غومولكا (فلاديسلاف)
Gomulka (Vladyslav-) - Gomulka (Vladyslav-)
غومولكا (فلاديسلاف -)
(1905-1982)
فلاديسلاف غومولكا Wladyslaw Gomulka شخصية سياسية بولونية مهمة، بدأ حياته السياسية في قيادة نقابات العمال، وارتقى وصولاً إلى أعلى المناصب، وكان له دور مهم في سياسة بولونيا مدة نصف قرن (1922-1970).
ولد غومولكا في مدينة كرونوس Kronos، وأكمل تعليمه الابتدائي فيها، والتحق بالحزب الاشتراكي قبل أن يكمل عقده الثاني من العمر، عمل في النقابات المهنية منذ عام 1922م. ثم انتسب إلى الحزب الشيوعي البولوني السري عام 1926. وعلى الرغم من أنه كان عضواً في النقابات المهنية المركزية، إلا أنه أوقف ووضع في السجن مدة سنتين (1932-1934م). بعد ذلك سافر إلى الاتحاد السوڤييتي (سابقاً)، وأمضى مدة (1934-1935م) في مدرسة «كومينتيرم Kominterm» بموسكو، ثم عاد إلى بولونيا، حيث أوقف ثانية وأدخل السجن ثلاث سنوات (1936-1939). وبعد خروجه بدأ الاجتياح الألماني (النازي) لبلده، ففر إلى أوكرانيا، وأمضى في مدينتي بيلاموستي ولفوف فترة ما بين (1939-1942م).
عاد سنة 1942 إلى وارسو، وانتسب إلى الحزب الشيوعي المحظور في أثناء الاحتلال النازي، وأصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب، ثم أميناً للسر (سكرتيراً) فيها.
وفي المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية (1942-1944)، عمل منسقاً بين الحكومة الموجودة في المنفى (في لندن) والمقاومة والحزب، وتسلم في أثناء عمله مناصب عديدة ومهمة في آن واحد نتيجة نشاطه، إذ أصبح السكرتير العام للجنة المركزية للحـزب (1943-1945م)، ونائباً في مجلس الأمـة الوطني (1944-1947م)، وعضو المكتب السياسي (1944-1948م)، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء (1944-1949م)، ووزيراً على القطاعات المسلوبة من قبل ألمانيا (1945-1949م)، ونائباً في مجلس الشعب عام 1947م.
في عام 1948م أُقصي عن بعض مناصبه، لاتهامه بالانتماء إلى حزب بولوني يميني متطرف ضد الاشتراكية، فعزل عن منصبه سكرتيراً عاماً للجنة المركزية، وعضواً في المكتب السياسي. ومـع ذلك بقي عضواً فـي اللجنة المركزية (1948-1949م)، بل أصبح نـائب رئيس الهيـئة العليـا للرقابـة والتفتيش (1949-1950م)، ومدير قسم التأمينات الاجتماعية في العاصمة وارسو (1950-1951م). ولم يمنع ذلك كله من وضعه تحت المراقبة في عام 1951م، ثم إعفائه من مناصبه كلها، ونزع حصانته على الرغم من كونه نائباً في مجلس الشعب، وزجّ به في السجن للمرة الثالثة (1951-1954م).
بعد مـوت جوزيف ستالـين عـام 1953م، تقلّص نفوذ الاتحاد السوڤييتي على بولونيـا، فأطلق سراح غومـولكا (1954م) لكنه بقـي معزولاً عن السياسة (1954-1956م). ثم بدأ يعود بعد ذلك إلى الحياة السياسية شيئاً فشيئاً، فانتخب في تشرين الأول/أكتوبر عام 1956م أميناً لسر اللجنة المركزية، ثم أصبح السكرتير الأول لها بعد أن أعيد له حق العضوية في الحزب، والمكتب السياسي. واستعاد منصبه عضواً في مجلس الأمة، ونائباً في مجلس الشعب عام 1957م. وفي خطابه السياسي وعد غومولكا بإلغاء «النظام الستاليني»، وافتتاح عهد الاشتراكية والديمقراطية والإنسانية.
