Mohammad Kujjah
17 أبريل ·
الذكرى السابعة والسبعون لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية ( 17 نيسان 1946 ______ 17 نيسان 2023 )
*******
مواقف بارزة في حياة الزعيم الوطني "سعد الله الجابري":
*******
1. محاكمة إبراهيم هنانو/ يوم 15 أيار 1922:
كان "لسعد الله الجابري" موقف وطني شجاع لافت في تلك المحاكمة، وذلك حينما سأل رئيس المحكمة الفرنسي "إبراهيم هنانو": (أنت تزعم أنك تمثّل الشعب، فكيف لك أن تثبت ذلك؟) وهنا نهض الشاب "سعد الله الجابري" وصاح بصوته الجهوري:
(أنا واحدٌ من أبناء الشعب، ونحن قد فوّضنا الزعيم "إبراهيم هنانو" بالثورة ضد احتلالكم لبلادنا).
وقد خلّد الشاعر "عمر أبو ريشة" هذا الموقف بقوله:
ما نسيناه يوم جيء بـِ "إبراهيم"
بيــن الــحرابِ والأجنــــادِ
وإذا "سعــــدٌ" الأبـــيُّ مطــِـلٌّ
ثابتُ العزم مطمئنُّ الفؤادِ
صاحَ: إنـي فِرنـدُ كلٍّ حســامٍ
شهرَتْـه كفُّ العلا للـجِلادِ
أنا زوّدْتُـه بمـا ألـقت الأيـــامُ
فيـــه من عِـــدّة وعتــــادِ
*****
ومنها قوله المشهور :
سعد يا سعد إنه لنداء
من حنين فهل عرفت المنادي
شهد الله ما انتقدتك إلا
طمعا ان اراك فوق انتقاد
2. تشكيل الكتلة الوطنية/ يوم 4 تشرين الثاني 1932:
كان ذلك في حمص، بمشاركة وجوه العمل الوطني في سورية ولبنان، فانتُخب "إبراهيم هنانو" زعيماً و"هاشم الأتاسي" رئيساً، و"سعد الله الجابري" أميناً للسر.
3. زيارة "الشيخ تاج الدين الحسني" إلى حلب/ يوم 24 أيار 1934:
كانت الزيارة إلى ثانوية التجهيز الأولى، وتعرّض فيها لحادث مهين من قبل بعض الطلبة، وفي اليوم التالي -25/5/1934- كان "الشيخ تاج" والوفد المرافق على موعدٍ في الجامع الأموي في حلب لأداء صلاة الجمعة، فما كان من "سعد الله الجابري" وبعض رفاقه الوطنيين إلا أن حضروا مبكّرين إلى الجامع، واحتلّوا السدّة الرئيسية لكي لا يبقى مجال للشيخ "تاج الدين الحسني" ومرافقيه. وقد ألقى "سعد الله" خطاباً مؤثراً في الجامع، وكانت نتيجة هذه الحادثة تقديم "سعد الله" ورفاقه إلى المحاكمة، وصدرتْ بحقّهم أحكام بالسجن والغرامات المالية. ومن أبرز هذه الأحكام:
- "سعد الله الجابري": (8 أشهر سجن و50 ليرة غرامة)
- "حسن إبراهيم باشا": (5 أشهر سجن)
- "علي سيرجية": (3 أشهر سجن و50 ليرة غرامة)
- "ناظم القدسي": (50 ليرة غرامة)
- "عزّة هنانو": (15 يوماً سجن و25 ليرة غرامة).
4. مأدبة رمضان:
يروي "نصوح بابيل" نقيب الصحافة السورية وصاحب جريدة (الأيام)، أن "سعد الله الجابري" أقام مأدبة إفطار رمضانية حينما كان رئيساً للوزراء، وحينما حضر "نصوح بابيل" وجد المكان المخصص له لا يليق بنقيب الصحفيين، وطلب من "أنور حاتم" مدير مكتب رئيس الوزراء أن يغيّر له المكان، فاعتذر "أنور حاتم" بأن الوقت لا يسمح بذلك، وانسحب "نصوح بابيل" احتجاجاً، ولاحظ "سعد الله الجابري" وجود مقعد شاغر، فسأل عن صاحبه وعرف الموضوع.
ويقول "نصوح بابيل": في اليوم التالي رنّ جرس الهاتف في مكتبي، وكان المتحدث رئيس الوزراء "سعد الله الجابري" الذي قال: (نصوح، أريد حضورك إلى مكتبي لعدة دقائق). وذهب "نصوح" إلى رئاسة الوزارة، وهناك اعتذر رئيس الوزراء عما حصل في مأدبة الإفطار، وأصرّ على إقامة مأدبة خاصة للصحفيين. وألقى كلمةً أشاد فيها بدورهم الوطني، وقال لهم: (لا خيرَ في إنسانٍ لا يغضب لكرامته).
