ظفار
Dhofar - Dhofar
ظَفَار
ظَفار بفتح أوله، أُطْلِقَ اسم ظَفار على موقعين أحدهما في اليمن والآخر في عُمان، وعُرِفَتْ ظفار اليمن بأنها عاصمة الحِمْيَريِّين، الذين قامت دولتهم نحو 115ق.م، وقال بعضهم إن ظفار هي صنعاء نفسها، ولعل هذا كان قديماً.
أما ظَفار عُمان فهي مدينة على ساحل بحر العرب، وهي من أعمال الشِّحْر وقريبة من صُحار، تقع بين صحار ومرياط، عُرِفَتْ بإنتاجها لأجود أنواع اللِّبان وله أهمية اقتصادية كبيرة.
تحدث عنها المؤرخون الجغرافيون مثل ابن بطوطة وابن خلدون، ووصف ماركو بولو في عام 1285م ازدهارها، وأنها تنتج كثيراً من اللبان الأبيض.
عُرِفَتْ في العصر الحجري 12000ق.م، وهي أقدم تجمع حضاري شمال ثَمْريْتَ، حيث مدينة أوبار، يعود تاريخها إلى 18ألف سنة ق.م تقريباً، كما اشْتُهِرَتْ مدينة سمهرم التي أسسها أحد ملوك شبوة في القرن الأول ق.م تقريباً، وكانت شبوة عاصمة مملكة حضرموت.
في القرن الثاني الميلادي بدأت هجرة قبائل الأَزْدِ إلى عُمان بعد انهيار سد مأرب بقيادة مالك بن فهم، وتتحدَّر معظم القبائل العُمانية من الأَزْدِ، وسيطرت في القرن الخامس عشر ميلادي قبائل آل كثير على الحكم، واستمر حكمهم حتى القرن السادس عشر ميلادي، وفيه بدأ التوغل البرتغالي، وتدهورت تجارة ظفار.
في عام 1650م انتصر اليعاربة على البرتغاليين، وبدأ بعهدهم عهد البوسعيديين، ومؤسس دولتهم الإمام أحمد بن سعيد (1741ـ1775م) ويتحدَّر من هذه الأسرة السلطان قابوس بن سعيد الذي تولى الحكم سنة 1970م.
ضُمَّتْ ظَفار إلى عُمان عام 1829م، وانطلقت حركة تمرد بين السكان بين عامي 1965ـ1976، واتُفق مع اليمن على تثبيتِ الحدود بين الدولتين عامَ 1992، وتوثيق الصداقة.
وظَفار اليوم هي إحدى محافظات سلطنة عمان الثلاث: محافظة مسقط، ومحافظة ظفار، ومحافظة مسندم، تبلغ مساحتها نحو 100.500ألف كم2، أي ثلث مساحة سلطنة عمان، عاصمتها الإدارية مدينة صلالة.
تمتد محافظة ظفار بين خطي الطول 50 َ, 52 ْـ30 َ, 55 ْ شرقاً ودرجتي العرض 50 َ 16 ْـ20 ْ شمالاً، وتضم تسع ولايات: صلالة، وثمريت، وطاقة، ومرباط، وسدح، ورخيوت، وصنكلوت، ومقشن، وجزر الحلانيات.
تستمد أهميتها من بعدها التاريخي ممثلاً بآثارها، ومن بعدها الجغرافي، إذ تشكِّلُ صلةَ وصل بين سلطنة عمان وبين شرقي إفريقيا، وهي بوابة عمانية ضخمة على المحيط الهندي، وتمثِّلُ اليوم سلَّةَ غذاء للسلطنة لمواردها الزراعية ولثروتها الحيوانية البرية والبحرية، ولأنها منطقة جذب سياحي لاعتدال مناخها في موسم الخريف، الذي يمتد من حزيران حتى تشرين الأول من كل عام.
وتتمثل في محافظة ظفار المناطق التضاريسية الآتية:
1ـ المنطقة الساحلية: يشغل ساحل ظفار ثلث ساحل السلطنة البالغ 560كم، ويضم سهلاً ساحلياً عرضه لايزيد على ثمانية كيلومترات، تسقط عليه الأمطار الموسمية، وتقع فيه مدينة صلالة، حاضرة محافظة ظفار وغيرها من المدن، وتشكل الأخوار بيئة متميزة من النباتات والطيور، وتزخر الشواطئ الساحلية بثروة سمكية هائلة.
