عمر بن عبد الله فرّوخ ، أديب ناقد، ومؤرخ، وباحث في الفلسفة والاجتماع، ومفكّر مجدّد.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عمر بن عبد الله فرّوخ ، أديب ناقد، ومؤرخ، وباحث في الفلسفة والاجتماع، ومفكّر مجدّد.

    فروخ (عمر)

    Farroukh (Umar-) - Farroukh (Umar-)

    فَرّوخ (عمر -)
    (1324-1408هـ/1906-1987م)

    عمر بن عبد الله فرّوخ، أديب ناقد، ومؤرخ، وباحث في الفلسفة والاجتماع، ومفكّر مجدّد.
    ولد في مدينة بيروت وترعرع في أسرة متدينة تحبّ العلم والحفاوة بأهله، وتلقّى دراسته في الكتّاب، ثم في المدارس الرسمية العثمانية (قبل الانتداب على سورية ولبنان)، ثم تخرّج في الجامعة الأميركية ببيروت (وكانت تسمى الكلية السورية الإنجيلية) ونال إجازتها «البكالوريوس» في الآداب والعلوم سنة 1928م.
    وبعد تخرّجه انصرف إلى التدريس في المرحلة الثانوية، فبدأ بمدرسة النجاح في نابلس بفلسطين، وهناك انعقدت أواصر الصداقة بينه وبين الشاعر إبراهيم طوقان الذي كان يعلّم في المدرسة نفسها.
    وفي سنة 1929م عيّن أستاذاً بجمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، وكانت تربطه بها صلة وثيقة، واستمر في ذلك إلى أن دفعه حبّه للعلم إلى طلب المزيد فيمّم وجهه شطر ألمانيا سنة 1935م لمتابعة دراساته العليا في جامعاتها، وتخصص في اللغة والتاريخ العربي والفلسفة، ونال شهادة الدكتوراه سنة 1937م، وحضر أيضاً دروساً ومحاضرات في عدد من معاهد باريس كالسوربون، والكولّيج دو فرانس، ومدرسة اللغات العليا.
    وبعد عودته من ألمانيا سنة 1939م إلى بيروت استأنف التدريس في كلية المقاصد الإسلامية الخيرية، وفي الجامعة اللبنانية، وفي عام 1940-1941 عيّن أستاذاً للتاريخ الأموي والعباسي في دار المعلمين العالية ببغداد مدة سنة واحدة، غادر بعدها العراق بسبب الظروف السياسية التي حدثت هناك.
    ثم دعي إلى الجامعة السورية (جامعة دمشق اليوم) أستاذاً زائراً ليحاضر في التاريخ الأموي والأندلسي وتاريخ العلوم عند العرب (1951-1960م)، فكان يحضر أسبوعياً من بيروت ليلقي محاضراته في بعض تلك السنوات، وكان يفسح للطلاب مجال المناقشة والحوار المتبادل فيما بينهم وهو يوجههم ويرشدهم بعلمه الغزير وحسن لباقته وتصرّفه.
    وقد استمر في أثناء ذلك وبعده محاضراً أو أستاذاً زائراً في عدد من البلدان العربية والإسلامية والأجنبية، وفي عام 1970م عمل أستاذاً في جامعة بيروت العربية، التابعة لجامعة الإسكندرية بمصر، فدرّس تاريخ الحضارة العربية، وكذلك في الجامعة اللبنانية.
    لم تَحُل هذه الأعمال العلمية الكثيرة بينه وبين متابعة العمل الثقافي الخارجي، فكان جمّ النشاط، وافر العزيمة، وقد شارك في سنوات حياته في مؤتمرات عربية وإسلامية، طاف فيها العالم، ما بين لبنان وسورية والقاهرة والسعودية والمغرب العربي والعراق وباكستان وموريتانيا وإندونيسيا، كما أسهم في تأسيس جمعيات إسلامية وثقافية، وحاضر في كثير من المنتديات الثقافية والأدبية في تلك البلاد وغيرها، فضلاً عن أنه كان عضواً فعالاً في المجامع العلمية العربية الثلاثة في دمشق والقاهرة وبغداد، وفي جمعية البحوث الإسلامية في بومباي، وغيرها، وكان يتقن الألمانية والإنكليزية والفرنسية، وهذا ما أتاح له مداومة الاتصال، والاطّلاع على كثيرٍ من العلوم والمعارف بلغاتها الأصلية.
