مصياف
Masyaf - Masyaf
مصياف
تعد مدينة مصياف من المدن الصغيرة، تقع على السفوح الشرقية لجبال الساحل السورية، وتشكل عقدة مواصلات مهمة بين المناطق الداخلية شرقاً والساحل غرباً وبين المنطقة الشمالية الغربية من محافظة حماة شمالاً ومدينة حمص وقُراها الشمالية جنوباً. تربطها طرق مواصلات جيدة بكل من حماة شرقاً وحمص جنوباً وبانياس وطرطوس غرباً والسقيلبية وتل سلحب شمالاً، وتتفرع منها خطوط مواصلات تصل السفوح الشرقية لجبال الساحل السوري بين كل من وادي النضارة جنوباً وغرب الغاب شمالاً. تتبع إدارياً محافظة حماة، وتبعد عنها نحو 45كم باتجاه الغرب.تتربع المدينة على هضبة كلسية تسمى باسمها، وتشاهد أحياؤها ترتفع في الغرب والشمال؛ لتنخفض قليلاً في الجنوب والشرق بحيث تساير التموج الهضبي. كانت مصياف محاطة بسور تخربت أجزاء منه ومازالت أجزاء أخرى باقية حتى اليوم، وله أربعة أبواب بقيت تفتح، وتغلق حتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين، وما تزال بقايا الأبواب قائمة في أماكنها حتى الوقت الحاضر.
لمحة تاريخية: تضافرت كل من العوامل الطبيعية والاقتصادية والبشرية في نشوء المدينة ونموها وازدهارها، فمنذ القرن الخامس الميلادي بُنيت فيها قلعة دفاعية، تتربع على تل صخري مرتفع، وتقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة.
تعاقبت على المدينة عهود تاريخية متعددة، إذ خضعت للحكم الأموي، ثم العباسي وللدولة الحمدانية ولحكم البيزنطيين حتى سنة 385هجرية، ثم خضعت بعد ذلك للنفوذ الفاطمي في مصر وللأمراء المستقلين من آل منقذ، حتى استولى عليها أمراء الطائفة الإسماعيلية، وبقيت عاصمة لهم حتى سنة 668هجرية. وبعد انحلال الدولة الإسماعيلية أصبحت مصياف إحدى ولايات المماليك المهمة، حتى استولى عليها العثمانيون حين خبا نجمها فترة حكمهم. وفي أثناء الانتداب الفرنسي لسورية كانت مصياف مركز قائم مقامية (مركز قضاء)، وبعد رحيل الفرنسيين عادت المدينة للانتعاش، وأخذت بالتطور والتوسع خارج السور، ومنذ عام 1960 أخذ توسعها بالتسارع في كل الاتجاهات، حيث أصبحت مساحتها الحالية تزيد بنحو خمسة أضعاف على ما كانت عليه، ومازالت المدينة القديمة تُعد المركز التجاري والإداري.
تنتمي مدينة مصياف إلى المناخ المعتدل الرطب، ففي فصل الشتاء تتدنى درجات الحرارة حتى تصل إلى الصفر أحياناً، وترتفع حتى 25 ْم أحياناً أخرى ، ويكون متوسط درجة حرارة شهر كانون الثاني/يناير بحدود 15 ْم، ويرتفع متوسط درجة الحرارة صيفاً؛ ليصل معدل شهر تموز/يوليو إلى نحو 30 ْم. أما فصلا الربيع والخريف فهما فصلان انتقاليان لا يزيد متوسط درجة حرارة أي منهما على 25 ْم، ولا يقل عن 15 ْم.
إن اعتدال مناخها يرجع لارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحدود 500م من جهة، ولإحاطتها من جهات الغرب والشمال والجنوب بالأشجار الحراجية دائمة الخضرة من جهةٍ ثانية؛ ولهذا فهي تعد من المصايف الجميلة، وقد اشتق اسمها (مصياف) من الصيف والاصطياف والمصايف؛ ليدل على ما تملكه هذه المدينة من ميزات، وهي مركز منطقة إدارية يتبعها أربع نواحٍ من جهاتها الأربع، ففي الجنوب منها تقع بلدة عين حلاقيم؛ وهي مركز ناحية، وإلى الجنوب الغربي من مصياف تتربع وادي العيون ذات الشهرة الواسعة بمناخها وينابيعها وهوائها العليل ومصايفها، وإلى الجنوب الشرقي من مصياف تقع ناحية عوج وقُراها وأراضيها المشهورة بزراعة الزيتون والكروم، وإلى الشمال الشرقي من مصياف تمتد بلدة جب رملة شاغلة بدايات القسم الجنوبي من سهل الغاب، حيث تشتهر قُراها بزراعة المحاصيل الغذائية كالقمح بالدرجة الأولى والصناعية كالقطن والشوندر السكري.
بلغ عدد سكان مصياف نحو 35 ألف نسمة عام 2004 بعد أن كان عدد سكانها لا يزيد على 5741 نسمة مع مطلع الستينيات من القرن العشرين. وقد شهدت مصياف هجرة واسعة إليها من الريف المجاور لها، وكان معظم المهاجرين من الفقراء الذين وجدوا في المدينة الصغيرة عملاً يكفيهم قوت يومهم في البداية، وبعد أن تحسنت أوضاعهم المادية اشتروا قطعاً صغيرة من الأراضي، وأقاموا عليها أبنية عشوائية، تُشاهد في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية الشرقية للمدينة.