2ـ منطقة الجبال: وتمتد من الشرق إلى الغرب، طولها 400كم تقريباً، وفيها ثلاث مناطق جبلية، تؤلف سلسلة واحدة متصلة: جبل سمحان، وجبل القرى، وجبل القمر.
3ـ منطقة النجد الصحراوي: وتشكل ما تبقى من مساحة المحافظة.
سكان ظفار قلّة، غالبيتهم من أصل بدوي. وفي حين يسود المذهب الإباضي بين سكَّان السلطنة، فإن مذهب سكان ظفار سنيُّ مثل سكَّان حضرموت.
بلغ عدد سكان محافظة ظفار 189094نسمة، حسب تعداد عام 1993، والكثافة السكانية فيها دون المعدل العام للدولة، والبالغ 7 نسمة/كم2، وكذلك حال معدل النمو السكاني.
تعمل الدولة على النهوض بالوضع السكاني تعليمياً وصحياً، وقد نالت محافظة ظفار اهتماماً خاصاً في بداية الخطة الخمسية الخامسة 1996 ـ 2000، وخاصة تنمية الموارد البشرية، وذلك عبر سياسات تناولت التعليم والتدريب والتأهيل المهني والنشاط الاقتصادي والخدمات الصحية، ففي محافظة ظفار 42مركزاً صحياً، و5مستشفيات، الرئيس منها مستشفى السلطان قابوس في مدينة صلالة.
كذلك نال تأهيل المعاقين الاهتمام، وثمة مركز لهم في مدينة صلالة، وأنشئت دائرة للمرأة والطفل، يضاف إلى ذلك العناية بالتخطيط العمراني وتكامل الخدمات.
تتمثل أهم معالم محافظة ظفار بالعديد من الأضرحة والمزارات والمدن الأثرية، وأهم المواقع الأثرية:
في ولاية صلالة: مدينة البليد الأثرية، ضريح النبي أيوب، ضريح النبي عِمْران، موقع أثر ناقة النبي صالح «الدحقة» حسب الرواية المحلية المتوارثة، وفي ولاية ثمريت: موقع أوبار الأثري، وفي ولاية طاقة: موقع خور روري، ومدينة طاقة القديمة، وحصن طاقة، وفي ولاية مرباط: حصن مرباط، وسوق مرباط القديم، وضريح ابن علي، وفي ولاية سدح: حصن سدح ومدينة المحلَّة الأثرية، وضريح النبي صالح بن هود، وفي ولاية رخيوت: منطقة ثيتني.
رجاء دويدري
Dhofar - Dhofar
ظَفَار
أما ظَفار عُمان فهي مدينة على ساحل بحر العرب، وهي من أعمال الشِّحْر وقريبة من صُحار، تقع بين صحار ومرياط، عُرِفَتْ بإنتاجها لأجود أنواع اللِّبان وله أهمية اقتصادية كبيرة.
تحدث عنها المؤرخون الجغرافيون مثل ابن بطوطة وابن خلدون، ووصف ماركو بولو في عام 1285م ازدهارها، وأنها تنتج كثيراً من اللبان الأبيض.
عُرِفَتْ في العصر الحجري 12000ق.م، وهي أقدم تجمع حضاري شمال ثَمْريْتَ، حيث مدينة أوبار، يعود تاريخها إلى 18ألف سنة ق.م تقريباً، كما اشْتُهِرَتْ مدينة سمهرم التي أسسها أحد ملوك شبوة في القرن الأول ق.م تقريباً، وكانت شبوة عاصمة مملكة حضرموت.
في القرن الثاني الميلادي بدأت هجرة قبائل الأَزْدِ إلى عُمان بعد انهيار سد مأرب بقيادة مالك بن فهم، وتتحدَّر معظم القبائل العُمانية من الأَزْدِ، وسيطرت في القرن الخامس عشر ميلادي قبائل آل كثير على الحكم، واستمر حكمهم حتى القرن السادس عشر ميلادي، وفيه بدأ التوغل البرتغالي، وتدهورت تجارة ظفار.
في عام 1650م انتصر اليعاربة على البرتغاليين، وبدأ بعهدهم عهد البوسعيديين، ومؤسس دولتهم الإمام أحمد بن سعيد (1741ـ1775م) ويتحدَّر من هذه الأسرة السلطان قابوس بن سعيد الذي تولى الحكم سنة 1970م.
ضُمَّتْ ظَفار إلى عُمان عام 1829م، وانطلقت حركة تمرد بين السكان بين عامي 1965ـ1976، واتُفق مع اليمن على تثبيتِ الحدود بين الدولتين عامَ 1992، وتوثيق الصداقة.
