توماس غينزبورو Thomas Gainsborough مصور إنكليزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توماس غينزبورو Thomas Gainsborough مصور إنكليزي

    غينزبورو (توماس)

    Gainsborough (Thomas-) - Gainsborough (Thomas-)

    غينزبورو (توماس -)
    (1727-1788)

    توماس غينزبورو Thomas Gainsborough مصور إنكليزي ولد في صدبيري Sudbury (سفوك Suffolk) في إنكلترا، وتوفي في لندن. كان غينزبورو الابن الأصغر لـ جون غينزبورو John Gainsborough صانع الألبسة الصوفية، وعندما بلغ الثالثة عشرة، أرسله أبوه إلى لندن بناء على طلبه لدراسة التصوير، فالتحق بمرسم المصور والحفار الفرنسي هوبر غرافلو Hubert Gravelot.
    توماس غينزبورو: «السيد والسيدة آندروز» (نحو 1749)
    توماس غينزبورو: «حوار في حديقة» (نحو 1746)
    شُهر غينزبورو بتصوير الشخصيات والمناظر الطبيعية وبتنوع أعماله. ومن أولى أعماله في تصوير الشخوص صورة «السيد والسيدة أندرو» (1750)، وتبنَّى فيها أسلوباً رسمياً يحمل في طياته شيئاً من المصوِّر فان ديك Van Dyck كما في لوحته «الصبي الأزرق» (1770)، أما مناظره فكانت بسيطة تمثل الحياة الرعوية، إلا أنه صور في سنيه الأخيرة مناظر بحرية ولوحات مثالية بسيطة.
    أعلن الفنان أن حبه الأول كان للمنظر الطبيعي الذي تعلم أصوله من مصوري المناظر الهولنديين في القرن السابع عشر، وهو الفن الذي لقي رواجاً لدى جامعي اللوحات الإنكليز. وقد سبق غينزبورو الفنان جون كونستبل John Constable إلى الواقعية بقرن من الزمان حين صور القسم الخلفي من لوحته «السيد والسيدة أندرو» بنهج واقعي.
    انتقل غينزبورو إلى باث Bath عام 1759 للفوز بشعبية أكبر، وراح يتنقل بين التجمعات الموسيقية والمسرحية، وكان عليه أن يرضي زبائنه على اختلاف مشاربهم وأذواقهم، فتبنى لبلوغ غايته أسلوباً رسمياً ورشيقاً، ومع ذلك كان الفنان يؤثر تصوير أصدقائه على تصوير الشخصيات العامة.
    انتقل غينزبورو إلى لندن عام 1774 ومكث في أحد أركان بيت شومبرغ Schömberg House واسترعى بتودده نظر العائلة الملكية، وقام بجولة في منطقة البحيرة للاطلاع على منظر البرية الذي مجَّده المتحمسون للمناظر الطبيعية الرائعة، وكان يشعر بالحنين إلى الماضي والعودة إلى أركاديا Arcadia في الريف الإنكليزي، وقد عبَّر عن ذلك في سلسلة من اللوحات التي تتعلق بحياة الفلاح، وقد كانت هذه الأعمال أقرب إلى المثالية منها إلى الواقعية مثل «باب البيت الريفي». كان غينزبورو حقاً من أهم مصوري الشخصيات الإنكليز، والوحيد الذي خصص جُلَّ وقته لرسم المناظر الطبيعية والبحرية.
    كان فن غينزبورو أرستقراطياً؛ أي إنه كان ميالاً إلى المثالية، وهو في ذلك يختلف اختلافاً بيِّناً عن نظرة هوغارث Hogarth الواقعية، والذي لُقِّب بـ «رجل الجماهير».
    وجد غينزبورو غايته في توليف المشهد، وفيه تبدو الشخوص كما كان يقول: «وكأنها تملأ الفراغ - ولا أعني بذلك أنها تسد ثغرة - وهذه الشخوص تشكل عنصراً تنشغل به العين عما حولها لتعود فيما بعد إلى الأشجار، وإلى الطبيعة المحتضنة للشخوص بفرح أكبر». كان غينزبورو يتطلع إلى تقديم «شعور رفيع» تجلى في توليفاته التخيلية وفي جمعه للشخوص والمناظر الطبيعية في مشهد جامع وفريد. بمعنى أن عمله هذا يقدم نظيراً للشعر والموسيقى، ويحمل مزايا الاثنين معاً.
