ما هي بحور الشّعر النّبطي
يُعرف الشّعر النّبطيّ ببحوره الّتي نظم بها شعراء النبط أشعارهم عليها، فقد تعارف الشّعراء على النّظمِ عليها، وأصبح عرفًا متّبعا تتوارثه الأجيال دون أنْ تُكتب هذه البحور نظرًا لبساطتها العفويّة الّتي عُرف بها الشّعر النبطي، وتنقسم إلى قسمين:[٤]
أولًا: بحور أصليّة، وهي تنقسم لستة أقسامٍ، وهي:
الهلالي
وهو أقدم البحور، وأول ما نظم عليه الشعر النّبطي. ومنه قول القائل:
أبا زيد ما ينفعك يوم تقيمه
لا صارت الفرقا عليك لزوم
الصّخري
ولادته مع الهلالي تقريبًا، وتفعيلاته هي: (مفاعلتن مفاعلتن فعولن).[٤]
ومنه قول القائل: [٦]
ألا يا بارق يوضي جناحه
شمال وابعد الخلان عنّي
وقول آخر:[٧]
حبيبي بالعفو أرجو شمولي
سجين وبا العدل أطلق وثاقي
كلام لفقه شخص فضولي
على شخصي ترا محض اختلافي
الحداء
من حداء البدوي للإبل، وهو بحر يناسب الشّعر البدوي بخاصّة الحماس.[٤]
ومنه قول القائل:
يا بو هلا ليتك تشوف
حطوني العسكر نظام
[٦]
المروبع
وهو بحر جديد كان للشّاعر الكبير محسن الهزاني دور كبير في ظهوره، ويتألف البيت من أربع شطرات ثلاث منها على قافية، والرابعة منها قافية مشتركة حتى بقيّة القصيدة وله أوزان مختلفة.[٤] ومثاله قول القائل:[٦][٦]
علام الدّخر ما يسمع بلاما
على ماذا يفرقنا علاما
أنا ما أقوى الشّهر ويحط عاما
تهبدني بصكاته هبادي
القلطة
وفيه يكون النّظم الارتجالي بحيث يقوم الشاعر بارتجال الشعر ارتجالًا دون تحضيرٍ سابق، وهو المصطلح الرائج للمحاورة في نجد وشمال وشرق الجزيرة العربيّة.[٤]
ومثاله قول القائل:[٦]
يا سلامي عليكم عد نو يقود
ردة من ضميري زان ترتيبها
الرّجد
وهو بحر نظم عليه أهل شمال جزيرة العرب أشعارهم. ونأخذ مثالًا عليه قول القائل:[٤]
مانع خيال في الدكة
ظفر في رأس المقصورة
ثانيًا: بحور مشتقة وهي تنقسم إلى قسمين اثنين:[٤]
المسحوب
مشتقٌ من البحر الهلالي وأقصر منه بحرفٍ واحد، وتفعيلاته هي: (مستفعلن مستفعلن فاعلاتن)، ومثاله قول القائل:[٤]
يا صاحبي ما نيب راعي مهاداة
أما ارضني وإلا اجفني واستخيري
ومنه أيضًا قول القائل:[٧]
أنسى ترى النسيان نعمة كبيرة
دليل هذا في حضورك نسيتك
أنسى ويمكن ما حصل فيه خيرة
خلني أقول أقدار ما قول ليتك
الهجيني
وهو من أشهر البحور استخدامًا بعد البحر المسحوب، ولد واشتق من بحر الحداء، حيث أخذ طابع الغناء للإبل، والهيجنة على ظهورها، ومنه اشتق الاسم الهجن. وبقية تسمية الحداء تختص في أهازيج الفرسان وهم راكبين على ظهور خيولهم وللحماسة. ويلتقي هذا البحر مع البحر المتدارك.[٧][٧]
وتفعيلاته هي: (فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن)، ومثاله قول القائل:[٨]
أما أنت هيجن إلى هيجنت
إلا أنت عن فاطري حول
ثالثًا: بحور مبتكرة
السامري
بحر ولد وابتكر من الهيجني حينما أرادوا أغانٍ يسمرون بها، ويغنّونها وهم جلوس في مجالسهم يسمرون ويتسامرون؛ فلحّنوا لذلك الهجينيات ألحانًا خفيفة تصلح لوضع الجلوس، فكان بحر السّامري على هذا النمط حتّى ظهر له قصائده الخاصّة ودخلت إيقاعات قرع الطبول فيه، ومنه غناء النّساء فيما بينهم وهم جالسات يسمرن، حيث لا يصلح لحنٌ حماسي هنا. ومثال عليه قول الشاعر:[٩][٩]
يا حول أنا من جروح القلب والحبّ يا حول
عزاه عيني من الفرقا وأنا أقول وش صار
الفنون
هو بحر مبتكرٌ ومبتدع أسسه الشّاعر النّبطي الشّهير ابن لعبون، وجعله لونًا يتميّز به عن غيره من البحور النّبطيّة، وقد اشتقه من البحر السّامري حيث يُؤدّى بنفس الطريقة.[٤]
العرضة
وهو نوع مبتكر من بحر الحداء، ومشتق من هذا البحر، وتغنّى فيها القصائد الحماسيّة انتصارًا بالحرب والمعارك، وابتهاجًا بالنّصر.[٩][٤]
ومثال على هذا البح:[٩]
داري اللي سعدها تو ما جاها
طير حوران شاقتني مضاريبه
الجناس
يعد بأنّه الابن الشّرعي للبحر المروبع، الّذي ابتدعه وابتكره أيضًا الشّاعر النّبطي الكبير وشاعر البادية (محسن الهزاني).[٤]
الزّهيريّ
مبتكرُ من الألفاظ النّبطيّة، فبعد أنْ ظهر شَعَرَ شعراء النّبط بأنّهم بحاجة إلى استعراض قوتهم بشكل أوسع فنظموه وأدخلوا عليه الألفاظ النّبطيّة.[٤]
ومثالنا على هذا البحر قول القائل:[٩]
زاد العنا بالضمير أوماشفت راح لي
والهم باحشاي إنسان الذي راح لي
من يوم شفتعيسهم يوم النوى راحلي
نادبت ياجيرتي فيكم غرامي
وعلى شخص المذل ومن جفاكم وفا
بالله سيروا على مسراي يا اهل الوفا
لأني غريب أو رابي بينكم راحلي