تميز الشعر الأندلسي بالسمات الآتية:
الاتجاه المحافظ: كان الشعر الأندلسي يهتم بالموضوعات التقليدية مثل؛ الفخر، والحماسة، والمدح وغيرها، إذ كان يسير على نهج الأقدمين في بناء القصيدة وفي تجميع صورها، والتركيز على انتزاع الصور والمعاني التي كانت وليدة البيئة البدوية القديمة، إذ كانت مفردات الأشعار مزيجًا من الفخامة، والخشونة، والعمق، والغرابة أيضًا.
عوامل المحافظة: تطبّعت البيئة الأندلسية بشكل كبير من الطابع العربي وهو طابع محافظ، الأمر الذي انعكس على أدبهم وشعرهم، خاصة عندما كان حكامهم يدعمون حكمهم ويقوون سلطانهم، فاتخذوا الشعر أداة ترويج ووسيلة دعاية لهم، وتجدر الإشارة أن الأسلوب المحافظ الذي تناول به الشعراء الأندلسيون تلك الموضوعات التقليدية له تبرير في مخيلاتهم والعالم الذي عاشوا به، إذ إنه وهو العالم الذي عاش به آباؤهم وأجدادهم، حيث الصورة النمطية للبيئة المتشكلة بالصحراء، والنوق، والكثبان، والليل، والسهر، وغيرها من هذه الخطوط التي ترسم لوحة البادية، وكان آباء العرب يعتقدون أن خير أدب هو ما كتب آباؤهم في عالمهم المثالي ذاك، فكانوا يتنقالونه، ولهذا بقي الشعر الأندلسي يمتلك تلك البصمة المحافظة أبًا عن جد.
السمات الخاصة: كان للشعراء الأندلسيين طابعًا مستقلًا في شعرهم عن باقي المشارقة، إذ امتلكوا خصائص مميزة لشعرهم تتمثل في الآتي:
التجديد الموضوعي؛ وهي طرق بعض الموضوعات الجديدة، أو تناول بعض التجارب التي تم تداولها من قبل، وأقرب مثال هي القطعة الشعرية لأبي المخشى التي نقل فيها محنته في فقدان بصره، وكان أول شاعر تطرق لهذا الموضوع ولم يسبقه أحد، وفيها يقول:
خضعتْ أم بناتي للعدا
إذ قضى الله بأمر فمضى
ورأت أعمى ضريراً إنما
مشيه في الأرض لمسٌ بالعصا
فبكت وجداً وقالت قولة
وهي حرَّى بلغت مني المدى
ففؤادي قرحٌ من قولها
ما من الأدواء داء كالعمى
وإذا نال العمى ذا بصر
كان حيّاً مثل ميت قد ثوى
وكأن الناعم المسرور لم
يك مسروراً إذا لاقى الردى
التجويد الفني؛ وهي محاولة الأداء بطريقة أجود مما ألفها السابقون، إذ إن للأندلسيين وسائل مختلفة في التجويد، بعضها متعلق بالمضمون وبعضها يتصل بالشكل، إذ إن هذه الخاصية كانت من أوضح خصائص الشعر الأندلسي منذ نشأته وفي كل العصور.
التركيز العاطفي؛ ويعني هذا أن العاطفة هي التي تبرز في الشعر الأندلسي تكاد تكون أبرز عناصره، وتغلب على باقي الأمور الأخرى.