السمهودي (علي بن عبد الله-)
(844ـ911هـ/1440ـ1506م)
أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسني، الشافعي، نور الدين، السمهودي، مؤرخ المدينة المنورة وفقيهها، والسمهودي نسبة إلى سمهود، وهي قرية كبيرة في صعيد مصر، ويقال لها: سمهوط، على شاطئ غربي النيل قرب فيره شوط.
وكان أبوه عالمـاً، وكذلك كان جده أحمد المعروف بالشريف السمهودي، وله إخوة علماء أيضاً ذكرهم السخاوي.
نشأ في بلده، ولازم والـده، وحفظ القرآن الكريم، والمنهاج في الفقه الشافعي، وقدم القاهرة مراراً، أولها سنة 858هـ، ثم استوطن القاهرة، وكان يذهب لبلده لزيارة أهله، وعين في القاهرة معيداً لدرس الحديث.
ودرس الفقه والحديث وأصول الفقه، والعربية والتفسير والتوحيد والتصوف، وأتقن هذه العلوم، وأذن له بالإفتاء، والتدريس، وناب في القضاء، وكان أهالي الصعيد يقصدونه ليصلح بينهم محتسباً لله تعالى.
ذهب السمهودي للحج، ثم توجه إلى طيبة (المدينة المنورة) فقطنها سنة 873هـ، ولازم فيها الدراسة على الشيخ الأبشيطي والشيخ أبي الفرج محمد المراغي وحضر دروسهما في الفقه والتفسير والحديث، وتزوج في المدينة، وأذن له الأبشيطي بالتدريس، وقدم إلى مكة في رمضان سنة 886هـ قبل حريق المدينة فسلم من الحادثة، لكن احترقت جميع كتبه، وكانت شيئاً كثيراً، ثم سافر إلى القاهرة، ولقي فيها السلطان فأحسن إليه بمرتب، ثم أوقف السلطان وغيره أوقافاً كثيرة على المدينة بتذكير من السمهودي، وسافر لزيارة أمه التي ماتت بعد لقائه لها، ثم زار بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة ثم المدينة، ثم مكة فحج، ثم رجع إلى المدينة مستوطناً، وابتنى بها بيتـاً، وصنف معظم كتبه، وصار شيخ المدينة ومؤرخها ومفتيها وعالمها ومدرسها، وانتفع به جماعة من الطلبة في الحرمين، ومع ذلك كان يتكسب بالبيع والشراء بنفسه أو عن طريق مندوبه، وقرأ عليه خاصة أهل المدينة، بحيث قل منهم من لم يقرأ عليه، وصار الإمام القدوة، والتقاه العلامة السخاوي بمكة والمدينة أكثر من مرة، وغبطه على استيطانه المدينة، وترجم له في كتابه «الضوء اللامع»، وأثنى عليه كثيراً، وأنه متميز بالتدين والورع والصلاح والزهد والعبادة والجد والصبر في طلب العلم، وأنه لقي كثيراً من السلاطين والأمراء الذين وثقوا به، وأوكلوا إليه بعض الأعمال العلمية والمالية في القاهرة والمدينة، وذكرهم بأعمال الخير فاستجابوا له، وقاموا بإصلاحات متعددة تنفع الناس. وأثنى العلماء على السمهودي لدرجته العلمية.
كان السمهودي مكباً على التأليف، وصنف عدة كتب، أهمها: «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى»، مطبوع قديماً في مجلدين، وهو أجمع وأوسع المصادر في تاريخ المدينة المنورة، وما ورد في فضلها، وأحكام حرمها، جمع فيه ما وصله من المصادر التي ألفت قبله، وأضاف إليها الكثير من المعلومات الصحيحة الموثقة حتى عرف بأنه مؤرخ المدينة ومفتيها، وقرظه كاتبه وعلماء عصره، وقرئ بعضه عليه بمكة المكرمة. «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى»، طبع حديثاً في مجلدين مع التحقيق الواسع، وهو اختصار للكتاب السابق. «مختصر خلاصة الوفا لما يجب لحضرة المصطفى»، وهو اختصار للخلاصة. «جواهر العقدين في فضل الشرفين»: العلم والنسب، ويوجد منه نسخ خطية كثيرة. «الفتاوى»، وهي مجموع فتاواه في مجلد. «رد السموط في شروط الوضوء»، رسالة مطبوعة. «الأنوار السنية وأجوبة الأسئلة اليمنية»، مخطوط بالرباط. «أمنية المعتنين بروضة الطالبين»، شرح وحاشية على الروضة في الفقه الشافعي للنووي، وصل بها إلى باب الربا. «الإفصاح»، وهو حاشية على الإيضاح في مناسك الحج للنووي. «فرش البسط المنقوشة»، بين فيه حكم بسط الفرش المنقوشة رداً على من نازعه في ذلك، وقرّظه له علماء القاهرة.
