فوجيوارا (توشيناري)
Fujiwara (Toshinari-) - Fujiwara (Tochinari-)
فوجيوارا (توشيناري -)
(1114-1204)
توشيناري فوجيوارا Toshinari Fujiwara الشهير بلقب شونْزَيْه Shunzei في شبابه، وبلقب شاكوا Shakua في شيخوخته بعد اعتناقه البوذية، هو شاعر وناقد أدبي ياباني، ولد في مدينة كيوتو Kyoto وتُوفِّي فيها، وهو يتحدّر من سلالة فوجيارا الأرستقراطية التي حكمت اليابان نحو ثلاثة قرون (866-1160م) وأنجبت عدداً كبيراً من الأدباء من كلا الجنسين. وبحكم تقاليد الأسرة انخرط توشيناري فوجيوارا في العمل في البلاط الإمبراطوري منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وبدأ الكتابة الأدبية يافعاً، متتلمذاً على أيدي أبيه وجدّه، وبمرور السنوات صار قادراً على استخدام أساليب تعبير متنوعة وعديدة، سواء من تراث الشعر الياباني أو من حديثه، فطوَّر من هذا المخزون الكبير أسلوبه الشعري الخاص، مبتعداً عن التقليد، ومركزاً جهده على تحديث شعر الـ «واكا» Waka أو الـ «تانكا» Tanka، وهي قصيدة قصيرة تصنف في شعر البلاط، تتألف من خمسة أبيات غير مقفَّاة، يتولد إيقاعها من تتابعٍ أو تبدلٍ معين في مقاطع الكلمات. وهذا الشعر في معظمه متأثر بالشعر الوصفي الصيني من مرحلة سلالة تانغ Tang الحاكمة (618-907م)، وإلى جانب ذلك تأثر فوجيوارا بالثقافة البوذية في تمظهرها الصيني - الياباني. ويرى الباحثون في الأدب الياباني ونقاده أن توشيناري هو أحد كبار شعراء الواكا، إن لم يكن أكبرهم. وعلى هذا الصعيد عُرف من بعده ابنه فوجيوارا سادايِه F.Sadaie وحفيدته موسومِه F.Musume.
منذ أن بلغ توشيناري الخامسة والثلاثين من عمره عمّت شهرته اليابان من خلال مشاركاته في المسابقات الشعرية الدورية التي كان ينظّمها البلاط، فلفت الأنظار بعناصر التجديد في قصائده، ولاسيما بتأكيده عنصر الـ «يوغِن» Yügen، أي الجمال الرومنسي المصقول الذي يسبغه على مضمون القصيدة المستوحى من ذكريات حزينة وكئيبة غالباً. إلى جانب ذلك عُرف عن توشيناري اهتمامه بالأجناس الأدبية الأخرى وإبداؤه آراء تحليلية عميقة فيما يتناوله من أعمال، فكان مثلاً أوّل من أبرز موقع رواية الأديبة موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu «حكاية غِنْجي» Genji momogatari عام (1010) مصداقية تعبيرها عن الأجواء التي صوّرتها فنياً ولغوياً. وقد أنهى توشيناري حياته الأدبية بكتابه الشهير «فن الشعر عبر العصور»Korai föteishö عام (1201) الذي عرض فيه وجهات نظره بأساليب التعبير الفنية واللغوية في الأجناس الأدبية المعروفة في تاريخ الأدب الياباني، داعماً آراءه بتحليلات نصية.
وفي ستينيّات القرن العشرين اكتشف الباحث الأدبي الياباني كَواسِه كازوما Kawase Kazuma أنّ رواية المذكرات الشهيرة «مذكرات وصيفة البلاط إيزومي شيكيبو» Izumi Shikibu Nikki المنسوبة إلى الوصيفة نفسها، هي في واقع الأمر من تأليف توشيناري، معتمداً في ذلك على خاتمة مخطوط للنص يعود إلى عام 1246 تشير إلى ذلك صراحة، علماً أن القصائد المضمنة في المذكرات هي فعلاً من نظم الوصيفة وعشيقها الأمير ولي العهد أتسوميشي ـ شينّو Atsumichi-Shinnö. وتمتد المذكرات ثمانية أشهر بين 1003-1004، هي مدة علاقة الحب بين العاشقين، بعد أن أنهت الوصيفة إيزومي علاقتها الزوجية بالشاعر فوجيوارا ياسوماسا Fujiwara Yasumasa. وفي عام 1187 تلقى توشيناري تكليفاً من القيصر تِنّو Tenno لترتيب المجموعة الشعرية البلاطية الحادية والعشرين بدءاً بعام 990م، فجمع توشيناري (1280) قصيدة من الواكا والـ «نَغا - أوتا» Naga-uta والـ «سِدوكا» Sedoka لـ (380) شاعراً، منهم (79) راهباً و(67) امرأة، إلى جانب (36) قصيدة «واكا» لتوشيناري نفسه. وقد عكست هذه المجموعة ذوق جامعها من حيث تحسسه لمثال الجمال الرومنسي المصقول Yügen. وقد عُرفت المجموعة تحت عنوان «مجموعة تمثل ألف عام من شعر الواكا»Senzai Waka-shü عام (1188).
