فرديناند سابع
Ferdinand VII - Ferdinand VII
فرديناند السابع
(1784-1833)
فرديناند السابع Ferdinand VII ملك إسبانيا عام 1804، ومن عام 1814 حتى عام 1833، اتصف عهده بأحداث مأساوية، ولد في قصر الإسكوريال Escorial قرب مدريد، وهو الابن الأكبر لشارل الرابع Charles IV ملك إسبانيا وماريا لويزا Maria Louisa.
عارض فرديناند وزير إسبانيا القوي مانويل دي غودوي Manuel de Godoy الذي حاول بعد موت زوجة فرديناند الأولى عام 1806 إجباره على الزواج بابنة آخر ملوك فرنسا لويس السادس عشر، بيد أن فرديناند تقدم للزواج بابنة شقيق نابليون بونابرت، فعمد غودوي إلى إقناع الملك شارل الرابع باعتقال ابنه بتهمتي التخطيط للإطاحة بالملك، وبمحاولة قتل كل من أمه ماريا لويزا والوزير غودوي.
اتخذ نابليون من هذه الحادثة ذريعة لغزو إسبانيا، وحين تدفقت الجماهير إلى القصر الملكي مطالبة بموت غودوي، قام الملك شارل الرابع، الذي كان يعتمد اعتماداً أساسياً على وزيره، بالنزول عن العرش لابنه الذي تسنم عرش إسبانيا تحت اسم فرديناند السابع، بيد أن نابليون كان يبيت خططاً أخرى.
وجه نابليون دعوة للملك فرديناند السابع لزيارة فرنسا، وسرعان ما اقتنع هذا الأخير بعبور الحدود الفرنسية ولقاء نابليون في بايون Bayonne، وهناك أُسر فرديناند وأجبر على التخلي عن عرش إسبانيا وإعادته إلى والده شارل الرابع، وقد سارع هذا الأخير إلى تقديم تاج إسبانيا بخنوع إلى نابليون الذي وهبه لشقيقه جوزيف بونابرت.
ظل فرديناند أسيراً في فرنسا طـوال مدة الحـرب التي دارت رحـاها بين الفرنسيين والإنكليز، وعُرفت باسم حـرب شبه الجزيـرةPeninsular War ما بين (1808-1814)، وفي تلك الأثناء كان الوطنيون والليبراليون الإسبان يقاومون الاحتلال الفرنسي تحت راية فرديناند وأعلنوا الدستور الليبرالي (1812) الذي أنهى الملكية المطلقة في إسبانيا، وحين أُعيد فرديناند إلى العرش عام 1814، وعد الليبراليين بجعل دستور عام 1812 أساساً لحكمه، لكنه وبتشجيع المحافظين المدعومين من الكنيسة، رفض الدستور بعد أسابيع قليلة، واعتقل القادة الليبراليين مبرراً عمله بعدم شرعية الدستور الذي تم صوغه في غيابه ومن دون موافقته، وبذلك عاد إلى تأكيد مبدأ أسرة بوربون Bourbon القائل إن السلطة المطلقة تتمثل في شخص الملك فقط.
مارس فرديناند السابع سياسة قمعية، فبعد إلغاءه دستور عام 1812 حكم ملكاً مطلقاً لست سنوات. وفي عام 1820 استطاع الليبراليون، يؤازرهم الجيش، تنظيم ثورة ناجحة أُسر على إثرها فرديناند السابع وأُعيد العمل بدستور عام 1812، بيد أن لويس الثامن عشر ملك فرنسا قام في عام 1823 بإرسال جيش فرنسي قوي إلى إسبانيا أعاد فرديناند السابع إلى العرش، لكن هذا الأخير أصم أذنيه عن نصيحة فرنسا باتباع سياسة دستورية معتدلة واستمر يحكم البلاد بأسلوب مستبد حتى وفاته.
لم يكن موت فرديناند السابع أقل مأساوية من حياته، فقد كانت زوجته الرابعة ماريا كريستينا Maria Christina قد أقنعته بإلغاء قانون ساليك Salic (حكر وراثة عرش إسبانيا على ذكور الأسرة المالكة فقط) وإصدار مرسوم يقضي بنقل وراثة العرش الإسباني إلى المتحدرين المباشرين من الملك، بمن فيهم الإناث. وقد منح هذا المرسوم حق وراثة عرش إسبانيا لإيزابيلا Isabella ابنة فرديناند بدلاً من شقيقه دون كارلوس Don Carlos، وحين مات فرديناند السابع أُعلنت ابنته ملكة على إسبانيا باسم إيزابيلا الثانية وأُعلنت أمها وصية على العرش، وقد أفضت وراثة إيزابيلا لعرش إسبانيا إلى سنوات من الحرب الأهلية.