    ويبدو أن التشكيل في فن غينزبورو يمتح من مصادر متنوعة: ففي الفترة التي قضاها إبان مراهقته في لندن مع الحفار الفرنسي غرافلو تنامى فيه الشعور برهافة الحياة الريفية الفرنسية، والإحساس بالزمن في اللوحات الهولندية، ولما لهولندا من صلات بشرقي أنغليا East Anglia. وقد تبنى طريقة التوليف الهولندية وطبقها بأسلوبه الخاص في رائعته «غابة كونراد» Conrad wood.
    عبّر غينزبورو في سني إقامته المدينية عن رغبته في استرجاع ما سبق له أن فارقه، فإذا لم تعد «سفوك» تظهر في عمله من حيث إن المنظر الطبيعي فيها كان ببساطة شيئاً من الماضي؛ فإن اهتمام المصور بالمبادىء العامة للكتلة والإضاءة قد ازداد كما في رائعته «عربة السوق»، وانسجاماً مع ميله إلى التعميم حل محل الريفيين المحليين البسطاء فلاحون من أركاديا.
    كان غينزبورو يعرض أعماله في جمعية الفنانين بعيد تشكيلها في لندن عام 1768، وكان المصور الوحيد الذي دعته الجمعية من خارج لندن للعرض في صالاتها، وكان عضواً مؤسساً للأكاديمية الملكية، وقد أرسل صورتين شخصيتين ومنظراً طبيعياً لعرضها في المعرض الأول الذي نظمته الأكاديمية علم 1769. تابع غينزبورو في لندن الأسلوب الذي كان قد اعتمده في باث، وإنما على نحو أوسع وأكثر روعة، مع شيء من السوداوية والألوان الداكنة في بعض الأحيان: صورة «السيدة غراهام» Mrs. Graham و«نافخ المزمار»، وقد برز للعيان تأثير روبنز Rubens في مناظره الطبيعية مثل لوحة «المسقى». وفي عام 1783 استخدم غينزبورو طريقة لوثربورغ Loutherbourg في الإضاءة وطبقها في مجموعة من المناظر الطبيعية الصغيرة المصورة على الزجاج، وكانت هذه المناظر توضع في إطار على شكل علبة وتضاء بالشموع من الخلف. وفي عام 1781 فاز غينزبورو برعاية الملك جورج الثالث George III والملكة كارولين Caroline، ثم جاءه الدعم والتأييد من الصحافة ومن صاحب النيافة هنري بت Henry Bate، ومع ذلك كان الجمهور على حيرة من أمره حيال مناظره الطبيعية. وفي عام 1784 ساءت علاقته مع الأكاديمية الملكية لرفضها عرض أعماله، فراح ينظّم بنفسه معرضاً سنوياً لأعماله في مكان إقامته.
    يقول المصور المعروف رينولدز Reynolds: «إن غينزبورو لم ينظر إلى الطبيعة بعين شاعر»، لعل التقليد الأدبي قد أملى على رينولدز مثل هذا الرأي، لأنه إذا نُظر إلى شعر المصور من حيث إنه تخيلية لعالمه وأن هذه الرؤية ذات جمال إيقاعي لكان غينزبورو من أكثر مصوري عصره شاعرية.
    كان غينزبورو - ذو الطبع المرح والنزق في آن واحد - كاتباً ساحر الديباجة محباً للموسيقى، يؤثر صحبة الممثلين والموسيقيين على رجال الأدب، وكان ميالاً إلى التلقائية أكثر من ميله إلى الدرس والتأمل العميق، وكانت مصادر وحيه فرنسية وفلمنكية وهولندية أكثر منها كلاسية أو إيطالية، وإن في تعلقه بإنكلترا وعدم مغادرته لها والسفر إلى إيطاليا، لأدلة على خصوصية أعماله ومحليتها، مع أنه كان في الوقت نفسه من أقرب المصورين الإنكليز إلى النموذج الفرنسي في «الحساسية» sensibilité.
    بطرس خازم
يعمل...
X