وضع أول مخطط تنظيمي للمدينة سنة 1961، وعُدِّل عدة مرات كان آخرها عام 1978، وحسب المخطط التنظيمي فإن المدينة تُقسم إلى منطقتين سكنيتين إضافة إلى البلدة القديمة، ومنطقة سكن وتجارة، أما مصياف الحالية فتُقسم إلى خمسة أحياء سكنية إضافة إلى المدينة القديمة، وتُسمى هذه الأحياء باسم الجهات الجغرافية الأربع، وتمتد مصياف نحو 5 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب ونحو 2كم من الشرق إلى الغرب، وهناك حي المساكن الذي يمتد على جانبي طريق مصياف - القدموس.
محمد صافيتا
Masyaf - Masyaf
مصياف
لمحة تاريخية: تضافرت كل من العوامل الطبيعية والاقتصادية والبشرية في نشوء المدينة ونموها وازدهارها، فمنذ القرن الخامس الميلادي بُنيت فيها قلعة دفاعية، تتربع على تل صخري مرتفع، وتقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة.
تعاقبت على المدينة عهود تاريخية متعددة، إذ خضعت للحكم الأموي، ثم العباسي وللدولة الحمدانية ولحكم البيزنطيين حتى سنة 385هجرية، ثم خضعت بعد ذلك للنفوذ الفاطمي في مصر وللأمراء المستقلين من آل منقذ، حتى استولى عليها أمراء الطائفة الإسماعيلية، وبقيت عاصمة لهم حتى سنة 668هجرية. وبعد انحلال الدولة الإسماعيلية أصبحت مصياف إحدى ولايات المماليك المهمة، حتى استولى عليها العثمانيون حين خبا نجمها فترة حكمهم. وفي أثناء الانتداب الفرنسي لسورية كانت مصياف مركز قائم مقامية (مركز قضاء)، وبعد رحيل الفرنسيين عادت المدينة للانتعاش، وأخذت بالتطور والتوسع خارج السور، ومنذ عام 1960 أخذ توسعها بالتسارع في كل الاتجاهات، حيث أصبحت مساحتها الحالية تزيد بنحو خمسة أضعاف على ما كانت عليه، ومازالت المدينة القديمة تُعد المركز التجاري والإداري.
قلعة مصياف وبعض المنازل المحيطة بها |
إن اعتدال مناخها يرجع لارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحدود 500م من جهة، ولإحاطتها من جهات الغرب والشمال والجنوب بالأشجار الحراجية دائمة الخضرة من جهةٍ ثانية؛ ولهذا فهي تعد من المصايف الجميلة، وقد اشتق اسمها (مصياف) من الصيف والاصطياف والمصايف؛ ليدل على ما تملكه هذه المدينة من ميزات، وهي مركز منطقة إدارية يتبعها أربع نواحٍ من جهاتها الأربع، ففي الجنوب منها تقع بلدة عين حلاقيم؛ وهي مركز ناحية، وإلى الجنوب الغربي من مصياف تتربع وادي العيون ذات الشهرة الواسعة بمناخها وينابيعها وهوائها العليل ومصايفها، وإلى الجنوب الشرقي من مصياف تقع ناحية عوج وقُراها وأراضيها المشهورة بزراعة الزيتون والكروم، وإلى الشمال الشرقي من مصياف تمتد بلدة جب رملة شاغلة بدايات القسم الجنوبي من سهل الغاب، حيث تشتهر قُراها بزراعة المحاصيل الغذائية كالقمح بالدرجة الأولى والصناعية كالقطن والشوندر السكري.
بلغ عدد سكان مصياف نحو 35 ألف نسمة عام 2004 بعد أن كان عدد سكانها لا يزيد على 5741 نسمة مع مطلع الستينيات من القرن العشرين. وقد شهدت مصياف هجرة واسعة إليها من الريف المجاور لها، وكان معظم المهاجرين من الفقراء الذين وجدوا في المدينة الصغيرة عملاً يكفيهم قوت يومهم في البداية، وبعد أن تحسنت أوضاعهم المادية اشتروا قطعاً صغيرة من الأراضي، وأقاموا عليها أبنية عشوائية، تُشاهد في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية الشرقية للمدينة.
وضع أول مخطط تنظيمي للمدينة سنة 1961، وعُدِّل عدة مرات كان آخرها عام 1978، وحسب المخطط التنظيمي فإن المدينة تُقسم إلى منطقتين سكنيتين إضافة إلى البلدة القديمة، ومنطقة سكن وتجارة، أما مصياف الحالية فتُقسم إلى خمسة أحياء سكنية إضافة إلى المدينة القديمة، وتُسمى هذه الأحياء باسم الجهات الجغرافية الأربع، وتمتد مصياف نحو 5 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب ونحو 2كم من الشرق إلى الغرب، وهناك حي المساكن الذي يمتد على جانبي طريق مصياف - القدموس.
محمد صافيتا