وظَفار اليوم هي إحدى محافظات سلطنة عمان الثلاث: محافظة مسقط، ومحافظة ظفار، ومحافظة مسندم، تبلغ مساحتها نحو 100.500ألف كم2، أي ثلث مساحة سلطنة عمان، عاصمتها الإدارية مدينة صلالة.
تمتد محافظة ظفار بين خطي الطول 50 َ, 52 ْـ30 َ, 55 ْ شرقاً ودرجتي العرض 50 َ 16 ْـ20 ْ شمالاً، وتضم تسع ولايات: صلالة، وثمريت، وطاقة، ومرباط، وسدح، ورخيوت، وصنكلوت، ومقشن، وجزر الحلانيات.
تستمد أهميتها من بعدها التاريخي ممثلاً بآثارها، ومن بعدها الجغرافي، إذ تشكِّلُ صلةَ وصل بين سلطنة عمان وبين شرقي إفريقيا، وهي بوابة عمانية ضخمة على المحيط الهندي، وتمثِّلُ اليوم سلَّةَ غذاء للسلطنة لمواردها الزراعية ولثروتها الحيوانية البرية والبحرية، ولأنها منطقة جذب سياحي لاعتدال مناخها في موسم الخريف، الذي يمتد من حزيران حتى تشرين الأول من كل عام.
وتتمثل في محافظة ظفار المناطق التضاريسية الآتية:
1ـ المنطقة الساحلية: يشغل ساحل ظفار ثلث ساحل السلطنة البالغ 560كم، ويضم سهلاً ساحلياً عرضه لايزيد على ثمانية كيلومترات، تسقط عليه الأمطار الموسمية، وتقع فيه مدينة صلالة، حاضرة محافظة ظفار وغيرها من المدن، وتشكل الأخوار بيئة متميزة من النباتات والطيور، وتزخر الشواطئ الساحلية بثروة سمكية هائلة.
2ـ منطقة الجبال: وتمتد من الشرق إلى الغرب، طولها 400كم تقريباً، وفيها ثلاث مناطق جبلية، تؤلف سلسلة واحدة متصلة: جبل سمحان، وجبل القرى، وجبل القمر.
3ـ منطقة النجد الصحراوي: وتشكل ما تبقى من مساحة المحافظة.
سكان ظفار قلّة، غالبيتهم من أصل بدوي. وفي حين يسود المذهب الإباضي بين سكَّان السلطنة، فإن مذهب سكان ظفار سنيُّ مثل سكَّان حضرموت.
بلغ عدد سكان محافظة ظفار 189094نسمة، حسب تعداد عام 1993، والكثافة السكانية فيها دون المعدل العام للدولة، والبالغ 7 نسمة/كم2، وكذلك حال معدل النمو السكاني.
تعمل الدولة على النهوض بالوضع السكاني تعليمياً وصحياً، وقد نالت محافظة ظفار اهتماماً خاصاً في بداية الخطة الخمسية الخامسة 1996 ـ 2000، وخاصة تنمية الموارد البشرية، وذلك عبر سياسات تناولت التعليم والتدريب والتأهيل المهني والنشاط الاقتصادي والخدمات الصحية، ففي محافظة ظفار 42مركزاً صحياً، و5مستشفيات، الرئيس منها مستشفى السلطان قابوس في مدينة صلالة.
كذلك نال تأهيل المعاقين الاهتمام، وثمة مركز لهم في مدينة صلالة، وأنشئت دائرة للمرأة والطفل، يضاف إلى ذلك العناية بالتخطيط العمراني وتكامل الخدمات.
تتمثل أهم معالم محافظة ظفار بالعديد من الأضرحة والمزارات والمدن الأثرية، وأهم المواقع الأثرية:
في ولاية صلالة: مدينة البليد الأثرية، ضريح النبي أيوب، ضريح النبي عِمْران، موقع أثر ناقة النبي صالح «الدحقة» حسب الرواية المحلية المتوارثة، وفي ولاية ثمريت: موقع أوبار الأثري، وفي ولاية طاقة: موقع خور روري، ومدينة طاقة القديمة، وحصن طاقة، وفي ولاية مرباط: حصن مرباط، وسوق مرباط القديم، وضريح ابن علي، وفي ولاية سدح: حصن سدح ومدينة المحلَّة الأثرية، وضريح النبي صالح بن هود، وفي ولاية رخيوت: منطقة ثيتني.
رجاء دويدري