٠ او ٧٠ رحلة ملكية ، اي أكثر من اي مصور فوتوغرافي آخر ربما ، ودفعت التكاليف من جيبي ، أشير هنا إلى أن الجولات الأوروبية معقولة من حيث قلة تكاليفها ولكن عندما قام تشارلز بزيارة الهند ونيبال ، كلفتني مرافقته ثروة دفعتها ثمن تذاكر سفر واجور فنادق فقط ، إذ لا تستطيع السفر برحلات زهيدة الأجور لأنك لا تستطيع ان تكون محدودا أو مقيداً باي شكل من الأشكال .
بل ينبغي ان تكون قادراً على الانتقال إلى أي مكان في أي وقت ، وإذا حدث شيء ما ، أو اردت ان تطير إلى موقع آخر سلفاً لا تستطيع تحقيق ذلك حجزت في رحلة خاصة ( Charter flight ) ، مجرد انك لا تستطيع الاعتماد على الحظ ، لذلك تحجز تذكرة عادية ، هي الأكثر كلفة كذلك !
والجدير بالذكر ان القصر يحجز لك مكاناً للإقامة ويساعدك في المجالات الممكنة ، فعندما غطيت جولة الملكة والأمير فيليب في افريقيا عام ١٩٧٧ ، أعطي لي مكان في طائرة الملكة لوجود بعض المقاعد المتوفرة . كذلك حصل معي الشيء ذاته خلال رحلتها إلى مراكش .
على صعيد آخر يقول :
- ينبغي أن أكون معروفاً جيداً من قبل العائلة الآن . فالملكة الأم تبعث في ببطاقات معايدة موقعة من قبلها ، كما أنها والملكة والأمير تشارلز جميعهم استعملوا صوري لبطاقات معايداتهم . وانت تتوصل إلى معرفتهم جيداً اثناء الجولات بدورك طالما انك مدعو دائماً لتناول المرطبات في السفارة البريطانية أو على ظهر « البريتانيا ، خلال أمسية ساهرة تقام خارج جدول النشاطات المبرمجة ، هذا ، وعندما جرى تقديمي إلى الملكة لأول مرة في واحدة من هذه الأمسيات ، لم اتوقع حدوث ذلك . لم اصطحب معي اية ثياب رسمية للرحلة ، فكنت بثياب عادية ، عندما لاحظت ان الجميع يصطفون للذهاب إلى غرفة أخرى . خطر لي طبعاً ان الوقت قد حان لتناول الطعام ، وفجاة ، وجدت نفسي أمام الملكة ، حيث كان علي أن أقدم نفسي لعدم تعليقي البطاقة التي تحمل اسمي .
بعد ذلك تعمدت الملكة ان تتحدث معي لفترة وجيزة في محاولة منها لتخفيف الارتباك الذي
حل بي . منذ ذلك الوقت وانا كثيراً ما اتمتع من
مشاركتها الحديث .
السفر بالنسبة لأنور هو واحد من متع عمله وهو يقول متحمساً :
ان هذا لرائع ... إذ تزور معظم الأماكن المدهشة , وهي اماكن لا تخطر على بالك حتى في الأحوال العادية . ففي اليوبيل الفضي الذكرى ال ٢٥ لحكم الملكة ، كنت المصور الفوتوغرافي الوحيد الذي رافق الملكة إلى كل مكان . فغطيت آلاف والاف الأميال .... عندما اعود بذاكرتي إلى الوراء ، لا أعرف كيف فعلت ذلك . كان العمل شاقاً ، إلا أن مشاهدة الجزر الباسيفيكية والبحر الكاريبي عوضتني عن هذا كله .
وانا اينما ذهبت ، اصور السكان المحليين بازيائهم وثيابهم زاهية الألوان ، انها مكافاة أعطيها لنفسي وأمل في يوم من الأيام ان انتج كتاباً له قيمته لصور التقطتها في انحاء العالم .
نشير هنا إلى ان انور حقق بالفعل كتابين حول الأمير تشارلز وواحداً حول الأمير اندرو . كذلك استعملت ٤٥ من صورة الفوتوغرافية في کتاب نشرته « السنداي تايمز ، حول اليوبيل الفضي - اكبر عدد من الصور التي استعملت المصور واحد ـ وقد حقق بعض المكاسب المالية من هذه الكتب ، وهو يسارع إلى القول انها ليست بالمقادير الكبيرة ، ولكنها كافية للمساعدة على تمويل قليل من الرحلات الأخرى .
