السمعاني (عبد الكريم بن محمد-)
(506ـ562هـ/1113ـ1167م)
تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر المنصور التميمي السمعاني المروزي، الفقيه الشافعي. نسبته إلى سمعان (بطن من تميم). وكان لبيت السمعاني مقام رفيع وهو وجيههم وواسطة عقدهم، وإليه انتهت رياستهم. وأبوه عالم في الحديث وكان يعظ الناس في المدرسة النظامية ببغداد.
ولد السمعاني في مرو وفيها توفي، ورحل في طلب العلم إلى شرق الأرض وغربها، فقصد إلى الجزيرة والشام والعراق والري وأصفهان وما وراء النهر وسائر بلاد خراسان وكثير من بلدان العرب وديار الإسلام، حيث لقي جمهرة من العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم وأخذوا عنه، حتى زاد عدد شيوخه على أربعة آلاف شيخ، وكان من كبار حفاظ الحديث.
أشهر مؤلفاته كتاب «الأنساب»، ويعرف بأنساب السمعاني. وهو معجم للتراجم مرتب على حروف المعجم، وقد ألفه في ثمانية مجلدات. والكتاب خلافاً لظاهر عنوانه ليس في الأنساب بمعنى تسلسل الآباء والأجداد، وإنما يراد به انتساب المرء إلى بلد أو انتماؤه إلى قبيلة، أو إلى صناعة أو تجارة، من مثل فلان البخاري نسبة إلى بخارى، والبزاز نسبة إلى تجارة البز والثياب، والأبّار إلى صناعة الإبر. وحين يذكر السمعاني مادة ترجمته يحرص على ضبط حروفها وحركاتها لفظاّ، ثم يذكر أصل تلك النسبة، من بلد أو رجل أو قبيلة، ويعمد إلى تعريفها، وهكذا فقوام تراجمه الألقاب أو الأنساب. وقد يشترك في اللقب الواحد ثلاثة أعلام أو أربعة، فيفرق بينهم ويترجم لكل منهم، ذاكراً سنتي ولادته ووفاته. وقد أفاد ابن خلكان في كتابه (ت 681هـ) وفيات الأعيان كثيراً من محتوى كتاب السمعاني ومن منحاه في تناول تراجمه. وتغلب على الكتاب عنايته برواة الحديث والمحدثين.
لم يصل إلينا كتاب الأنساب كاملاً مع أنه أشهر كتبه، وفي ذلك يقول صاحب «كشف الظنون» إنه قليل الوجود. على أن أصوله المخطوطة حظيت بعناية بعض المستشرقين، وهي موجودة في مكتبات يني جامع وأيا صوفيا وكوبريلي والمتحف البريطاني... وقد طبعت نسخة المتحف البريطاني تصويراً عن الأصل المخطوط سنة 1912 في مجلد ضخم بلغ 1216 صفحة. وكان المؤرخ عز الدين بن الأثير (ت630هـ) اختصر كتاب الأنساب في ثلاثة مجلدات سماه «اللباب» وطبع بعضه في (غوتنغن) سنة 1835. ثم اختصره جلال الدين السيوطي (ت911هـ) في كتاب سماه «لب اللباب» وقد طبع في (ليدن) سنة 1832.
ومن أهم تصانيف السمعاني «ذيل تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (ت463هـ) ويقع في خمسة عشر مجلداً، و«تاريخ مرو» في أكثر من عشرين مجلداً، و«تاريخ الوفاة للمتأخرين من الرواة» و«الأمالي»، و«التحبير في المعجم الكبير»، و«فرط الغرام إلى ساكني الشام»، و«تبيين المعاني في لطائف القرآن الكريم». وأكثر هذه الكتب ضائع أو راقد في خزائن المخطوطات.
عمر الدقاق
(506ـ562هـ/1113ـ1167م)
تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر المنصور التميمي السمعاني المروزي، الفقيه الشافعي. نسبته إلى سمعان (بطن من تميم). وكان لبيت السمعاني مقام رفيع وهو وجيههم وواسطة عقدهم، وإليه انتهت رياستهم. وأبوه عالم في الحديث وكان يعظ الناس في المدرسة النظامية ببغداد.
ولد السمعاني في مرو وفيها توفي، ورحل في طلب العلم إلى شرق الأرض وغربها، فقصد إلى الجزيرة والشام والعراق والري وأصفهان وما وراء النهر وسائر بلاد خراسان وكثير من بلدان العرب وديار الإسلام، حيث لقي جمهرة من العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم وأخذوا عنه، حتى زاد عدد شيوخه على أربعة آلاف شيخ، وكان من كبار حفاظ الحديث.
أشهر مؤلفاته كتاب «الأنساب»، ويعرف بأنساب السمعاني. وهو معجم للتراجم مرتب على حروف المعجم، وقد ألفه في ثمانية مجلدات. والكتاب خلافاً لظاهر عنوانه ليس في الأنساب بمعنى تسلسل الآباء والأجداد، وإنما يراد به انتساب المرء إلى بلد أو انتماؤه إلى قبيلة، أو إلى صناعة أو تجارة، من مثل فلان البخاري نسبة إلى بخارى، والبزاز نسبة إلى تجارة البز والثياب، والأبّار إلى صناعة الإبر. وحين يذكر السمعاني مادة ترجمته يحرص على ضبط حروفها وحركاتها لفظاّ، ثم يذكر أصل تلك النسبة، من بلد أو رجل أو قبيلة، ويعمد إلى تعريفها، وهكذا فقوام تراجمه الألقاب أو الأنساب. وقد يشترك في اللقب الواحد ثلاثة أعلام أو أربعة، فيفرق بينهم ويترجم لكل منهم، ذاكراً سنتي ولادته ووفاته. وقد أفاد ابن خلكان في كتابه (ت 681هـ) وفيات الأعيان كثيراً من محتوى كتاب السمعاني ومن منحاه في تناول تراجمه. وتغلب على الكتاب عنايته برواة الحديث والمحدثين.
لم يصل إلينا كتاب الأنساب كاملاً مع أنه أشهر كتبه، وفي ذلك يقول صاحب «كشف الظنون» إنه قليل الوجود. على أن أصوله المخطوطة حظيت بعناية بعض المستشرقين، وهي موجودة في مكتبات يني جامع وأيا صوفيا وكوبريلي والمتحف البريطاني... وقد طبعت نسخة المتحف البريطاني تصويراً عن الأصل المخطوط سنة 1912 في مجلد ضخم بلغ 1216 صفحة. وكان المؤرخ عز الدين بن الأثير (ت630هـ) اختصر كتاب الأنساب في ثلاثة مجلدات سماه «اللباب» وطبع بعضه في (غوتنغن) سنة 1835. ثم اختصره جلال الدين السيوطي (ت911هـ) في كتاب سماه «لب اللباب» وقد طبع في (ليدن) سنة 1832.
ومن أهم تصانيف السمعاني «ذيل تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (ت463هـ) ويقع في خمسة عشر مجلداً، و«تاريخ مرو» في أكثر من عشرين مجلداً، و«تاريخ الوفاة للمتأخرين من الرواة» و«الأمالي»، و«التحبير في المعجم الكبير»، و«فرط الغرام إلى ساكني الشام»، و«تبيين المعاني في لطائف القرآن الكريم». وأكثر هذه الكتب ضائع أو راقد في خزائن المخطوطات.
عمر الدقاق