ولسياسته الخارجية الناجحة، المعادية للضغوطات التي كان يمارسها الاتحاد السوڤييتي، والداخلية المعتدلة، والمتمثلة في إصلاح النظامين السياسي والاقتصادي، أصبح غومولكا مشهوراً، وتمتع بدعم شعبي واسع استمر حتى منتصف الستينات، ولا يعرف السبب في تحول غومولكا عن سياسته الشعبية التي انتهجها، وكانت بعيدة عن السياسة السوڤييتية تجاه الكتلة الشرقية، فقد بدأ غومولكا بانتهاج سياسة قمعية في الداخل، وعلى رأسها معاداة الكنيسة، كما دعم حلف وارسو في تدخله العسكري بقيادة الاتحاد السوڤييتي ضد تشيكوسلوفاكيا (سابقاً) سنة 1968، وأخفق في حواره مع الحركة الطلابية في السنة نفسها مما أدى إلى زج عدد من قياداتها في السجن، وشدد قبضة الدولة على وسائل الإعلام بدءاً من سنة 1970، وعدّت سياسته الاقتصادية مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية التي عمت البلاد منذ سنة 1968، والتي أدت إلى مظاهرات وشغب في معظم أنحاء البلاد، ولاسيما الساحلية منها التي قادها عمال السفن.
أجبرته هذه الأمور مجتمعة، وخاصة الأزمة الاقتصادية المستفحلة، على الاستقالة، في أواخر عام 1970م، من منصبه سكرتيراً أول للجنة المركزية للحزب، وعضواً في المكتب السياسي. وفي عام 1971م عُزل من جميع المناصب التي كان يشغلها، وأحيل على التقاعد حتى وفاته وخلفه أحد السياسيين الشباب، ويدعى إدوارد غيريك Edward Gierek.
غطاس نعمة
Gomulka (Vladyslav-) - Gomulka (Vladyslav-)
غومولكا (فلاديسلاف -)
(1905-1982)
فلاديسلاف غومولكا Wladyslaw Gomulka شخصية سياسية بولونية مهمة، بدأ حياته السياسية في قيادة نقابات العمال، وارتقى وصولاً إلى أعلى المناصب، وكان له دور مهم في سياسة بولونيا مدة نصف قرن (1922-1970).
ولد غومولكا في مدينة كرونوس Kronos، وأكمل تعليمه الابتدائي فيها، والتحق بالحزب الاشتراكي قبل أن يكمل عقده الثاني من العمر، عمل في النقابات المهنية منذ عام 1922م. ثم انتسب إلى الحزب الشيوعي البولوني السري عام 1926. وعلى الرغم من أنه كان عضواً في النقابات المهنية المركزية، إلا أنه أوقف ووضع في السجن مدة سنتين (1932-1934م). بعد ذلك سافر إلى الاتحاد السوڤييتي (سابقاً)، وأمضى مدة (1934-1935م) في مدرسة «كومينتيرم Kominterm» بموسكو، ثم عاد إلى بولونيا، حيث أوقف ثانية وأدخل السجن ثلاث سنوات (1936-1939). وبعد خروجه بدأ الاجتياح الألماني (النازي) لبلده، ففر إلى أوكرانيا، وأمضى في مدينتي بيلاموستي ولفوف فترة ما بين (1939-1942م).
عاد سنة 1942 إلى وارسو، وانتسب إلى الحزب الشيوعي المحظور في أثناء الاحتلال النازي، وأصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب، ثم أميناً للسر (سكرتيراً) فيها.