نبيل الحفار
Fujiwara (Toshinari-) - Fujiwara (Tochinari-)
فوجيوارا (توشيناري -)
(1114-1204)
توشيناري فوجيوارا Toshinari Fujiwara الشهير بلقب شونْزَيْه Shunzei في شبابه، وبلقب شاكوا Shakua في شيخوخته بعد اعتناقه البوذية، هو شاعر وناقد أدبي ياباني، ولد في مدينة كيوتو Kyoto وتُوفِّي فيها، وهو يتحدّر من سلالة فوجيارا الأرستقراطية التي حكمت اليابان نحو ثلاثة قرون (866-1160م) وأنجبت عدداً كبيراً من الأدباء من كلا الجنسين. وبحكم تقاليد الأسرة انخرط توشيناري فوجيوارا في العمل في البلاط الإمبراطوري منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وبدأ الكتابة الأدبية يافعاً، متتلمذاً على أيدي أبيه وجدّه، وبمرور السنوات صار قادراً على استخدام أساليب تعبير متنوعة وعديدة، سواء من تراث الشعر الياباني أو من حديثه، فطوَّر من هذا المخزون الكبير أسلوبه الشعري الخاص، مبتعداً عن التقليد، ومركزاً جهده على تحديث شعر الـ «واكا» Waka أو الـ «تانكا» Tanka، وهي قصيدة قصيرة تصنف في شعر البلاط، تتألف من خمسة أبيات غير مقفَّاة، يتولد إيقاعها من تتابعٍ أو تبدلٍ معين في مقاطع الكلمات. وهذا الشعر في معظمه متأثر بالشعر الوصفي الصيني من مرحلة سلالة تانغ Tang الحاكمة (618-907م)، وإلى جانب ذلك تأثر فوجيوارا بالثقافة البوذية في تمظهرها الصيني - الياباني. ويرى الباحثون في الأدب الياباني ونقاده أن توشيناري هو أحد كبار شعراء الواكا، إن لم يكن أكبرهم. وعلى هذا الصعيد عُرف من بعده ابنه فوجيوارا سادايِه F.Sadaie وحفيدته موسومِه F.Musume.
منذ أن بلغ توشيناري الخامسة والثلاثين من عمره عمّت شهرته اليابان من خلال مشاركاته في المسابقات الشعرية الدورية التي كان ينظّمها البلاط، فلفت الأنظار بعناصر التجديد في قصائده، ولاسيما بتأكيده عنصر الـ «يوغِن» Yügen، أي الجمال الرومنسي المصقول الذي يسبغه على مضمون القصيدة المستوحى من ذكريات حزينة وكئيبة غالباً. إلى جانب ذلك عُرف عن توشيناري اهتمامه بالأجناس الأدبية الأخرى وإبداؤه آراء تحليلية عميقة فيما يتناوله من أعمال، فكان مثلاً أوّل من أبرز موقع رواية الأديبة موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu «حكاية غِنْجي» Genji momogatari عام (1010) مصداقية تعبيرها عن الأجواء التي صوّرتها فنياً ولغوياً. وقد أنهى توشيناري حياته الأدبية بكتابه الشهير «فن الشعر عبر العصور»Korai föteishö عام (1201) الذي عرض فيه وجهات نظره بأساليب التعبير الفنية واللغوية في الأجناس الأدبية المعروفة في تاريخ الأدب الياباني، داعماً آراءه بتحليلات نصية.
وفي ستينيّات القرن العشرين اكتشف الباحث الأدبي الياباني كَواسِه كازوما Kawase Kazuma أنّ رواية المذكرات الشهيرة «مذكرات وصيفة البلاط إيزومي شيكيبو» Izumi Shikibu Nikki المنسوبة إلى الوصيفة نفسها، هي في واقع الأمر من تأليف توشيناري، معتمداً في ذلك على خاتمة مخطوط للنص يعود إلى عام 1246 تشير إلى ذلك صراحة، علماً أن القصائد المضمنة في المذكرات هي فعلاً من نظم الوصيفة وعشيقها الأمير ولي العهد أتسوميشي ـ شينّو Atsumichi-Shinnö. وتمتد المذكرات ثمانية أشهر بين 1003-1004، هي مدة علاقة الحب بين العاشقين، بعد أن أنهت الوصيفة إيزومي علاقتها الزوجية بالشاعر فوجيوارا ياسوماسا Fujiwara Yasumasa. وفي عام 1187 تلقى توشيناري تكليفاً من القيصر تِنّو Tenno لترتيب المجموعة الشعرية البلاطية الحادية والعشرين بدءاً بعام 990م، فجمع توشيناري (1280) قصيدة من الواكا والـ «نَغا - أوتا» Naga-uta والـ «سِدوكا» Sedoka لـ (380) شاعراً، منهم (79) راهباً و(67) امرأة، إلى جانب (36) قصيدة «واكا» لتوشيناري نفسه. وقد عكست هذه المجموعة ذوق جامعها من حيث تحسسه لمثال الجمال الرومنسي المصقول Yügen. وقد عُرفت المجموعة تحت عنوان «مجموعة تمثل ألف عام من شعر الواكا»Senzai Waka-shü عام (1188).
نبيل الحفار