ويشرح ذلك بالقول :
- ينبغي ان تثابر على إعادة الاستثمار ... فالتكاليف هي من مساويء هذا العمل ، ولكن لما كان عليك أن تحافظ على مكتبتك مليئة بالصور الجديدة ، عليك الذهاب إلى أي مكان تقصده العائلة . عليك في بعض الأحيان ان تغطي حدثاً عادياً جداً ولديك مجرد امل بان شخصاً ما في مكان منا سيرغب باستعمال صوره ! فالكثير من اعمالي يعاد انتاجه عالمياً تاتي المانيا هنا لتشكل زبوناً كبيراً ، ومن حسن الحظ ان اسعار إعادة الانتاج هناك مرتفعة وقد علمتني التجربة ان أصور كل شيء . فعندما ذهب تشارلز إلى الهند ، أخذت لقطة لحقائبه ذات بطاقات العنونة وهي مكومة على الطريق فباعت هذه جيداً ، مع العلم انني في الماضي لم اكن لأبالي بالتقاط صورة من هذا القبيل على الاطلاق .
اما الآن فأحاول تصوير أكثر ما استطيعه في المناسبة ، وحتى المقعد الذي ستجلس عليه الملكة لتناول العشاء قبل جلوسها .
اولاد الملكة :
الملكة بحد ذاتها هي مصورة فوتوغرافية هاوية وحاذقة ، حيث ان معرفتها هذه كثيراً ما ساعدت رجال الصحافة . وقد حدث لأنور أن التقط صورة مثيرة لا رسمية للملكة في كندا عام ١٩٧٦ بينما كانت تقف للمصورين الفوتوغرافيين مع بعض وزرائها . ذلك أن الصحفيين البريطانيين تراجعوا إلى الوراء حتى يفسحوا المجال المصور فوتوغرافي كندي ثارت اعصابه فيلتقط صوره أولا ، ثم لما انتهى من ذلك ، راح كل واحد من المجموعة الرسمية يتحرك مبتعداً وكلهم يظن أن الأمر قد انتهى . كل واحد ، فيما عدا الملكة التي لاحظت على الفور ان « أولادها ، لم يأخذوا لقطة واحدة . فحصل انور على صورة مفعمة بالحيوية ، حيث ظهرت فيها الملكة وهي تؤكد على القول : « لم يلتقطوا صورهم بعد ! » .
تنظيم العمل الذي تقتضيه واحدة من رحلات انور هذه هو شيء ملحوظ . فإلى جانب الاهتمام بمسألة الرحلات الجوية والفنادق عليه كذلك تدبير الشؤون المالية والصحية وتاشيرات الدخول إلى البلدان التي يقصدها ، هذا إذا لم نتطرق إلى ذكر كل معداته . فليس لدية مساعد ، وهو يحمل كل معداته الفوتوغرافية بنفسه ـ ٤٠ كلغ تقريباً ـ وهو يقول عن ذلك :
ـ عليك ان تكون مجهزاً جداً ... فانا استعمل اربع او خمس كاميرات نيكون واحمل معي العديد من العدسات وكميات كبيرة من الأفلام . ذلك انني أحاول مواجهة كل ما يحتمل أن يطرا من معضلات ؛ ولكن في حالات الحرارة أو البرودة الشديدة ، ليس من السهل ابدأ معرفة متى سيتعرض الفيلم لتأثيرات ضارة . وانا استعمل الكوداكروم ، في معظم الأحيان ، واستعين بالاكتاكروم لصور تحتاج إلى تحميض سريع . اما قطعتي الأكثر فائدة فهي محرك دفع يساعدني على اخذ اكبر عدد من اللقطات الممكنة خلال الثواني القليلة التي يستغرقها مرور الملكة . وانا اترك كاميراتي جميعها ملقمة ومستعدة للالتقاط على الدوام ، إذ لا تعرف أبدأ متی تحتاج العمل بواحدة ، ولن تكرر الملكة مصافحة تمارسها او تجوالا تقوم به لمجرد ان كاميرتك تعطلت وفاتك الحدث !
