Mohammad Kujjah
23 أبريل ·
كم أنا فخور وسعيد بمشاركتي لما كتبه صديقي الغالي ابو براء الأستاذ محمد كمال Mohamed Kamal الباحث والشاعر والاديب والمحقق التراثي ، ولعل أبرز تلك الأعمال التراثية تحقيقه لموسوعة خير الدين الأسدي ، ولكتاب الشيخ راغب الطباخ
Mohamed Kamal
15 أبريل ·
بعد العاشرة مساء
كانت لحظة مباركة ميمونة هاربة من بين فكي الزمن، تلك التي تلقيت فيها نبأً من أخي وصديقي الباحث الشاعر محمد قجة يخبرني فيه أنه خصني بل أكرمني بنسخة من كتابه الثمين "حلب في كتاباتي وقصائدي"، ثم علمت أن هذه النسخة تسلمها نيابة عني أخي السيد محفوظ كمال أبو حسان عن طريق الصديق الحبيب الفنان غسان ذهبي.
وفي منفاي البعيد أحسست بوجيب القلب ورعشة الروح، وما كان مني إلا أن أطوف مع بدر شاكر السياب في تمتماته الشجية وهو يصور حسرته وحنينه إلى بلده (جيكور):
"و جيكور من دونها قام سورٌ
وبوابةٌ
واحتوتها سكينه
فمن يخرق السورٓ
من يفتح البابٓ
يدمي على كل قفل يمينه"
ماذا فعل أبو حسن خلال نصف قرن من هذا الزمن؟
كان يهدهد سرير هذه المدينة المنكوبة، ويمسح عن وجنتيها دموع الهلع والفزع، ويحتفظ بتاجها المرصع بالنجوم، هذا التاج الذي يعرف أبو حسن أنه لا يليق إلا لها، تارة بأبحاثه ودراساته، وطورًا بقوافيه المتأنقة وسلسبيل أشعاره، وما أظنه إلا كان في نثره وشعره يردد بألم مكبوت مع سيد شعراء هذا العصر عمر أبو ريشة:
"إنه الحسنُ، كم يجرُّ على الحسناء شرًّا، وكم يهينُ حرائرْ"
محمد قجة صفحة مشرقة متلألئة من صفحات تاريخ هذه المدينة، وسجل توثيقي حافل بتراثها الثقافي والعمراني، إنه امتداد خالد للبحتري والمتنبي وأبي العلاء، ولا عجب بعد ذلك أن يحظى بالتكريم من جهات ثقافية عربية، وأن يمنحه اتحاد المؤرخين العرب في بغداد وسامًا لم يضعه على صدره بل زين به صدر هذه المدينة، اعترافًا منه بفضلها واعتزازًا بتاريخها المجيد:
يستحــقُّ الوسامَ مثلُــــكَ، فانظـــــرْ
كيــف تـزداد فــــي القلوبِ وَسامَـــهْ
تلـكَ شهباؤنـــــــا، وهـــــذا فتاهــــا
عرفَ النــــــاسُ قَـــــدرَه ومقامَـــــــهْ
كرَّمــوا منـــــــكَ يا محمــــدُ صَرحًــا
يعربيًّـا، فاهنــــأ بهــــــذي الكرامَـــهْ
وأرَونــــــا وجــــــهً الزمـــــان رضيًّــا
بعدَمــــــا روَّع الـوَرى بالجَهامَـــــــهْ