5. في مشفى المواساة في الاسكندرية:
وهذه الحادثة في مذكرات "نصوح بابيل"، وفيها يقول: إن وفداً صحفياً سورياً ذهب إلى لندن، وكانت الطائرة عن طريق القاهرة، وكان "سعد الله الجابري" خلالها في المستشفى يعالج من مرض عضال، ورأى "نصوح بابيل" أن يتصلوا هاتفياً بالمستشفى للاطمئنان على صحة رئيس الوزراء. وأجابت الممرضة بأنه نائم في هذه الساعة ومن الأفضل عدم إيقاظه، فأوصاها "نصوح بابيل" بنقل تحيات الوفد إلى رئيس الوزراء حينما يصحو.
وفي لندن -بعد وصول الوفد إليها- فوجئ "نصوح بابيل" بجرس الهاتف في غرفته في الفندق بعد منتصف الليل، وكان على الطرف الآخر من الخط "سعد الله الجابري" يشكر الوفد الصحفي على سؤاله عن صحته.
6. مع الوفد السوري في باريس/ يوم 14 آذار 1936:
شارك "سعد الله الجابري" في الوفد السوري الذي ذهب إلى باريس للتفاوض حول مستقبل سورية، وهم: "فارس الخوري"، "جميل مردم بك"، "ادمون حمصي"، "مصطفى الشهابي"، "نعيم الأنطاكي"، و"أحمد اللحام".
7. هربه متخفّياً:
أدّى هذا الحادث إلى ملاحقة "سعد الله" من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي، وكان يقيم في فندق الشرق في دمشق، وحينما حضر الفرنسيون لاعتقاله، غادر الفندق متخفّياً بملابس رجل دينٍ مسيحي، وذلك بمساعدة "البطريرك ألكسي الثاني" بطريرك موسكو الذي كان ينزل في الفندق نفسه، ووصل إلى بيروت في سيارة السفير السوفييتي. وذلك يوم 30/5/1945. وكان قد ساهم بشكل فعال في تأسيس جامعة الدول العربية في العام نفسه، وذلك في اجتماع الاسكندرية 22/3/1945.
8. مناصبه الرسمية:
شغل "سعد الله الجابري" مناصب: وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، رئاسة الوزراء، رئاسة المجلس النيابي. وحينما حصل الاعتداء الفرنسي على البرلمان يوم 9/5/1945 كان "سعد الله" رئيس البرلمان، وقد أمر بإخلائه من النواب حرصاً على حياتهم وانفضّت جلسة البرلمان قبل انعقادها.
9. رئاسة الوزارة:
كُلف "سعد الله الجابري" برئاسة الوزارة بتاريخ 27/4/1946 إلى جانب وزارة الخارجية، وضمّت الوزارة كلاً من: "خالد العظم" للعدل والاقتصاد، "صبري العسلي" للداخلية، "نبيه العظم" للدفاع، "ادمون حمصي" للمالية، "أحمد الشرباتي" للمعارف، و"ميخائيل اليان" للأشغال العامة.
وقد أصيب في نهاية ذلك العام بمرض تشمّع الكبد، ونُقل إلى مشفى المواساة في الاسكندرية، وحينما أدرك صعوبة مرضه استقال من رئاسة الوزارة يوم 20/12/1946.
10. وفاته وتأبينه:
توفي "سعد الله" بعد اشتداد المرض يوم 20/6/1947، ودفن إلى جانب الزعيم "إبراهيم هنانو" في حلب.
وأقيم له حفل تأبين ضخم على مدرج الجامعة السورية في دمشق يوم 5/4/1948. وألقيت في الحفل كلمات لوجوه رجال السياسة العرب، وكبار المفكرين والشعراء، وكان أبرزهم:
"شكري القوتلي" الرئيس السوري، "بشارة الخوري" الرئيس اللبناني، "الحبيب بورقيبة" رئيس الحزب الدستوري التونسي، "رشيد الحاج إبراهيم" رئيس اللجنة القومية في حيفا، "توفيق السويدي" و"فاضل الجمالي" و" أرشد العمري " رؤساء وزراء العراق في مراحل منفصلة، "مكرم عبيد" رئيس الكتلة الوفدية بمصر، "مصطفى النحاس" رئيس حزب الوفد المصري، "محمود فهمي النقراشي" رئيس الوزراء المصري، "عبد الرزاق السنهوري" القانوني المصري الكبير، والمفكران الأديبان "خير الدين الزركلي" و"عباس محمود العقاد"، بالإضافة إلى رجال الدين الإسلامي والمسيحي في سورية وفلسطين ولبنان والعراق ومصر.
ومن الشعراء: "عمر أبو ريشة"، "بدر الدين الحامد"، "محمد الفراتي"، "أحمد رضا"، "سليمان الظاهر"، "عادل الغضبان"، و"بدوي الجبل".
11 - أُطلق اسمه على اهم ساحة في مدينة حلب المحروسة
( ساحة سعد الله الجابري ) التي تتوسط مركز المدينة .
يبقى سعد الله الجابري رمزا للأمانة والصدق والوطنية والعمل بشرف وإخلاص
كل التفاعلات:
، ود.عائشة الخضر لونا عامر، وأميمة إبراهيم إبراهيم