على الرغم من عدم وجود مساعد رسمي لانور ، فإن زوجته كارولين تساعده كثيراً جداً بتنظيم شؤون ملفات وكاتالوكات الصور في مكتبته ، مهتمة كذلك بتنظيم مواعيده واعماله الكتابية . فهي بشكل من الأشكال ، تدبرت امور كل شيء .
لا يوجد استديو لدى انور لانه لا يحتاج إلى واحد كما يقول :
- انا أمارس معظم اعمالي في الخارج . هذا هو ما أركز عليه ، لذلك فلو انشأت استديو ، لن استعمله . كنت اقوم باعمال استديو منذ امد بعيد ، ولكنني لا أحب ذلك . لا احب أن أكون محدوداً بغرفة واحدة مع ضوء اصطناعي - انه احتيال كبير على الواقع وعمل جامد جدا - بل أفضل أن أكون في الخارج متعاملا مع انواع مختلفة من النور الطبيعي والأحوال الجوية وهذا متوفر جداً في انجلترا ! فإذا كنت قادراً على العمل في الخارج هنا . تستطيع العمل في أي مكان من العالم .
العضو الملكي المفضل لديه لتصويره هو الملكة الأم ، « لأنها محترفة جداً , تعرف ما تريده -
منها تمام المعرفة حالما تسدد الكاميرا باتجاهها وهي لا تتضايق من رجال الصحافة أيضاً والأمير اندرو جيد كذلك فالتعامل معه سهل جداً وهو يتمتع من التقاط الصور له ..
ويقول انور :
- الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي للعائلة الملكية كان على اشده عندما دارت التكهنات حول الأمير تشارلز ، ومخططات زواجه ، حيث تصدرت اخباره كل شيء آخر . في ذلك الوقت ، عمدت كل الوكالات والصحف إلى إرسال مصورين فوتوغرافيين للقيام باي شيء له علاقة بعضو ملكي ، بل وحتى مناسبات ملكية ، رغم معرفة هؤلاء انهم لن يحظوا بالترحيب . ومن جهتي ، حاولت ان اتجنب تلك الأحداث لو استطعت ، فقد لاحظت ان الصحافة الشعبية راحت تلاحق الأمير تشارلز في كل مكان ملتقطة تعليقاته العفوية لتضخمها إلى مستوى العناوين الرئيسية ، مما جعله قلقاً للغاية ، بعدما سبق له ان كان لطيفاً جداً ، ولكنه تغير . وراح يعقد الأمور في وجه مصورين فوتوغرافيين آخرين ، هكذا كان الحال معنا جميعا ، لقد ساءت سمعتنا نتيجة لهذا اللغط .
نصيحة أنور لمن سيتحولون إلى مصورين فوتوغرافيين لعائلة ملكية مشوبة بالتحذير ان حياته لم تكن ابدأ حياة الابهة والسهولة التي يظنها معظم الناس ويقول :
- الفكرة هذه هي الأبعد عن الحقيقة فالساعات طويلة ـ عليك التواجد في موقع الحدث المنتظر قبل بدئه بساعات حتى تقوم بالإعدادات اللازمة ـ والسفر مرهق . وعليك ان تبدأ بمراجعة شاملة للصحف حتى تحصل على روزنامة المواعيد الملكية وتتاكد من ان تكون هناك في الوقت المناسب . ثم تراجع قصر باكينغهام لعل هناك معلومات يستطيعون تزويدك بها ، وتغطي أحداثاً عامة ، الرسمية منها ، واللارسمية مما يسمح بحضوره لاي كان . بعد ذلك تحصل على أكبر عدد ممكن ومختلف من الصور لتضمها إلى الكاتالوكات ، هذا إلى جانب ان تكون على اتم الاستعداد لصرف المال قبل تحقيق اية نتائج ! يحاول بعض المصورين الفوتوغرافيين المستقلين والمتخصصين بتصوير العائلة الملكية ان يكتسبوا المكانة عن طريق وكالات وصحف تحصل على اذون ودعوات اوتوماتيكية ، فلو نجحوا بذلك ، لاصبحت الحياة أسهل بكثير على المصور المستقل الذي يمارس هذا النوع من العمل .
اعمال انور مطلوبة جداً ، ولكنه يقبل القليل من المهام فقط ، حيث يفضل ان يختار ما يصوره بنفسه ، وبالتالي يتحكم بالصور دون اي تدخل من آخرين ، وهكذا ، على مدى ثلاث سنوات متتالية ، أكسبته اعماله لقب صاحب الصورة الملكية للعام ، في القطاع الملون . كانت احدى صوره الفائزة لقطة ممتعة للملكة والأمير تشارلز ، وكانت اخرى لتشارلز بثياب هندي احمر .