وفي المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية (1942-1944)، عمل منسقاً بين الحكومة الموجودة في المنفى (في لندن) والمقاومة والحزب، وتسلم في أثناء عمله مناصب عديدة ومهمة في آن واحد نتيجة نشاطه، إذ أصبح السكرتير العام للجنة المركزية للحـزب (1943-1945م)، ونائباً في مجلس الأمـة الوطني (1944-1947م)، وعضو المكتب السياسي (1944-1948م)، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء (1944-1949م)، ووزيراً على القطاعات المسلوبة من قبل ألمانيا (1945-1949م)، ونائباً في مجلس الشعب عام 1947م.
في عام 1948م أُقصي عن بعض مناصبه، لاتهامه بالانتماء إلى حزب بولوني يميني متطرف ضد الاشتراكية، فعزل عن منصبه سكرتيراً عاماً للجنة المركزية، وعضواً في المكتب السياسي. ومـع ذلك بقي عضواً فـي اللجنة المركزية (1948-1949م)، بل أصبح نـائب رئيس الهيـئة العليـا للرقابـة والتفتيش (1949-1950م)، ومدير قسم التأمينات الاجتماعية في العاصمة وارسو (1950-1951م). ولم يمنع ذلك كله من وضعه تحت المراقبة في عام 1951م، ثم إعفائه من مناصبه كلها، ونزع حصانته على الرغم من كونه نائباً في مجلس الشعب، وزجّ به في السجن للمرة الثالثة (1951-1954م).
بعد مـوت جوزيف ستالـين عـام 1953م، تقلّص نفوذ الاتحاد السوڤييتي على بولونيـا، فأطلق سراح غومـولكا (1954م) لكنه بقـي معزولاً عن السياسة (1954-1956م). ثم بدأ يعود بعد ذلك إلى الحياة السياسية شيئاً فشيئاً، فانتخب في تشرين الأول/أكتوبر عام 1956م أميناً لسر اللجنة المركزية، ثم أصبح السكرتير الأول لها بعد أن أعيد له حق العضوية في الحزب، والمكتب السياسي. واستعاد منصبه عضواً في مجلس الأمة، ونائباً في مجلس الشعب عام 1957م. وفي خطابه السياسي وعد غومولكا بإلغاء «النظام الستاليني»، وافتتاح عهد الاشتراكية والديمقراطية والإنسانية.
ولسياسته الخارجية الناجحة، المعادية للضغوطات التي كان يمارسها الاتحاد السوڤييتي، والداخلية المعتدلة، والمتمثلة في إصلاح النظامين السياسي والاقتصادي، أصبح غومولكا مشهوراً، وتمتع بدعم شعبي واسع استمر حتى منتصف الستينات، ولا يعرف السبب في تحول غومولكا عن سياسته الشعبية التي انتهجها، وكانت بعيدة عن السياسة السوڤييتية تجاه الكتلة الشرقية، فقد بدأ غومولكا بانتهاج سياسة قمعية في الداخل، وعلى رأسها معاداة الكنيسة، كما دعم حلف وارسو في تدخله العسكري بقيادة الاتحاد السوڤييتي ضد تشيكوسلوفاكيا (سابقاً) سنة 1968، وأخفق في حواره مع الحركة الطلابية في السنة نفسها مما أدى إلى زج عدد من قياداتها في السجن، وشدد قبضة الدولة على وسائل الإعلام بدءاً من سنة 1970، وعدّت سياسته الاقتصادية مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية التي عمت البلاد منذ سنة 1968، والتي أدت إلى مظاهرات وشغب في معظم أنحاء البلاد، ولاسيما الساحلية منها التي قادها عمال السفن.
أجبرته هذه الأمور مجتمعة، وخاصة الأزمة الاقتصادية المستفحلة، على الاستقالة، في أواخر عام 1970م، من منصبه سكرتيراً أول للجنة المركزية للحزب، وعضواً في المكتب السياسي. وفي عام 1971م عُزل من جميع المناصب التي كان يشغلها، وأحيل على التقاعد حتى وفاته وخلفه أحد السياسيين الشباب، ويدعى إدوارد غيريك Edward Gierek.
غطاس نعمة