فقدت إسبانيا في عهد فرديناند السابع مستعمراتها في أمريكا الشمالية والجنوبية (إلا كوبا وبورتوريكو)، وعانت كثيراً فقدان هيبتها قوة أوربية مؤثرة.
غسان منيف عيسى
Ferdinand VII - Ferdinand VII
فرديناند السابع
(1784-1833)
عارض فرديناند وزير إسبانيا القوي مانويل دي غودوي Manuel de Godoy الذي حاول بعد موت زوجة فرديناند الأولى عام 1806 إجباره على الزواج بابنة آخر ملوك فرنسا لويس السادس عشر، بيد أن فرديناند تقدم للزواج بابنة شقيق نابليون بونابرت، فعمد غودوي إلى إقناع الملك شارل الرابع باعتقال ابنه بتهمتي التخطيط للإطاحة بالملك، وبمحاولة قتل كل من أمه ماريا لويزا والوزير غودوي.
اتخذ نابليون من هذه الحادثة ذريعة لغزو إسبانيا، وحين تدفقت الجماهير إلى القصر الملكي مطالبة بموت غودوي، قام الملك شارل الرابع، الذي كان يعتمد اعتماداً أساسياً على وزيره، بالنزول عن العرش لابنه الذي تسنم عرش إسبانيا تحت اسم فرديناند السابع، بيد أن نابليون كان يبيت خططاً أخرى.
وجه نابليون دعوة للملك فرديناند السابع لزيارة فرنسا، وسرعان ما اقتنع هذا الأخير بعبور الحدود الفرنسية ولقاء نابليون في بايون Bayonne، وهناك أُسر فرديناند وأجبر على التخلي عن عرش إسبانيا وإعادته إلى والده شارل الرابع، وقد سارع هذا الأخير إلى تقديم تاج إسبانيا بخنوع إلى نابليون الذي وهبه لشقيقه جوزيف بونابرت.
ظل فرديناند أسيراً في فرنسا طـوال مدة الحـرب التي دارت رحـاها بين الفرنسيين والإنكليز، وعُرفت باسم حـرب شبه الجزيـرةPeninsular War ما بين (1808-1814)، وفي تلك الأثناء كان الوطنيون والليبراليون الإسبان يقاومون الاحتلال الفرنسي تحت راية فرديناند وأعلنوا الدستور الليبرالي (1812) الذي أنهى الملكية المطلقة في إسبانيا، وحين أُعيد فرديناند إلى العرش عام 1814، وعد الليبراليين بجعل دستور عام 1812 أساساً لحكمه، لكنه وبتشجيع المحافظين المدعومين من الكنيسة، رفض الدستور بعد أسابيع قليلة، واعتقل القادة الليبراليين مبرراً عمله بعدم شرعية الدستور الذي تم صوغه في غيابه ومن دون موافقته، وبذلك عاد إلى تأكيد مبدأ أسرة بوربون Bourbon القائل إن السلطة المطلقة تتمثل في شخص الملك فقط.
مارس فرديناند السابع سياسة قمعية، فبعد إلغاءه دستور عام 1812 حكم ملكاً مطلقاً لست سنوات. وفي عام 1820 استطاع الليبراليون، يؤازرهم الجيش، تنظيم ثورة ناجحة أُسر على إثرها فرديناند السابع وأُعيد العمل بدستور عام 1812، بيد أن لويس الثامن عشر ملك فرنسا قام في عام 1823 بإرسال جيش فرنسي قوي إلى إسبانيا أعاد فرديناند السابع إلى العرش، لكن هذا الأخير أصم أذنيه عن نصيحة فرنسا باتباع سياسة دستورية معتدلة واستمر يحكم البلاد بأسلوب مستبد حتى وفاته.
لم يكن موت فرديناند السابع أقل مأساوية من حياته، فقد كانت زوجته الرابعة ماريا كريستينا Maria Christina قد أقنعته بإلغاء قانون ساليك Salic (حكر وراثة عرش إسبانيا على ذكور الأسرة المالكة فقط) وإصدار مرسوم يقضي بنقل وراثة العرش الإسباني إلى المتحدرين المباشرين من الملك، بمن فيهم الإناث. وقد منح هذا المرسوم حق وراثة عرش إسبانيا لإيزابيلا Isabella ابنة فرديناند بدلاً من شقيقه دون كارلوس Don Carlos، وحين مات فرديناند السابع أُعلنت ابنته ملكة على إسبانيا باسم إيزابيلا الثانية وأُعلنت أمها وصية على العرش، وقد أفضت وراثة إيزابيلا لعرش إسبانيا إلى سنوات من الحرب الأهلية.
فقدت إسبانيا في عهد فرديناند السابع مستعمراتها في أمريكا الشمالية والجنوبية (إلا كوبا وبورتوريكو)، وعانت كثيراً فقدان هيبتها قوة أوربية مؤثرة.
غسان منيف عيسى