على ان انور يرى مستقبله في الكتب التي تصنع بجدية ، لا تلك التي يتم تجميعها بسرعة من شؤون ملكية حقق لقطاتها في الماضي .
يقول :
- على انني لست ماهراً بالكتابة لذلك افضل كثيراً أن اعبر عن نفسي بالصور .
وفي النهاية يعلق بالقول :
- منذ دخولي هذه المهنة ، مارست كل انواع التصوير الفوتوغرافي . بل وقمت بتصوير حروب حتى وانا اعمل للامم المتحدة في يوم من الأيام ، ولا وجود في الحقيقة لفرع من فروع التصوير الفوتوغرافي إلا وجربته . وانا سعيد طالما انني التقط الصور ... لا اشعر هكذا أنني اعمل - بل هو مجرد شيء احب القيام به حدث أنه يؤمن له معيشتي كذلك ، على ان التصوير الفوتوغرافي للعائلة الملكية هو ما اعتاش عليه . فانا في مركز مرموق الآن وانظر إلى عملي انه تسجيل للتاريخ⏹
أنور حسين ، شاب من تانزانيا ، وصل إلى بريطانيا
وهاجسه التحول إلى طيار لكنه وجد نفسه وقد تحول إلى مصور فوتوغرافي للعائلة المالكة ، حيث رافق هذه العائلة في سبعين رحلة شملت مناطق كثيرة من العالم .
يقضي انور حسين حياته العملية إلى جوار العائلة الملكية البريطانية . أينما ذهب افراد هذه العائلة ، من نيبال إلى شمالي افريقيا ، لا يكون انور بعيداً عنهم أكثر من مسافة عدسة . هذا لأنه أحد المصورين الفوتوغرافيين القلائل جداً ممن هم متخصصون بالتقاط حياة افراد العائلة الملكية بالكاميرا . انها مهنة دارت به حول العالم وأوصلته إلى أماكن كان يحلم بها فقط في يوم من الأيام . كما وفرت له أسلوب حياة مريح مع منزل في الريف وآخر في المدينة .
رغم هذا فهو عندما جاء إلى انجلترا من موطنه تنزانيا ، لم يكن لديه رأس مال يعمل به ، اكثر من شغف بالتصوير الفوتوغرافي .
ويقول معترفاً :
- كنت راغباً بالتحول إلى طيار ... ولكن والدي عارضا هذه الفكرة ، ظنا منهما انني أكثر تهوراً من أن أطير ، ورفضا السماح لي بالانضمام إلى القوات الجوية أو الحصول على اية دروس طيران . من هنا تركت موطني وجئت إلى انجلترا عاقداً العزم على قضاء سنة هنا لأتجول وابحث واكتسب الخبرة حتى أقرر ما اريده من الحياة .
ويتابع حسين :
لم اكن على معرفة باحد في لندن عندما بلغتها في احد ايام تشرين الثاني « نوفمبر ، الباردة الملبدة بالغيوم . وما هي إلا فترة وجيزة حتى كنت مستعداً للعودة إلى الوطن .... ولكنني لم اجد معي ما يكفي لشراء تذكرة العودة ! ولم استطع الحصول على عمل في اي مكان رغم انني جربت كل شيء ، من موظف بسيط إلى قاطع تذاكر باص !
من هنا عقد العزم على ممارسة العمل الوحيد الذي يعرف عنه أي شيء ـ التصوير الفوتوغرافي -
ويقول عن ذلك :
- كانت هذه هوايتي الدائمة ... وتخيلت نفسي مصوراً فوتوغرافياً بكل معنى الكلمة .