    كما نال عدداً من الأوسمة المختلفة، في حياته في لبنان وغيره تقديراً لعلمه ونشاطه الثقافي والفكري، فقد أمضى حياته عالماً متنوراً منصرفاً بصمت إلى البحث والتأليف والدراسة، ومدافعاً عن اللغة العربية وعن التراث الإسلامي، وكان له الفضل في تصحيح كثيرٍ من الآراء الشعوبية والمنحرفة التي وُجّهت إلى التراث العربي والإسلامي العريق، ولاسيما في تعليقاته على الكتب التي ترجمها هو من الإنكليزية إلى العربية أو الكتب التي ترجمها غيره وطُلب منه التعليق عليها.
    وله مقالات ودراسات وأبحاث كثيرة نشرها في مجلات عربية وإسلامية وأجنبية، أو في المجلة الأسـبوعية الثقافية التي أصدرها في بيـروت بـاسـم «الأمـالي» مع نفرٍ من زملائه بين عامي 1939-1941م.
    وخلاصة القول: لقد شغلته الكلمة طوال حياته في مختلف الميادين المتاحة مهما كان نوعها، وكانت آراؤه تلقى صدى واسعاً في الأوساط الثقافية، لأنه امتاز بالموضوعية والصراحة الصادقة في كل ما يكتب، ولم يكن ليقول كلمةً إلا بعد تفكير وتمحيص ومتابعة، وظل ذلك دأبه طوال حياته حتى توفي إثر نوبة قلبية.
    ومما يلفت النظر في سيرته العلمية والأدبية أنه كان شاعراً مجيداً من جهة، وأن للأطفال نصيباً من إبداعه من جهة أخرى، ولاسيما على الصعيد المسرحي، فله مسرحيات عدة كان التاريخ العربي والإسلامي محوراً لها، وفيها يعلّم الأطفال بعضاً من هذا التاريخ ويعرّفهم بشخصياته العظيمة مثل مسرحيات: «خالد بن الوليد»، و«يوم اليرموك»، و«يوم القادسية»، و«أبو محجن الثقفي»، وإضافة إلى هذه المسرحيات فقد كتب العديد من القصائد والأناشيد الوطنية والقومية للأطفال.
    أما مؤلفاته المطبوعة فقد بلغت نحو 70 كتاباً، تنوعت موضوعاتها ما بين الفلسفة والعلم والتراجم واللغة والتاريخ والاجتماع والسيرة الذاتية والشعر، وقد أخذت الكتب المدرسية أيضاً حيزاً في إبداعه.
    ومن كتبه: «أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوربية»، و«تاريخ العلوم عند العرب»، و«ابن طفيل وقصة حي بن يقظان»، و«ابن حزم الكبير»، و«أبو تمام شاعر المعتصم»، و«المنهاج الجديد في الأدب العربي»، و«شعراء البلاط الأموي»، و«خمسة شعراء جاهليون»، و«عبقرية اللغة العربية»، و«تاريخ الجاهلية»، و«باكستان دولة ستعيش»، و«غبار السنين» (في سيرته الذاتية)، و«فجر وشفق» (مجموعة شعرية)، و«هذا الشعر الحديث».
    على أن أضخم كتبه وأبعدها أثراً كتاب «تاريخ الأدب العربي»، ويقع في ستة مجلدات أرّخ فيها للأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى أواسط القرن العاشر للهجرة، ثم أتبعها بمجلدين آخرين بعنوان «معالم الأدب العربي في العصر الحديث».
    أما الكتب التي ترجمها عن الإنكليزية فمنها: «الإسلام على مفترق الطرق» لمحمد أسد (ليوبولد فايس)، و«الإسلام منهج حياة» لفيليب حتي، و«الطريق إلى النجوم» لـ فان در ريت، و«أصدقاء لا سادة» لمحمد أيوب خان (رئيس جمهورية باكستان).
    محمود فاخوري
يعمل...
X