محمد الزحيلي
(844ـ911هـ/1440ـ1506م)
أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسني، الشافعي، نور الدين، السمهودي، مؤرخ المدينة المنورة وفقيهها، والسمهودي نسبة إلى سمهود، وهي قرية كبيرة في صعيد مصر، ويقال لها: سمهوط، على شاطئ غربي النيل قرب فيره شوط.
وكان أبوه عالمـاً، وكذلك كان جده أحمد المعروف بالشريف السمهودي، وله إخوة علماء أيضاً ذكرهم السخاوي.
نشأ في بلده، ولازم والـده، وحفظ القرآن الكريم، والمنهاج في الفقه الشافعي، وقدم القاهرة مراراً، أولها سنة 858هـ، ثم استوطن القاهرة، وكان يذهب لبلده لزيارة أهله، وعين في القاهرة معيداً لدرس الحديث.
ودرس الفقه والحديث وأصول الفقه، والعربية والتفسير والتوحيد والتصوف، وأتقن هذه العلوم، وأذن له بالإفتاء، والتدريس، وناب في القضاء، وكان أهالي الصعيد يقصدونه ليصلح بينهم محتسباً لله تعالى.
ذهب السمهودي للحج، ثم توجه إلى طيبة (المدينة المنورة) فقطنها سنة 873هـ، ولازم فيها الدراسة على الشيخ الأبشيطي والشيخ أبي الفرج محمد المراغي وحضر دروسهما في الفقه والتفسير والحديث، وتزوج في المدينة، وأذن له الأبشيطي بالتدريس، وقدم إلى مكة في رمضان سنة 886هـ قبل حريق المدينة فسلم من الحادثة، لكن احترقت جميع كتبه، وكانت شيئاً كثيراً، ثم سافر إلى القاهرة، ولقي فيها السلطان فأحسن إليه بمرتب، ثم أوقف السلطان وغيره أوقافاً كثيرة على المدينة بتذكير من السمهودي، وسافر لزيارة أمه التي ماتت بعد لقائه لها، ثم زار بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة ثم المدينة، ثم مكة فحج، ثم رجع إلى المدينة مستوطناً، وابتنى بها بيتـاً، وصنف معظم كتبه، وصار شيخ المدينة ومؤرخها ومفتيها وعالمها ومدرسها، وانتفع به جماعة من الطلبة في الحرمين، ومع ذلك كان يتكسب بالبيع والشراء بنفسه أو عن طريق مندوبه، وقرأ عليه خاصة أهل المدينة، بحيث قل منهم من لم يقرأ عليه، وصار الإمام القدوة، والتقاه العلامة السخاوي بمكة والمدينة أكثر من مرة، وغبطه على استيطانه المدينة، وترجم له في كتابه «الضوء اللامع»، وأثنى عليه كثيراً، وأنه متميز بالتدين والورع والصلاح والزهد والعبادة والجد والصبر في طلب العلم، وأنه لقي كثيراً من السلاطين والأمراء الذين وثقوا به، وأوكلوا إليه بعض الأعمال العلمية والمالية في القاهرة والمدينة، وذكرهم بأعمال الخير فاستجابوا له، وقاموا بإصلاحات متعددة تنفع الناس. وأثنى العلماء على السمهودي لدرجته العلمية.
كان السمهودي مكباً على التأليف، وصنف عدة كتب، أهمها: «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى»، مطبوع قديماً في مجلدين، وهو أجمع وأوسع المصادر في تاريخ المدينة المنورة، وما ورد في فضلها، وأحكام حرمها، جمع فيه ما وصله من المصادر التي ألفت قبله، وأضاف إليها الكثير من المعلومات الصحيحة الموثقة حتى عرف بأنه مؤرخ المدينة ومفتيها، وقرظه كاتبه وعلماء عصره، وقرئ بعضه عليه بمكة المكرمة. «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى»، طبع حديثاً في مجلدين مع التحقيق الواسع، وهو اختصار للكتاب السابق. «مختصر خلاصة الوفا لما يجب لحضرة المصطفى»، وهو اختصار للخلاصة. «جواهر العقدين في فضل الشرفين»: العلم والنسب، ويوجد منه نسخ خطية كثيرة. «الفتاوى»، وهي مجموع فتاواه في مجلد. «رد السموط في شروط الوضوء»، رسالة مطبوعة. «الأنوار السنية وأجوبة الأسئلة اليمنية»، مخطوط بالرباط. «أمنية المعتنين بروضة الطالبين»، شرح وحاشية على الروضة في الفقه الشافعي للنووي، وصل بها إلى باب الربا. «الإفصاح»، وهو حاشية على الإيضاح في مناسك الحج للنووي. «فرش البسط المنقوشة»، بين فيه حكم بسط الفرش المنقوشة رداً على من نازعه في ذلك، وقرّظه له علماء القاهرة.
محمد الزحيلي