فقد سبق في ان التقطت بعض الصور في الوطن ، وتامنت لدي مجموعة من ذلك حققتها في تنزانيا ، حيث كثيراً ما ساعدت شقيقي الأكبر في الاستديو خاصه - انه مصور فوتوغرافي في كينيا - من هنا قررت ان اكون مصوراً مستقلاً . خصوصا وانني كنت قد جلبت معي من كينيا كاميرا نيكون " وأخرى روليفليكس . وبدات بتغطية قصص اخبارية ، محاولا ان أكون كل شيء في كل مكان . وكان العمل شاقاً مع قليل من العائدات ، حيث ظل هكذا لفترة طويلة ، إلى أن قررت تغطية حالة شغب في أواسط الستينيات حيث وصلت لأجد الأعمال ناشطة هناك وكل المصورين الفوتوغرافيين بكامل قواهم . من هنا بدا لي أن العمل لن يكون مجدياً ، ولكن طالما انني هناك ، فلا بأس من اخذ بعض الصور . والحقيقة انني حصلت على بعض الصور الجيدة ، حيث بعت قليلا منها إلى الصحف رغم ان مصوريها كانوا هناك .
ويضيف انور حسین :
- بدأت بالتحول إلى مصور فوتوغرافي معروف ، وبدأت أضيف إلى عملي لقطات ازياء وشخصيات غنائية وتمثيلية ، ثم وجدت نفسي بضع مرات وانا اعمل مع مصور فوتوغرافي متخصص بالعائلة الملكية ، اخبرني عن مدى ما في عمله هذا من تحديات ومصاعب ، وحيث انني لست متعلقا بشيء قدر تعلقي بالتحديات ، كانت كلماته هذه أشبه بمغناطيس بالنسبة إلي ويعود حسين إلى نقطة سابقة ليقول :
- أشير هنا إلى ان عالم الغناء والتمثيل غالباً ما يتغير بحيث أن عليك التواجد الفعلي في الاحتفال حتى تحصل على الصور المطلوبة التي تباع . كما انك تهدر الكثير من الوقت وانت تحاول اعداد الجلسات ، لتجد في النهاية ان الموضوع جاء متاخراً أو ألغي الموعد في اللحظة الأخيرة ، من هنا وجدتني موشكا على الملل الفعلي من هذا الوضع كله ، ومبتدئاً بالادراك انه من الأسهل التخصص بموضوع واحد ، فبدت العائلة الملكية فكرة جيدة كموضوع ، لأن المصورين الفوتوغرافيين الذين يركزون عليها قلائل جداً . وهكذا راجعت ملفاتي ووجدت ان لدي مجموعة لا باس بها من الصور الملكية التقطتها وانا أغطي قصصاً اخبارية عامة . رتبت هذه الصور كبداية لمكتبة وبدأت بتغطية كل حدث له علاقة بأحد افراد العائلة الملكية ، ثم سرعان ما وجدت أن عملي هذا أصبح مطلوباً . من هنا ظلت مكتبتي هذه تنمو على الدوام .
ويتابع :
- كانت محطتي التالية ان أشارك في جولة ملكية . على انني بقيت بعيداً عن التطفل قدر الإمكان ، ولم يبدر مني اي تصرف يزعج العائلة ، بحيث بدا انني مقبول ، ومن هنا ، لم تبق امامي إلا خطوة قصيرة لأحصل على تكليف من مجلات وصحف لتغطية هذه الرحلات . انها عملية قد تكون مكلفة للغاية ! لكنني وبالفعل شاركت بما يقارب ٦٠ او ٧٠ رحلة ملكية ، اي أكثر من اي مصور فوتوغرافي آخر ربما ، ودفعت التكاليف من جيبي ، أشير هنا إلى أن الجولات الأوروبية معقولة من حيث قلة تكاليفها ولكن عندما قام تشارلز بزيارة الهند ونيبال ، كلفتني مرافقته ثروة دفعتها ثمن تذاكر سفر واجور فنادق فقط ، إذ لا تستطيع السفر برحلات زهيدة الأجور لأنك لا تستطيع ان تكون محدودا أو مقيداً باي شكل من الأشكال .
بل ينبغي ان تكون قادراً على الانتقال إلى أي مكان في أي وقت ، وإذا حدث شيء ما ، أو اردت ان تطير إلى موقع آخر سلفاً لا تستطيع تحقيق ذلك حجزت في رحلة خاصة ( Charter flight ) ، مجرد انك لا تستطيع الاعتماد على الحظ ، لذلك تحجز تذكرة عادية ، هي الأكثر كلفة كذلك !
والجدير بالذكر ان القصر يحجز لك مكاناً للإقامة ويساعدك في المجالات الممكنة ، فعندما غطيت جولة الملكة والأمير فيليب في افريقيا عام ١٩٧٧ ، أعطي لي مكان في طائرة الملكة لوجود بعض المقاعد المتوفرة . كذلك حصل معي الشيء ذاته خلال رحلتها إلى مراكش .
على صعيد آخر يقول :
- ينبغي أن أكون معروفاً جيداً من قبل العائلة الآن . فالملكة الأم تبعث في ببطاقات معايدة موقعة من قبلها ، كما أنها والملكة والأمير تشارلز جميعهم استعملوا صوري لبطاقات معايداتهم . وانت تتوصل إلى معرفتهم جيداً اثناء الجولات بدورك طالما انك مدعو دائماً لتناول المرطبات في السفارة البريطانية أو على ظهر « البريتانيا ، خلال أمسية ساهرة تقام خارج جدول النشاطات المبرمجة ، هذا ، وعندما جرى تقديمي إلى الملكة لأول مرة في واحدة من هذه الأمسيات ، لم اتوقع حدوث ذلك . لم اصطحب معي اية ثياب رسمية للرحلة ، فكنت بثياب عادية ، عندما لاحظت ان الجميع يصطفون للذهاب إلى غرفة أخرى . خطر لي طبعاً ان الوقت قد حان لتناول الطعام ، وفجاة ، وجدت نفسي أمام الملكة ، حيث كان علي أن أقدم نفسي لعدم تعليقي البطاقة التي تحمل اسمي .
بعد ذلك تعمدت الملكة ان تتحدث معي لفترة وجيزة في محاولة منها لتخفيف الارتباك الذي
حل بي . منذ ذلك الوقت وانا كثيراً ما اتمتع من
مشاركتها الحديث .
السفر بالنسبة لأنور هو واحد من متع عمله وهو يقول متحمساً :
ان هذا لرائع ... إذ تزور معظم الأماكن المدهشة , وهي اماكن لا تخطر على بالك حتى في الأحوال العادية . ففي اليوبيل الفضي الذكرى ال ٢٥ لحكم الملكة ، كنت المصور الفوتوغرافي الوحيد الذي رافق الملكة إلى كل مكان . فغطيت آلاف والاف الأميال .... عندما اعود بذاكرتي إلى الوراء ، لا أعرف كيف فعلت ذلك . كان العمل شاقاً ، إلا أن مشاهدة الجزر الباسيفيكية والبحر الكاريبي عوضتني عن هذا كله .
وانا اينما ذهبت ، اصور السكان المحليين بازيائهم وثيابهم زاهية الألوان ، انها مكافاة أعطيها لنفسي وأمل في يوم من الأيام ان انتج كتاباً له قيمته لصور التقطتها في انحاء العالم .
نشير هنا إلى ان انور حقق بالفعل كتابين حول الأمير تشارلز وواحداً حول الأمير اندرو . كذلك استعملت ٤٥ من صورة الفوتوغرافية في کتاب نشرته « السنداي تايمز ، حول اليوبيل الفضي - اكبر عدد من الصور التي استعملت المصور واحد ـ وقد حقق بعض المكاسب المالية من هذه الكتب ، وهو يسارع إلى القول انها ليست بالمقادير الكبيرة ، ولكنها كافية للمساعدة على تمويل قليل من الرحلات الأخرى .
ويشرح ذلك بالقول :
- ينبغي ان تثابر على إعادة الاستثمار ... فالتكاليف هي من مساويء هذا العمل ، ولكن لما كان عليك أن تحافظ على مكتبتك مليئة بالصور الجديدة ، عليك الذهاب إلى أي مكان تقصده العائلة . عليك في بعض الأحيان ان تغطي حدثاً عادياً جداً ولديك مجرد امل بان شخصاً ما في مكان منا سيرغب باستعمال صوره ! فالكثير من اعمالي يعاد انتاجه عالمياً تاتي المانيا هنا لتشكل زبوناً كبيراً ، ومن حسن الحظ ان اسعار إعادة الانتاج هناك مرتفعة وقد علمتني التجربة ان أصور كل شيء . فعندما ذهب تشارلز إلى الهند ، أخذت لقطة لحقائبه ذات بطاقات العنونة وهي مكومة على الطريق فباعت هذه جيداً ، مع العلم انني في الماضي لم اكن لأبالي بالتقاط صورة من هذا القبيل على الاطلاق .
اما الآن فأحاول تصوير أكثر ما استطيعه في المناسبة ، وحتى المقعد الذي ستجلس عليه الملكة لتناول العشاء قبل جلوسها .
اولاد الملكة :
الملكة بحد ذاتها هي مصورة فوتوغرافية هاوية وحاذقة ، حيث ان معرفتها هذه كثيراً ما ساعدت رجال الصحافة . وقد حدث لأنور أن التقط صورة مثيرة لا رسمية للملكة في كندا عام ١٩٧٦ بينما كانت تقف للمصورين الفوتوغرافيين مع بعض وزرائها . ذلك أن الصحفيين البريطانيين تراجعوا إلى الوراء حتى يفسحوا المجال المصور فوتوغرافي كندي ثارت اعصابه فيلتقط صوره أولا ، ثم لما انتهى من ذلك ، راح كل واحد من المجموعة الرسمية يتحرك مبتعداً وكلهم يظن أن الأمر قد انتهى . كل واحد ، فيما عدا الملكة التي لاحظت على الفور ان « أولادها ، لم يأخذوا لقطة واحدة . فحصل انور على صورة مفعمة بالحيوية ، حيث ظهرت فيها الملكة وهي تؤكد على القول : « لم يلتقطوا صورهم بعد ! » .
تنظيم العمل الذي تقتضيه واحدة من رحلات انور هذه هو شيء ملحوظ . فإلى جانب الاهتمام بمسألة الرحلات الجوية والفنادق عليه كذلك تدبير الشؤون المالية والصحية وتاشيرات الدخول إلى البلدان التي يقصدها ، هذا إذا لم نتطرق إلى ذكر كل معداته . فليس لدية مساعد ، وهو يحمل كل معداته الفوتوغرافية بنفسه ـ ٤٠ كلغ تقريباً ـ وهو يقول عن ذلك :
ـ عليك ان تكون مجهزاً جداً ... فانا استعمل اربع او خمس كاميرات نيكون واحمل معي العديد من العدسات وكميات كبيرة من الأفلام . ذلك انني أحاول مواجهة كل ما يحتمل أن يطرا من معضلات ؛ ولكن في حالات الحرارة أو البرودة الشديدة ، ليس من السهل ابدأ معرفة متى سيتعرض الفيلم لتأثيرات ضارة . وانا استعمل الكوداكروم ، في معظم الأحيان ، واستعين بالاكتاكروم لصور تحتاج إلى تحميض سريع . اما قطعتي الأكثر فائدة فهي محرك دفع يساعدني على اخذ اكبر عدد من اللقطات الممكنة خلال الثواني القليلة التي يستغرقها مرور الملكة . وانا اترك كاميراتي جميعها ملقمة ومستعدة للالتقاط على الدوام ، إذ لا تعرف أبدأ متی تحتاج العمل بواحدة ، ولن تكرر الملكة مصافحة تمارسها او تجوالا تقوم به لمجرد ان كاميرتك تعطلت وفاتك الحدث !
على الرغم من عدم وجود مساعد رسمي لانور ، فإن زوجته كارولين تساعده كثيراً جداً بتنظيم شؤون ملفات وكاتالوكات الصور في مكتبته ، مهتمة كذلك بتنظيم مواعيده واعماله الكتابية . فهي بشكل من الأشكال ، تدبرت امور كل شيء .
لا يوجد استديو لدى انور لانه لا يحتاج إلى واحد كما يقول :
- انا أمارس معظم اعمالي في الخارج . هذا هو ما أركز عليه ، لذلك فلو انشأت استديو ، لن استعمله . كنت اقوم باعمال استديو منذ امد بعيد ، ولكنني لا أحب ذلك . لا احب أن أكون محدوداً بغرفة واحدة مع ضوء اصطناعي - انه احتيال كبير على الواقع وعمل جامد جدا - بل أفضل أن أكون في الخارج متعاملا مع انواع مختلفة من النور الطبيعي والأحوال الجوية وهذا متوفر جداً في انجلترا ! فإذا كنت قادراً على العمل في الخارج هنا . تستطيع العمل في أي مكان من العالم .
العضو الملكي المفضل لديه لتصويره هو الملكة الأم ، « لأنها محترفة جداً , تعرف ما تريده -
منها تمام المعرفة حالما تسدد الكاميرا باتجاهها وهي لا تتضايق من رجال الصحافة أيضاً والأمير اندرو جيد كذلك فالتعامل معه سهل جداً وهو يتمتع من التقاط الصور له ..
ويقول انور :
- الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي للعائلة الملكية كان على اشده عندما دارت التكهنات حول الأمير تشارلز ، ومخططات زواجه ، حيث تصدرت اخباره كل شيء آخر . في ذلك الوقت ، عمدت كل الوكالات والصحف إلى إرسال مصورين فوتوغرافيين للقيام باي شيء له علاقة بعضو ملكي ، بل وحتى مناسبات ملكية ، رغم معرفة هؤلاء انهم لن يحظوا بالترحيب . ومن جهتي ، حاولت ان اتجنب تلك الأحداث لو استطعت ، فقد لاحظت ان الصحافة الشعبية راحت تلاحق الأمير تشارلز في كل مكان ملتقطة تعليقاته العفوية لتضخمها إلى مستوى العناوين الرئيسية ، مما جعله قلقاً للغاية ، بعدما سبق له ان كان لطيفاً جداً ، ولكنه تغير . وراح يعقد الأمور في وجه مصورين فوتوغرافيين آخرين ، هكذا كان الحال معنا جميعا ، لقد ساءت سمعتنا نتيجة لهذا اللغط .
نصيحة أنور لمن سيتحولون إلى مصورين فوتوغرافيين لعائلة ملكية مشوبة بالتحذير ان حياته لم تكن ابدأ حياة الابهة والسهولة التي يظنها معظم الناس ويقول :
- الفكرة هذه هي الأبعد عن الحقيقة فالساعات طويلة ـ عليك التواجد في موقع الحدث المنتظر قبل بدئه بساعات حتى تقوم بالإعدادات اللازمة ـ والسفر مرهق . وعليك ان تبدأ بمراجعة شاملة للصحف حتى تحصل على روزنامة المواعيد الملكية وتتاكد من ان تكون هناك في الوقت المناسب . ثم تراجع قصر باكينغهام لعل هناك معلومات يستطيعون تزويدك بها ، وتغطي أحداثاً عامة ، الرسمية منها ، واللارسمية مما يسمح بحضوره لاي كان . بعد ذلك تحصل على أكبر عدد ممكن ومختلف من الصور لتضمها إلى الكاتالوكات ، هذا إلى جانب ان تكون على اتم الاستعداد لصرف المال قبل تحقيق اية نتائج ! يحاول بعض المصورين الفوتوغرافيين المستقلين والمتخصصين بتصوير العائلة الملكية ان يكتسبوا المكانة عن طريق وكالات وصحف تحصل على اذون ودعوات اوتوماتيكية ، فلو نجحوا بذلك ، لاصبحت الحياة أسهل بكثير على المصور المستقل الذي يمارس هذا النوع من العمل .
اعمال انور مطلوبة جداً ، ولكنه يقبل القليل من المهام فقط ، حيث يفضل ان يختار ما يصوره بنفسه ، وبالتالي يتحكم بالصور دون اي تدخل من آخرين ، وهكذا ، على مدى ثلاث سنوات متتالية ، أكسبته اعماله لقب صاحب الصورة الملكية للعام ، في القطاع الملون . كانت احدى صوره الفائزة لقطة ممتعة للملكة والأمير تشارلز ، وكانت اخرى لتشارلز بثياب هندي احمر .
على ان انور يرى مستقبله في الكتب التي تصنع بجدية ، لا تلك التي يتم تجميعها بسرعة من شؤون ملكية حقق لقطاتها في الماضي .
يقول :
- على انني لست ماهراً بالكتابة لذلك افضل كثيراً أن اعبر عن نفسي بالصور .
وفي النهاية يعلق بالقول :
- منذ دخولي هذه المهنة ، مارست كل انواع التصوير الفوتوغرافي . بل وقمت بتصوير حروب حتى وانا اعمل للامم المتحدة في يوم من الأيام ، ولا وجود في الحقيقة لفرع من فروع التصوير الفوتوغرافي إلا وجربته . وانا سعيد طالما انني التقط الصور ... لا اشعر هكذا أنني اعمل - بل هو مجرد شيء احب القيام به حدث أنه يؤمن له معيشتي كذلك ، على ان التصوير الفوتوغرافي للعائلة الملكية هو ما اعتاش عليه . فانا في مركز مرموق الآن وانظر إلى عملي انه تسجيل للتاريخ⏹
تعليق